في اوقات يعجز القلب عن البوح بما في داخله..!
فتتجمد الانامل وتجف الاقلام وينضب الفكر..!
لكن الأعين تعشق الجمال...تعشق عند القراءة مايطابق مابداخل القلب..
فتشدها تلك الكلمات التي تخالج الروح...!
فمن جميل ماقرأت عيناي وخفق القلب معها..
أمسكت به أكثر من مرة وتركته ألف مرة ...!
أيقظته من سباته لعله ينزف ويسيل كعادته ولكنه يأبى ذلك ...!
سألته مراراً : لمَ أنت قاسٍ وعاصٍ لهذا الحد ...!
حاولته ... حاورته ... جادلته ... سألته ... ناقشته ... أردت مساعدته ... ولكن ...!
دون جدوى ... وظننته سيرحم ويأوى ... ويحن ويهوى ... ويعود ليرتقي ويرقى ... وفي كل مرة يرفض ... ويفرض ... ويتجبر ... ويتكبر ... حتى سئمت منه مطلقاً .
هجرته هجراً وقلبي يتقطع عليه ألماً وحسرة ... وعقلي يفكر فيه بين تارة وتارة ... أترى هل هو جف سيلانه الجاري ...
أم أنا أصبحت في نظره الجاني ... أم لتقدم العمر دور وهو بطبعه لا يحب من يهجره بعد تفاني ...!
لم يجد اليأس لفكري مدخلاً ... ولا لقلبي منفذاً ... ولا لضميري فرصة بسيطة بمجرد الشك فيه ... لأنني على خبرة وافية ... ودراية كافية بكل ظاهرة فيه وكل خافية .
منحته الفرصة الآخيرة ... وقررت أن أبحث وأتبحث في تحليل ما يحدث ... هل هو صراع ... أم جدال ... أم ماذا ...!
وآخيراً توصلت لأشياء زادت الظلمة عتمة شديدة ... بعدما ظننت أنني سأصل وأتوصل إلى بصيص أمل ... وإذا به إنبلاج ألم على مصراعيه ... وحسرة على كل ذلك الوقت التفكيري والفكري ... والذي عصرت المخيخ حتى ظننت أنني فقدت عقلي من أجل ذلك الأمل فإذا به ألم يعتصر كل حواسي وجوارحي .
لم أستسلم ... وقررتُ أن لا أستسلم لأني جُبلت على عدم الاستسلام لكائن كان ... وقررت التحدي ... وأعلنته بيني وبينه بأعلى الصوت ... وهو ينظر لي بكل برود ... وباندهاش غريب لم أرَ مثله في البلاد ... ويحيطني شيء من الخوف ... والوجل ... والهلع منه لعلمي ويقيني التام بأنه صعب المنال فما بالك بالتحدي والعنفوان ...!
عندها بدأت في تنفيذ ما قد أعلنت الإقدام عليه ... وتصحرت من كل خوف كان ينهشني ... وفككت كل عقدة كنت أظنها ستعيقني أمامه ... حينها تهادت يداي ... وبدأت تمسكه بكل قوة وعنفوان ... حتى تكاد يداي أن تعتصر سائله منه ... وأحسست بالدفء الذي فقدته منذ شهرين وأكثر ... وهمست في أذنيه بصوت يطغى عليه الخجل المحرق ... وسألنه :
لمَ تود هجري ...!
أخبرني ماهو ذنبي ...!
أقنعني بالله عليك من أجل أن أقرر هجرك من عدمه ...!
أسئلة كثيرة جداً وجهتها إليه ... بعضها بخجل كبير ... وبعضها على خجل قليل ... والبعض الآخر بكل شجاعة ممزوجة بالاحترام ...!
وفي الختام . . . نطق ... وتحدث بملء فيه قائلاً :
لقد طرزت بسائلي الأفراح ... وسطرت به الليالي الملاح ... وكم توجعت بالأتراح ... وكم أبرزت شاعراً صداح ... وكلاماً مباح وغير مباح .
يا . . . كم سطرت من ملاحم ... وجعلت بين الناس تراحم وتلاحم .
يا . ....... . كم أنرت عقولاً بالنور ... وكم سطرت من سطور ... وبسببي تكونت بحور وبحور ... وكم أسلت من در منثور .
الكثير يجهل أنني أول مخلوق ... ويجهلني ويتجاهلني في هذا الزمن العاجز عن النطق بما هو منطوق
ولا هم للكثير إلا أن يحملني وأنا مرموق متجاهلاً فائدتي أكنت مرموقاً أم غير مرموق .
المصيبة أنني أعاني ممن يسيء استخدامي بغير ماهو مفيد ... ولا هم له إلا كل جديد ... وهو لا يعلم أنه
ينحرني من الوريد للوريد .
أتمنى لو باستطاعتي الانتحار ... أو الاندحار ... في زمن الانكسار ... وأختفي عن الأنظار ... ولا يلمسني
ويلامسني شخص لا ليل ولا نهار .
من حباه الله ملكة نزف سائلي في هذا الزمن غير جدير ... لأنه سخره لطفلة الوادي والغدير ... ومدح السطان
والوزير ............ ..........أو تمجيد المدير على أقل تقدير ... ونسي أو تناسى أنني مذكور في كتاب الله القدير .
ماذا أقول وأقول ... كلام تجن منه العقول ... ويصاب ذو اللّب بالذهول ... ولا يعلم ويفرق بين المعقول
واللا معقول .
عندها قاطعته ... وقلت له :
يا قلمي : هوّن عليك ... ويكفي ماسردته سواء لك أو عليك ... أو كنت الجاني أم المجني عليك .
أتعلمون لم قاطعته ...!
كنت أظنه سيصاب بجلطة ... ويتوقف الحبر في جوفه ... وعندها يتخثر ولا يسيل مداده ...!
معاناة ....مع قلمه الذي أمسك به منذ أكثر من شهرين ولم يستطع كتابة كلمة واحدة ... والسؤال المطروح ...!
هل أصيب القلم بجلطة قلـ(ـمـ)ـية
عذراً على الإطالة ... وبانتظار الأقلام السليمة ... وعذراً وذعراً للأقلام السقيمة ...!
الموضوع الاصلي
من روعة الكون