البَخُورُ والمَجَامِر

في سُكونِ الليل
إرتَديتُ ثَوبَ الحِرمَان
وهَجَعتُ إلى مَهدِ العَذَاب
وألمُ الحِكمةِ قَد غَيبَ جسدي عَن الوَعي
سَمِعتُ صُرَاخَ رُوحي المُتَألِمه
و مُحَاكَمَةٍ قاسيه
تَدورُ مِن جَانِبِ مخدعِي
كَانَ العَقُلُ مُنتَصِبَ القَامَةِ عَن يَمِيني
والقلب نَاحِبَ البُكَاءِ عَن يَسَارِي
يَا إلَهي
مَا هَذهِ المُحَاكَمَة ِالبِدائِيه
مَا أَذهَلَني!!!
أَنَهُم يَتَحَارَبُونَ بِمَا يَضِجُ بِهِ أَعمَاقي
ومَا نَتَجَ عَن أَيامي
ويُحصُونَ مُعَانَقَاتِ رُوحي
وَابتِسَامَاتِها
وَشَهَوَاتِها
كَانَ القَلبُ كَئِباً
يُلامِسُ جَبِيني المُحتَرِق
وَيَمسَحُ عَبَرَاتَ عُيُوني
كَانت مُحَاكَمَةٌ لا رَحمَةَ فِيها
فَما يَرَاهُ العَقلُ مِحنَةً كَبِيره
وَ لَعنَةً قَاتِلة ًوَذَنباً لا يُغتَفَر
يَرَاه ُ القلب مِنحَة ً وَقٌوه
تُولَدُ مِن رَحِم ٍ ذَاتي
وتنتهي خَلفَ مُدنِ تَخَيُلاتي
أَلعَقلُ يَستَهتِرُ أحيَاناً بِعَوَاطِفِ القًلب
وَيَنعَتُهُ بِالضَعيف
لِاَنَهُ يَنسى عَذَابَاتِ الأَمسِ
وَيَفرحُ بِتَفَاهِةٍ وَنَشوَة ِ عَابِرَه
يَا إِلَهي
مُحَاكَمَةٌ تَقتٌلني مِن حَيثُ لا أدرِي
تَائِهةٌ أَنَا
بَينَ قَلبٍ يَطلُبُ قُبلةَ الحَيَاه
وجَسداً يَصفعهُ المَوتُ
قَلباً يَشترِ ي لَحظات اللِذةَ بِأعوامِ النَدامه
قَلباً مُستسلماً للنَومِ ليَعيشَ الأحلام
وَعقلٌ يَصرخُ غَاضِباً
لَيستِ الفَضيلةُ أَن تَـتَجنبِ الرَذِيله
بَل ِ الفَضيلةُ في ألا تَشتَهِيها
نَتائِجُ النِقاشِ كَانت مُحزِنة
كَانت قِطافُ ثِمارِ الأيامِ المَاضِيةُ مِن عُمُري
وحُقولَ رَوحٍ خصبةِ للحُب
سَيستخدمها المستَقبَلُ
لِزراعةِ الأشوَاكِ القَاتِلةُ في دُرُوبي
وَصـَــحُــوتُ
على حَالٍ مِنَ الضَياعِ والإِحتِرَاق
رُوحٌ تَعشَقُ الإِحتِراقَ لِــتــَنشُرَ الطِيبَ عِشقا
وقلبٌ يَحتِرقُ شَوقاً لِمُلاقاة ِ الحَبيب
وَعقلٌ يُهَددُ بالإِحتِراقِ ذُنُوبا
مُحُاكَمةٌ لا تَنتَهي
تُرفَعُ الجَلسه
لِفُقــدَانِ الأدِله
كِلا الطَرَفينِ مُتَشَبِثٌ بِرأيهِ
وَاختَلطَ الجَاني بِالمجني عَليه
فَلا بـُــدَ مِنَ الإِحتِراق
هَل نُحاكمُ المَجامِرَ على حَرقِ البَخورِ ؟
أَم نُحاكِمُ البَخورَ على احتِراقهِ بِالمَجَامِر ؟
هي رُوحي بَخورِ عَاشقٍ للإِحتِراق في مَجمرةِ حُبهِ
فَهل للبَخور ِ طَريقٌ يَسلُكه ُ غَيرَ هَذهِ السَبيل
دَربَ رُوحي إلى رُوحِه
كَما دَربُ البَخُورِ إلى المَجَامِر
طَبعاً لَم يَبقى في المجمَرة إِلا رَمادُ رُوحِ المُحتَرقه

الموضوع الاصلي
من روعة الكون