:mo13::mo13:
:mo13::mo13:
كان آخر فيلم شاهدته بالسينما ل "عادل إمام" هو فيلم "السفاره فى العماره" بناء على طلب الست الوالده .. من قبلها بزمن كنت قد قرّرت أن أفلام "عادل" لا تصلح للمشاهده فى السينما و آخرها أن تشاهدها مرّه على أى من قنوات الأفلام ..
لكن خروجا على هذا القرار كنت قد قرّرت بناء على قراءة قصة فيلمه الجديد "مرجان أحمد مرجان" أنّى سأشاهده فى السينما لطرافة الفكره التى تؤكد أختى أنّنا شاهدناها فى فيلم أجنبى منذ سنوات لكنّى فشلت تماما فى تذكّر هذا :(
المهم .. الحمد لله رب العالمين تخلّى "عادل إمام" عن غرامه بممارسة التحرّش ببطلات أفلامه !! تخيّلوا الإنجاز !!هو طبعا لم يتخلّ عن الصوره النمطيه للمتديّن فى أفلامه لكن ما قد يخفف من تأثير هذا أن الجميع فى الفيلم -باستثناء البطله و أبناء البطل- من المرتشين و أصحاب الذمم الخربه فمش هتحس أوى بتحيّز ضد المتدينين تحديدا !!
لا تنس قبل أن تدخل الفيلم أن تعطّل عقلك بعض الشئ عن العمل و التفكير فيما تراه و بهذا قد يزيد استمتاعك بالفيلم .. فلا تسأل مثلا عن الملياردير صاحب المؤسسات الاستثماريه الضخمه الذى يهتم بالجلوس بنفسه مع رجل الضرائب لتقديم الرشوه له !! أو تتساءل عن حالة "العته" التى ألمّت بالبطل خلال إلقاء بيان بمجلس الشعب و التى لا تتناسب إطلاقا مع تكوينه لثروه ضخمه و كونه رجل أعمال من الطراز الأول !! أو تتساءل مثلا : لماذا يهتم رجل أعمال ثروته متضخمه بهذا الشكل بصورته الاجتماعيه رغم أن مجتمعنا يشهد نماذج لرجال الأعمال لم يحصلوا على أى شهادات ولم يتساءل أحد عن ثقافتهم أو مستوى تعليمهم !! رغم ما لهذا التساؤل من أهميه لأن الفيلم ببساطه مبنى عليه ..
آه نسيت أقول أن فكرة الفيلم ببساطه هى أن أبناء رجل الأعمال يشعرون بالاستياء و الخجل من كون والدهم غير مثقف و غير متعلم تاره.. و تاره أخرى بسبب تلميحات الصحافه لمصادر ثروته الغير شرعيه .. فيقرر الاب دخول الجامعه التى يدرس بها ابناؤه للحصول على شهاده جامعيه .. و هى نفس الجامعه التى تدرّس بها البطله لابناء البطل .. لا تتساءل من فضلك عن هذه الصدفه التى جعلت البطل و البطله أبناء حى واحد بحيث يخوض كل منهما انتخابات مجلس الشعب عن نفس الدائره فكل هذه تفاصيل غير مهمه ..
أفلام "عادل إمام" غالبا ما تتميز ب "لزمه" حواريه يكررها على مدار الفيلم وكنت أرجو أن يتخلّص الفيلم من هذا الملمح كما حدث مع موضوع التحرّش بالبطلات لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه و قد تخرج من الفيلم كارها ل"لشاى بالياسمين" و "قعدة المكاتب" وهى اللزمات التى دأب "عادل" على ترديدها كلّما كان بسبيله لتقديم رشوه .. آه .. نيجى للرشوه ..
اللزمه الأخرى التى تكررت لحد الملل على مدار الفيلم هى تقديم "عادل" للرشوه لكل مخلوق .. بدءا برجل الضرائب .. مرورا برجال لجنة الشعر و الإبداع و أساتذة الجامعه التى يدرس بها و مدير هذه الجامعه و زملاء الدراسه و لجنة تقييم الأعمال الفنيّه بالجامعه و حكّام المباراه التى لعب فيها لفريق الجامعه و خطيب البطله السابق و رئيس الجماعه الدينيه و كل النماذج و الرموز التى يمكن أو لا يمكن أن تتخيلها .. و هذه ليست مبالغه لأن البطل تخيّل أنّه يمكن أن يفعل المثل مع الله سبحانه و تعالى فى لحظه لم يكن ممكنا فيها تقديم الرشوه لإنسان !!
كل هذا قد يمكن قبوله و ابتلاعه باعتباره من ضرورات عمل رجل الأعمل لكن ما لا يمكن قبوله هو هذه المحاضره القصيره المركّزه التى ألقاها عادل فى تحليل الرشوه و لماذا يقدمها لأنه الأكثر إحساسا بالمواطن المطحون و أن من ينتقدوه يعيشون فى برج عاجى !! رغم أن اغلبية النماذج التى قبلت الرشوه فى فيلمه لم تكن مطحونه ولا مهروسه ولم تكن بحاجه لبيع ضمائرها و التخلى عن مبادئها !! ورغم أن تقديمه الرشوه فى كثير من المواقف حرم أصحاب حقوق من حقوقهم كما ظهر فى مشهد حصوله على جائزة التمثيل الذى مرّ عليه الفيلم بسرعه شديده و كنت أرجو أن يترك عادل و مؤلفه المطحونين فى حالهم و ألاّ يتاجروا بهم في فيلم لم يظهر به أى مطحون حقيقى .. لكن كلّه يهون فى سبيل أن يلقى عادل علينا محاضرات أخلاقيه فى كل فيلم من أفلامه !!
برغم السخريه المعتاده التى يلقيها الفيلم على المثقفين و الفنانين و الشعراء و رجال التعليم -الجامعى تحديدا- و كونهم فى انتظار اى عضمه يلوح بها لهم كى يتخلّوا عن كل قيمهم و افكارهم كان لابد من التصالح معهم كى ينتهى الفيلم النهايه السعيده و تقبل استاذة الجامعه الزواج بالطالب الفاشل سابقا الذى نجح فى نهاية الفيلم فى الحصول على الشهاده الجامعيه .. و نسمّع الناس الحلوه دى كلمتين حلوين من قبيل : بالعلم حاسس انّى ملكت الدنيا كلها !!
ملحوظه أخيره : مش عارفه ليه منصب استاذ الجامعه بقى دور مغرى لكثير من العاملين بمجال الفن !! فسمعنا عن قيام "محمد السبكى" بدور استاذ جامعى فى فيلم "عمر و سلمى" ومش فى اى جامعه لا فى جامعه كنديه !! و كنت ارجو ان يكون قيام ميرفت امين بدور استاذه جامعيه متضمّنا لما هو اكثر من ترديد كلمات مثل "حضاره" و "متحضر" و "حضارى" مثل البغبغان طول الفيلم لا لشئ الا لانها تدرّس ماده اسمها "حضاره" !!
لا اريد ان يفهم من كلامى هذا انى لم استمتع بالفيلم !! بالعكس انا خرجت من الفيلم فى حالة انشكاح قد يكون سببها غير مرتبط به شخصيا .. لكنّى خرجت من الفيلم مبسوطه
كل تقديرى واحترامى للجميع
اختكم من مصر
الموضوع الاصلي
من روعة الكون