بسم الله الرحمن الرحيم
للنفس مُتنفَسَها وسعادتها
وطمأنينتها وراحتها ..
كل إنسان يرجو السعادة
و يطلبها بكل وسيلة
:
فنجده تارة ..
يقلّب القنوات الفضائية باحثاً عنها
وتارة ..
في الأسواق يُلاحِق تلك وتلك ..
:
أو يُهلك نفسه
لجمع الأموال الطائله
فيبني القصور
و يقتني ما طاب له من حُلة وعطور
كل مطالبـ نفسِه مُجابه .. وزيادة
ومع كلّ ذلك
نجد تلك النفس تُزهق روحها بطريقةٍ أو أُخرى
قد ملّت و تَعِست من الحيـاة ..
:
أتعلمون لما !
لأن خالق السعادة سبحانه لم يجعلها في أموالٍ ودور
بل جعلها في رضاه و طاعته ..
فحين نستأنس بتنفيذ ما يأمر به ويُحبه
ونبتعد عمّا يغضبه ويكر
حينها فقط لن نتذلل للسعادة ونبذل من أجلها الكثير
بل هي من ستأتي تجُرّ خُطاها متذللة لنا ..
بل و سيتسلل الرضا لقلوبنا ويسكن بها ..
:
فمهما جمعنا و تَعِبنا من أجل دُنيانا
أو سعادة دُنيوية ..
لن نجنيها أبداً إذا بَعُدنا عن رب وخالق تلك السعادة ..
بل سنشعُر بضيق و ضنك
و تعب وقلق .. وما إلى ذلك ..
:
سُبحانُكَ ربّي
ما أكرمَك .. ما ألطفك .. ما أرحمك ..
دلّنا على السعادة
في الدنيا والآخرة
:
كم منّا يحفظ دُعاء الهمّ والحُزن ..!!؟
سأترككم تتذكرونه
وأنا سأقف هنا .. قليلاً
--
أذكر تجربـة تشرّبت بأحداثها
وعشتُ دقائقها..
وأبت نفسي إلا أن أبثُّها لكم هُنا
لعلّ هُناك من يستفيد منها ..
ووالله لولا ذلك لما أصررت على إدراجها ..
:
قبل سنوات .. من سنتين أو تزيد قليلاً
كان من فضْل الله علي
أن كُنت أختم القرآن كُلّ شهر مرة واحده
- بعد كل صلاة اقرأ أربعة أوجه -
و أعلم أن ذاك قليل ..
:
و في خلال تلك السنوات
كنت أقرأ هذا الدُعاء – دعاء الهمّ والحزن –
وأقف عنده كثيراً ..
وكنت أردده و أقف عند كل كلمة فيه
:
اللهم إني أمتك ابنة عبدك ابنة أمتُك
ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيّ حُكمك
عدلٌ فيّ قضاؤك ..
أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك
أو أنزلتهُ في كتابك ، أو علمتهُ أحداً من خلقك
أو استأثرت بهِ في عِلم الغيب عندك ..
(( وقفت هُنا ..
ولساني يُريد أن ينطق:
أن ترزُقني الجنة
أو تُحرّم وجهي عن النار..
أو أن ترزقني نظرة لوجهك الكريم
أو .. أو .. أو ..الخ ))
فأُكمِل :
أن تجعل القُرآن ربيعَ قلبي
ونور صدري وجلاءُ حُزني وذهابَ همِّي .
((وقفت وقفه أُخرى ولماذا القرآن
أبعد كلّ هذا الرجاء يكون فقط القُرآن ..
أليست أكبر مُنية للمسلم
أن يُرزق الجنة !!!))
..
كُنت مستمرة في ختمي للقرآن تلاوة
إلى أن سَمِعت أحد المشائخ في شريط له
يجُيب سائل أي الأفضل أن يحفِظ أو يتلو القرآن
وكان مما أذكر ان الشيخ قال الأفضل أن يجمع بينهما
وان كان لا يستطيع فالحفظ أفضل ..
قُلت في نفسي اذاً فلألتفت للحفظ ..
وهنا فائدة :
كُنّ دوماً ساعياً للأفضل وكُن واثِقاً من قُدراتك ..
وكانت هُناك دورة لحفظ القرآن فسجّلت فيها
وقلت في نفسي سأترك التلاوة هذه الفترة فقط وأعود ..
أي نعم حفظت بقدر لا بأس به ..
ولكن بعد انتهاء الدورة لم أعد للتلاوة : (
لم أستطع ..
أتذكر ذلك عندما يَمُرّ يومان أو خمسة من الشهر
فأحاول ان أقرأ جُزئية ما فات من القرآن
فلا أُدرك ذلك
فصرت انتظر الشهر الجديد لأبدأ من جديد ..
ذهب الشهر والاثنان والثلاثة .. والسنة
وأنا مع كلّ شهر استشعر حكمة الله من هذا الدُعاء
(( ان تجعل القرآن ربيع قلبي ))
وهاهي السنتان قد مضت ولم اختم القرآن في غير رمضان : (
:
لا تتخيلون كيف انقلبت نفسيتي
كان الوقت مع القُرآن لا يضيع و مُنظّم
والراحة والطمأنينة التي اشعُر بها
:
وفُقِد كل ذلك بدونه : (
:
وأيقنت ان الجنة سعادتنا في الآخرة
ولكن القرآن منبع سعادتنا في الدنيا والآخرة
:
عُذراً
على الإطالة و ما كتبت ما كتبت
إلى بعد أن روّضت نفسي للقرآن لتعود كسابق عهدها
حتى لا أكون ممن يقولون ما لا يفعلون
واللهم لك الحمد كثيراً لنعمتك التي أنعمت بها عليّ ..
:
وأخيراً
اللهم إني أمتك ابنة عبدك ابنة أمتُك
ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيّ حُكمك
عدلٌ فيّ قضاؤك ..
أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك
أو أنزلتهُ في كتابك ، أو علمتهُ أحداً من خلقك
أو استأثرت بهِ في عِلم الغيب عندك ..
أن تجعل
القُرآن ربيعَ قلبي
ونور صدري وجلاءُ حُزني وذهابَ همِّي .
:
منقول
الموضوع الاصلي
من روعة الكون