تمضــي .. الخطــواتُ .. بها
تتسابق .. فيها .. نحو المجــــهول
تاركة .. تلك البصماتُ .. لقدميها
أثراً ... ترسم .. في وجه الصحراء معالمها
تعانق وجه الصمت .. وحر الشــمس
وزفير الريـــح الملتهبــــه
تلفح ... خديها .. بصرير الثلج القارس
فيداعب فيها مســـــمعها
كأنغامٍ .. متراقصة
كحيــــةٍ .. رقطاء
تتأرجح وتـــتـــلوى على مزمار حاويٍ هنـــدي
تسكن أحيـــــــــانا .. وتعلوا .. احيــــــــانا
وكأنها تنضر إلى عصا مايسترو محترفٍ
ينظـــــم .. تقاطيعها .. المتداخله
*********
فتـــاة .. وصحراء
وشــــمس .. تسكن كبــــد الســــــــماء
وســـــراب .. يتلذذُ .. بألعابه البهلوانية الماكره
ورمال .. جائعة متحركه
تتلهف لكي تبتلع حتى ظل .. شــــيء
كل شـــيءٍ .. حولك يا فتاه ضائع في معناه
وفي البعيد لا شيء يذكر
صحراء .. ترتسم كدائرة عارية الملامح
لا يــــمــر بقطـــرها سوى وتـــــــر .. الموت
ولا يلامس .. محيــــطها .. إلا الهلاك
تفوح منها بقايا رميم .. تسوقها ســــموم الأرياح
********
بدت .. بجســـدها النحيـــــــل
وثيابها .. المهترئه
كنقطةٍ .. ســـــــــوداء
تسبح في محيط أصفـــر
تتلاطمها الكثبان الرمليه
كأمواج البحر الهادر
تحوم بسمـــائها .. نوارس ســـوداء جائعه
تتلذذ في لحمها المنحول .. المنهك
وهي تجر خطاها .. كعجوزٍ قد أرهقها الدهر بسنونه
شفتاه .. تبحث عن قطرة ماء
فقد مزق الضماء فيها كل ممزق
عيناها .. كحورية مقتوله
تتخبط في ظلام نهار ..
على بعد خطواتٍ منها
كان يقف .. هناك
منتصب القامة
فارداً ذراعيه كجناح طائر
ينتضرها بكل شوقٍ ولهفه
ليـــعانقها عناقاً .. جميلاً .. قبيحا
إنـــــه .. المــــــــوت
هو من كان ينضرها بعينيه المملؤة بوقار الصمت
يتمتم في هذيان
ويهمس في ما تبقى من سمــــعها
هيـــا فتاتي .. أقبـــــلي
دعيني .. اروي ضـــمائك
واجمع شتات جسمك
وأريحك .. هذا العناء والعذاب
ظل يناديها في عاطفة باذخه
فنضرة اليـــه في ما تبقى من خيوط نور
لتطبق بكفها .. على إحدى عينيـــــها
لتجمع ما تبقى من نورٍ فيها
لتــــرى الموت كغزالٍ بري
يقف بقوامه الممشوق
وكأنه يغريها .. بحسن قامته
وكان الإختيار سريعاً
فقد اختارته منقذا
فلعله أرحم من هذه الصحراء الموحشه
لعله يكون أرق من هذا البأس والشقاء
فالموت مره .. أفضل أن تموت فيها ألف مره
تنهض في بقية عزمها
وفي خطوات ٍ محسوبة معدودة بينه وبينها
تقترب من الموت المبتسم
وتقترب الخطا
وتتقابل النضرا
ويزداد رفيف نبضات قلبها
وتنضر نضرة وداعٍ في ما حولها
وكأنها نضرة الوداع
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فـــجــــأه !!!!
وعند الخطوة الأخيره نحو تلك الأحضان
بين الموت والحياه
والشعرة التي قسمت ظهر البعير
تلتفتُ عارضة بوجا عن قبلة الموت
وغروب العمر
ليـــدب بنفسها
أيمان متأجج
وأمل .. تملؤه رحمة الله
ليقتل شـــبح اليأس بداخلها
ويتحرك لسانها بقول الحق
يا أيها الذين آمنو لا تقنطوا من رحمة الله
وفضلت أن تخطو خطوتها الأخيره
ليس بتجاه احضان اليأس
ولا بحـــر الغروب
لكنها خطوة رحلت بها
رحيـــــــل .. بعكس الغروب[/color]
الموضوع الاصلي
من روعة الكون