كثيرا ما تعتقد المرأة بأن الاهتمام بمظهرها الخارجي, والاعتناء بجسدها بتزويده كل ما يحتاج إليه من اللباس والطعام وغيره هو الركيزة الأساسية للمحافظة على نظارتها وأنوثتها أطول مدة ممكنة, إلا أن استقراء الواقع والاستفادة من التجارب أثبتت أن الصواب هو الاهتمام بالصحة النفسية في المرتبة الأولى بل هي المنبع التي ترتوي منه الصحة العضوية مدى الحياة كيف ذلك؟
الاهتمام بالصحة النفسية أولا:
أكد الدكتور جمال عبد الله باصهي أن جميع الأبحاث والدراسات الطبية بشكل مطلق وقاطع أثبتت أهمية الحالة النفسية للإنسان على صحته العضوية ولعل أخرها الأبحاث التي أثبتت أن 95% من المرض القاتل الصامت ارتفاع ضغط الدم والذي كان يقال عنه مسبقا أن سببه غير معروف-حيث أكدت تلك الأبحاث أن التوتر النفسي المستمر الذي يعاني منه الإنسان يؤدي إلى إفراز مواد كيميائه قابضة للأوعية الدموية ومع استمرار هذه الإفرازات يظهر مرض ارتفاع ضغط الدم, وهناك قائمة من الأمراض العضوية التي يكون السبب المباشر في ظهورها أو تكرارها الحالة النفسية للشخص كالتهاب المعدة والقرحة والقولون العصبي و أمراض الحساسية والأزمات القلبية وغيرها. تلك الأمراض التي أكدت جميع الإحصاءات الطبية أن الرجال هم أكثر عرضة لها.
أما الواقع فيمكن استقراءه ابتدءا من الأم وانتهاءا بآخر فرد من أفراد الأسرة لنلاحظ أن تعكر المزاج لسبب من الأسباب التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الروتين داخل البيت, المشاكل داخل الأسرة, الإحساس بالإحباط كثرة الأعمال المتعبة داخل المنزل وخارجه... اقل ما يسببه هو فقدان الشهية الناتجة عن عدم الاستقرار النفسي التي إن تكررت وفاقت حدها ستؤثر حتما على الصحة العضوية مما يسبب فقدان التوازن الذي يتمظهر حتما في تغير ملامح الوجه التي تترجم الإحساس بالضعف النفسي والجسدي والحزن مما يؤدي إلى فقدان نظارة الوجه وبالتالي فقدان الجاذبية خاصة عند المرآة وهو من أخطر أعداءها.
غذي نفسيتك كما تغذي جسمك:
قد يمر الوقت دون أن تنتبه المرأة حتى تجد نفسها قد ذبلت وانطفأ نورها, إذ غالبا ما لا تنتبه إلى شكلها الخارجي إلا بعد تحسن حالها الذي كانت تشكوا منه والذي كان السبب فيما تعانيه, فتنبعث إليها الرغبة في استدراك ما فاتها واسترجاع شعلتها, لتبدأ في الاستعمال المفرط لمساحيق التجميل والأدوية ضد النحافة راجية النتيجة العاجلة, وهذا من الخطأ الذي لا بد من عدم الوقوع فيه. إذ من الأرجح للمرأة -زوجة كانت أم فتاة- أن تغذي نفسيتها بكل الأساليب المتاحة لها وأن تتبع الخطوات التالية أولا:
· التخفيف من الهموم بقراءة القرآن وذكر الله.
· محاولة الإتيان بكل ما يبعث فيك الشعور بالأمل والإحساس بالسعادة.
· الترفيه عن نفسك عبر الزيارات العائلية وتنظيم رحلات وخرجات مع من ترتاحين إليه من جنسك.
· القيام باستشارات طبية نفسية لطلب المساعدة وليكن شعارك الوقاية خير من العلاج.
· الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة أعصابك خاصة في الفترات الحرجة مثل الحمل الدورة الشهرية وغيرها
· تناول بعض الأعشاب التي تريح الأعصاب وتخفف من حدة التو ثر مثل الخزامة ويستحسن وضعها داخل وسادة النوم.
· الابتعاد عن المجادلة ما أمكن.
· ملء أوقات الفراغ بكل ما يسلي النفس مع الاستفادة- حتى لا يضيع وقتك -مثل الرياضة.
· خلق اهتمامات تنفعك وتنفع غيرك حتى تشعرين بالسعادة مع التنوع كي لا يتسلل إليك الملل.
· كما يستحسن الاهتمام باختيار الألوان – خاصة اللباس- التي تعطيك شعور بالراحة والاطمئنان, حيث تقول الدكتورة في علم النفس حنان سالم عن النظرة العلمية لمدى تأثير الألوان في نفسية المرأة: للألوان تأثير كبير في الحالة المزاجية والنفسية للأشخاص وبخاصة المرأة على اعتبار أنها كائن رقيق يسهل التأثير فيه وقد اهتمت بذلك الكثير من الدراسات سواء من الناحية النفسية أو العضوية كما اهتم بشرح هذا التأثير علم الجمال وكلها توصلت إلى نفس النتائج في أن للألوان تأثير مباشر في شخصية المرأة والحالة المزاجية لها «.... كما أن مراكز الإحساس والشعور بالمخ تتأثر بانعكاس أشعة غير مرئية تصدرها الألوان ومن تم تتأثر هذه المراكز بهذه الأشعة إما سلبا أم إيجابا.
· ثم تأتي بعدها مرحلة الاهتمام بصحتك الجسدية من قبيل تناول الأطعمة المفيدة والمغذية دون الإكثار من الأكل فما زاد عن حده انقلب إلى ضده والعبرة في فوائد الغذاء وكيفيته لا في كميته.
· وفي الأخير يأتي الاهتمام بالمظهر الخارجي مع العلم أننا لا يمكن لنا الإتيان به منفردا بمعزل عما تقدم ونتوخى النتيجة المنتظرة.
· ولنعلم أن المرأة كالوردة في إشراقها, لا تفوح رائحتها إلا بعد استكمال كل المراحل. فمظهرها في الغالب الأعم مرآة تعبر به- دون أن تعي - عما يخالجها وما تحس به وتكتمه.
· فقد حان الوقت لنتعلم << لغة لسان الحال يغني عن لسان المقال >>.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون