قبل أيام مضت كنت فى ليلة غاب القمرفيها وأضيئت أنوار خافته علىالرصيف الممتد على طول الشاطىء الرملى دخلت إحدى المقاهى المطلة على الشاطىء فى تلك المدينة الساحلية الصغيرة فى الطرف الغربى من الكرة الارضية وأخذت جانبا منعزلا من المقهى على طاولة قريبة من الشاطىء أتأمل الموج وأحتسى الشاى أشم رائحة البحر ماأحلى البحر ونسمات باردة تهب من بعيد تلقى برذاذ البحرعلى وجهى فينعشنى وينعش فكرىوأغوص مع الامواج فى تأمل حالم أتذكر السنين التى مضت بحلوها ومرها بحزنها وفرحها ويمر شريط الذكريات فترانى أبتسم حينا ويتجهم وجهى حينا اخر مرت تلك الصور سريعة حتى تذكرت نفسى طالبا بالمدرسه فى السنة الاولى الثانويه أحمل حلما وطموحا وشيئا من الخوف من المستقبل المجهول وكنت كلما سنحت لى الفرصة فى المساء بعد عناء الدراسة أذهب الى الشاطىءوأجلس على تلك الكراسى الخشبية المنتشرة على الشاطىء أتأمل البحر فهو صديقى أكلمه أتخيله يكلمنى ويرد علي فيؤنس وحدتى ويمتد نظرى الى الافق البعيد مع الموجة التى تأتى من بعيد صغيرة ثم تكبر وأسبح فى المجهول وأستغرق فى حلم طويل تذكرت ذلك المساء الذى عدت فيه من الشاطىء ودخلت غرفتى في سكني الخاص وألقيت بجسدى المتعب على السرير طلبا للنوم ولكنى لم أستطع ففكرى لايزال يعمل منذكنت على الشاطىء فجلست على مكتبى وأضأت المصباح وبدأت أكتب ماجال فى خاطرى من أفكار ثم ألقيت ماكتبته ضمن أوراقى المبعثرة ودفاترى القديمة .... ولما عدت الى أرض الوطن من رحلتى الاخيرة تذكرت ماجال فى خاطرى فى المقهى فبحثت بين أوراقى القديمة فوجدت ماكتبته فى تلك الليلة قبل سنتين فأردت أن أشارك أحبتى فى المنتدى ونقرأها سوية ...... كتبت ذلك الحين
أوقفت سيارتى على الشاطىء وترجلت منها وحملت نفسى المثقلة بالهموم وفكرى المتزاحم وألقيتها على إحدى تلك الكراسى على ذلك الشاطىء .....هناك إضاءة خافتة تأتينى من أعمدة الكهرباء لماذا وضعوا تلك الاضواء الخافتة التى تزيد من كابتى وحزنى ........ اليوم أخذت بعض نتائج الامتحانات الفصلية فى المدرسه والنتائج هزيلة مثل جسمى النحيل الهزيل جلست فى صمت أتأمل الافق البعيد أرى أنوارا خافتة ضعيفة تأتى من بعيد ربما مراكب صيد ورصيف الشاطى يخلو من المارة إلا القليل من المتنزهين أرحل مع موج البحر وأسبح بخيالى الى عالم المجهول هذاالمجهول الذى الذى يخيفنا بإغراءاته وبما يخيه لنا من مفاجات تحول حياتنا من سعادة الى شقاء ومن شقاءالى سعادة دون أن يعطينا سابق إنذار إنك حين تجلس مثلى على الشاطى تشعر بأنك تجلس فى نقطة التقاء الواقع بالمجهول تماما كما يفعل البحر مع اليابس وستشعر بأن رحلة الحياة ماهى إلا إرتحال للمجهول فمنذ اللحظة التى يصل فيها الانسان الى درجة الوعى بمن حوله يبدأ صراعه مع المجهول ويبدأ فى رسم الصورة التى ستكون لمستقبل حياته ويدخل فى عالم زاخر من الاحلام والامال فمن الناس من يعيش حالما حتى يوقضه الواقع بقسوته ومن الناس من يحاول جاهدا تحقيق حلمه الى الوافع الملوس لايثنى عزيمته شىء متحملا المشاق والتعب فأنا لازلت طالبا فى المدرسه بل فى أول الطريق وأمامى مشوار طويل محفوف بالمخاطر لازوجة ولاولد ولا بيت ولا وظيفة أو مركز مرموق أحلم بالمستقبل وبالمجهول كيف يكون لا أدرى ؟هل أواصل المشوار والمسير حتى أصل الى نهاية الطريق وأحقق الحلم ؟هل تتاح لى الفرصة لكى أجوب شواطىء العالم المجهول ؟أم أننى أظل أحلم وأبقى مثل هذاالكرسى العتيق الذى أجلس عليه ثابتا فى محله يصارع الزمن ؟؟؟؟ كانت هذه تساؤلاتى عن المجهول قبل سنتين وهاأنا اليوم وصلت الىجزء من المجهول وحققت كثيرا مما كنت أحلم به ولكنى لازلت الى اليوم أحلم وأحلم وأحلم
من نزف قلمي
ولــــد العــــز
الموضوع الاصلي
من روعة الكون