الصحافيون وموظفو وكالة التحقيق الفيدرالية والشرطة وأعضاء المافيا من أهم زوار موقع «أرض العصابات» الإنترنتي
نيويورك..
رغم ان كارمين جالانتي مسجون بتهمة القتل، الا انه يرفض أن ينقطع عما يحدث في الدوائر الإجرامية في ولاية نيويورك. ولذلك يقوم ابن أخيه كل أسبوع بالذهاب الى مكتبة عامة واستخدام أحد الكومبيوترات للدخول نحو موقع «جانج لاند نيوز. كوم» على الانترنت (ارض العصابات) GangLandNews.com، وهو موقع لصحيفة أسبوعية تكتب عن الإجرام المنظم في الولاية. وبعد أن اعتقلته الشرطة في الشهر الماضي، بعد بحث دام عامين، كشف عن عادته هذه لصحافية من صحيفة «ديلي نيوز». وتقول الصحافية انها تزور أيضا الموقع الانترنتي هذا بانتظام.
غرفة للمافيا وأصبح هذا الموقع بمثابة غرفة احاديث للمافيا، بعد ان أنشأه جيري كابتشي عام 1996، وهو صحافي سابق متخصص بالمافيا في صحيفة «ديلي نيوز» ومؤلف مساعد لثلاثة كتب عن المافيا. ويعتبر الموقع المكان المثالي لهواة المافيا للحصول على أحدث وآخر الأنباء عنها. ويقول كابتشي: «يقرأ موقعي الصحافيون وموظفو وكالة التحقيق الفيدرالية والشرطة وأعضاء المافيا بما فيهم المسجونون، إذ يطلب العديد منهم من محاميهم أو زوجاتهم أن يرسلوا لهم الأخبار بعد طباعتها من الإنترنت».
ويقول آلبرت أرون الذي يعتبر عراب محامي المافيا في نيويورك، انه اشترى جهاز كومبيوتر خصيصا لقراءة عمود كابتشي الأسبوعي. وعندما سجن جيمس جاليون وهو عضو في عائلة لوكيزي الإجرامية، أراد أن ينشر خبرا بأنه اتهم كذبا بانه تعاون مع السلطات الفدرالية، طلب من أمه أن تتصل بكابتشي. وأدى هذا إلى نشر مقالة في الموقع عنوانها «الام تقول: ابني ليس بفاسد».
ويملأ موقع كابتشي فراغا بعد أن أوقف عموده في صحيفة «ديلي نيوز» في عام 1995، إذ منذ ذلك الوقت لم تنشر أي صحيفة عمودا مخصصا عن المافيا. وهناك انطباع سائد هو أن المحاكمات الناجحة حطمت شهرة العائلات الاجرامية في نيويورك. ويجادل البعض أن موقع كابتشي يقوم بتمجيد صورة المافيا ويشبه عموده المليء بالصور والأسماء، عمود الإشاعات. ويقول كابتشي انه لم يفقد هدفه، إذ يعتبر الاهتمام بالمافيا من الخواص الأميركية البحتة.
واخذت قصص المافيا حاليا تعود الى اليوميات بما فيها صحيفة «ديلي نيوز». وفي شهر مارس (اذار) طلبت الصحيفة أن تعيد طباعة أحد مقالات كابتشي لأول مرة. ومع انه كان سعيدا للعودة للصحيفة منذ أن تركها عام 1999، لكنه يقول انه يفضل الحرية التي يوفرها موقعه بالانترنت.
ولا يتردد على موقع كابتشي أعضاء المافيا والاشخاص العاملون في ميدان القانون والنظام فقط، إذ أصبح له جمهور يفوق 185000 مع أكثر من مليون زيارة في شهر مارس. وتغطي الدعاية تكاليف الموقع، إذ أصبح ذاتي الدعم. ويقول كابتشي ان موقعه واحد من المواقع القليلة التي تحقق عائدات مالية. ولأنه الموقع الوحيد القائم على الأخبار الأصلية فقد جذب انتباه شركات أخرى على الانترنت. ويقول كابتشي عن موقعه، إنه يبين آراءه، ولذا لم يضع فيه أي مجال للنقاش، أو الحديث، إذ انه يتعامل معه كصحافي يتحقق من اي قصة.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون