بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على المبعوث رحمةً للعالمين .. سيدنا محمد وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين , ثم أما بعد ..
القلب يتقلّب في هذه الحياة بين القسوة واللين فإذا تواردت عليه القسوهـ والعصيان قسى , وإذا أكثَرَ العبد من الطاعات رقَّ الفؤاد. وسبب غلظة القلب هو البعد عن الله , وإذا وقع القلب في وحل الذنوب وجَبَ على العبد أن لا يستسلم لتلك الأدران بل عليه البِدار بِغَسل تلك الأوساخ التي علقت بالقلب من خلال الرجوع إلى الله والإنابةِ إليه.
ومن أنجح أسباب علاج قسوة القلب:
1- الإكثار من ذِكر الله.
فذِكر الله يجلب الفرح والسرور والرزق والمهابه ويُوجِب مراقبة الله وكثرة عبادته والإنابة إليه والقرب منه , وبالذكر تُرفَعُ الدرجات وتُغفَرُ السيئات وتُستَدفَع الآفات وتُستَكشَفُ الكُرُبات , وتَهُونُ به على المُصابِ المُلِمَّات , به إنشراح الصدر وطُمأنينةُ القلب : {ألاَ بِذِكرِ اللهِ تَطمَئِّنُّ القُلُوب} , وبذكر الله تحيا القلوب - يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " مثَلُ الذي يذكُرُ ربَّهُ والذي لا يذكُرُ ربَّهُ مثل الحي والميِّت " رواه البخاري - ومن عرف عَظَمَةَ الله أكثر من ذِكرِه , والإكثار علامة الصدق مع الله.
2- حفظ الجوارح عن المعاصي.
فتحفظ السمع عن إستماع المعازف والغيبة مثلاً , وتحفظ البصر عن مشاهدة ما لا يَحِل , وتحفظ اللسان من الكذب والبهتان.
3- الإكثار من قراءة تفسير القرآن العظيم.
في القرآن الكثير من الالمواعظ والعِبَر , والترغيب والترهيب , والوعد والوعيد , فقد لا تستوقف قاريء القرآن هذه المعاني إلاّ بالتَّأمُّل في الآيات بقراءة التفسير وبيان معاني تلك الآيات.
4- حضور دروس العلماء.
فالإجتماع بالصالحين والإستماع إلى العلماء يَحدُوانِ بِكَ إلى طريق الآخرة , ويُزَهِّدانِكَ في الدنيا الفانية.
5- قراءة كُتُب العلماء.
فإذا قرأتَ لِعالِمٍ عامِل فأنتَ تقرأ لمن أثنى الله عليه بأنه يخشى الله : {إنَّما يَخشَى اللهَ من عِبادِهِ العُلَماءُ إنَّ الله عزيزٌ غَفور} وبالتالي فمن المُسَلَّم بِهِ أنَّ من يقرأ لمن يخشى الله أن يتَّصِف بصِفاتهم.
6- زيارة القبور.
وهذا من هَدي المصطفى عليه الصلاة والسلام , والقبور أوضح بيان لِقِصَر الحياة وعدم الإغتِرار بالأمل المذموم , وكم دمعةٍ ذَرَفَها الصالِحون عند زيارة القبور خوفاً من الله بِتَذَكُّر منازلهم بعد الرحيل , وقد قال عنها عليه الصلاة والسلام : {إنَّها تُذَكِّرُكُم بالآخِرَه} رواه الترمذي وابن ماجه.
فإن أصبت فيما نقلت فهذا من الله وحده و لا حول و لا قوة لي به , وإن أخطأت فمن الشيطان ونفسي .. والله ورسوله منه بريئان.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون