مرحبا بكم

في الذكرى الثامنة والخمسين لنكبة الشعب الفلسطيني

مــنــتــدى آخر الأخبار والأحداث

آخر 10 مشاركات
اسباب البركه في حياتنا.
(الكاتـب : aseeer-com ) (مشاركات : 3) (آخر مشاركة : بسووومي)
افضل اكبر موقع سيارات عربي
(الكاتـب : norhan2000 ) (مشاركات : 0)
افضل جامعات بالخارج
(الكاتـب : norhan2000 ) (مشاركات : 0)

 
العودة   منتديات روعة الكون > (¯`·._) الـمنـتـديات الـعـامـة (¯`·._) > مــنــتــدى آخر الأخبار والأحداث
التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم
 
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 16-05-2007, 04:25
الصورة الرمزية ندين
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 1,277
معدل تقييم المستوى: 317
ندين يستحق التميز

افتراضي في الذكرى الثامنة والخمسين لنكبة الشعب الفلسطيني


58 عاماً تمر على النكبة نكبة 1948 يوم استطاعت العصابات الصهيونية بالسلاح والبطش وبعم من القوى العالمية تسليحا وتمويلا وتهجيرا يوم استطاعت العصابات الصهيونية السيطرة على 78% من الأرض الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه وبيوته ومدنه وقراه طردوه من وطنه وبلاده إلى التيه إلى العراء إلى المجهول إلى اللجوء إلى الشتات يومها استطاعت القوة قوة السلاح أن تنتصر على قوة الحق والقانون واستطاعوا أن يعلنوا إنشاء ما أسموه دولة إسرائيل
58 عاما تمر ، 58 سنة كبيسة وسنوات عجاف مرت على نكبة فلسطين نكبة عام 48 ، يوم هجر الفلسطينيون من ديارهم..وبلادهم... يوم نجحت الصهيونية في الاستيلاء على الأرض ارض الفلسطينيين ، وشتت أهل البلاد الأصليين الفلسطينيين في أنحاء الأرض فيما عرف آنذاك بالإبادة الجغرافية، بالنكبة الكبرى بالطامة الكبرى ،ولكن الصهيونية وعصاباتها وداعميها لم تنجح في القضاء على الشعب الفلسطيني الذي لا زال حياً - وسيبقى- ومتشبثاً بحلمه بالعودة إلى مسقط رأسه وبالسعي إلى ذلك بالتضحية والفداء بالدم .
58 عاما مرت على نكبة الشعب الفلسطيني الذي تحول إلى شعب من اللاجئين في وطنه وفي الدول المجاورة وفي كل أصقاع الأرض ، شعب من ضحايا الإجرام الصهيونية التي حولت شعب إلى أشلاء واستولت على بيوت وارض ووطن الشعب الفلسطيني ، يومها بالمجازر والترهيب ، طردوا مليون فلسطيني إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والى الدول العربية المجاورة إلى الصحراء إلى الخيام و العراء .
58 عاماً تمر على النكبة والجرح الفلسطيني ينزف دماً، والحلم بالعودة إلى بلاد لطالما حلمت رؤيتها ... لطالما شدك الحنين إليها... بعد روايات وحكايات قصصها عليك أباك أو جدك.. وتقصها على أبناءك وأحفادك ، روايات عن طبيعة عجزت بلاد عملاقة عن صنع جمالها والحنين إليها.. الحنين والحلم بالعودة بل الحق بالعودة هذا الحق ..حق العودة حق كفلته كافة المواثيق والأعراف الدولية، ولأن حق العودة حق تاريخي وقانوني ومقدس لكل فلسطيني شيخاً كان أو طفلاً، لا زال يوقد بهذا الحلم شمعة تضيء له طريقاً مظلمة أطفأ نورها ذلك المحتل المغتصب الذي يستمر في قتل وتشريد الفلسطينيين حتى يومنا هذا ، ولكن تلك الشمعة المتقدة بحلم الفلسطيني لازالت ملتهبة إلى أن تعود الديار الفلسطينية إلى أصحابها .. ويعود الحلم والعرس الفلسطيني إلى أحضان فلسطين التي لازالت آلة الحرب الإسرائيلية تعمل على تقسيمها إلى يومنا هذا عن طريق ذاك السرطان الذي يخترق أراضي الضفة الغربية، ويحيل دون لقاء الأحبة ببعضهم البعض.
ثمانية وخمسون عاماً سجلت في ذاكرة الأمتين العربية والإسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة، ولا زال الجرح الفلسطيني ينزف دماً دون أن يحرك هذا الصمت العربي والدولي ساكناً إزاء ما تمارسه هذه الآلة الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني .
على الرغم من إصدار القرارات الدولية والتي كان أشهرها قرار رقم قم 242 المؤرخ في 22 تشرين ثاني 1967، الذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها بعد حرب 1967، ناهيك عن القرار الصادر عن الجمعية العمومية رقم 3236 عام1970 والذي أكد في فقرته الثانية على حق الفلسطينيين غير القابل للتصرف في العودة إلى ديارهم التي اقتلعوا وهجروا منها واعتبرت الجمعية العامة ذلك ركيزة من ركائز الأمن والسلام في المنطقة.
وفي ظل هذه الذكرى الأليمة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني وكله حنين واشتياق للعودة إلى دياره التي شرد منها.
وفي ظل ما تحمله هذه الذكرى الدامية من مآسي وأحزان إلا أن شعبنا الفلسطيني وعلى مدار هذه الأعوام ، ومرور احتلال متعدد الجنسيات على أرضه، وما خلفه هذا المحتل الغاصب من آثار قاسية تعلم منها شعبنا دروساً وعبراً حفرها في ذاكرته ، هذا الشعب كان همه الأول والأخير أن يرفض كافة مشاريع تصفية قضية اللاجئين، وإصراره على التمسك بحقوقه المشروعة التي قدم في سبيل الدفاع عنها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين وعاش لاجئاً متشتتاً في بقاع الأرض في ظل أقسى الظروف سوف يبقى متمسكا بها ومصراً على تمسكه الحازم بحق العودة الذي كفلته له قرارات الشرعية الدولية .
ذكرى النكبة..جرح يتجدد في ذاكرة الفلسطينيين
ها هو عام آخر يمر على نكبة شعبنا الفلسطيني ذكرى أكبر جرح في التاريخ متمثلاً في نكبة فلسطين التي وقعت عام 48 بقيام المنظمات العسكرية الصهيونية ومن بعدها إسرائيل بطرد حوالي مليون فلسطيني من أرضه إلي خارجها من خلال إتباع سياسة المجازر والقتل والتهجير القسري المقنن له ليصبح معظم شعبنا في ليل ليس فيه نهار، يفترش الأرض ويلتحف السماء، في مخيمات اللجوء،
في هذا اليوم شعبنا يقف على أعتاب الذكرى الثامنة والخمسين للنكبة بما فيها من ذكريات ومرارة، وحنين للأرض وذكريات الأجداد وإصرار الأبناء علي استعادة أرض أبائهم، وهاهي النكبة القديمة... الجديدة وبإصرار جديد على العودة والتحرير.... بينما الاحتلال يعيد ارتكاب جريمته الأصلية من قتل، وتشريد، وسحق الأخضر قبل اليابس..تتجدد النكبة كل يوم علي أبناء شعبنا المغلوب علي أمره ، مجازرٌ متواصلة بحق الأبرياء، قصفُ همجي يومي للقرى والمدن، مداهمات واعتقالات، خوف وترهيب وتشريد، مصادرةً للأراضي، تهجيرٍ من البيوت.... وهكذا أراد اليهود القادمون من كل جهات العالم أن يحولوا أرض فلسطين الطاهرة المباركة إلي أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض وفق خرافات صهيونية لا تصمد حتى أمام مناقشة طفلٍ فلسطينيي صغير، ولم يردع أولئك اليهود أي رادعٍ أخلاقي أو إنساني أو حتى مراعاة للمواثيق الدولية، من أجل إرهاب وترويع الفلسطينيين وجعلهم يهجروا أرضهم، فأقاموا المذابح في القرى وكانت أوامر القادة الصهاينة إلى أفراد عصاباتهم المسلحة صارمة : "اقتلوا اذبحوا دمروا شردوا كل من أمامكم " .
ذكرياتٌ مؤلمة يدمع القلب لها قبل أن تدمع العين، على تلك المشاهد آلا إنسانية على تلك النكبة التي حلت بأولئك المسالمين الذين لا ذنب لهم سوى إنهم فلسطينيين وكان الثمن غاليا.
نكبة 48 مابين الذاكرة المريرة .......والحنين المتجدد
هاهي تدور الدوائر وتطحن رحى الأيام شقائها وبؤسها لحظة بلحظة وشعبنا يقتات الهم ويشرب كاس الذل والهوان كان مسلسل القتل والذبح والتدمير والتشريد دون أي اعتبار أو ادني حساب لتلك الروح الإنسانية تلك هذه الصفات التي تجلت علي عقول اليهود والتي لن تفارقهم أبداً وتسامت أكثر فالأكثر علي مرمي نكبة 48 قرى بكاملها دمرت تداعت لأحزانها وشيوخها الشمس قبل الأرض والأشجار قبل الهواء والبحر قبل أمواجه
في السادس عشر من تموز 1948 كان يوم الكارثة وفاجعة الشعب الفلسطيني بهزيمة الجيوش العربية أمام اليهود
وهاهي تطل علينا الذكري الثامنة والخمسين للنكبة وها نحن في أولي الكلمات التي تبدأها من المنفي المليء والمثخن بالجراح وهاهي الصور والكراسات تعيدنا إلي تلك اللحظات المريرة التي الهت قلوبنا ونحن أمام عظمة ومرارة هذه الذكري التي تعجز عن إدراك أي شيء دون مساعدة من الذاكرة فبعد الهزيمة المشئومة للجيوش العربية بدأت مسلسلات المجازر والجرائم التي ترتكب ضد الأبرياء وتوالت أحداث الدمار والقتل فكان ذلك اليوم الممطر بالجحيم والقتل الأسود الذي راح ضحيته الأطفال قبل الكبار والنساء فبل الرجال قتل بلا رحمة ولا شفقة ولا هوادة وفي تلك الأوقات بدا الألم والهدوء يموج في الروح كأفعى الماء
كان يوم جامح مخيفا مهيبا دخلوا ودمروا تلك القرى المتربة فاختلط الحزن بالدمار والتشتيت والضياع فمن المستحيل أن نثق بالغراب الذي يحاول أن يحاكي ويقلد مشية العصفور ذكريات مؤلمة ونفوس مثخنة بالجراح من هذا الغراب الأسود فدفاتره وكراساته السوداء دمرت كل معني فلسطيني .
ثمان وخمسون عاماً على نكبة فلسطين حيث انهارت وقتها أحلام الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة والتحرر :


