و الآن إلى الموضوع الّذي يأتي ردّاً على بعضِ الإستفسارات المتعلّقة بحملةِ النّصرةِ لإيواءِ فلسطينيّي العِراقِ .. و لعلّ الردّ على بعض الإستفسارات الأخرى يكون في مواضيعَ لاحقةٍ بإذنِ الله ..
قضيّةُ فلسطينيّي العِراق ليسَت جُرحاً جديداً في جسّدِ الأمّةِ المُسلِمة, بل هيَ امتِدادٌ لجُرجٍ نازفٍ منذُ نحوَ قرنٍ من الزّمان ..
قرنٌ مضى على ذلكَ اليَومِ الّذي نزلَت فيهِ عصاباتُ شتيرن و هاجانا إلى شوارعِ (القدسِ) و (يافا) و (تل أبيبَ) و (حيفا) .. مسلّحينَ بحِقدِهم و إجرامِهم و ببَعضِ البنادِق الخفيفَةِ و التّغطيَة البريطانيّة .. و الوُعودِ العربيّة !
و مُنذُ ذلكَ الحينِ .. و المسجدُ الأقصى يئنّ .. لكن النّاسَ قد أصمّهم عن سماعِهِ صوتُ الغناء و دعَواتُ الرّكونِ و التّخاذل !
المسجدُ الأقصى غدا * * * في الأسرِ مغلول السّراحِ
لــندائِه في كــــلِّ قلبٍ * * * مـــؤمنٍ وخزُ الرّمــــــاحِ
أيـن الذيـن يقــودُهــم * * * للــبذلِ ذبـحي و اجتياحي ؟
و يــقولُ هل من ضيْغمٍ * * * عــن طُهرِ أمته يلاحي ؟
و تَلَفَّتَ الميدانُ هل * * * من طارقٍ هل من صلاحِ ؟
أنا صِحْتُ أطلبُ عونهم * * * أتراهُمُ سمعوا صياحي ؟
مُنذُ أشهُر، وجّهَ الّلاجئونَ الفِلسطينيّونَ في العِرَاقِ نِدَاءً إلى منَظّمَةِ التّحرير الفِلسطينيّة و إلى الدّولِ العَربيّة و المُنَظّماتِ العَالميّة جاءَ فيه :
(( نحنُ الّلاجئونَ الفِلسطينيّونَ في العِراق المُحتلّ نَذوقُ الأمريّنِ يَوميّاً تحتَ سِياط حِراب الإحتلالِ الأمريكيّ و ميليشياتِ القُوى و الأحزَابِ السّياسِيّةِ العِراقيّة الحاكِمَة و مؤسّساتِ الشّرطةِ و ألويةِ الحَرسِ الوطنيّ المُختلِفةِ و تحريضِ الوَسائل الإعلاميّة المَرئيّة و المَسمُوعَةِ و المَقروءة ضدّنا..
تُداهَمُ حُرُماتُ بيوتِنا.. نُعتقَلُ.. نُخطفُ.. نُهانُ عَلى الحَواجز على الهويّة.. نُلاحَقُ.. نُطاردُ.. نَموتُ.. تحتَ التّعذيب.. نُحاصرُ.. نُقاطعُ.. نُطردُ مِن أعمالِنا.. تُطلقُ علينا الأعيرَة النّاريّة حيثُ نسكن ... ))
للأسفِ .. أخطَأ الأحبابُ الإتّجاهَ فوجّهوا رسالتَهم لمن لا يملكونَ أمرَهم .. فَهل يُعقلُ أن نطلبُ الحريّةَ ممّن لا يملكُها أصلاً ؟ .. و لكن من يلومُ الغريقَ .. إذا تعلّقَ بقشّة ؟!
و لكِن ما زالَ في الأمّةِ الخيرُ .. فهي تغفو و لكن لا تَنامُ .. و تمرضُ لكنّها لا تموت
النّصـــرُ يُجْنى بالدّماءِ * * * و بالعَنـــاءِ و بالصّفـــاحِ
لا بالوُعـــودِ و بالمُنى * * * من كـــــــلّ زنْديْقٍ إبــاحي
و الفوزُ فــوزُ الخاضبينَ * * * جسـومهم بدَم الجــراحِِ
الراّفضيـــنَ بأن تُبـــاعَ * * * ديارُهــــم بيْعَ السّـــــماحِ
والعائفيـــــنَ العيشَ، عيشَ * * * المُستــــذَلِّ المستباحِ
فأبناءُ الأمّة المجاهدونَ الذينَ ضحّوا بأرواحِهم و أمنِهم نُصرةً لأمّتهم .. كانَ لُهم موقِفُهُم .. و قالوا كلِمتَهم .. لكن الإعلامَ غطّاها كما غطّى على غيرِها .. و استمَرّ في غيّهِ مُصرّاً على وصفِهم بأشنعِ الأوصافِ و محمّلاً إياهُم أوزاراً لا ناقةَ لهم فيها ولا جمل .. بل هُم أوّلُ من يرفُضها و يستنكِرها !
