بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
كتاب أسرار معجزة (الــم)
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
السِّرُّ الأكثرُ غُموضًا !
ربما يكون من أكثر الأسرار القرآنية غموضاً هذه الأحرف التي ميّزها الله تعالى ووضَعَها في مقدمة ربع سور القرآن تقريباً, فهل جاء العصر الذي يمنُّ الله به علينا بمعرفة بعض أسرار هذه الأحرف؟ وهل يمكن للغة الأرقام ـ لغة هذا العصر ـ أن تكشف لنا بعض أسرار القرآن الكريم؟
القرآن ولغة الأرقام
إن كل من يقرأ عنوان هذا البحث يتساءل: إذا كان القرآن أساساً أُنزل لهداية البشر, وإعجازُه في بلاغتِه ونَظْمه اللغوي وما يتضمنه من حقائقَ علمية, فهل المؤمن بحاجة إلى لغة الأرقام وما فائدة هذه اللغة؟
قبل كل شيء يجب أن نعلم أن أيَّ نظام موجود في القرآن سواء كان نظاماً لغوياً أو علمياً أو فلسفياً أو رقمياً ينبغي على المؤمن أن يتدبَّرَه ؛ لأن الله تعالى لا يضع شيئاً في كتابه عبثاً, ومعجزة القرآن البلاغية التي كان لها أشدّ الأثر في عصر البلاغة عند نزول القرآن, لا بد أن يكون في كتاب الله معجزة رقمية يكون لها أثر كبير في عصرنا هذا ـ عصر المعلومات والأرقام.
ثم إننا نعلم جميعاً أن أهم ما يميِّز المعجزة هو أن الله تعالى يتحدّى بها البشر بشيء برعوا فيه, فكان عصر موسى عليه السلام عصر السِّحر والسَّحَرة فتحدّاهم بمعجزة العصا, وكان عصر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عصر البلاغة والفصاحة فتحدّاهم ببلاغة القرآن ودقة نَظْمه وإحكامه. واليوم لو توجهنا بسؤال إلى من يجحد هذا القرآن: ما هو أرقى علم وصلتم إليه حتى يومنا هذا؟ ستكون الإجابة بأنه علم الذرة والفضاء والكمبيوتر وشبكات الاتصال الرقمية والاستنساخ, وهي جميعاً تعتمد على لغة الأرقام, بل لولا لغة الرقم القوية لم يتطور العلم الحديث خطوة واحدة.
إذن أفضل وسيلة يمكن للقرآن أن يتحدى بها البشر في القرن الواحد والعشرين هي لغة الأنظمة الرقمية. ولكن ما هو دور المؤمن في هذه اللغة الجديدة؟
إن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يكون بمعزل عن علوم العصر ومكتشفاته, لذلك فإن لغة الأرقام هي وسيلة فعالة لرؤية عظمة كتاب الله تعالى, لنزداد إيماناً بالله تعالى ولنتمكن من إثبات أن الله تعالى هو الذي أنزل القرآن وحَفِظَه فلم يُصبْهُ أي تحريف أو تبديل, وأن البشر ولو اجتمعوا بكل علومهم وآلاتهم فلن يأتوا بمثل هذا القرآن, وما أجمل أن تكون الأدلة والبراهين بلغة الأرقام التي هي لغة الإقناع والتوثيق.
ولكن حتى يكون لهذا العلم الناشئ ـ الإعجاز الرقمي ـ مصداقية يجب أن نعتمد منهج البحث العلمي الحديث, وهذا يقتضي بأن ندرس القرآن كما هو فلا نضيف عليه شيئاً ولا نحذف منه شيئاً, ويجب أن نتذكر أن الأرقام هي وسيلة وليست غاية!
البناء الكوني والبناء القرآني
والرقم (7)
هذا الكون الواسع من حولنا بكل أجزائه ومجرّاته وكواكبه.. كيف تترابط وتتماسك أجزاؤُه؟ من حكمة الله تعالى أنه اختار القوانين الرياضية المناسبة لتماسك هذا الكون, ومن هذه القوانين قانون التجاذب الكوني على سبيل المثال, هذا القانون يفسر بشكل علمي لماذا تدور الأرض حول الشمس ويدور القمر حول الأرض..., هذا بالنسبة لخلق الله تعالى فماذا عن كلام الله؟
حتى نتخيل عظمة كلمات الله التي لا تحدها حدود يجب أن ننظر إلى كتاب الله على أنه بناء مُحكَم من الكلمات والأحرف والآيات والسور, وقد نظّم الله تعالى هذا البناء العظيم بأنظمة مُعجِزة.
إذن خالق الكون هو منزِّل القرآن, والذي بنى السماوات السبع هو الذي بنى القرآن, وكما نرى من حولنا للرقم (7) دلالات كثيرة في الكون والحياة نرى نظاماً متكاملاً في هذا القرآن يقوم على الرقم (7), وهذا يدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وأن القرآن هو كتاب الله عز وجلّ, ولكن ما هو هذا النظام؟
ما هو النظام الرقمي؟
كل شيء في هذا الكون يسير بنظام مُحكَم, وأفضل ما يعبّر عن حقيقة هذا النظام هي لغة الأرقام, لذلك استطاع العلم الحديث أن يعبِّر عن حركة الشمس والقمر والمسافات بين المجرات وغيرها باستخدام الأرقام. وهكذا نستطيع أن نعرف اليوم بدقة متناهية متى سيحدث كسوف الشمس مثلاً بعد مئات السنوات! إذن الشمس والقمر يسبحان في هذا الكون وفق نظام محكم يمكن للغة الأرقام أن تصِفَ هذا النظام سواءً في الماضي أو في المستقبل .
والآن نأتي إلى كلام الله تعالى ونسأل: كيف انتظمت أحرف هذا القرآن؟ إن كلام الله لا يشبه كلام البشر, لذلك لغة الأرقام سوف نستخدمها في هذا البحث لنعبر بها عن دقة نَظْم كلمات القرآن لنستنتج أن كل شيء في هذا القرآن يسير بنظام دقيق. إذن: كلمات القرآن رتّبها الله بنظام رقمي معجز ليؤكد لنا أننا إذا تدبرنا هذا القرآن سوف نكتشف أنه كتاب محكم, وأننا سوف نجد البراهين الثابتة على أنه لو كان هذا القرآن قول بشرٍ لرأينا فيه التناقضات والاختلافات .
وفي هذا البحث سوف نقوم بدراسة (3) أحرف من القرآن وهي الألف واللام والميم, لنجد أن هذه الأحرف الثلاثة قد رتبها البارئ عز وجل عبر كلمات كتابه بشكل مذهل!
طريقة جديدة
بعد دراسة الكثير من آيات القرآن ونصوصه تبين أن الطريقة الدقيقة لكشف النظام الرقمي القرآني هي طريقة صَفّ الأرقام بجانب بعضها.
ولكي نبسط الفكرة نستعين بمثال من كتاب الله تعالى أحببت
أن أبدأ به. يقول الله في محكم الذكر: (إن الله يحب المحسنين)] آل عمران: 195], هذا مقطع من آية من سورة آل عمران التي بدأها الله تعالى بـ (الــم), لندرس كيف توزعت هذه الأحرف (ا ل م) عبر كلمات هذا المقطع.
هذا المقطع مكون من (4) كلمات, نأخذ من كل كلمة ما تحويه من أحرف الألف واللام والميم, أي:
1ـ (إن) فيها حرف ألف, لذلك نعبِّر عنها بالرقم (1).
2ـ (الله) لفظ الجلالة فيه ألف ولام ولام,فيكون المجموع (3).
3ـ (يحبُّ) ليس فيها ألف ولا لام ولا ميم, لذلك نعبر عنها بالصفر.
4ـ (المحسنين) فيها ألف ولام وميم, أي المجموع (3).
ولكي نسهِّل رؤية هذه الأرقام نصفها في جدول, نكتب كلمات النص القرآني وتحت كل كلمة رقماً يمثِّل ما تحويه هذه الكلمة من [ ا ل م ]:
إن الله يحب المحسنين
1 3 0 3
والآن نقرأ العدد من الجدول كما هو دون جمعه أو إجراء أي تغيير عليه فيكون هذا العدد: (3031) ثلاثة آلاف وواحد وثلاثون, إن هذا العدد له علاقة مباشرة بالرقم (7), فهو يقبل القسمة على (7) تماماً ومن دون باقٍ!
لنعبّر عن ذلك بلغة الأرقام:3031 = 7 × 433
وتجدر الإشارة إلى أننا عندما نصفّ الأرقام بجانب بعضها إنما نحافظ على تسلسل هذه الأرقام, وهنا تكمنُ معجزة القرآن العظيم. مجموع أحرف الألف واللام والميم في هذا المقطع هو من الجدول السابق:1 + 3 + 0 + 3 = 7
في هذا البحث سوف نرى أن هذا النظام الرقمي الدقيق يشمل الكثير من نصوص القرآن وآياته (وربما كلها)!