ثمان وخمسون عاما تمر هذا اليوم على 15ايار 1948اليوم الذي انهارت فيه أحلام الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاستعمار البريطاني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لكافة المواطنين على اختلاف أديانهم وتوجهاتهم، وبدلاً من أن تجد هذه الأحلام طريقها الى الواقع، فان الدولة المنتدبة، بريطانيا، وفت بوعدها الذي أصدره وزير خارجيتها عام 1917آرثر ديفيد بلفور وانسحبت القوات البريطانية من فلسطين، وسلمت مراكزها ومخازنها ومنشآتها للقوات اليهودية - التي سارع قادتها الى إعلان قيام دولة إسرائيل، على أنقاض الآمال الوطنية الفلسطينية، وتشريد مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في شتى الأقطار العربية والأجنبية.
ثمان وخمسون عاماً على احتلال 78% من ارض فلسطين التاريخية ونزوح غالبية أبناء الشعب الفلسطيني من مدنهم وقراهم وإقدام السلطات الإسرائيلية على هدم مئات القرى، وتسوية أنقاضها بالأرض في محاولة يائسة لطمس تاريخ شعب فلسطين، الراسخ طيلة مئات وربما آلاف السنين على ارض وطنه. لقد كانت نكبة لم يسجل لها التاريخ مثيلاً، ومفارقة مذهلة أن تقام دولة لشعب على ارض شعب آخر، دون أن يعترف الإسرائيليون حتى يومنا هذا بالمسؤولية أي نوع من المسؤولية، عن نكبة الشعب الفلسطيني او يخففوا من تعنتهم إزاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين المتمسكين بهذا الحق الذي كفلته لهم قرارات الشرعية الدولية، ومواقف مختلف القوى الدولية الفاعلة.
ثمان وخمسون عاماً، وأجيال فلسطينية ثلاثة او أربعة ولدت ونشأت في المنافي والشتات، يحتفظ الكثيرون منهم بمفاتيح بيوتهم، التي غادروها تحت القصف الإسرائيلي عام 1948والامل بأن لا تطول فترة اللجوء أكثر من أيام او أسابيع معدودة إلا أن دخول الجيوش العربية الى ارض فلسطين، والنهاية المخجلة لهذا الدخول بتوقيع الهدنات العربية مع إسرائيل وأسلوب التعامل العربي والدولي مع قضية اللاجئين - كل ذلك قد أطال معاناة هذا القطاع الرئيس من الشعب الفلسطيني وجعل قضيتهم بمثابة جوهر الصراع العربي - الإسرائيلي لستة عقود من الزمن وستبقى هذه القضية محور اهتمام فلسطيني وعربي ودولي، الى أن تجد الحل العادل والمقبول والمشرف الذي يعيد الحق الى أصحابه، وينهي معاناة مزمنة سكت عنها العرب والعالم عشرات السنين.
تعود ذكرى النكبة بعد 58عاماً، خاض خلالها الشعب الفلسطيني نضالات متعددة على كافة الأصعدة، وشهدت ثورات وانتفاضات وحروباً واضرابات واجه فيها الفلسطينيون قوى إسرائيلية ودولية لا قبل لهم بمواجهتها مادياً، وان كانوا يتسلحون خلالها بقوة الحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة وقدموا الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى، وسجن منهم عشرات الآلاف لفترات تطول او تقصر، ودخلوا مرحلة المفاوضات بشكل جاد لكن الطرف الإسرائيلي لم يكن على مستوى ما أظهروه من التزام وجدية، وهكذا تعثرت جهود السلام، وانعدمت ثقة الشعب الفلسطيني بالنوايا الإسرائيلية.
وستظل النكبة علامة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني وان كانت في الوقت ذاته مصدرا لأخذ العبر والاستفادة من دروس هذا الحدث المأساوي للانطلاق نحو مستقبل مشرق لهذا الشعب يستعيد فيه حقوقه - بما فيها حق العودة، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الحرة والديمقراطية، حلم أبناء هذا الشعب الذي لن يفارق أذهانهم وسيتحقق مهما تعددت الصعاب والعراقيل وسواء أطال الزمان أم قصر.
المقاومة لم تكن قوية والبطل عبد القادر الحسيني :
في تلك الأيام لم تكن المقاومة منظمة و قوية كما هو الحال اليوم، كان الفلسطينيون يعتمدون على أسلحة بسيطة و قليلة يبتاعوها من بيع حلي النساء و بعض المدخرات، لكنها كانت تقريباً كلها فاسدة حيث تكتفي فقط بثلاث رصاصات و تتوقف.
و كان من أشهر المقاومين حينها عبد القادر الحسيني الذي قام ببعض البطولات من بينها تدمير الضرب الإسرائيلي في معركة القسطل.
كان هناك بعض اليهود يشكلون عصابات كالهاجانا و الارجون يقومون بعمليات السطو و إحراق للمحاصيل الزراعية و قتل المسلمين، كل هذا من أجل دفعنا إلى ترك الأرض و الهجرة.
بعد النكبة وفي منطقة "السدود" و قام الجيش المصري بقيادة الملك فاروق بجمع السلاح من جميع المواطنين الفلسطينيين لأنهم كانوا وقتها حكومة قائمة، و قاموا بنفس الشيء بالضفة الغربية في منطقة "اللد" و "الرملة" بقيادة الملك عبد الله و قائد الجيش الأردني أبو حنيك الذي كان بريطاني الأصل.

ملف الذاكرة 58 على النكبة
اولا: حكايات اللاجئين عن الذكريات في الوطن وعن معاناة اللجوء والتهجير :
(طلت البارودة والسبع ماطل)
1- بهذه الكلمات الفاقدة لكل معاني الأمل والتفاؤل بدأ الشيخ يونس البالغ ال89 عاماً من عمره ومن بلدة السوافير الشرقية بدأ حديثه :
يروي عن الأحداث الفظيعة التي حلت بهم وطبيعة حياتهم "كنا عايشين أحلي عيشة، نزرع ونقلع نفلح، ونروح ونيجي، ولا حد يحاسبنا لوين رايحين ومن وين جابين، ومتهنيين إلا إلي دمرنا هزيمة الجيوش العربية اللي خذلونا وخلو اليهود يحتلونا، والله شردنا في ليل ما في نهار سيبنا ولادنا وإخوتنا وكل أشي النا المهم الواحد ينفذ بجلدوا من كثر الرصاص والطخ علينا، قصف من الجو ومن الدبابات إلي اجتاحت البلد، ودمرت كل أشي قدامها، وروحنا علي المجدل، ما قعدنا شوي إلا لحقونا وطردونا ما بقا إلا نشرد علي غزة وسكنا في مخيم للاجئين، كانت حياة قاسية كثير وخشنة لا أكلة زى الناس ولا شربة، وفي الأخر لما حن علينا الصليب الأحمر والاونروا جابلونا الخيم، وبدينا شوي شوي نتأقلم مع العيشة،
(الثوب جديد والقلب ذايب وفرحة العيد لما نشوف الحبايب)
2- كلمات تغنت بها الحاجة فرحة حمدان 85 عاماً ودموع الاشتياق والحنين تشق طريق خديها، لتلك البلدة التي ترعرعت فيها، إنها من بئر السبع تلك البلدة التي تتوق روحها الي رؤياها، وتقبيل ترابها ، قصتها المأساوية في حين وقوع البلدة تحت وطأة الاحتلال ، تقول فقدت أهلي وربعي ما بقى إلي إلا الله هو إلي ساعدني ويسر لي أناس من يافا روحت معهم وشردنا علي غزة ومابعرف حتى هذي اللحظة أهلي ميتين ولا طيبين بس اللي عرفتوا إنوا اليهود طخوا أبوية واستشهد وهو يقاوم مع الثوار "أطول الأيام وظل ع الخد دمعتنا وما يمسحها إلا رجوعك يا وطنا شوفنا كثير والتاريخ إلي شاهد لغير الله شعبي ما هو ساجد " .
لكن من المؤسف أنه على الرغم من مرور أكثر من ثمانين وخمسين عاماً علي النكبة الفلسطينية وتلك المعاناة المخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية والقانونية مازال هناك الكثير ممن يتجاهلوا حقيقة من هم اللاجئون الفلسطينيون وتجسيد وتصوير المعاناة والمرارة التي ذاقوها ،كم هو عددهم ؟وما هي أسماء مخيماتهم؟وما هي القوانين الجائرة التي تمارس بحقهم ووصل الأمر في الغالب وخصوصا العربي عدم مقدرته علي تهجئة أسماء المخيمات الفلسطينية بمعاناتهم وحياتهم اليومية ،ومن هنا نسترجع ونعود للذاكرة قليلا لنتذكر تلك الأيام المؤلمة التي يندي لها الجبين علي شعبنا الذي عاني داخل ملاذه الأمن من القتل والتشريد والاغتيال والتدمير والتهجير القسري ومابين نيران النصف الآخر المبعد قسراً عن وطنه ويعيش في مجتمعات الذل الذي لا تتوفر فيها ابسط معالم الحياة الإنسانية والاجتماعية ومحروم من حقوقه المدنية والاجتماعية في بلادنا العربية ،لكن يبقي أن يتمسك بتلك الأرض الطاهرة المباركة وبحق العودة حتى ولو لم يكن فيها سوي موال وكوفية وكواشين اهترأت من الزمن ومفاتيح صدئه ليدفن تحت ركامه كل من باعوا فلسطين وأهلها .......كل من باعوا فلسطين وأهلها
3- الحاج محمد حسان ثمانية وثمانون عاماً من قرية بيت طيما الواقعة بالقرب من مدينة المجدل:
يسرد عن جمال وروعة حياتهم الذين كانوا يعيشون حياة بسيطة واصفا منازلهم المبنية بالطين المتقربة من بعضها البعض علي شكل كتل فيقول "كنا نزرع ونقلع الأرض ونحصد القمح ونلقط الزيتون ونلم الحطب ونبيعه في مدينة المجدل عن كيفية احتلال هذه القرية وتهجير أهلها فيروي الحاج حسان أن الاحتلال بدا بالقصف الجوي والمدفعي واجتاحت الدبابات شوارع القرية الضيقة وبدأت في هدم البيوت وإطلاق طلقات رصاص هذي تصيب وهذي ما تصيب شردنا وتركنا أرضنا ومالنا وكل شي النا من كثرة الرصاص وطلعنا من البلد وروحنا علي غزة ويسترسل الحاج حسان في حديثه والدموع قد أملئت عينيه وقال أتمنى من الله أن أندفن فيها وأشوفها ولو حتى من بعيد وأبوس ترابها واشم ريحة بلدي إلي ولدت فيها .

