السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى الآل والصحب والتابعين وبعد:
إن نظرة المرء لشؤونه و حياته لها دور في تفاعل صاحبها مع أحداث المعيشة ومجريات أمورها.
وبودي أن أتحدث عن "النظرة التشائمية" و أثرها على صاحبها وعلى من حوله.
إن صاحب هذه النظرة لا يرى في الوردة إلا شوكتها ولا يرى في الكأس إلا القذى، لا يشكر الله ويحمده إلا قليلاً (وقليل من عبادي الشكور).
تجد لهذا المنظور أسباب كثيرة منها: التربية على أيدي أباء أو أمهات أو مربين متشائمين. و كذلك أن صاحب هذا المنظور مر بمواقف هزيمة أو فشل لم يجد من يساعده في الخروج منها، فتعزز لديه شعور النقص والتشاؤم.
وكذلك ربما هنالك تراكيب وراثية أو هرمونات لها دور في وجود هذه النظرة السوداء.
كيف تعرف صاحب النظرة التشائمية؟
1- كثير النقد للآخرين ولا يرى إلا العيوب.
2- لا يحاول أن يفرح ويبتهج حتى في المناسبات الفرائحية الاجتماعية(زواجات) أو الوطنية(زيادة رواتب) أو الإسلامية(خروج المحتل من غزة) أو العالمية(نكبات العدو المحارب).
3- يأتيك بأخبار السوء والهزيمة وضعف الأمة وهلاك المجتمع ولا تقنعه المبشرات بل يقلبها إلى إشاعات.
4- يحمل مسؤولية أخطاءه الآخرين. ( الموساد .... الصهيونية .... الماسونية .... البطانة الفاسدة .... السيارة عطلانة .... الطريق زحمة ...).
5- متسخط ولا يعجبه العجب حتى على بعض أقدار الله وعينه على ما في أيدي الناس. (الدول المتقدمة سوت...الدول المتقدمة فعلت....)
6- كثير الفشل و الأخطاء لأنه يتوقع الفشل فيحصل عليه. (ما تركز عليه تحصل عليه).
7- لا يستمر في مشاريعه حتى وإن حقق نجاحاً بسيطاً لأنه ينتظر الفشل في أي لحظه.
من كانت هذه صفاته أو ملامحه فليعلم أنه سيتكون عنده حسد وحقد متراكم على الناجحين مما يزيد من المأساوية في حياته.
وقد لاحظت على كثير من الألقاب والتوقيعات في كثير من المنتديات البؤس والفشل والحزن والتشاؤم.
كل منا قد مر بمواقف ظلم و قهر و فشل و هزيمة ماذا نفعل؟ ننبطح؟ ننحني لكي تمر العاصفة؟ لكن الانحناء لحظات وليس سنوات.
انظروا إلى محمد صلى الله عليه وسلم لما تجمع الكفر بجميع أطيافه من عرب ويهود ومنافقين في غزوة الأحزاب وما صاحب ذلك من مطر وعواصف ورياح، ومع هذا والنبي صلى الله عليه وسلم يضرب الصخرة في عرض الخندق ويقول: "الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام ....الله أكبر أعطيت فارس....... الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن...."
كلما ضاقت الأمور كلما زاد تفاؤل محمد صلى الله عليه وسلم.
كلما ضاقت عليك الرزايا فقل: "الله أكبر حلت مشكلة......"
اكتب لك عبارات تفاؤلية على عدة أوراق وعلقها على المرآة في غرفة نومك وعلى واجهة المقصورة الداخلية في سيارتك وعلى شاشة جهازك وعلى مكتبك لتتحول للمنظور الإيجابي المتفائل.
وهذه العبارات مثل:
أنا شاب محظوظ و ناجح.
أنا زوجة محبوبة و حنونة.
أنا مدير قوي و محترم ومرن.
وكرر النظر لها من وقت لآخر و كررها بلسانك وقلبك لمدة شهر تقريباً حتى يتحول عندك المنظور.. وجرب.
هذا تحليل بسيط للنظرة التشائمية وأثرها على ضعف صاحبها أحببت أن أحذركم منها.
وصلى الله على سيدنا محمد.
****
شاعر الصحراء
الموضوع الاصلي
من روعة الكون