(الـــم) والنظام الرقمي
لقد رتّب الله تعالى هذه الأحرف الثلاثة (الألف واللام والميم) بشكل مذهل في القرآن الكريم. وفي هذا الفصل سوف نرى نماذج من هذا النظام الرقمي الذي سخّره الله تعالى لمثل عصرنا هذا ليكون دليلاً قوياً على عجز البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن. وسوف نرى أن الرقم (7) هو أساس هذا النظام المذهل, وهذا يُثبت قدرة وعظمة خالق السماوات السبع عزّ وجلّ.
أول سورة وآخر سورة
بدأت بـ ( الـــم)
أول سورة بدأت بـ(الــم) هي سورة البقرة, وآخر سورة هي سورة السجدة. لقد رتّب الله تعالى بحكمته هاتين السورتين ووضعهما تحت رقمين محددين فرقم سورة البقرة في القرآن هو (2) ورقم سورة السجدة هو (32), والعجيب أن هذين الرقمين (2ـ32) يشكلان مجتمعين عدداً من مضاعفات الـ(7), إن العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو
(2 2 3) يقبل القسمة على (7) تماماً:
322 = 7 × 46
والجدير بالذكر أن مجموع أرقام العدد 322 هو سبعة:
2 + 2+ 3 = 7
(الــم ) وأول سـورة
بعد فاتحة القرآن نجد أن الله تعالى قد بدأ أول سورة ـ البقرة ـ بـ (الــم ) ثم قال تعالى متحدثاً عن كتابه(ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين) [البقرة: 2], والمذهل أن الله سبحانه قد رتب الأحرف الثلاثة (الألف واللام والميم) عبر كلمات هذه الآية بشكل يتعلق بالرقم (7). والمنهج الذي نتبعه في هذا البحث هو إحصاء الأحرف الثلاثة [ ا ل م ] في كل كلمة من كلمات الآية, , وصفّ هذه الأرقام.
لنكتب الآية الأولى وتحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من الألف واللام والميم, والكلمة التي لا تحوي أيّاً من هذه الأحرف تأخذ الرقم صفر:
ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين
1 2 2 0 0 0 3
إن العدد الذي يمثل توزع هذه الأحرف عبر كلمات الآية هو (3000221) يقبل القسمة على (7) تماماً:
3000221 = 7 × 428603
والشيء الغريب أن ناتج هذه العملية يقبل القسمة على (7) أيضاً:
428603 = 7 × 61229
والأغرب أن الناتج هنا يقبل القسمة على (7) أيضاً:
61229 = 7 × 8747
إن هذه النتيجة المذهلة تؤكد تأكيداً قوياً بأن الله تعالى قد أحكَم هذه الآية ونظّم أحرفها تنظيماً دقيقاً, حتى طريقة كتابة كلماتها. فكلمة (الكتاب) نجدها في القرآن قد كُتبت من دون ألف, أي عدد أحرف (الــم) فيها هو (2) ولو كتبت هذه الكلمة بالألف لأصبح عدد أحرف (الــم) فيها (3) وسوف يختل النظام الرقمي بالكامل؛ لأن العدد الذي يمثل توزع هذه الأحرف (ا ل م) في هذه الآية سيصبح 3000231 وهذا عدد لا يقبل القسمة على (7). فتأمل معي دقة كلمات الله ودقة رسمها وترتيبها ودقة اختيار ألفاظها. ولو قال تعالى: (هدى للمؤمنين) بدلاً من (هدى للمتقين)أيضاً لاختل هذا النظام المحكم!
(الــم) وآخر سورة
كما ذكرنا آخر سورة في القرآن بدأت بـ (الم) هي سورة السجدة, يقول تعالى(تنزيل الكتب لا ريب فيه من رب العلمين) [السجدة: 2]. كما في الفقرة السابقة النظام الرقمي ذاته يتكرر مع هذه الآية أيضاً. لنكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن, ونكتب رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف (الم) لنجد العدد: 40100221والعدد 40100221 يمثل توزع (الــم) عبر كلمات الآية, هذا العدد يقبل القسمة على (7) تماماً:
40100221 = 7 × 5728603
ونلاحظ أن كلمة (الكتب) قد كُتبت في القرآن من دون ألف, كذلك كلمة(العلمين). لذلك يمكن القول بأنه لو زاد أو نقص حرف واحد من القرآن لاختل هذا النظام الرقمي البديع الذي نراه في آيات الله.
ولكن هنالك شيء مذهل: العدد الذي يمثل توزع (الــم) في هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً حتى لو قرأناه من اليمين إلى اليسار, أي باتجاه قراءة كلمات الآية ليصبح هذا العدد في هذه الحالة مساوياً: 12200104:
12200104 = 7 × 1742872
وهكذا لو سرنا عبر آيات القرآن ونصوصه لرأينا نظاماً معجزاً, طبعاً النظام الرقمي لا يسير آية آية بل يسير وفق معنى النص القرآني, وسوف نرى أن النص القرآني يمكن أن يكون آية أو مقطعاً من آية أو مجموعة آيات أو سورة...
وإنني على ثقة بأن الطريقة التي توزع بها هذا النظام عبر نصوص القرآن والتي لم نكتشفها بعد تكمن فيها معجزة عظيمة, إنها تنتظر من يبحث ويفني عمره ليرى عجائب هذا القرآن الذي سيكون يوماً ما هو الرفيق الوحيد الذي تجده أمامك عندما يتخلى عنك كل البشر, فانظر ماذا أعددت لذلك اليوم.
أســـرار رســم القـــرآن
أسرار طالما بحثها العلماء وطرحوا الأسئلة حولها, فكل من يقرأ القرآن يخطر بباله سؤال: لماذا كُتبت كلمات القرآن بهذا الشكل؟ فالقرآن هو الكتاب الوحيد في العالم الذي يتميز بطريقة فريدة لرسم كلماته, فنجد مثلاً الكلمة تكتب من دون ألف, وأحياناً تبدل الألف بالواو مثل كلمة [الصلاة] التي نجدها في القرآن هكذا (الصلوة) .
إن هذه الطريقة الخاصة بكلمات القرآن تخفي وراءها معجزة رقمية. وسوف نستأنس بمثال واحد لندرك أن هذه الطريقة لخطّ القرآن تناسب النظام الرقمي القرآني. يقول تعالى في آية من آياته مؤكداً على أهمية الصلاة والحفاظ عليها فيأمر عباده المؤمنين: (حفظوا على الصلوت والصلوة الوسطى وقوموا لله قنتين) [البقرة: 238]. هذه الآية موجودة في سورة البقرة التي استُفتحت بـ (الــم) فكيف توزعت أحرف [ ا ل م ] في هذه الآية؟
العدد الذي يمثل توزع (الــم) عبر كلمات الآية يقبل القسمة على (7) تماماً لنتأكد من ذلك بلغة الأرقام:
220230311 = 7 × 31461473
ولو قمنا بإحصاء أحرف الألف واللام والميم في هذه الآية لوجدنا 14 حرفاً أي 7 × 2. إن هذه النتائج تثبت بما لا يقبل أدنى شك أن في القرآن نظاماً رقمياً محكَماً يعتمد على الرقم (7).
والأمثلة الواردة في هذا البحث تقدم تفسيراً جديداً لسر كتابة كلمات القرآن بالشكل الذي نراه, كما تقدم تفسيراً جديداً لمعنى (الــم) في القرآن.
فهذه الأحرف المميزة وضَعها الله تعالى في كتابه ليؤكد لنا أن في هذا القرآن نظاماً رقمياً محكماً يعتمد على هذه الأحرف وتوزعها عبر نصوص القرآن. ولو ذهبنا نتتبع الأمثلة في كتاب الله لاحتجنا إلى عشرات الأبحاث القرآنية, ولكن نكتفي ببعض الأمثلة والتي تُظهر بما لا يقبل الشك أن النظام الرقمي موجود؛ لأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر دائماً!
وأكبر دليل على أن هذا النظام الرقمي لم يأت عن طريق المصادفة, هو أننا نجد أن هذه الأرقام تعبر عن نصوص قرآنية ذات معنى وليست مجرد أرقام. مثلاً مقاطع الآيات ذات المعنى المتكامل لغوياً نجد أن لها نظاماً رقمياً أيضاً, لنقرأ الفقرة الآتية لنزداد يقيناً بعظمة هذا القرآن وعظمة مُنزِّل القرآن.
ونظام للمقاطع أيضاً
حتى مقاطع الآيات نظَّمها الله تعالى بنظام محكَم, وهذا يدل على عظمة القرآن وأنه كلَّه كتاب محكم. لذلك سوف نضرب أمثلة من سورة آل عمران التي استُفتحت بـ(الــم), وسوف نختار بعض مقاطع الآيات التي نظّمها الله بنظام يعتمد على(الــم). ويجب أن نعلم أن الأمثلة في هذا البحث ليست كل شيء وليس الهدف هو الأرقام بل الهدف لندرك طبيعة النظام الرقمي لآيات الله فنزداد إيماناً ويقيناً بقدرة الله تعالى ومعجزته الخالدة.
