صرررررررررررررررررر فحححححححححححححححححح ((صوت الرياح والأعاصير)) الجو بارد جدا جدا وأخشاب الكوخ العتيقة بالكاد تقوى أن تصمد أمام هبات الرياح العاتية
العائلة كلها مجتمعة أمام تلك المدفئة العجوز التي كثيرا ما يحبونها لأنها هي من تحميهم من تلك الثلوج و قوارص برد الشتاء الجاف
أحمد عمره ثلاثة وعشرين عاما: أمي متى ستضعين مولودك؟؟( أحمد توه متخرج بكالوريوس لغة عربية وملحط ما لقى وظيفة فأبلش اهله)
الأب من زمان عندهم مايدرون كم عمره: وش أنت مستعجلن عليه؟؟
أحمد: أريد أن أرى هل سيكون شبيهاً لي أم سيكون شبيهن لمعاذ مع العلم أنني أتمنى أن تكون فتاة؟؟
حاتم بلغ الرابعة من عمره: بابا أنا ابغاه يشبهني وأبغاكم تسمونه حاتم زيي
الأم برضوا من زمان عندهم مايدرون كم عمرها: إن شاء الله ياحبيبي.
معاذ شقي جداً وعيار يبلغ السادسة من عمره: إيه يشبهك ونسميه حاتم بس أخاف يطلع عبدا مثلك(حاتم يمتلك سمره قد نستطيع أن نقول ألعن من ركب السعوديات)
حاتم: ماما شوفي معاذ وش يقول اضربيه.
الأب: يله قوموا ناموا زاد الجو بروده يله قوموا لغرفكم ما تسمعين وش اقول يا تماضر؟؟
تماضر مدرسة جغرافيا وأكبر من أحمد طبعاً(مدري ليه مسكة معي احط جغرافيا لاتسألوني ليه): طيب يبه بس دقيقه عندي كم دفتر كم بنت بصححه وبقوم.
الأب: لا يله قومي ألحين يله اشوف فزي.
أحمد: ابي هلي بدقيقة من وقتك؟؟
الأب: وش تبي يا طاهر زمخشري؟؟
أحمد: عندما تضيق الدنيا أمام أعيننا وتتقلص الأماني والأحلام حتما سنبحث عن خيط أمل لنحاول أن نمسك به.....
الأب: خلاص انثبر خذ هذي عشره ريال قل آمين يارب أمك تبطي ما تولد وتفكنى من زيادة المصاريف الي بتجي.
أحمد: هناك عقار يذكر أن اسمه نور........
الأب: اقول قم انقلع ياحيوان.
وتحققت أمنية الأب فلم تلد الأم إلى بعد مرور اثني عشر شهرا من الحمل وولدت بعد معاناة كبيرة حيث لا يوجد بالقرية مستشفى للولادة القيصرية حتى أنه لا توجد أية تطورات في عملية التوليد
(يعني اكتمي نفستس ودفي وكود يطلع)(وتتواصل معاناة القرى وذلك بسبب عدم وصول الإمكانيات المتاحة في المدن الكبيره)(لنا الله)
أم سعد: مبروك يبوأحمد ما جاكم .. ولد ولد ما شاء الله.
تماضر سمعت هذه الكلامات وراحت تبكي بحسرة لأنها علمت أنها ستكون وحيدة بلا أخت كباقي زميلاتها لأن والداها بلغا بالعمر عتيى.
الأب: ايه ولد احسن من البنت بكره يكبر ويصرف على نفسه.
أحمد: والدي هلي بالسماوة(يسمع بالسماوة الأخ يبي فلوس ومايدري وشلون )
معاذ: يبه وش فيه أخوي أبيض مره مره.(زيي انا)
الأب: ايه والله أبيض مره مدري وشفيه ياولدي.
حاتم: بابا وش بتسمونه؟؟
الأم من بعيد: ماركو ماركو.
الأب: نعم وش تقولين؟؟ماركو؟؟
الأم: ايه شغالة ام سعد الفلبينية الجديدة تقول أنه يشبه ولدها سألتها وش اسم ولدها قالت ماركو قلت شورتس وهداية الله.
الأب: ماركو؟؟ ماركو على بركة الله. (وتم تسجيل الأسم بدفتر العايلة)
الأم: لااااااا لاتسمونه ماركو.
الأب: ليه وشفيتس ؟؟
الأم: الفلبينية تقول أن ولدها ماركو منغولي.
الأب: اقول استغفري ربتس مهوب صاير إلا الي الله كاتبه.
بدى يكبر ماركو وملامحة كانت غريبة جدا ذو بياض غريب وبه بعض التشوه البسيط في وج.
