(قصة شاب سعودي) اراد ان يعيش بدون واسطه..!!
--------------------------------------------------------------------------------
نظر إلى شهادته الجامعية التي لم تغن عن وضعه البائس شيئاً، وجلس يفكر في وضعه الاجتماعي... متى يتزوج؟ ومتى يبني بيتاً؟ وقبل ذلك من سيقبله ويوظفه مع العلم أن تقديره ممتاز؟ والغريب في أمره أنه يرفض الواسطة بشتى صورها وأنواعها، فهو يتطلع إلى مجتمع يأخذ كل شخص حقه بيده.
عرض عليه صديقه أن يتوسط له كي يحصل على منحة أرض فرفض ذلك بشدّة وقرر أن يذهب بنفسه إلى العاصمة لتقديم معروض يطالب فيه بحقه في الحصول على قطعة أرض ليبني عليها بيتاً أسوة بالمطلقات والأرامل.
وفي الصباح الباكر وفي المطار وبعد أن اشترى التذكرة توجه إلى موظف الخطوط، ليقدم له التذكرة...
الموظف / هل عندك حجز؟
الشاب / ( متفائلاً ) أنت أبوها وسمّها!!
الموظف / رح للانتظار وسجل اسمك لأن الرحلات كلّها مليانة.
نظر الشاب خلفه، فتبسم له أحد الركاب وهمس في أذنه بأن يعطيه تذكرته كي يدبر له مقعدا فهو أيضاً ليس لديه حجز. رفض الشاب هذا العرض وأخبره بأن الواسطة من ألدّ أعدائه.
ذهب إلى كاونتر الانتظار فلم يجد فيه إلا الهنود والبنغاليين متوسدين أمتعتهم، فعلم أن هذا أول العقبات التي زرعتها الواسطة. سجل الشاب اسمه في الصفحة الخامسة من قائمة الانتظار ثم عاد ليحجز مكانا بجوار بعض الأمتعة وبعد عدة رحلات سمع من ينادي اسمه.
الموظف / ما فيه إلا درجة أولى، إذا عاجبك رح وغيّر تذكرتك وعجل!!
دفع فرق الدرجة الأولى وأخذ بطاقة صعود الطائرة وفي طريقه للبوابة واجه الراكب الذي أراد مساعدته فسلم وعليه وقال له:
الشاب / عسى تيسرت أمورك ولقيت مقعد على رحلتي؟
الراكب / ما لك لوا أنا رحت على أول رحلة وهذا أنا راجع من سفري.
نظر الشاب إليه بأسى وودعه وفي الطائرة وبعد أن جلس في المقعد المخصص فاجأه أحد الموظفين وبعد أن سأل عن اسمه قال:
الموظف / لو سمحت فيه Vipعلى الرحلة.
الشاب / يعطيك العافيه أبغاه سكر زيادة!
الموظف / سكر زيادة في دمّكvipيعني ناس مهمين.
الشاب / والمطلوب؟
الموظف / أرجع سياحية.
الشاب / ماني راجع وإللي عندك سوّه!!
الموظف / بترجع وإلا دحّين أجيبلك الأمن؟!
الشاب / دحّ الله راسك وراس إللي وظفوك، أصلاً أنا ما أحب الدرجة الأولى لأن ما يركبها إلا الجبناء والمترفين وأنا رايح أركب مع الرجاجيل الشجعان ورا.
قدم معروضاً وبعد عدة سنوات جاءت الموافقة، أخذ المعلومات عن الأرض وذهب إلى البلدية ليعرف مكان الأرض، وهناك أخبروه أن المنحة مساحتها 2000م مربع، كاد أن يطير من الفرح، فلم يكن يخطر بباله أن يأتي اليوم الذي يحصل فيه على حق من حقوقه دون واسطة أو مقابل، ولكن سرعان ما تبدد فرحه حين علم أن المخطط يبعد عن مدينته 100 كم وزالت دهشته حين علم أن عليه أن يدفع قيمة ما زاد عن 900م مربع.
ذهب لصندوق التنمية العقاري ليحصل على القرض، وعند الموظف قال:
الشاب / ودّي طال عمرك أقدم عليكم وأطلب قرض وياليت تستعجلونه لأني أنوي أستقر وأتزوج بعد ما أحصّل وظيفة.
الموظف / إللي قدموا قبل 25سنه سلّمناهم الشهر الماضي.
الشاب / أجل على كذا بأبني البيت إذا خذيت التقاعد مرّه وحده.
الموظف / وش اسم العايله؟
الشاب / معاك طال عمرك أبو الخساير سلتان بن فلتان الـ ...
الموظف / أنا أسأل عن اللقب، مكتوب عندي في البطاقة الضايع؟
الشاب / احترم نفسك النقطه زايده وأنا لقبي الصايع فخذ من فخوذ قبيلة الـــ...
الموظف / بس... أعوذ بالله أنت بالع مسجّل؟؟!.
الشاب / لا تلومني طال عمرك لأنك أول واحد أشوفه يبتسم في الدواير الحكومية!!
الموظف / ومن قالك إني أبتسم؟ أنا أسوّي كذا لأن النظاره كبيره وأخاف تزلق من على خشمي... المهم عطني عنوانك؟!!
الشاب / أنا ساكن في صندقه على شارع الملك عبدالعزيز سابقاً والملك فهد حالياً والملك عبدالله لاحقاً وأنا أقترح يــ...
الموظف / يا كثر هرجك..... خذ هالرقم وراجعنا بعد 30 سنه.
الشاب / الله لا يهينك تحاول تزرّق اسمي في النظام القديم علشان نحصّل خصم 20%.
الموظف / زين إذا جاك الدور وأنت باقي حي!!
مرت السنوات وزحف البنيان باتجاه المخطط، عند ذلك قرر أن يذهب ليرى أرضه على الطبيعة ليمس ترابها بجلده ويتمرغ عليها، فقد أصبحت جزأ لا يتجزأ منه كيف لا ... وهي الشيء الوحيد بعد بطاقة الأحوال التي حصل عليها بالمجان، وعندما وصل إلى المخطط وجده قد أحيط بشبك له بوابة وقد وضع عليه لافته كُتب عليها: أملاك خاصة لصاحب السمو الملكي.... كاد أن يفقد صوابه فنظر للبوابة ووجد عندها جيب وقد ترجل منه شاب طويل أسمر.
الشاب / تقدر تقول لي من إللي حط هذا الشبك، قبل ما أشتكيكم؟!.
الخوي / هذي أملاك خاصة لتحسين أوضاع الأمير ولو شفتك تحوم عندها مرة ثانية نتفت ريشك.... سمعت؟!
الشاب / أنا عندي صك على أرضي وأنا إللي بأوديكم في داهيه.
الخوي / صكك هذا بلّه وأشرب مويته، عندنا صك يبطل صكك ويلغيه، يالله انقلع لأحشّ رجولك بهالرشاش!!
الشاب / أتحداك!!
يطلق الخوي رصاصة من رشاشه لتستقر في رأسه، سقط على الأرض وأصبح يتنفس بصعوبة، أحس برغوة تدخل في فمه تكاد أن تخنقه، رفع رأسه على صوت رجل يقول له: يا ولد أرفع رأسك.
رفع رأسه وإذا برغوة الصابون التي في البرميل الذي أمامه قد ملأت وج، علم بعدها أن ما حدث لم يكن سوى حلم، فقد غفت عيناه وهو ينتظر الزبائن ليقوم بتغسيل سياراتهم.
الزبون / بكم تغسّل السيارة يا رفيق؟
الشاب / بـ 10 ريالات.
الزبون / أنت سعودي؟
الشاب / نعم أنا سعودي، وأنت على سؤالك هذا أكيد منت بسعودي؟!
الزبون / أنا من الإمارات، وأنا مستغرب ليش ما تكمّل دراستك يا ولدي وتتوظف أحسن لك من غسيل السيارات؟
الشاب / أنا عندي شهادة جامعية يا خال، وما قدرت أتوظف إلى الآن، لأن ما عندي واسطة!
الزبون / وهذي تحتاج لها واسطة؟
الشاب / كل شي في هالبلد ما يمشي إلا بالواسطة، وإذا عندكم وظايف ودي طال عمرك تتوسط لي!!
الزبون / حنّا والحمد لله كل حقوقك تاخذها بنفسك والدولة تذكرك إذا نسيتها، ومنها الوظايف، تقدر تحصل على الوظيفة خلال يوم واحد وإذا عندك واسطة تحصل عليها خلال 24ساعة!!
الشاب / إيييييه... لهذا السبب ما أنتو في حاجة لتدريس مادة الوطنية، ويوم مات زايدكم بكى عليه الصغير قبل الكبير والسعودي قبل الإماراتي!!
منقوووووووووول..,,,,
الموضوع الاصلي
من روعة الكون