يقول عز وجلّ عن كتابه وعظمة هذا الكتاب (وما يعلم تأويله إلا الله ) آل عمران: 7, إن كلمات هذا المقطع الذي يؤكد بأن التأويل الحقيقي لا يعلمه إلا الله ولا نستطيع نحن البشر أن نحيط بشيء من علم الله إلا بما أذن به. وقد شاءت حكمة الله تعالى أن تنكشف أمامنا بعض أسرار القرآن في هذا العصر لتكون حجة قوية عن منكري القرآن.
نكتب ما تحويه هذه الكلمات من أحرف [ ا ل م ]:
إن العدد الذي يمثل توزع (الــم) عبر كلمات هذا المقطع هو 332220 يقبل القسمة على (7) تماماً (مرتين):
332220 = 7 ×0 4746 = 7 × 7 ×0 678
إذن العدد قبل القسمة على (7) مرتين متتاليتين, وهذه نتيجة تؤكد صدق هذا النظام الرقمي ودقته, الذي وضعه تعالى بحكمته ليكون تذكرة لنا لنكون في حالة خشوع دائم لله تعالى, لذلك ختم الله تعالى هذه الآية بمقطع آخر, يقول عز وجل: (وما يذكر إلا أولوا الألباب) آل عمران: 7. لنرى النظام الرقمي المذهل يتكرر هنا أيضاً بالطريقة ذاتها:
إن العدد الذي يمثل توزع (الم) في هذه الكلمات هو 433020 يقبل القسمة على (7) تماماً:
433020 = 7 × 61860
وهنا نلاحظ أن كلمة (الألباب )قد كُتبت في القرآن من دون ألف, وفي هذا دليل على أن رسم كلمات القرآن فيه معجزة وهو وحي من الله لا يجوز تغييره.
إذن كل حرف مكتوب في القرآن الكريم إنما وضعه الله بوحيه وإلهامه, ولو درسنا هذا القرآن حقّ الدراسة لوجدنا في كل حرف معجزة, ولولا أن الله تعالى قد حفظ هذا القرآن منذ أن أنزله وحتى يوم القيامة لما وصلنا القرآن بهذا الشكل, لذلك هذا البحث هو دليل جديد على صدق كلام الحق تعالى.
لننتقل الآن إلى حقيقة أخرى من حقائق القرآن العظيم, وهي الرزق, وأن هذا الرزق تابع لمشيئة الله تعالى فهو يرزق من يشاء بغير حساب.
لنتأمل هذا المقطع القرآني من قول الحق سبحانه( إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)آل عمران: 37, في هذه الكلمات الرائعة أودع الله نظاماً رقمياً معجزاً. لنكتب تحت كل كلمة ما تحويه من أحرف الألف واللام والميم:
إن العدد الذي يمثل توزع (الــم) في هذه العبارة هو 1011031 يقبل القسمة على (7) تماماً:
1011031 = 7 × 144433
ثم إن العدد 1011031 مكون من سبع مراتب, ومجموع أحرف الألف واللام والميم هو:
1 + 3 + 1 + 1 + 1 = 7
والآن لنتساءل: هل يستطيع البشر على الرغم من تطور علومهم وحواسبهم أن يأتوا بكتابٍ مثل القرآن؟
والدعاء له نظام
من عظمة سورة البقرة أن آخر آية فيها تضمنت (7) أدعية, آخر دعاء فيها هو: (أنت مولانا فانصرنا على القوم الكفرين)البقرة: 286. وقد أودع الله تعالى في هذا الدعاء نظاماً رقمياً مذهلاً, لنرَ ذلك:
العدد الذي يمثل توزع (الــم) في هذا المقطع القرآني هو 231231 يقبل القسمة على (7) تماماً (مرتين):
231231 = 7 × 33033 = 7 × 7 × 4719
والعجيب أننا لو قرأنا العدد من اليمين إلى اليسار, أي باتجاه قراءة كلمات القرآن تصبح قيمة العدد هي 132132 أيضاً يقبل القسمة على (7) تماماً:
132132 = 7 × 18876
هل ينطبق هذا النظام
على كل الآيات؟
طبعاً كتاب الله تعالى معجزته مستمرة ولا تنتهي, لذلك لا يمكن اكتشاف كل أسرار القرآن لأن الإعجاز عندها سيتوقف. وقد تعهد البارئ عز وجل بأن آياته ومعجزاته مستمرة حتى يظهر الحقثم إن في كتاب الله أنظمة رقمية لا تُحصى, ولكل نص من نصوص القرآن نظام مُحكم, ومن عظمة وروعة المعجزة الإلهية لهذا القرآن أننا نجد في الآية الواحدة الكثير من الإعجازات لغوياً وعلمياً وغيبياً... ورقمياً. وكمثال رقمي على ذلك نلجأ إلى آية من آيات الله لنرى نظامين رقميين دقيقين جداً, لنقرأ الفقرة التالية:
الإعجـــاز في آيــة
يقول سبحانه وتعالى يصف قدرته ودقّة صنعه وتصويره: (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم)[آل عمران: 6]. هذه آية من آيات الخالق عزّ وجل ركّبها الله سبحانه وتعالى من مجموعة من الكلمات والأحرف, وكل حرف وضعه الله بمقدار وميزان وحساب دقيق. وإذا تذكّرنا أن هذه الآية موجودة في سورة آل عمران التي بدأها الله تعالى بـ(الــم), لنرى كيف نظّم الله هذه الأحرف الثلاثة عبر كلمات السورة بنظام مذهلإن العدد الذي يمثل (الــم) في هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً وبالاتجاهين, لنرَ ذلك:
3203221050120 = 7 × 457603007160
وعندما نقرأ العدد من اليمين إلى اليسار, أي باتجاه قراءة الكلمات نجد العدد أيضاً قابلاً للقسمة على (7) تماماً (مرتين):
0210501223023 = 7 × 30071603289 = 7 × 7 × 4295943327
هنالك شيء آخر, عدد أحرف الألف واللام والميم في هذه الآية أيضاً من مضاعفات الرقم (7):
2 + 1 + 5 + 1 + 2 + 2 + 3 + 2 + 3 = 21 = 7 × 3
هذه نتائج مذهلة: دائماً نجد أعداداً تنقسم على (7) تماماً. ولكن سوف نقف الآن على نتيجة أكثر إعجازاً ـ والقرآن كله معجز ـ فالذي أنزل هذه الآية هو الله تعالى, كما رتّب أحرف (الم) في كلمات الآية, لنرى كيف رتّب أحرف اسمه العظيم عبر كلمات الآية بالنظام ذاته: إنه النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة (الله) سبحانه وتعالى (أحرف الألف واللام والهاء).
نكتب ما تحويه كل كلمة من أحرف لفظ الجلالة (الله), بكلمة أخرى: كيف توزعت أحرف الألف واللام والهاء في كل كلمة من كلمات الآية (أي كم ا ل هـ في كل كلمة) والكلمة التي لا تحوي [ا ل هـ] نعطيها الرقم صفر:وهنا أيضاً نجد العدد الذي يمثل توزع أحرف لفظ الجلالة (ا ل هـ) يقبل القسمة على (7):
2213321040021 = 7 × 316188720003
والعجيب أننا عندما نقرأ العدد بالاتجاه الآخر, أي من اليمين إلى اليسار باتجاه قراءة القرآن نجد عدداً يقبل القسمة على (7):
1200401233122 = 7 × 171485890446
ولكن هنالك شيء آخر, فعدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الآية هو أيضاً 21 حرفاُ أي 7 × 3 كما أن عدد حروف الآية
49 حرفاً 7 × 7, فانظر إلى دقة كلمات الله, وعظمة معجزة هذا القرآن !! إذن رأينا نظاماً رقمياً لـ (الــم) ورأينا أيضاً نظاماً رقمياً للفظ الجلالة (الله), ولو سرنا عبر آيات القرآن لرأينا عجائبَ لا تنتهي, فأين كلام البشر من كلام خالق البشر سبحانه وتعالى؟ وفي هذا البحث نحن نحاول قدر الإمكان أن نأتي بأمثلة مبسطة وذات أرقام قصيرة, فكيف إذا أردنا أن ندرس أحرف القرآن كلِّه والبالغة أكثر من ثلاث مائة ألف حرف؟
إننا في كتاب الله تعالى أمام بحرِ محيط يزخر بالمعجزات الرقمية, وفي هذه السلسلة سوف نتناول في كل جزء إحدى معجزات القرآن الرقمية بإذن الله تعالى, هذه المعجزات والعجائب التي لا تنقضي ولا تفنى ولا تحدها حدود, إنها بمثابة توقيع وخاتم وبرهان من الله تعالى على مصداقية هذه القرآن, وأنه كتاب الله لكل البشرية على اختلاف ألسنتهم وألوانهم, وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو رسول رب العالمين لناس كافة.
ويجب أن نعلم بأنّ أول مَن تحدث عن علاقة القرآن الكريم بالرقم سبعة هو الرسول الكريم عندما قال: (إنّ هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم] . والحقائق الواردة في هذا البحث هي إثبات على أنّ كل كلمة نطق بها هذا النبي الخاتم هي حقٌّ من عند الله تعالى.
وهنا نوجه سؤالاً لكل من لم يخشع قلبه أمام عظمة هذا القرآن:
مَن الذي أخبر محمداً بعلاقة القرآن بالرقم سبعة؟
(الــم)... وسورة العنكبوت
في هذا الفصل سوف نعيش مع أمثلة رائعة من سورة العنكبوت التي استُفتحت بـ(الــم), لنرى بما لا يقبل الشك أو المصادفة أن الله تعالى قد نظّم هذه السورة بنظام محكَم. وتجدر الإشارة إلى أن الأمثلة الواردة في هذا البحث هي غيض من فيض, ولو أردنا استعراض جميع آيات القرآن ونصوصه وسوره لاحتجنا إلى مجلدات ضخمة جداً, لذلك التذكرة هي الهدف وليست الأرقام.
في رحاب سورة العنكبوت
سورة العنكبوت من السور العظيمة ـ وكل القرآن عظيم ـ التي بدأها الله تعالى بـ (الم), وكأن هذه الأحرف الثلاثة بمثابة وثيقة من الله تعالى وبرهان ودليل وضعه الله في كتابه ليكون شاهداً على صدق هذا القرآن في عصرنا هذا ـ عصر الرقميات.
لذلك سوف نضرب مثالاً من هذه السورة لنرى النظام الرقمي المذهل لتوزع الألف واللام والميم عبر آيات السورة. ونطرح السؤال الآتي: هل جاءت هذه الأرقام عبثاً أو مصادفةً؟ وأنى لمصادفة أن تأتي بنظام محكم.
يبدأ الله تعالى هذه السورة بـ(الــم), ثم يقول مخاطباً الناس جميعاً(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) [العنكبوت: 2]. يا لها من كلمات تثلج صدر المؤمن وتواسيه في مصائبه وفِتَنه في هذه الحياة, فما دام صاحب البلاء هو الله وهو الذي يختبر ويمتحن عباده فالمصيبة ما أجملها, وما أحلى البلاء إذا كانت الخاتمة ستكون الجنة الخالدة التي أعدها الله تعالى لمن يصبر على مصائب الدنيا وفتنها ويُثبت أنه مؤمن حقيقي صابر ابتغاء وجه الله.
ولكن هذا الكلام البليغ والمعبر هل يخفي وراءه بلاغة أكثر دقة ولا يستطيع أن ينكرها أحد؟ إنها بلاغة الأرقام, لنرى كيف نظّم الله سبحانه وتعالى هذه الكلمات.
العدد الذي يمثل (الــم) في هذه الآية هو 02103211131 يقبل القسمة على (7) تماماًً:
02103211131 = 7 × 300458733
النتيجة ذاتها تنطبق على الآية التالية من هذه السورة, حيث يقول الحق عز وجل متابعاً حديثه لعباده مُطمئِناً إياهم أنهم ليسوا أول من يُختبر, بل هذه سنة الله في عباده, فالجنة غالية, ولا ينالها إلا الصابرون, لذلك يخبرنا تعالى عن هذه الحقيقة بقوله:
(ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكذبين) [العنكبوت: 3].
وهنا أيضاً نجد أنفسنا أمام عدد ينقسم على (7) تماماً:
2301233212110 = 7 × 328747601730
هنالك شيء آخر مذهل, عدد أحرف الألف واللام والميم في هذه الآية هو 21 حرفاً أي 7 × 3.
والآن ينتقل الحديث إلى خطاب الذين يعملون السيئات وسوء عقيدتهم, يقول تعالى في الآية التالية عن هؤلاء: (أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ) [ العنكبوت: 4].
النظام ذاته نجده أيضاً في هذه الآية الكريمة, لنكتب العدد الذي يعبر عن (الــم) في هذه الآية يقبل القسمة على (7)تماماً:
1211132202 = 7 × 173018886
إذن دائماً نجد أعداداً تنقسم على (7), وهذا دليل صادق على أن هذه الكلمات قد أنزلها رب السماوات السبع .
لقــــاء الله
لنتابع رحلة التدبر في رحاب سورة العنكبوت, وننتقل إلى الآيتين التاليتين, ويجب أن نعلم بأن النظام الرقمي يتبع معنى النص القرآني. لذلك عندما تكون الآية متعلقة بما قبلها أو بما بعدها فيجب دراستها كاملة مع الآية التي تليها. بكلمة أخرى: النظام الرقمي يتناسب مع النصوص القرآنية التي تشكل معنى لغوياً كاملاً, وهنا تكمن عظمة القرآن, فالله سبحانه وتعالى جعل لغة الأرقام تابعة للمعنى اللغوي لندرك أن هذا النظام المحكم من عند الله, إذن نحن أمام نظام رقمي ناطق وليس مجرد أرقام لا معنى لها. لنتابع رحلتنا في رحاب سورة العنكبوت وننتقل إلى الآيتين 5 و 6.
لنتدبر هذا النص القرآني المكون من آيتين: (من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم . ومن جهد فإنما يجهد لنفسه إن الله لغني عن العلمين) [العنكبوت: 5 ـ 6].
وكما نرى فقد كُتبت كلمة (يرجوا) في القرآن بألف, أما الكلمات (جهد ، يجهد ، العلمين )فقد كتبت من دون ألف. ولكي نتعرف على الحكمة من هذه الطريقة لكتابة كلمات القرآن . ندرس النظام الرقمي لـ (الــم) في هذا النص بالطريقة ذاتها حيث نعبر عن كل كلمة برقم يمثل عدد الأحرف [ ألف لام ميم ] في هذه الكلمةلنجد العدد:
401311030104300232132111
إن هذا العدد وعلى الرغم من ضخامته (24 مرتبة, أي من مرتبة المائة ألف مليون مليون مليون) يقبل القسمة على (7) تماماً:
401311030104300232132111 = 7 × 57330147157757176018873
هذه عظمة القرآن: مهما امتدت الأرقام وكبرت تبقى قابلة للقسمة على (7), ويبقى النظام الرقمي قائماً وشاهداً على عظمة الخلاق المبدع عز وجل. ونحن في بحثنا هذا نحاول قدر الإمكان أن نستعين بالأمثلة القصيرة, ولكن السؤال: كيف إذا درسنا العدد الذي يمثل القرآن كاملاً (أكثر من سبعين ألف مرتبة!), إنني على يقين بأن أضخم أجهزة الكمبيوتر سوف تقف عاجزة أمام هذا النظام المذهل!
أيضاً مهما كانت الأرقام قليلة فإننا نجد النظام الرقمي يبقى قائماً. فقد ختم الله تعالى النص القرآني السابق بقوله: (إن الله لغني عن العلمين) [العنكبوت: 6]. لنكتب هذا المقطع القصير ونرى النظام المدهش فيه بالطريقة نفسها, أي كل كلمة يمثلها رقم هو ما تحويه من (الــم) لنجد العدد: 40131 هذا العدد 40131 يقبل القسمة على (7) بالاتجاهين:
40131 = 7 × 7 × 7 × 117
1) 13104 = 7 × 1872
ولو أن الله تعالى قال: (غني) بدلاً من (لغني) لاختلَّ هذا النظام بالكامل, فانظر إلى عظمة أحرف هذا القرآن.
إعجاز مذهل في آية
يقول سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت: (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون )[العنكبوت: 41]. هذه آية كريمة من مقطعين, المقطع الأول يتحدث عن أولئك المشركين الذين اتخذوا أولياء من دون الله فمثلهم كمثل بيت العنكبوت لا يستقر, والمقطع الثاني يعرفنا الله تعالى بأن أضعف البيوت هو بيت العنكبوت هذا, فهل يلجأ إليه إنسان عاقل؟
إن كل من يفقه بلاغة اللغة العربية عندما يتدبر هذه الآية العظيمة يدرك أن هذا ليس بقول بشر, ولكن أولئك الذين لا يفقهون إلا اللغة المادية, ماذا هيّأ الله تعالى لهم في كتابه؟ إنها لغة الأرقام لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يجحدها. والعجيب في هذه الآية أننا نجد في كل مقطع من مقطعيها نظاماً رقمياً محكماً. لنترك لغة الأرقام تتحدث, نتبع الطريقة نفسها لتوزع (الم) المقطع الأول من الآية : (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) العدد الذي يمثل (الــم) في هذا المقطع يقبل القسمة على (7) تماماً:
11223301222 = 7 × 1603328746
ننتقل إلى المقطع الثاني من الآية لنرى النظام ذاته يتكرر: (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) العدد الذي يمثل(الــم) هنا يقبل القسمة على (7), لنرَ:
221212110 = 7 × 31601730
ولكن الأكثر إعجازاً أن العدد الذي يمثل الآية كاملة يقبل القسمة على (7) مرتين,
إن العدد الذي يمثل توزع (الــم) في هذه الآية ينقسم على (7) مرتين متتاليتين:
22121211011223301222 = 7 × 7 × 451453285943332678
إنني على ثقة تامة بأننا لو أردنا تركيب أرقام فقط بهذه المواصفات لعجزنا عن ذلك, فكيف إذا كانت هذه الأرقام تعبر عن كلمات في قمة البلاغة والفصاحة والبيان؟ ولكن من الذي نظّم هذه الأحرف؟ وما هي القدرة التي صنعت هذا النظام العجيب؟ إنها قدرة الله خالق السماوات السبع اقتضت حكمته تعالى اختيار الرقم (7) ليكون أساساً لبناء الكون ولبناء القرآن لنعلم أن الله على كل شيء قدير, وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً .
فعندما ندرك أن كل ذرة من ذرات هذا الكون هي بناءٌ مؤلف من سبع طبقات, وندرك أن كل آية من آيات هذا القرآن هي بناء قائم على الرقم سبعة, لابدَّ عندها أن نعلم بأن الله يعلم أسرار الكون ويعلم أسرار القرآن, وأن خالق الكون هو نفسه منزل القرآن سبحانه وتعالى.
ولا يخفى علينا كم لهذا الرقم من دلالات يصعب حصرها في الكون والحياة والقرآن وأحاديث المصطفى عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام .
ولولا الأهمية البالغة التي يتميز بها هذا الرقم عن غيره من الأرقام لم يكن الرسول الكريم ليكثرَ الحديث فيه! ولم يكن الله عز وجل ليجعل أعظم سورة في القرآن سبعَ آيات ويسميها بالسبع المثاني!
ويمكن القول بأن الرقم سبعة هو الرقم الوحيد الذي يصلح لبناء نظام رقمي قرآني متكامل, والله تعالى أعلم.
(الــم) في أول سورة وآخر سورة
لا يزال البحث في بدايته, ولا نعرف كيف يتوزع هذا النظام المعجز عبر آيات وسور القرآن, ولكن يكفي أن نختار أول سورة في القرآن (الفاتحة), وآخر سورة في القرآن (الناس), لنرى نتائج رقمية مذهلة تدل دلالة يقينيّة على أن القرآن كله محكم, وأنه كتاب متكامل ليس لغوياً فحسب بل رقمياً أيضاً.
الأحرف المميَّزة في القرآن
لقد شاء الله تعالى أن يختار لبناء كتابه العظيم عدداً من أحرف اللغة العربية: (28) حرفاً, وهذا العدد من مضاعفات الرقم (7) أي:
28 = 7 × 4
وشاءت حكمة البارئ عز وجلّ أن يختار من هذه الأحرف (14) حرفاً ليُميِّزها ويضعَها في مقدمات بعض السور, وهنا أيضاً نجد أن العدد (14) من مضاعفات الـ (7):
14 = 7 × 2
هذه الأحرف هي: ا ل م ص ر ك هـ ي ع ط س ح ق ن, هذه الأحرف الأربعة عشر ركّب الله تعالى منها أيضاً افتتاحيات للسور, عدد هذه الافتتاحيات 14 = 7 × 2, منها ما تكرر ومنها ما لم يتكرر،نلاحظ أنه يوجد ست سور بدأت بـ (الــم) ويلاحظ أن هذه السور الست جاء ترتيبها كما يلي: 1 ـ 2 ـ 15 ـ 16 ـ 17 ـ 18 .
هذا الترتيب المحكم له سر, فالعدد الذي يمثل هذه الأرقام التسلسلية هو: 1817161521 هذا العدد الضخم له علاقة بالرقم (7) فهو من مضاعفات هذا الرقم, أي يقبل القسمة على (7) تماماً, لنرَ ذلك:
1817161521 = 7× 259594503
والشيء العجيب أن الناتج أيضاً يقبل القسمة على (7) تماماً:
259594503 = 7 × 37084929
والناتج أيضاً هنا يقبل القسمة على (7) مرة ثالثة, لنرَ:
37084929 = 7 × 5297847
وناتج القسمة هو عدد مكون من سبع مراتب ومجموع أرقامه42 = 7 × 6.
إذن نحن أمام مخطط إلهي للإعجاز الرقمي في القرآن, فكل شيء يسير بنظام في هذا القرآن.
التكامــل الرقمــي
من عظمة هذا النظام الرقمي أننا مهما بحثنا وكيفما بحثنا نجد الأرقام محكَمة ومنضبطة بشكل يعجز البشر عن الإتيان بمثله. تكررت في القرآن (6) مرات, ماذا عن أرقام هذه الآيات؟ إننا نجد أن (الــم) دائماً رقمها (1) في القرآن, فلو قمنا بصف أرقام هذه الآيات الستة: 111111 لحصلنا على عدد يقبل القسمة على (7) تماماً:
111111 = 7 × 15873
هذه السور الست عدد آيات كل منها هو:
البقرة آل عمران العنكبوت الروم لقمان السجدة
286 200 69 60 34 30
إن العدد الذي يمثل آيات هذه السور مجتمعة حسب تسلسلها في القرآن هو: 30346069200286 هذا العدد مكون من (14) مرتبة (أي 7 × 2) ويقبل القسمة على (7) تماماً:
30346069200286 = 7 × 4335152742898
إنها نتيجة مذهلة, ولكن الأعجب أن مجموع هذه الآيات للسور الستة أيضاً هو عدد من مضاعفات الـ (7), لنتأكد من ذلك:
286+200+69+60+34+30= 679
وهذا المجموع (679) من مضاعفات الـ (7) أي:
679 = 7× 97
هذا التكامل المدهش, ما هو مصدره؟ وكيف جاءت هذه النتائج؟ أليسَ هو الله تعالى مُنظِّم ومُحصي هذه الأرقام؟
ولكن هنالك المزيد, فالعدد الذي يمثل آيات السور الستة التي بدأت بـ(الم) كما رأينا هو (30346069200286) إن مجموع أرقام هذا العدد هو:
6+8+2+0+0+2+9+6+0+6+4+3+0+3= 49 = 7× 7
والآن لننتقل إلى أول سورة وآخر سورة في القرآن, لنرى النظام الرقمي المذهل لـ (الــم) في هاتين السورتين.
(الــم) وأول سورة في القرآن
أعظم سورة في القرآن هي فاتحة الكتاب كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. واليوم تكشف لنا لغة الأرقام سراً من أسرار هذه السورة العظيمة. فأحرف الألف واللام والميم تتوزع عبر كلماتها بشكل غاية في الدقة والإعجاز.
نسلك النهج نفسه في بحثنا هذا في سورة الفاتحة, نكتب كلمات هذه السورة ونكتب ما تحويه كل كلمة من [ ا ل م ]:
(بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العلمين . الرحمن الرحيم . ملك يوم الدين . إياك نعبد و إياك نستعين . اهدنا الصرط المستقيم . صرط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .) .
في هذه الحالة نحن أمام عدد ضخم جداً مكون من (31) مرتبة, أي من مرتبة الألف بليون بليون بليون (وكما نعلم البليون هو واحد وبجانبه تسعة أصفار). هذا العدد الضخم يقبل القسمة على (7) تماماً, لنرَ ذلك:
4202302220422020022123340233331 =
= 7 × 33333 6003288886317171460176200
هذا ليس كل شيء, فلا زال هنالك المزيد من الإعجاز الرقمي لهذه السورة العظيمة. لنُجري هذا الإحصاء البسيط لعدد أحرف الألف واللام والميم في كامل سورة الفاتحة لنجد:
1 ـ عدد أحرف الألف في سورة الفاتحة (22) حرفاً.
2 ـ عدد أحرف اللام في سورة الفاتحة (22) حرفاً.
3 ـ عدد أحرف الميم في سورة الفاتحة (15) حرفاً.
حتى هذه الأعداد الثلاثة لها نظام محكم, فمع أن كل عدد بمفرده لا ينقسم على (7), ولكنها عندما تجتمع مع بعضها ومهما كان ترتيبها نجدها قابلة للقسمة على (7).
إن العدد الذي يمثل تكرار هذه الأحرف الثلاثة في سورة الفاتحة هو 152222 يقبل القسمة على (7) تماماً:
152222 = 7 × 21746
كما أن مجموع أرقام هذا العدد هو:
2+2+2+2+5+1=14=7×2
ولكن المذهل فعلاً في هذه الأعداد الثلاثة 22ـ22ـ15 أننا كيفما رتبناها تبقى قابلة للقسمة على (7) تماماً:
1ـ نَصُفّ هذه الأعداد بترتيب ثانٍ: 22ـ15ـ22 هذا العدد يقبل القسمة على (7) تماماً:
221522=7×31646
2ـ نَصُفّ هذه الأعداد بترتيب ثالث, أي: 15ـ22ـ22 ويبقى العدد الناتج قابلاً للقسمة على (7) تماماً (مرتين):
222215=7×31745=7×7×4535
والآن لننتقل إلى آخر سورة من القرآن, لنرى النظام المذهل.
(الــم) وآخر سورة في القرآن
رأينا كيف ينطبق النظام المذهل لـ (الــم)على أول سورة في القرآن, فهل يبقى هذا النظام قائماً على آخر سورة في القرآن؟ نكتب كلمات آخر سورة من القرآن (سورة الناس) :
(قل أعوذ برب الناس * ملك الناس إله الناس * من شر الوسواس الخناس *
الذي يوسوس في صدور الناس *من الجنة والناس) .