كبر ماركو وزادت ملامحة تشوه فعلمت الأسرة أن مابها إبتلاء من عند الله.
الأب:أم أحمد وشرايتس نروح للرياض نشوف وش يقولون في ماركو.
الأم: لا يبوأحمد هذا ابتلاء من الله ولازم نصبر ونحتسب.
الأب: ايه بس لازم الأخذ بالأسباب.
الأم: شورك وهداية الله.
أحمد:لاتقلق يا أبي سيبقى المنزل في ايد أمينه وسأشرف على إيصال تماضر ومعاذ كل صباح للمدرسة ولكن سيكون المصروف بين يدي أليس كذلك؟؟
الأب: تراك رايق منيب فاضي لطفرتك ياحمار.
تماضر تبكي وتقول:بتتأخرون لاتقطعونا بالرسايل طمنونا على ماركو.
معاذ:مع السلامة ماما مع السلامة بابا.
حاتم:يغط في سبات عميق لكي لا يرى والداه يغادران في يبكي ويأخرهم.
وهكذا انصرف الأبوين متجهين للرياض وهم يحملون في عواطفهم كل الحزن لجنينهم الرضيع آملين من الله بأن يجدوا حلاً لمشكلته..
في البيت كان أحمد يصدر الأوامر بكل عنف ولم يجد الأخوان في قلبه اية ذرتاً من حرص عليهم أو خوف وكان قاسين جداً في تعامله مع اخته تماضر التي رأته يضيع المال الذي اعطاه والده له ولأخوته في أموراً كماليه
مثلاً كان يشتري جبنة كرفت بدلاً من جبنة المراعي فقط ليحس بالبذخ(يسمع بالبذخ )وكان كثيراً مايدعوا اصحابه الجحلط على عشاء فاخر في مطعم المدينة
وأيضاً حاول أن يأخذ من مرتب تماضر بعد ان اصبح عاجزاً عن دفع اجور المواصلات ليذهب بأخوته لمدارسهم وهذا طبعاً بعدما فسفس المال
الذي اعطي مما حدا بتماضر الجميلة لعدم الذهاب للمدرسة لكي يتسنى لهم توفير مبلغ المواصلات ليذهب معاذ..
أما الوالدان فكانا منهكين جداً إذ مرمطتهم مستشفياتنا وهذه هي العاده في الشميسي إذهبوا إلى مدير عام المستشفى لكي يوقع على موافقة فتح الملف(سميي(كل تبن ))
المعاملة تقف عنده اسبوع او اكثر بعدها يذهبون إلى مدير الشوؤن الطبية وأيضاً اسبوع او اكثر ثم إلى مدير العيادات الأولية وتتواصل المرمطة (ولا حياة لمن تنادي)
شطحه بسيطه تصدقون اني جيت بطلع ستكر مواقف خاصه في جامعة الملك سعود عشان عندي مشكله بالصدر ولا اقدر امشي واجد عاد رحت لم الأمن والسلامة مرمطوني
لمين حولوني لمستشفى الملك خالد الجامعي عشان يتأكدون وهناك صارة المرمطه الصدق علماً بأن معي عذر طبي يشرح حالتي موقع من دكتور جراح قلب في مستشفى الأمير سلطان لمرضى القلب ولا موقع عليه مدير عام المستشفى تصوروا(حسبنا عالظالم)
نرجع للموضوع(تصدقون انا نسيت وين وقفت )
الأبوين أخيراً وبعد عناء استطاعا ان يفتحا ملفاً لماركو وبعده تم أخذ موعد له بعد ثمانية اشهر(لحد يقولي مستحيل لأن مستشفياتنا تسوي اكثر)
اتصال الأب بأولاده جرس الهاتف ترن ترن ترن
تماضر(طبعاً التلفون استقبال بس عشان الباشا أحمد ماعنده يسدد):ألو نعم.(بنبرة حزينه)
الأب:تماضر بنيتي هلابتس وشخبارتس وشخبار اخوانتس وش علومكم وشلون اخوتس والمدرسه عسى احمد قبله بالوظيفه الي مقدملها؟؟
تماضر: هلا يبه هلابك وشلون امي وش قالوا في ماركو؟؟
الأب:وش فيه صوتتس يا بنيتي؟؟
تماضر: ابد سلامتك فاقدتكم!!
الأب:اجل أنتم طيبين انا مقدر اطول بالتلفون يابنيتي بس إن شاء الله يومين وجايين فمان الله.