يقولُ الحقّ تباركَ و تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) [ الحجرات الآية 6]
فهذا بيانُ الشيخِ أبو عُمرَ البَغداديّ, أميرِ دولةِ العراقِ الإسلاميّةِ بشأنهِم :
و هنا معَ البيَانِ مقطعٌ صغير للرّد على كل من يسيؤونَ الظنَّ بإخوتِهم المجاهدين .. المقطعُ يبيّن براءة المجاهِدينَ من تقصّد سفكِ دماءِ المدنيّينَ الأبرياءِ
:: تفضّل بالتحميلِ ::
http://www.w-n-n.com/up/muslm.divx
http://202.75.33.137/uploads/muslm.divx
و هُنا بيانُ المجاهدينَ الكرام في جماعَةِ أنصارِ السّنة بشأنِ فلسطينيّي العراق :
(( من ديوان الشرع والقضاء ... حول نصرة إخواننا الفلسطينيين في العراق ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
يقول الحق تبارك وتعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة آية 71.
وورد في صحيح البخاري: (عن أم شريك رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وقال كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام).
والوزغ هو ذلك المخلوق الذي كان ينفخ في النار عندما ألقي فيها نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهذا أدنى ما على المؤمن فعله إذ بفعله هذا يثبت أنه يوالي المؤمنين أمثاله وإن باعدت بينهم الأزمان أو البلدان فالذي يجمع المؤمن بأخيه هي العقيدة والإنتساب للإسلام وإن إختلفت اللهجة أو اللون فهذه أمور لا إعتبار لها في دين الله عزوجل.
كما يؤخذ أن المؤمن عليه أن يعيش أحزان إخوانه ونكباتهم ومصائبهم وهذه من الواجبات التي إن فرطنا فيها أخذنا الله بذنوبنا والعياذ بالله.
وبناء على ما تقدم نذكر أهلنا وإخواننا من أهل السنة في العراق بالواجب الملقى على عاتقهم تجاه إخوانهم الفلسطينيين الذين يعيشون ويعانون ما يعانيه أهل السنة من إستهداف لأرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم من قبل الروافض الحاقدين وما كل ذلك لشيء إلا لأنهم من أهل السنة , فإن كان المؤمن يؤجر بقتله لوزغ لأن الوزغ كان ينفخ النار على إبراهيم عليه السلام ولم تزد النار بنفخه شيء فكيف بمن يؤوي أخاه المسلم و يعينه في طاعة الله و يخفف عنه آلامه لا شك أن هذا أكبر عند الله و أعظم.
يقول عليه الصلاة والسلام (من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل) رواه مسلم.
فنقول لإخواننا أهل السنة في العراق: أنصروا إخوانكم الفلسطينيين وخففوا عنهم ما استطعتم وكونوا لهم سندا وعوناً وظهيرا... فوالله ليس لهم بعد الله سبحانه وتعالى إلا أنتم فلا تخذلوهم في وقت شدتهم ومحنتهم ولا تفرطوا فيهم وإعلموا أن هذا من أسباب الدخول إلى الجنة وكسب رضى الله عزوجل ونحسبكم أهلاً لذلك.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
ديــوان الشـرع والقضـاء
جماعـة أنصـار السنـة
7/ربيع الثاني/1428
24/4/2007
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)
و في الخِتامِ .. نرجو ممّن اطّلعَ على هذا المَوضوعِ و وجدَ فيهِ خيرَاً أن يَنشرَهُ حيثُ استطاعَ و يُطلعَ عليهِ من أحبَّ .. نُصرَةً للمُستضعفينَ و رفعاً للضّيم ..
و إن عجزتَ فلا أقلَّ من الدّعاء ..
و دُمتُم بخَير ..