إن العدد الضخم الذي يمثل (الــم) في هذه السورة يقبل القسمة على (7) تماماً (العدد مكون من 21 مرتبة أي 7 × 3):
302130002330132323011 =
= 7 × 43161428904304617573
هذه النتيجة تدل دلالة مؤكدة على أن القرآن كتاب محكم ليس لغوياً فحسب بل رقمياً أيضاً,ولكن المذهل أننا لو قرأنا العدد السابق باتجاه قراءة كلمات السورة, أي من اليمين إلى اليسار يصبح: (110323231033200031203) ويبقى قابلاً للقسمة على (7) تماماً:
110323231033200031203= 7 × 15760461576171433029
بما أن النظام الرقمي هذا ينطبق على أول سورة وآخر سورة من القرآن, فهذا إثبات رقمي دقيق على أن القرآن كتاب متكامل.
(الــم) في القرآن الكريم
في هذا الفصل نتدبر بعض الآيات التي جاءت حروف الألف واللام والميم منظمة على الرقم سبعة. إن المعجزة الرقمية أكبر من طاقة العقل البشري, وهذا أمر منطقي لأن كلمة ((معجزة)) تعني الشيء الذي لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله, ومع أننا اليوم نعيش عصراً رقمياً إلا أننا عاجزون تماماً عن الإتيان بمثل هذه الأرقام.
الله هو الحق
من الحقائق التي يتحدث عنها القرآن أن الله تعالى هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل, لذلك نجد البيان الإلهي يتحدث عن ذات الله تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه البطل وأن الله هو العلي الكبير) [لقمان: 30].
هذه الآية وضعها الله تعالى في سورة لقمان التي نجد في مقدمتها الحروف المميزة (الــم). وقد جاءت حروف الألف واللام والميم بنظام يقوم على الرقم سبعة. فالعدد الذي يمثل توزع حروف الألف واللام والميم في كل كلمة من كلمات هذه الآية هو: (230310301021020311) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
230310301021020311= 7 × 32901471574431473
لنتبع الآن مزيداً من الآيات لنرى دقة النظام الرقمي لهذه الحروف العجيبة.
مــزيد مـن الأمثلـة
يقول الله عز وجل في سورة آل عمران:(قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله و يعلم ما في السموت وما في الأرض والله على كل شيء قدير) [آل عمران: 29]. وإذا ما عبرنا عن كل كلمة برقم يمثل ما تحويه هذه الكلمة من حروف الألف واللام والميم نجد العدد: (0011303020302203201102111) هذا العدد من مضاعفات السبعة:
11303020302203201102111=
= 7 × 1614717186029028728873
إن كثيراً من آيات القرآن وخصوصاً تلك التي وضعها الله تعالى في سور تبدأ بـ (الــم) قد جاءت حروف الألف واللام والميم فيها منظمة بنظام سباعي.
يقول عز وجل عن خلق البشر وبعثهم:
(ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس وحده إن الله سميع بصير) [لقمان: 28].
فإذا مثلنا كل كلمة برقم يعبر عن محتواها من (الــم) نجد العدد مصفوفاً هو: (013100312022) هذا العدد من مضاعفات السبعة:
013100312022=7 × 1871473146
وتأمل معي في هذه الآية كلمة(وحدة) التي كُتبت من دون ألف. ولو أضيفت الألف لاختل هذا النظام.
ومن الآيات التي تتحدث عن رزق الله تعالى في سورة العنكبوت في قول الحق عز وجل: (و كأين من دابة لا تحمل روقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) [العنكبوت: 60].
في هذه الآية يبقى النظام قائماً لحروف الألف واللام والميم, فعندما نمثل كل كلمة ما تحويه من { } نجد العدد مصفوفاً: (430030131221110) هذا العدد من مضاعفات السبعة:
430030131221110 = 7 × 61432875888730
ونلاحظ في هذه الآية الكريمة عدم وجود حروف محذوفة, فجميع الحروف موجودة. مثلاً كلمة (دابة) كُتبت بالألف, وكلمة (إياكم) كُتبت بالألف أيضاً. وهذا يؤكد وجود النظام الرقمي لـ(الــم) ويؤكد أن رسم القرآن هو بتقدير الله عز وجل لا يجوز المساس به.
إن هذا النظام العجيب هو ردّ على كل من يدعي بأن القرآن محرَّف! وردّ على كل من يشك بمصداقية هذا القرآن. ووجود هذه الحروف المميزة في كتاب الله واكتشاف هذا البناء المذهل لها لهو برهان مادي على عظمة هذا القرآن وأنه كتاب العصر, بل كتاب لكل العصور!.
(الــم) في كلام النبوة
لقد حدثنا رسول الله عن كلمات أُنزلت من تحت العرش, وأمرنا بالإكثار من قولها وهي (لا حول ولا قوة إلا بالله) هذه كلمات سبع جاءت حروف الألف واللام والميم فيها بنظام يقوم على السبعة مرتين.
عندما نكتب ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والميم نجد (لا حول ولا قوة إلا بالله): (3302012) هذا العدد من مضاعفات السبعة مرتين:
3302012 = 7 × 7 × 67388
وفي هذا النظام دليل على أن رسول الله لم يأت بشيء من عنده بل كما وصفه رب العزة سبحانه بقوله: (و ما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى) [النجم: 3ـ4].
وفي هذه الكلمات نظام لـ (الــم) أيضاً, فعندما نكتب ما تحويه كل كلمة من الألف واللام والميم نجد:
العدد (0030120020) من مضاعفات السبعة:
30120020 = 7 × 4302860
والعجيب أن النظام يبقى قائماً في كل آية بمفردها:
( و ما ينطق عن الهوى) العدد (20020) من مضاعفات السبعة:20020
= 7 × 2860
( إن هو إلا وحي يوحى ) العدد (00301) من مضاعفات السبعة أيضاً:301
= 7 × 43
وصدق الله حين تحدى البشر جميعاً أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال
:(فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صدقين) [الطور: 34]. وفي هذه الآية نجد نظاماً لحروف الألف واللام والميم:
العدد الذي يمثل توزع (الم) في الآية هو (021203) من مضاعفات السبعة وبالاتجاهين (العدد و مقلوبه):
العدد: 021203 = 7 × 03029
مقلوبه: 302120 = 7 × 43160
ونجد النظام يتكرر في أجزاء هذه الآية: (فليأتوا بحديث مثله ) العدد الذي يمثل توزع (الم) في هذا المقطع هو (203) من مضاعفات الرقم سبعة:
203 = 7 × 29
لاحظ أن الناتج هو (29) بعدد السور المميزة في القرآن! نكتب المقطع الثاني للآية وما تحويه كل كلمة من الألف واللام والميم:(إن كانوا صدقين)العدد (21) من مضاعفات السبعة:
21 = 7 × 3
وناتجا القسمة (29ـ3) يشكلان عدداً هو (329) من مضاعفات الرقم سبعة:
329 = 7 × 47
وانظر إلى كلمة (صدقين) كيف كتبت في القرآن من دون ألف حفاظاً على النظام الرقمي القرآني. إنها قدرة الله تعالى القائل عن نفسه: (ومن أصدق من الله حديثا) [النساء: 87]. وقد وضع الله تعالى في كلمات هذا المقطع القرآني نظاماً لحروف الألف واللام والميم, فالعدد الذي يمثل توزع هذه الحروف في كلمات هذا المقطع مصفوفاً هو (131110) من مضاعفات السبعة:
131110 = 7 × 18730
والعجيب في هذا المقطع أن مجموع عدد حروف الألف واللام والميم أيضاً يساوي سبعة. ونكرر السؤال: هل جاءت هذه النتائج جميعها عن طريق المصادفة؟
الأوامر الإلهية
حتى الأوامر الإلهية لعباده المؤمنين جاءت الحروف فيها منظمة تنظيماً مذهلاً, فهذا أمر من الله تبارك وتعالى للمؤمنين بألا يجادلوا أهل الكتاب إلا التي هي أحسن, لأن دين الإسلام هو دين العلم والإقناع وليس دين الإكراه, لذلك يقول عز وجل (ولاتجدلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم وحد ونحن له مسلمون) [العنكبوت: 46].
هذه الآية وضعها البارئ سبحانه في سورة العنكبوت التي استُفتحت بـ(الم), وسوف نرى أن هذه الحروف الثلاثة قد رتبها الله في هذه الآية بشكل يتناسب مع السبعة دائماً.
فعندما نكتب العدد الذي يعبر عن توزع حروف الألف واللام والميم في الآية مصفوفاً نجد:
(3100030303203223202323102322220) إن هذا العدد الضخم يقبل القسمة على سبعة ثلاث مرات متتالية فهذا العدد يساوي:
= 7 × 7 × 7 × (9037989222166831493653359540)
وحتى عندما نأخذ المقطع الأول من هذه الآية(ولاتجدلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) ونخرج ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والميم نجد العدد (102322220), هذا العدد من مضاعفات السبعة هو ومقلوبة:
العدد: 102322220 = 7 × 14617460
مقلوبة: 22223201 = 7 × 3174743
والعدد الناتج من صف ناتجي القسمة من مضاعفات السبعة أيضاً:
3174743114617460 = 7 × 45353473516780
كما أن عدد حروف الألف واللام والميم في هذا المقطع هو (14) حرفاً أي (7 × 2). وانظر معي إلى الكلمات: (تجدلوا – الكتب – وحد) كيف كتبت من دون ألف, ليبقى النظام قائماً وشاهداً على أن الله تعالى هو الذي حفظ القرآن.