طوط طوط طوط(ابو ماصخ)
الأب والأم وماركو في طريق العوده راكبين تسعاوي بعد أن تم اخذ فحص أولي لحالة ماركو والذي اختلف الأطباء في حالته منهم من يقول مصاب بمرض البهاق ليس إلا
وبعضهم قال انه مرض المنغوليا باغتهم جمل كبير حاولوا تفاديه لكن قدرة الله كانت اقوى(إلى متى والشعب يعاني من هالجمال الي تتطلعلنا بالطرق الله يستر بس)
نقلوا إلى المركز الطبي في القرية حاولوا الإسعاف ولكن الأب اختاره الرحمن ونقلت الأم إلى العناية المركزة بعد تركيب اسياخ في الفخذ الأيسر ولكنها كانت في غيبوبة لم يستطع الأطباء رغم محاولتهم لكي تفيق منها
وأيضاً عناية الله هي ماجعلت ماركو لم يصب إلا ببعض الرضوض وتم الإتصال على المنزل فتوجه أحمد وتماضر لمستشفى وهنا كانت المصيبه احمد انكر ان هذا الطفل المريض اخاً لهم فتم نقل ماركو إلى دار الأيتام بعد أن تشفا من مابه..
الأم خرجت من المستشفى بعد ان قامت من الغيبوبه وتماثلت للشفاء وهي التي سألت كثيراً عن ماركو وهو الذي قال عنه أحمد أن جسمه الصغير لم يستطع تحمل الكسور ففارق الحياة واصبح طيراً من طيور الجنة
وأما الأب كشف محاميه أن اغلب اراضي القرية له ولكنه كان ممسكن بالقرش واعطوا الأهل توكيل لأحمد لكي يستلم أمور العائلة المالية
وتماضر التي كتمت سر أحمد وما فعله بهم كانت تعتقد انه عند عودة الأم سيعتدل وينصلح حاله ولكن هذا ما لم يكن فأحمد رمى بأمه واخوته في كوخاً متهالك
وبعد مدة لم تستطع الأم مقاومت القهر والألم فابنها الذي حملته رضيعاً واشربته من لبنها وراعته في صحته وفي سقمه يظلمها هذا الظلم فمرضت الأم وعانت من مرضها حتى أختارها سباحنه وتعالى....
وبعد أن مرت ثلاثاً وعشرون عاماً عاشها الأخوه في عذاب وكبت وألم حتى جاء ذالكم اليوم الذي سمعوا فيه دق باب فتح معاذ الباب وهو الذي وصل عمره إلى تسعة وعشرين سنه فوجد شخصاً غريب شديد البياض يملك شعراً أبيض اللون مع وجود بعض الصفارة فيه
معاذ: ياهلا سم اقدر اخدمك بشي اخوي؟؟
الطارق:طول عمري كنت اتمنى اني اسمع هالكلمه اخيراً سمعتها!!
معاذ:سم وش تقول من انت؟؟ من الأخ الطارق؟؟
الطارق:أنا طارق(خربت عليكم المشهد صح؟؟ )
معاذ:اقول اخلص وش عندك؟؟
الطارق:انا اخوك ماركو دورتكم من بديت ادرس بالجامعة واخيراً يوم صرت محامي في مكتب كبير دورتكم دورتكم إلين لقيتكم
معاذ:ماركو!!!؟؟
ماركو:ايه نعم ماركو وجاي عشان نجمع الشمل واجيب لكم الحق الي خذه منكم الحيوان أحمد ابن الكلب(تفلت الولد )
بعد مدة تصل تقريباً إلى 3 سنوات صدر حكم يقضي بإعطاء الأخوه حقهم من ورث الأب(إلى متى ومحاكمنا تمرمط الشخص إلين يطلع حقه رغم وجود ادلة تثبت هالشي)
وحكم على أحمد بالسجن لمدة تصل إلى خمسة عشر سنه بتهمة سرقة الحقوق وتهمة تزوير الإثبتات والأدلة وتهمة جحوده عودة نسب ماركو للعائلة وأيضاً اتضح انه يتآجر بأموال ربوية
وبعد يومين في السجن انتقل احمد إلى رحمة ربه بعد ان اصيب بحالة نفسيه شديدة وهي التي اتته بعد ان اعتاد على الرفاهية ومن ثم قذف به بالسجن(ترى عشان كذا طلعوا باريس هلتون خافوا يصير بها مثل أحمد )
ما يستفاد:حاربوا البطالة عشان ما نسوي زي أحمد..
تعظيم سلام لشلــة منتدانا الموقرة ...!!
*كان هنااا عبيطوووة ....!!:mo13:
الموضوع الاصلي
من روعة الكون