غالباً ما يلجأ الرجل أو المرأة لهجرة فراش الزوجية، وإلباس المشكلة ثوباً غير الحقيقة، ويبحثان عن إشباع لرغباتهما خارج إطار العلاقة الزوجية، والأكثر انتشاراً في بلادنا العربية والإسلامية، هي حالات خيانة الرجل أكثر منها عند المرأة، وذلك بسبب النظرة المجتمعية لها والمرتبطة أساساً بالموقف الديني، وان لجأت المرأة للخيانة فغالبا ماتكون نتيجة لرد فعل على اكتشافها خيانة زوجها أو هجره لها جسدياً، واهماله لها كأنثى وانسان، وهذه المشكلة ان طرحناها اليوم فذلك يعود لماتسببه من مشاكل أسرية ، بل تهدد الحياة الزوجية بالانهيار، وتنعكس سلباً على الأطفال وتربيتهم، كما تؤثر عليهم نفسياً وتشكل لهم عقبات حياتية تظهر في سلوكياتهم المستقبلية ، ويبدو ذلك من خلال انعدام لثقتهم بوالديهم، واهتزاز لشخصية الطفل وتساعد على انحرافه ، كما تنعكس على مردوده وتحصيله العلمي، وممارسة العنف داخل الأسرة أو خارجها مظهرا رفضه للأوامر الأسرية وعدم الطاعة لمدرسيه أو والديه...بالاضافة أن تفاقم المشكلة يسبب أيضا استخدام العنف داخل الأسرة وغالبا ماتكون المرأة ضحيته.
أما ماأدى لتفاقم المشكلة وبروزها أكثر على السطح العائلي ، كقضية ملحة من القضايا الأسرية التي تعاني منها الأسرة العربية والاسلامية عموماً، هو التطور التكنولوجي والذي لم يترافق طرداً مع تطور ثقافي يساعد كلا منهما على استيعاب الواقع وفهم أبعاده لتجاوزها أو عدم السماح لوقوعها ونلخص ذلك بما يلي: الاعلام الجديد، من تلفاز ولاقط لكل ماتحفل به الفضائيات العربية والعالمية من نساء جميلات وموديلات وفنانات...الخ بالاضافة لما تحفل به أسواقنا وشوارعنا من سلع استهلاكية مغرية تجعل من جسد المرأة سلعة للمتعة فقط وللاغراء، وكلها يصب في قالب كسب الرجل وشد انتبا وتسعى لخدمته في السرير!! بالاضافة لانتشار الأفلام الاباحية، ومحاولة الكثير من الأسر اقتنائها، وغالباً مايتصورها الرجل في سريره، ويحاول تطبيقها على زوجته....أو يسبب لابتعاده عنها والبحث عن المتعة خارج البيت، مما يزيد الهوة عمقاً بينه وبين زوجته. مع انتشار وصعود طبقة الأغنياء الجدد في مجتمعاتنا ، سيارات فارهة، مطاعم فخمة، أزياء راقية، وكلها تحتاج لميزانية تخص رجال الأعمال، ممن يزورون الدول الأجنبية ويخرجون من نطاق الأسر المجتمعي الى مجتمعات أكثر انفتاحا وتسامحاً وتكون النتيجة البحث عن مغامرات للمتعة يتباهون في روايتها بعد عودتهم ...لكن الصدمة عندما لم تعد الزوجة تفي بالحاجة ، فيتم البحث خارج اطار العلاقة الزوجية عن طريدة ، والمراقب عن كثب لهذه الطبقة يلاحظ ليس فقط انحراف الرجل بل المرأة أيضاً، وغالب الأحيان يغمض كلا منهم عينيه على المأساة تجنباً للفضيحة وهدم الأسرة محاولين الحفاظ على شكلها الاجتماعي والطبقي ولو ظاهرياً. فيما يتعلق بالخيانة، هناك أيضا صور جديدة وطارئة على مجتمعاتنا، وتتمثل بالاقتناء لجهاز الكمبيوتر، والهاتف المحمول، وغيره من تقنيات العصر ، والتي تساهم على نشوء نوع جديد من الخيانات....ربما لاتوضع في اطار الخيانة الجسدية ، حيث يكتفي الزوج أحياناً بالغزل الأليكتروني أو الهاتفي، فيقضي الكثير من الساعات أمام الكمبيوتر يحادث ويخاطب امرأة مجهولة وبأسماء مستعارة غالبا ..يفضي لها بمكنونه العاطفي ويبثها لواعجه ، التي يضن بها على شريكته في المنزل! ...وذلك بدافع الحرص على بقائه السيد صاحب السلطة والنهي والآمر داخل الجدار الأسري ، والمحب العاشق على الهاتف والنت وبهذا يعيش كل يوم قصة غرامية جديدة ، وللانصاف هناك الكثير من النساء أيضاً من المحرومات والمهمشات عند الأزواج يلجأن لنفس الأساليب والطرق لتعويض النقص عن الحرمان بطرق مشابهة تماماً وكثيراً مانرى على شاشة التلفاز رسائل غرام موجهة لشخص ما بالاضافة لأرقام هواتف.....أي أن جهازنا العظيم يقدم خدمات خيانية غالباً ولايصب معظمها في اطار الخدمات الغرامية لجيل الشباب فقط.... بالطبع هذه المشاكل تعترض الأجيال الشابة الجديدة . وكم من القصص نسمعها ونقرأها يومياً عبر النت والصحف ، وجلها يتحدث عن خيانات بل حماقات يرتكبها الرجال والنساء على السواء... حين تكتشف المرأة صوت زوجها وهو يغازل احداهن....فتلجأ غالبا للانتقام منه بنفس دائه....ملقية بذرائع الأخلاق والتقاليد عرض الحائط بحثا عن الانتقام لكرامتها المهدورة وأنوثتها المجروحة...، خاصة عندما يلجأ الزوج لممارسة العنف الأسري لكبح ثورة المرأة وردود فعلها... وعندما يمسك بالجرم المشهود ...يقول: ( ومايضيرك ...هذه ساقطة وتبحق عمن يحادثها...انت زوجتي وأم أولادي وهل ذهبت معها وتركتك؟؟؟) بالطبع تلك الباحثة عن حب أو زوج !! تصبح ساقطة !!وهذا يدفع الرجل لزيادة القمع والتشديد على البيت والأسرة ، كما يمكن أحيانا أن يساهم ويتدرج في الوصول الى الخيانة الزوجية الجسدية ، أو الزواج بثانية حيث تسمح له القوانين بتعدد الزوجات نتساءل لماذا يبحث الزوج عن مغامرات من هذا النوع؟؟؟ فاما محاولته اثبات أنه مازال شاباً وقادرا على اسقطاب الصبايا، أو لاشباع نقص ما لديه يفتقده في البيت، او أن الزوجة ذهب شبابها واضمحل بعد أن قدمت له الذرية التي يرغب وبنت معه الحياة والأسرة، فلم تعد تفي بدورها لاشباع رغباته!!! الآن لو نظرنا لحكم " الزنى" قانونياً سواء اقترف من الزوج أو الزوجة؟؟؟ والحكم فيها يعود لقانون الأحوال الشخصية ، وبالطبع لاثبات واقعة الزنى قانونيا وشرعياً " كون قانوننا مازال مستمدا لحكم الشرع الاسلامي" من الصعوبة بمكان اثباتها بشهود أربع .....بل يمكننا القول استحالتها.... الا أنه يمكن لأحدهما الادعاء على الآخر وحلفه اليمين أمام القضاء، فاما أن يصدق أو يكذب! لكن في غالب الأحيان خاصة ان كان الرجل من اقترف الجرم يتدخل الأهل والأصحاب لاصلاح البين وتحاول المرأة الظهور بمظهر المتسامح لتحافظ على أسرتها وأولادها خشية من هدم البيت الأسري ، وحفاظا على" سمعة الأسرة اجتماعيا" لكن الجرح البليغ والشرخ الذي يحدث نتيجة لذلك يبقى يعمل عمله داخلها ، وتصاب المرأة أحيانا بالاكتئاب والعصاب ...