الابتسامة «الهوليودية»
كما يطلق عليها، والتي تبدو من خلالها الأسنان وكأنها صف من اللؤلؤ البراق، حلم لم يعد بعيد المنال. فزيارة إلى أي مصحة أسنان، في وقتنا الحالي، يمكن أن تحقق الحلم. الوسائل متنوعة، والعلاجات مختلفة، بعضها قد لا يحتاج سوى نصف ساعة من الوقت، بل يمكن القيام بها في عقر البيت،
لكن مع ذلك فإن البحوث لا تتوقف، وكل يريد ان يسوق لنا شيئا جديدا استغلالا لرغبتنا المحمومة في هذه الابتسامة. آخرها بحث يقوم به فريق من العلماء التايلانديين، توصلوا فيه إلى أن بيض التماسيح، ( ه وراكم وراكم) منجم ذهب لمادة هيدروكسياباتيت المعدنية، وهى المادة البيولوجية الفعالة التى تستخدم عادة فى عمليات زرع العظام والأسنان على مستوى العالم.
ويأتي هذا الاكتشاف العلمي الذي حققته إدارة الكيمياء فى جامعة كاسيتسارت، بعد ثلاث سنوات من الأبحاث بشأن الاستخدام التجاري المحتمل لبيض وعظام التماسيح بالتعاون مع مزرعة سريراتشا للتماسيح، وهي واحدة من اكبر المزارع المصدرة لجلود التماسيح ومنتجاتها من اللحوم فى تايلاند، كما تعتبر مزارا سياحيا مهما. ولأن ثقافة معظم دول العالم الثالث، بما فيها تايلاند، تميل إلى الاستفادة من كل شيء في الحيوانات، فإن المشرفين على المرزعة، توصلوا إلى هذه الوسيلة المربحة للتخلص من كل عظمة وكل بقية من بقايا التماسيح بطريقة علمية وعملية.
وقال سوتاتيب سيريسارن، أستاذ مساعد فى جامعة بانكوك، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ): «وجدنا أن نسبة الكالسيوم في بيض وعظام التماسيح مرتفعة الى حد ما وتتراوح ما بين 38 او40 فى المائة». وهذا يعني انه من الممكن صناعة مسحوق هيدروكسيباتيت على نحو مماثل للمنتج التجارى المستورد من خلال خلط قشر البيض، الذي يتم طحنه بالفوسفات، باستخدام عملية الضغط الحرارية المائية.
ويتم استخدام عمليات مماثلة لتصنيع مادة هيدروكسيباتيت فى الخارج باستخدام قشر بيض الدجاج، ولكن سوتاتيب يقول إن قشر بيض التماسيح أفضل وأكثر فاعلية بسبب مادة الخضب، وهي مادة بيضاء طبيعية تتوفر فيه، وأيضا لأن بيض التماسيح اكبر حجما وأكثر صلابة من بيض الدجاج. وقال سوتاتيب إن «جراما واحدا من قشر بيض التماسيح يعطي 70 في المائة من الهيدروكسيباتيت، الذي من شأنه أن يجعل ابتسامة المرء أكثر إشراقا وبياضا.
وتصل ميزانية تايلاند الخاصة باستيراد مسحوق هيدروكسيباتيت حاليا الى أكثر من مليار باهت (28.6 مليون دولار) سنويا، ويجري استخدام المسحوق المستورد أساسا فى عمل قواعد القنوات، مما يفسر السبب في أن تكلفة العملية يمكن أن تصل الى 40 إلف باهت». وحتى حين الحصول على براءة الاختراع ويصبح متاحا في الأسواق، فإن الأبحاث والدراسات وكذلك البحث عن الابتسامة الهوليوودية لا تتوقف.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون