احد السيدات دفع الاف الريالات
حفل أقامته بمناسبة طلاقها من زوجها .
و بررت ذلك بأهميته المعنوية بالنسبة لها،
لشعورها بأنها «وُلدت من جديد».
هذا الفرح الطاغي يدل على سلوك نفسي
وقهري مكبوت،
نتيجة تراكمات وضغوط هائلة،
تعرضت لها هذه السيدة،
كما تعرضت لها أخريات بكل تأكيد،
وإلا فماذا يعني أن تخطط امرأة
لتفاصيل حفل الطلاق وكأنه عرس،
وكما قالت «ابتداء من بطاقات الدعوى ذات اللون الأحمر،
واشتراط ارتداء الحاضرات أزياء باللون الأحمر».
إلا أنني أتساءل بشفافية :
ما الذي يوصل امرأة أو سيدة لمثل هذا التصرف؟
وما الذي سيجعل انتقامها بمثل هذا الشكل؟
قاعات المحاكم تمتلئ بنماذج نساء يعانين الأمرّين
من أجل الطلاق،
وجدران منازلنا العالية بأسوارها متخمة بالكثير
من أشكال العنف الأسري الذي يكون بطله الدائم
زوج مستهتر
أو مدمن
أو قاسي الطبع وغليظ الخلق .
تخيلوا زوجة يتركها زوجها 9 أعوام
معلقة ثم حصلت على طلاقها،
ألا يحق لمثل هذه الحالة أن تفرح؟
البعض يقول لا،
ويستكثر على امرأة أن تفرح ولو لمرة وحيدة
حتى ولو كان هذا الفرح على حسابها نفسيا وجسديا
وماديا واجتماعياً،
والبعض يتناسى حقيقة أن وصول المرأة
إلى قرار طلب الطلاق ليس سهلاً،
فالطلاق أحيانا رصاصة
رحمة لابد من استخدامه كخيار،
وعدم الاستمرار في تجربة تجلب المزيد من المرارة».
بعض الأزواج يمعنون في استخدام الحق الشرعي
بتعنت ويرفضون المعاملة بمعروف
أو تسريح بإحسان،
وكما قالت إحداهن «رفض تطليقي إمعاناً في قهري
وإذلالي حتى نذرت أن احتفل بمجرد خلاصي منه»،.
لكن بعد الخلاص لا تنتهي الحكاية .
فالنظرات بالمرصاد
والمرأة لا تستطيع تخليص نفسها مهما قدمت
من مبررات وإثباتات .
وحتى لو كان الرجل مريضا نفسيا
أو مدمنا أو مجرماً،
أو مهما كان سيئاً،
لا يتسامح المجتمع معها،
بينما إذا قرر الرجل التطليق
يمّكن ذلك بمنتهى البساطة،
فتدخل المرأة مرحلة أخرى
تكابد بعدها للحصول على الحضانة والنفقة،
وهذه مواويل أخرى للجانب المظلم من المأساة!
منقول . تحياتى للجميع
الموضوع الاصلي
من روعة الكون