ويقال أن الجن تلبسوها ، وأحيانا عندما تمارس هي الخيانة تدعي بأن أحد الجن قد تزوج بها وتصرف الكثير من المال لدى المشعوذين لاخراج الجني !!! ( وليس أكثر من مرض تبدو أعراضه واضحة وأسلوب للتخلص من الزوج الغير مرغوب فيه ) أما لو اشتم الأهل أو الزوج رائحة الزنى عند المرأة لكان الموقف منها مختلفا وغالباَ ماتدفع حياتها ثمناً .. وتحسب الجريمة ضمن مايسمى ب" جرائم الشرف "، والتي تخفف من عقوبة القتل ، ولاتتجاوز في أحسن الأحوال سنة سجن ... هذا فيما يتعلق بقتل المرأة لو اتهمت بالزنى.... لكن هل ينطبق القانون نفسه على الزوجة لو أقدمت على قتل زوجها الزاني؟ بالطبع لا فهي هنا بحكم القانون ( قاتلة ) وتستحق أشد العقوبات! أين العدل اذن؟؟ حتى في الموت لاتتساوى المرأة بالرجل!! وبالحكم هذا حلم نسعى لأن يصبح واقعا أمام القانون يتساوى فيه المواطن رجلا كان أو امرأة بغض النظر عن جنسة وانتمائه الطائفي... ولكي نساهم بالقضاء على هذه الظواهر المرضية اجتماعياً والتي تهدد مستقبل الأسرة والمرأة بالذات.. علينا المساهمة بتغيير القوانين الجائرة أولاً ....ثم السعي لنشر ثقافة واعية بين النساء، وثقافة العدل والمساواة عند الرجال...ثقافة احترام كلا منهم للآخر كانسان .. أن يتحلى المرء بالصدق والوضوح في علاقته بشريكه ، فباعتقادي هو الباب الأسلم للنجاة..أن ينتهي الحب..هذا يحصل أن يخفت نوره ويبهت لمعانه ...هذا أيضا ممكن ...لكن أن نسعى معا لتعود له بهجته وتستمر العلاقة بشكلها العقلاني في أفضل الأحوال هذا هو المهم...فعندما تنعدم الحياة الزوجية، خاصة ان كانت من الأساس قائمة على اختيار مغلوط، وعدم وجود توازن عاطفي وثقافي وما الى ذلك من أسباب...ينعدم حيالها التوافق في الحياة الزوجية، وكي لاترتكب الخيانة ...فان أفضل السبل وأنجعها ، هو الصراحة والصدق في التعامل..وان ارتكبت الخيانة ، وهذا يحصل والخطأ أمر انساني بحت ... علينا اللجوء للصراحة خاصة من جانب من ارتكب جرم الخيانة...فاما أن يقابله الطرف الآخر بالتسامح والابقاء على العشرة ...على ألا تعاد الكرة والزلة ...وللحفاظ على الأسرة قبل فوات الأوان ....أو الانفصال وليترك كلا منهما يقرر مصيره بيده ، وحسب رغبته...في مجتمعاتنا المرأة هي من يغفر أغلب الأحيان...أما الرجل فويلي.....لايمكن لخطأ المرأة أن يغفر على الآطلاق! ...عليها أن تكون معصومة من كل الأخطاء لهذا تلجأ للسرية والكتمان حين تسير في طريق الخيانة ويكون الرجل آخر من يعلم! وهذا كله نتيجة لعيشنا في مجتمعات يعيش فيها المواطن منا بأكثر من وجه ، فقط كي لايبدو أنه شاذ على قيود المجتمع وتقاليده ، التي تعتبر أقوى من القوانين......... فإلى أن نغير ما في نفوسنا من مرض !!!! ويفتحها الله علينا.......أمامنا المشوار بعد طويل ...لكن الألف ميل تبدأ بخطوة......... فلورانس غزلان
الموضوع الاصلي
من روعة الكون