آخر السورة نزولاً
لقد رتب الله حروف الألف واللام والميم بشكل يناسب الرقم سبعة في آخر سورة نزلت وهي سورة النصر: (إذا جاء نصر الله والفتح . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) [النصر: 1ـ3].
عندما نعبر عن كل كلمة بما تحويه من حروف الألف واللام والميم نجد العدد: (2111001033001310203012) هذا العدد من مضاعفات السبعة مرتين فهو يساوي:
= 7 × 7 × 43081653734720616388
وعندما فتح الله على رسوله فتحاً مبيناً ونصرَه أنزل قوله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحاً مبينا)[الفتح: 1], نكتب ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والميم لنجد العدد مصفوفاً: (21112) هذا العدد المتناظر من مضاعفات الأرقام: 7 ـ 8 ـ 13 ـ 29,
فهو يساوي:
21112 = 7 × 8 × 13 × 29
مجموع عدد حروف الألف واللام والميم في هذه الآية هو(7). والرقم (13) الذي ظهر لدينا يمثل السنة التي هاجر فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (وكانت بداية البشرى بالفتح). أما العدد (29) فهو عدد السور المميزة في القرآن وهو عدد آيات سورة الفتح!
وهكذا آيات وآيات جاءت بنظام يعجز البشر عن تقليده أو الإتيان بمثله لغوياً فكيف إذا كان هذا النظام اللغوي يرتبط بنظام رقمي غاية في الدقة؟
النظام الثنائي
من عظمة إعجاز القرآن أنك تجد فيه ما تريد! وقد بحثت عن النظام الثنائي فوجدته في كتاب الله. النظام الثنائي هو احتمالين فقط (صفر وواحد), وكما نعلم فإن جميع الأجهزة الرقمية كالكمبيوتر ووسائل الاتصال وغيرها تقوم في عملها أساساً على هذا النظام.
وتعتمد فكرة هذا النظام الثنائي القرآني على دراسة كلمات الآية. فالكلمة التي تحوي حرف الألف أو اللام أو الميم تأخذ الرقم (1) أما الكلمة التي لا تحوي أياً من هذه الحروف فتأخذ الرقم
(0), وتكون الأعداد المصفوفة الناتجة بهذه الطريقة من مضاعفات الرقم سبعة.
وسوف نلجأ إلى مثال واحد فقط من أول سورة وآخر سورة بدأت بـ(الم), فأول سورة بدأت بـ (الم) هي سورة البقرة التي نجد في مقدمتها قوله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) [البقرة: 2]. لندرس هذه الآية رقمياً وثنائياً:
1 ـ في هذه الآية نظام لـ (الم) كما رأينا في فقرة سابقة, فالعدد الذي يمثل توزع حروف الألف واللام والميم في الآية هو: (3000221) هذا العدد من مضاعفات السبعة ثلاث مرات:
3000221 = 7 × 7 × 7 × 8747
لاحظ أن عدد حروف الألف واللام والميم هو (8) حروف.
2 ـ أما النظام الثنائي في هذه الآية فنجده من خلال التعبير برقمين (1) و(0), كل كلمة فيها ألف أو لام أو ميم تأخذ الرقم (1) وإلا فتأخذ الرقم (0):
سوف نجد العدد : 1 1 1 0 0 0 1
العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي(الم)هو: (1000111) من مضاعفات الرقم سبعة:
1000111 = 7 × 142873
وفي هذه الحالة نجد عدد الكلمات التي فيها (الم) هو (4).
إذن عدد الكلمات التي تحوي (الم)هو (4) وعدد حروف الألف واللام والميم في الآية هو (8) وبصفّ هذين العددين نجد العدد (84) وهو يساوي (7 × 12).
مع ملاحظة أن عدد الكلمات التي فيها (الم) هو نصف مجموع حروف (الم) في الآية.
والآن نأتي لآخر سورة استفتحت بـ (الم) وهي السجدة ونجد في بدايتها قول الحق تبارك وتعالى (تنزيل الكتب لا ريب فيه من رب العلمين ) [السجدة: 2].
1ـ توزع حروف الألف واللام والميم, نكتب ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والميم فيتشكل ليدنا العدد: (40100221) إن هذا العدد من مضاعفات السبعة:
40100221 = 7 × 5728603
2 ـ أما عن توزع الكلمات التي تحوي(الم) فهذا ما نجده في النظام الثنائي للآية. نكتب الرقم (1) للكلمة التي فيها { } والرقم (0) للكلمة التي لا تحوي (الم) فنجد العدد: (10100111) هذا العدد من مضاعفات السبعةأيضاً:
10100111 = 7 × 1442873
وهنا نجد أن عدد الكلمات التي فيها (الم) هو (5), وعدد حروف الألف واللام والميم هو (10) فيكون العدد الناتج من صفّ هذين الرقمين هو:
(105) = 7 × 15
نلخص هذه النتائج العجيبة: (الم)
1 ـ عدد الكلمات التي تحوي (الم) في آية البقرة هو (4) وعدد حروف(الم) في الآية هو الضعف أي (8) والعدد الناتج من صف العددين هو: 84 = 7 × (12)
كذلك نجد القاعدة ذاتها من أجل آية السجدة, فعدد
الكلمات التي تحوي (الم) هو (5) وعدد حروف (الم) في الآية هو الضعف أي (10), والعدد الناتج من صف الرقمين هو (105) = 7 × (15).
ناتجا القسمة 12 و 15 يشكلان عدداً هو 1512 من مضاعفات السبعة:
1512 = 7 × 216
2 ـ العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي فيها (الم) في آية البقرة من مضاعفات السبعة, وينطبق الكلام ذاته على آية السجدة.
3 ـ العدد الذي يمثل توزع حروف (الم) في آية البقرة من مضاعفات السبعة, وينطبق الكلام ذاته على آية السجدة.
إذن تتوزع كلمات (الم) بنظام يقوم على الرقم سبعة, وكذلك تتوزع حروف (الم) في هذه الكلمات بنظام يقوم على الرقم سبعة. أليس هذا النظام المحكم من عند الله عز وجل؟
إن معجزة الرقم سبعة في القرآن العظيم، والتي تنكشف أمامنا ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين هي بمثابة توقيع وخاتم من الله جل وعلا! وكأن هذه الحروف تريد أن تنطق بالحق لتخاطب كلَّ من يشك بهذا القرآن لتقول له: هل تستطيع أن تأتيَ بكلام بليغ في غاية البيان والفصاحة وإذا ما أخرجنا من هذه الكلمات حروفاً محددة وجدناها دائماً من مضاعفات رقم ما؟
وحتى يستيقن القارئ الكريم بصدق هذا الكلام يمكنه الرجوع لبحث: معجزة السبع المثاني ليرى أكثر من سبعين علاقة رقمية جميعها من مضاعفات السبعة في سورة لا تتجاوز الثلاثة أسطر وهي سورة الفاتحة.
أسرار الحروف المميزة
إن النظام العجيب للرقم سبعة لا يقتصر على حروف (الــم), بل يشمل جميع الحروف المميزة في القرآن. وفي هذا الفصل نختار شيئاً من إعجاز هذه الحروف, وهذا غيض من فيض معجزة القرآن العظيم. ولا نبالغ إذا قلنا إن كل آية من آيات القرآن تحتاج بحثاً مستقلاً, وهذا ما سنقوم به مستقبلاً إن شاء الله تعالى.
لا يأتيه الباطل
لقد وصف رب العزة سبحانه وتعالى كتابه بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, فقال في الآية الثانية والأربعين من سورة فصلت: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد) [فصلت: 42].
إن الله تعالى قد وضع هذه الآية في سورة فصلت, وكما نعلم هذه السورة تبدأ بالحرفين (حــم), لذلك نقوم بدراسة توزع هذين الحرفين في هذه الآية.
إن العدد الذي يمثل الحاء والميم في هذه الآية هو من مضاعفات الرقم سبعة (هذا العدد مكون من 14 مرتبة أي 7 × 2):
22100100001000 = 7 × 3157157143000
والناتج من القسمة على (7) أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة:
3157157143000 = 7 × 451022449000
إن رقم هذه الآية في السورة هو (42) أي (7 × 6), ومجموع عدد حروف الحاء والميم فيه هو (7) تماماً:
رقم الآية =(42) عدد كلماتها= (14) عدد حروف (حم)= (7) حروف
7 × 6 7 × 2 7 × 1
ولكن لماذا هذه الأرقام بالذات: 42 ـ 14 ـ 7؟ لأن العدد الناتج من صفّ هذه الأرقام هو: (71442) يساوي:
71442 = 7 × 7 × 9 × 9 × 9 × 2
وحتى عندما نأخذ نواتج القسمة (6 ـ 2 ـ 1) نجد عدداً من مضاعفات الرقم (7) أيضاً:
126 = 7 × 18
وتأمل معي دقة ألفاظ هذه الآية عندما قال تعالى: (تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد), ولو أنه قال: (تنزيل من حكيم عليم) لاختل هذا النظام, لأن عدد حروف الحاء والميم سينقص واحداً, فكلمة { } فيها حاء وميم وأخذت الرقم (2), بينما كلمة (عليم) فيها ميم واحدة وتأخذ الرقم (1). لذلك فإن تغيير كلمة مكان كلمة مع أنه لا يؤثر على المعنى اللغوي كثيراً إلا أنه يؤدي إلى انهيار البناء الرقمي للآية!