4- أما الحاجة عطاف ياسين 87عاماً من مدينة يافا:
فتروي عن آلية وطبيعة حياتهم وتستعيد شريط الذكريات المؤلمة معنا والذي كان عمرها آنذاك ثلاثة عشر عاما فتقول "كنا نعيش أجمل وأحلي أيام حياتنا نصحي من الصبح نروح نحصد القمح ونعجن ونخبز فطاير الصاج ونزرع ونقضي كل نهارنا في الأرض والذكري الوحيدة إلي طلعت من بلدي هو مفتاح دارنا إلي محتفظة فيه برقبتي وراح يظل لأخر يوم في عمري حتى تضلها روحي معلقة في أرضى وريحة بلادي ولكن المضحك المبكى وبينما كانت الحاجة عطاف تسترجع ذكرياتها استحضرت لي ذكريات خاصة بها وهى أنها كانت خطوبة لأبن جيرانها وشبكها بقلادة من الذهب الأمر الذي جعلها تضرب عن الزواج لعلة يعود إليها فبعد أن أحتل اليهود مدينة يافا وتشرد الناس لم يعرف أحد منا أين ذهب وهكذا لم يحصل النصيب وحتى لهذه اللحظة محتفظة بهذه القلادة.
5- لكن الحاج محمد شحدة تسعون عاماً :
بمجرد أن ذكرت له كلمة النكبة تنهد تنهيدة طويلة اعتقدت أن أنفاسه انقطعت من طولها وشرد ذهنه لوقت طويل حتى أهززته بيدي وعاد إلى وسرد لنا الحكاية عن أجمل أيامه الربيعية والتي عاشها في مدينة حيفا الواقعة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط فيروى لنا عن جمال تلك المدينة وطبيعتها الخلابة وعن المعارك الدامية التي خاضها الثوار دفاعاً عن حيفا وقراها فيقول الحاج محمد استشهد الآلاف من الأطفال والنساء ويصف لنا المذابح وين ما رحنا نشوف جثث مرمية على الأرض أطفال مطخوخة و روسها متفجرة من الرصاص وتدمير بيوت الطين إلى بنيناها بعرق جبينا بعد ما كانت جنة من أحلى مدن فلسطين صارت جحيم وأرض سودا من كثر الحرايق وحسبنا الله وأنت نعمه الوكيل.
6- أما الحاج حسام الشيخ يوسف (69) تسعة وستون عاماً من عرب البلاونة من القبائل البدوية الفلسطينية :
يصف عن معوناتهم أثناء خروجهم من قبيلتهم التي كان يقطنون فيها وتجوع جميع الفلسطينيين المتشردين في مخيم واحد بعد أن جلب لهم الصليب الأحمر الخيم فيقص عن معاناة ورحلة الحصول على صحن شوربة العدس الذي كان يأتيهم بالدست الكبير على حد تعبيرة وينتظر طوابير طوابير حتى يحصل على قصمة خبز وصحن شوربة العدس ولكن شو حتكفى وحتشبع مين في العالمين معاناة ونوم علي الأرض والأرض كانت الفرشة، والسماء كانت البطانية شو كان بأيدنا نعمل بدنا ندبر حالنا ،" إرضينا بالهم والهم ما رضي فينا "،في هذه الكلمات ختم حديثه عن ذكرياته المريرة والدموع تشف طريق خديه وكأنها نيران ملتهبة.

7- المختار أبو أنور - لدي إيمان عميق بالعودة إلى بلدتي مرة أخري
يعيش الفلسطينيون في هذه الأيام ذكريات ومشاعر "النكبة" التي حلت بهم عام 1948م فكانت محطة مؤلمة على كل إنسان فلسطيني غيور على أرضه التي سُلبت .
من هنا لا يزال مهجرو 48 يحلمون بالعودة إلى ديارهم .. رغم قسوة سنوات الغربة وطول الانتظار إلا أن العودة مطلبهم.. فهم يزرعون ذلك في ذاكرة أطفالهم منذ الصغر وينقشون في قلوب أبنائهم أسماء بلداتهم الأصلية بحروف من دم لتنبث جيلاً وراء جيل لا ينسى ولا يفرط بأرضه في فلسطين المحتلة .
فكان حال هذا المختار أبو أنور الذي حدث عن ذكرى عزيزة على قلوب ذلك الجيل الذي حرم من أبسط حقوقه ألا وهو حق العودة قائلاً " ثمانية وخمسون عاماً مرت على ذكرى لا تنسى حين جاء القتلة لبلدة بيت طيمة ينتظرون الضحايا من أبناء هذه البلدة الآمنة ولحظة مرور النكبة والهجرة التي ألمت بأهل فلسطين أذكر تلك اللحظات ، الكل كان عائداً من عمله إلي بيته ، إلي زوجته وإلى أولاده يحمل لقمة الخبز بعد يوم شاق من العمل "هكذا وصف المختار أبو أنور الكرد الذي يقطن في مدينة دير البلح بعد أن هٌجّر من بلده الأصلي بيت طيمة قبل أن يهجر من بلده الأصلي .
يقول : " كان المواطن منا يحمل بين ضلوعه الأمل بحياة أفضل وأكثر استقراراً ، لكنهم حصدوا عدداً كبيراً من أهالي البلدة بدم بارد ، وهاهي تأتي الذكرى الثامنة والخمسون لذكرى النكبة والمشاعر والأحاسيس مختلطة فما زالت المجازر مستمرة رغم فترة الهدوء المنقطع التي نمر بها والدماء لا زالت تنزف والوضع على شفا هاوية .
المختار أبو أنور لا زال يحلم بالعودة إلى قريته التي أجبرته العصابات الصهيونية على تركها في العام 1948، ويقول بغضب ما زلت أحلم بالعودة إلى هناك، لدى إيمان عميق بأننا سنعود ، وربما لا أعود أنا، ولكن أبنائي وأحفادي سيعودون، هذا أمر لا مجال للشك فيه.
ويتساءل المختار أبو أنور بحزن فيقول : " هل يمكن أن ينسى الإنسان قطعة من جسده ؟ ونحن كذلك انسلخنا عن أجسامنا، ما زالت أرضنا هناك تحمل بقايانا، ولهذا لا تفوتني أي فرصة للحديث عنها لأولادي وأحفادي وحتى ليلة الرابع عشر من هذا الشهر جلست مع أحفادي حدثتهم عن تلك اللحظات الصعبة.
ويواصل حديثه بعد أن صمت وكأنه يروي قصة حدثت معه بالأمس فيقول بمرارة : " كانت العائلة تملك 140 دونماً كنا نزرعها بالبرتقال والخضار، لذا تفتحت عيناي منذ الصغر على الزراعة، وهناك كبرت وترعرعت وكنت أعتقد أن الحياة ستتواصل على هذا ، إلا أن الزلزال الأكبر والكارثة التي أحلت بنا أجبرتنا على ترك القرية.
وأضاف: قبل أيام من سقوط القرية في أيدي العصابات الإسرائيلية أرسلوا لنا أحد الأشخاص لتسليم السلاح ، لكننا رفضنا الخروج وآثرنا الموت، فواصلت تلك العصابات تهديدنا وإطلاق النار على القرية من المستعمرات الإسرائيلية .
وتابع المختار أبو أنور حديثه فيقول : "طوقت العصابات البلدة وبدأوا في إطلاق النار ودارت اشتباكات محدودة بسبب قلة العتاد لدينا، وبعد أن اشتد القصف والدمار بدأ سكان القرية في الهروب إلى القرى المجاورة على أمل العودة بعد أيام إلى منازلهم.
ويضيف : "وبعد أن رأيت سكان القرية يفرون تبعتهم فاشتدت الأوضاع قسوة وبعد أن توقف المختار أبو أنور لحظات يعود للحديث : " ركبنا إحدى السيارات وذهبنا إلي الجنوب ، وفي الطريق شاهدنا عشرات الجثث الملقاة على جانب الطريق ، وكانت جثث من تعدمهم القوات الصهيونية أثناء فرارهم بدم بارد ، فواصلنا الهرب من القرية .
ويصف المختار أبو أنور الحياة بعيداً عن القرية فيقول :" كانت مثل الجحيم، ولهذا يتمنى لو أنه توفي هناك، ولم يمر بتجربة اللجوء والهجرة بعيداً عن قريته بيت طيمة.
وتابع :" في البداية سكنت مع عائلتي في مخيم دير البلح، فباشرت الوكالة بإمداد اللاجئين بالمعونات الغذائية لسد حاجتهم في المخيمات اللاجئة ، ويذكر موقفاً أخراً في بلدته فيقول : " قبل يوم من سقوط القرية حصدت محصول القمح مع والدي وإخواني ووضعته في مكان بعيد عن المستعمرة المجاورة ، وحين هربنا تركنا خلفنا كل شيء وأضاف بلهفة :" لو كنت أعرف هذه النتيجة ما خرجت وليحدث ما يحدث.
ويقول: عشنا سنوات طويلة نحلم بالعودة إلى قريتنا كل يوم، لكننا لم نعلم أن الغربة ستطول إلى هذا الحد ومن سينسى مسقط رأسه ومن يستطيع أن ينسى أرضه لو ذهبت إلى هناك الآن لعرفت كل شبر فيها ومن كان يملكه، رغم أنهم غيروا طبيعتها.
وحين سؤاله عن حق العودة وإحياء النكبة يبتسم قليلاً ويقول: من حقي أن أعود إلى هناك لو رفض كل العالم هذا الحق، فهل يستطيع أحد أن يمنعني من مواصلة هذا الحلم حتى يتحقق بإذن الله...!!!
8- الحاجة أم العبد فياض ... تستعيد أحداث النكبة بذاكرة متقدة:
آبائنا...أمهاتنا...أجدادنا، يختزنون في ذاكرتهم أحداثاً جساماً ، وتحولات تاريخية مفصلية .... يروونها لنا بأسلوب ملؤه العفوية والبراءة والتلقائية ...
في ظل إحياء النكبة الفلسطينية بدت الحاجة أم العبد فياض متشوقة لتسرد ما تبقي من أحداث شهدتها لأجيال اليوم والغد ... لاسيما وأنها تختتم في هذه الذكرى الحزينة سبعة عقود من عمرها المديد ، مفتتحة عقدها الثامن في الحديث عن نكبة قريتها قطرة ...
قطرة ... قرية فلسطينية من قرى السهل الساحلي ، من قرى قضاء الرملة .. تحدها عدة قرى فلسطينية من عدة جهات ، أبرزها قرى بشيت ، وشحمة ، والمغار ، والمخيزن ..
تلفت الحاجة أم العبد إلى أن قريتها أطلق عليها اسم قطرة إسلام ، لتمييزها عن المستوطنة اليهودية المجاورة لها التي أطلق عليها الغاصبون اسم قطرة يهود ، ثم عرفت باسم مستوطنة "قدرون"!
وبهذه المناسبة تؤكد اللاجئة أم العبد رواية تاريخية أراد لها الغاصبون والمزورون أن تطمس ومفادها أن الفلسطينيين لم يثبت وأن باعوا شبراً واحداً من أراضيهم التي كانوا يملكونها والتي كانت تمثل لهم العرض الذي يجب صونه والحفاظ عليه ...لأن من قام بذلك هم أولئك التجار الغرباء والسماسرة الدخلاء ، ممن لا يمتون لفلسطين بصلة ...

9-الحاج أبو إبراهيم يروي قصة اللجوء والحنين إلى قريته زرنوقة
ما زال الحاج محمد خضر إبراهيم" أبو إبراهيم" (77 عاماً) من مخيم شعفاط يحلم بالعودة إلى قريته زرنوقة التي أجبرته العصابات الصهيونية على تركها العام 1948.
ويقول بغضب:ما زلت أحلم بالعودة إلى هناك، لدى إيمان عميق بأننا سنعود.
واستدرك: ربما لا أعود أنا، ولكن أبنائي وأحفادي سيعودون، هذا أمر لا مجال للشك فيه.
وتساءل بحزن : هل يمكن أن تنسى قطعة من جسدك؟ ونحن كذلك انسلخنا عن أجسامنا، ما زالت أرضنا هناك تحمل بقايانا، ولهذا لا تفوتني أي فرصة للحديث عنها لأولادي وأحفادي.
وبعد أن يصمت لحظات يبدأ في الحديث بمرارة وكأنه يروي قصة حدثت بالأمس القريب.
لم تكن نكبة عام 1948 وما تبعها من مأساة تعرض لها الشعب الفلسطيني من تشريد وتهجير وإبعاد عن الأرض والوطن، هي النكبة الوحيدة التي حلت بهذا الشعب على مدار سنوات نضاله الطويلة، ففي عام 1967 كانت خيبة الأمل الكبرى في الهزيمة العربية حين تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلية من إحكام سيطرتها على باقي الأراضي الفلسطينية.
وقال:تقع قريتنا زرنوقة ضمن قضاء الرملة، وكانت تشتهر بالحمضيات والخضار، وتعتبر قرية متطورة.
كانت العائلة تملك 150 دونماً كنا نزرعها بالبرتقال والخضار، لذا تفتحت عيناي منذ الصغر على الزراعة، وهناك كبرت وترعرعت وكنت أعتقد أن الحياة ستتواصل على هذا المنوال، إلا أن الزلزال حدث وأجبرنا على ترك القرية.
وأضاف: قبل أيام من سقوط القرية في أيدي العصابات الصهيونية أرسلوا لنا أحد الأشخاص لتسليم السلاح، لكننا رفضنا الخروج وآثرنا الموت، فواصلت تلك العصابات تهديدنا وإطلاق النار على القرية من المستعمرات اليهودية المجاورة للبلدة مثل مستعمرة "جعبات" (شيلر ورخوبت).
قبل أيام من سقوط القرية حاصرت مجموعة من العصابات اليهودية أحد المنازل التي كان سكانه يحيون حلقة ذكر دينية، وألقوا في الداخل قنبلة أدت إلى مصرع الشيخ أحمد أبو شاويش صاحب المنزل، وزوجة المواطن عيسى الشوربجي.
تابع الحاج أبو إبراهيم: بعد هذه الحادثة طوقت العصابات البلدة وبدأوا في إطلاق النار وقذائف المورتر ودارت اشتباكات محدودة بسبب قلة العتاد لدينا، وبعد أن اشتد القصف والدمار بدأ سكان القرية في الهرب إلى القرى المجاورة على أمل العودة بعد أيام إلى منازلهم.
ويقول: كان عمري يومها (22 عاماً) وكنت متزوجاً ولدي طفل وطفلة، وبعد أن رأيت سكان القرية يفرون تبعتهم وذهبنا إلى قرية يبنا المجاورة وأمضينا الليل في أطراف القرية على أمل العودة إلى القرية في اليوم التالي، وعندما اشتدت الأوضاع قسوة،تسللت إلى القرية لإحضار بعض الأغطية للعائلة، فوجدت العصابات الصهيونية تعيث فيها فساداً، فعدت أدراجي إلى حيث العائلة.
وبعد أن يتوقف الحاج أبو إبراهيم لحظات يعود للحديث :
بعد أيام ركبنا إحدى السيارات وذهبنا إلى قرية أسدود في الجنوب ، وفي الطريق شاهدنا عشرات الجثث الملقاة على جانب الطريق ، وكانت جثث من تعدمهم القوات الصهيونية أثناء فرارهم، فواصلنا الهرب في اتجاه أسدود بحذر، إلا أننا اصطدمنا بكمين.
أطلقت العصابات النار علينا، إلا أننا واصلنا السير وأطلقنا عليهم النار من بنادق كانت قديمة بحوزتنا ، وبالفعل نجحنا في مواصلة الطريق ثم مكثنا في أسدود عشرة أيام هربنا بعدها إلى شعفاط، حيث سكنا في منزل أحد الأقارب لتبدأ حياة اللجوء والغربة بعيداً عن القرية التي ولدنا وترعرعنا فيها.
ويقول الحاج أبو إبراهيم :أن الحياة بعيداً عن القرية كانت مثل الجحيم، ولهذا يتمنى لو أنه توفي هناك، ولم يمر بتجربة اللجوء والهجرة بعيداً عن قريته زرنوقة.
وتابع : في البداية سكنت مع عائلتي في مخيم دير البلح، ومن خلال أحد الأقارب استطعت العمل في وكالة الغوث الدولية كمراقب على حراس منشآت الوكالة التي بدأت العمل في إمداد اللاجئين بالمواد التموينية والصحية، على أمل أن يعودوا إلى بلداتهم ومدنهم الأصلية.
ويصمت الحاج أبو إبراهيم عدة دقائق ينظر خلالها في وجوه أبنائه وأحفاده الذين تجمعوا حوله يستمعون للقصة بتأثر واضح، رغم أنهم سمعوها عشرات المرات كما يقول ابنه مازن.
وفجأة يعود للحديث قائلاً: قبل يوم من سقوط القرية حصدت محصول القمح ووضعته في مكان بعيد عن المستعمرة المجاورة ، وحين هربنا تركنا خلفنا كل شيء وأضاف : لو كنت أعرف هذه النتيجة ما خرجت وليحدث ما يحدث.
ولازال شبح الهجرة والتشرد يلاحق الفلسطينيين إلي يومنا هذا، فالقوات الإسرائيلية لا تفرق بين هجرة الثمانية والأربعين أو هجرة اليوم، فتهدم البيوت وتجرف الأراضي وتعيد احتلال المدن والقرى الفلسطينية دون مبالاة أو اهتمام، وبمساندة من ذلك الوحش الأمريكي، حتى أصبح المواطن الفلسطيني يعيش حياة الهجرة في كل مكان يحل به، ولم لا ما دام الفلسطيني هو المستهدف الأول في هذا الصراع على الوجود والبقاء مع العدو الإسرائيلي.

الموضوع الاصلي  من روعة الكون

 


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

آخر مواضيع مــنــتــدى آخر الأخبار والأحداث

منتديات روعة الكون



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


المواضيع المشاب
الموضوع الكاتب المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السعوديه--كوريا سفير الالحان مــنــتــدى الــريـاضــة والــشـبـاب 526 15-07-2007 04:34
روائع من التطريز الفلسطيني ... حرة بزمن العبيد مــنــتــدى الأنـاقـة و الـتـجـمـيـل 14 26-06-2007 11:40
وطني والهوي للشاعر الفلسطيني سامر سكيك شام مــنــتــدى الــخــواطــر و الــنــثــر 3 17-06-2007 12:34
قصيدة دعيني احبك اهداء من عماد الفلسطيني الي عاجبها عماد الفلسطيني مــنــتــدى هــمــس الــقــوافــي 2 07-06-2007 02:41


الساعة الآن 02:15.

أقسام منتديات روعة الكونت

الــمــنــتــدى الــعــام | الـمـنـتـدى الإسـلامــي | مــنــتــدى الـترحـيب والـتـعارف والأهداءات | مــنــتــدى الــــصـــور | مــنــتــدى الأنـاقـة و الـتـجـمـيـل | مــنــتــدى الاســرة و الطفـل | مــنــتــدى الــصــحــة والــطــب | مــنــتــدى مـائــدة روعـة الكــون | مــنــتــدى الــحــكــم والــقــصــص | مــنــتــدى الــخــواطــر و الــنــثــر | مــنــتــدى هــمــس الــقــوافــي | مــنــتــدى الــريـاضــة والــشـبـاب | مــنــتــدى الألــعــاب والــمــســابــقــات | مــنــتــدى الــفــرفــشــة والــدجــة | مــنــتــدى البرامج والكمبيوتر و تبادل الخبرات | مــنــتــدى الاتــصــالات والالـكـتـرونـيـات | مــنــتــدى الـجـرافـيـكـس والـتـصـمـيـم | مــنــتــدى آخر الأخبار والأحداث | الخيــمــة الرمضــانيــة | مــنــتــدى القضـايا الساخنـة والحـوار | مــنــتــدى مجلس الاعضاء | الـصوتيـات والمـرئيات الإسلامية | مــنــتــدى الأنمـي و الألعـاب الإلكترونية | مــنــتــدى الديكور والاثاث المنزلي | قـسـم الـسـيـارات | مشاكل وحلول القسم الـتـقـنـي | مــنــتــدى الماسنجر والايميل | مــنــتــدى الفيديو والافلام والمسلسلات | ملحقات الفوتوشوب والفلاش , ودروس التصميم | مــنــتــدى السيـاحـة والسـفـر | منتدى اللغات الاجنبية | قسم تصاميم الفلاش والسويتش | :: مســآبقة " روعــة الكــون " الرياضيـــة :: |



Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

منتديات روعة الكون