إذن هو كتاب كما وصفه رب العزة تعالى بأنه لا يأتيه الباطل من بيد يديه ولا من خلفه.
لكل أجل كتاب
كلمة (كتاب) في القرآن تكتب من دون ألف هكذا (كتب) ولكن في بعض مواضع القرآن نجدها مكتوبة بالألف, فلماذا؟
إن لغة الرقم تعطينا أجوبة دقيقة عن أسرار كتابة كلمات القرآن. وكمثال على ذلك نجد قول الحق تعالى في الآية الثامنة والثلاثين من سورة الرعد: (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) [ الرعد: 38]. هذه الآية موجودة في سورة الرعد وسورة الرعد كما نعلم من السور المميزة التي تبدأ بـ (المر). لندرس توزع هذه الحروف عبر كلمات الآية:
إن العدد الذي يمثل توزع (المر)عبر كلمات الآية يقبل القسمة على سبعة:
1223131113120 = 7 × 174733016160
إن عدد حروف الألف واللام والميم والراء في هذا النص القرآني هو (21) أي (7 × 3).
ولكن العجيب أن عدد حروف هذا المقطع القرآني هو (42) حرفاً أي (7 × 6), وتوزع هذه الحروف من مضاعفات السبعة أيضاً. لنكتب المقطع وتحت كل كلمة عدد حروفها:
وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ
1 2 3 5 2 4 4 3 4 4 3 3 4
العدد الذي يمثل حروف النص القرآني مصفوفاً من مضاعفات السبعة:
4334434425321 = 7 × 619204917903
وكنتيجة لهذا النظام لو أخذنا الحروف من خارج (المر) نجد عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً. لنكتب لكل كلمة رقماً يمثل عدد حروفها عدا الألف واللام والميم والراء:
وهنا العدد الذي يمثل بقية الحروف من مضاعفات السبعة:
3111303312201 = 7 × 444471901743
بقي شيء مهم وهو أن هذا النص القرآني قد تركب من (14) حرفاً أبجدياً وهي: (و ـ م ـ ا ـ ك ـ ن ـ ل ـ ر ـ س ـ ي ـ ت ـ ب ـ هـ ـ ذ ـ ج).
لذلك نلخص النتائج الخاصة بهذا المقطع القرآني:
1 ـ هذا المقطع يتركب من (14) حرفاً أبجدياً أي (7 × 2).
2 ـ عدد حروفه هو (42) حرفاً أي (7 × 6).
3 ـ توزع هذه الحروف عبر الكلمات من مضاعفات السبعة.
4 ـ عدد حروف الألف واللام والميم والراء في هذا المقطع هو (21) حرفاً أي (7 × 3) ((نصف حروف المقطع)).
5 ـ تتوزع هذه الحروف لتشكل عدداً من مضاعفات السبعة.
6 ـ بقية الحروف (عدا المر) عددها (21) حرفاً (7 × 3) وتتوزع لتشكل عدداً من مضاعفات السبعة.
الأحرف المميزة
أعظم آية في القرآن هي آية الكرسي نجد في مقدمتها: (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [ البقرة: 255]. هذه الكلمات السبعة نجد فيها نظاماً عجيباً لحروفها المميزة, فعدد الحروف المميزة في هذه الآية هو (7) حروف وهي: (الألف واللام والهاء والحاء والياء والقاف والميم) أما حرف الواو فهو ليس من الحروف المميزة الواردة في أوائل السور.
لنكتب الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها المميزة:
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
4 2 3 3 1 4 5
العدد (5413324) من مضاعفات السبعة بالاتجاهين:
العدد: 5413324 = 7 × 7 × 110476
مقلوبه: 4233145 = 7 × 604735
ويقول عز وجل في سورة يونس الآية الثالثة والخمسين منها: (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ) [يونس: 53]. في هذه الآية العظيمة التي يؤكد فيها البارئ سبحانه وتعالى بأن القرآن حق نظام لحروف الألف واللام والراء, هذه الحروف التي نجدها في مقدمة سورة يونس حيث وردت الآية.
نكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه من حروف الألف واللام والراء:
وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ و َمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ
0 0 1 0 1 1 0 1 1 1 0 1 1 0
إن العدد المركب من (14) مرتبة (7 × 2) من مضاعفات السبعة وبالاتجاهين:
01101110110100 = 7 × 0151301444300
= 7 × 7 × 022471634900
00101101110110 = 7 × 0014443015730
والعجيب حقاً أن كل مقطع من مقطعيّ الآية فيه نظام محكم:
1 ـ وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي: في هذا المقطع نظام لـ(الــر), فإذا ما أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من الألف واللام والراء،نجد العدد (10110100) من مضاعفات السبعة بالاتجاهين:
1) العدد: 10110100 = 7 × 1444300
2) مقلوبه: 00101101 = 7 × 14443
2 ـ إِنَّهُ لَحَقٌّ و َمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ : في هذا المقطع نظام لـ(الــر), فإذا ما أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من الألف واللام والراء،نجد العدد:
(11011) من مضاعفات السبعة بالاتجاهين:
11011 = 7 × 1573
هنالك شيء غريب في الأرقام الواردة في هذه الآية, فجميع هذه الأرقام تقبل القسمة على (11) أيضاً, فماذا يعني ذلك؟
إن الرقم (11) هو عدد أولي مفرد لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد, وهو مركب من (1) و(1) كدليل على وحدانية منزل القرآن سبحانه وتعالى, ويمكن أن نذكر بأن قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد)، هذه الآية تتألف من (11) حرفاً.
كما أن جميع الأرقام الواردة في هذه الآية من مضاعفات الرقم (13), والرقم (13) هو عدد أولي مفرد أيضاً يشير إلى هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في السنة الثالثة عشرة للدعوة, والرقم (13) هو الرقم الفاصل بين المكي والمدني في القرآن. لذلك جاءت الأعداد من مضاعفات الرقم (13) للتأكيد على أن هذا القرآن حق بكل ما فيه ما نزل منه بمكة وما نزل بالمدينة كله حق من عند الله تعالى.
نعود لنكتب الأعداد الخاصة بهذه الآية ونرى الإعجاز فيها:
1 ـ العدد الذي يمثل توزع الألف واللام والراء في كلمات الآية هو: (01101110110100) من مضاعفات الأرقام (7) و(11) و(13) وبالاتجاهين سواء قرأنا العدد من اليسار أم من اليمين.
2 ـ العدد الذي يمثل توزع الألف واللام والراء في كلمات المقطع الأول من الآية هو (10110100) من مضاعفات الأرقام (7) و(11) و(13) وبالاتجاهين أيضاً.
3 ـ العدد الذي يمثل توزع الألف واللام والراء في كلمات المقطع الثاني للآية هو: (011011) من مضاعفات الأرقام (7) و(11) و(13) وبالاتجاهين.
مع ملاحظة أن كل مقطع يحوي (4) حروف ألف لام راء. فسبحان الذي نظم هذه الأرقام وأحكمها.
دعاء إبراهيم عليه السلام
في سورة إبراهيم نجد دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لربه: ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلوةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء) [إبراهيم: 40] عندما نعبر عن كل كلمة بعدد حروفها مصفوفاً نجد العدد: (34145216462) هذا العدد من مضاعفات السبعة.
إن هذه الآية وردت في سورة إبراهيم التي ابتدأت بـ (الر) والمذهل أننا نجد لحروف الألف واللام والراء توزعاً يقوم على الرقم سبعة, فإذا عبّرنا عن كل كلمة من كلمات الآية برقم يمثل ما تحويه من الألف واللام والراء نجد العدد مصفوفاً هو: (11021003021) هذا العدد من مضاعفات السبعة. وهو مكون من (11) مرتبة ومجموع حروف (الر)في الآية هو (11) حرفاً أيضاً.
وتأمل كيف كتبت كلمة الصَّلوةِ بالواو وليس بالألف, ولو كتبت بالألف لاختل هذا النظام الدقيق.
والآن لو ذهبنا إلى آية في سورة العنكبوت فيها أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بإقامة الصلاة نجد قوله تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].
نجد في هذه الآية نظاماً للحروف, فعندما نعبر عن كل كلمة برقم يمثل عدد حروفها مصفوفاً نجد العدد: (6244144416162462631524423) هذا العدد المكون من (25) مرتبة أي (5 × 5) بعدد الصلوات الخمس, يقبل القسمة على (7).
وإذا عبرنا عن كل كلمة برقم يمثل ما تحويه من الألف واللام والميم (أول سورة العنكبوت) نجد العدد مصفوفاً: (0223013103030031320212122) هذا العدد أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة. وفي هذه الآية لو قال تعالى: (والله يعلم ما تفعلون) أو (والله يعلم ما تعملون) لاختل هذا البناء المحكم لأن نظام الألف لام راء سيتغير, فسبحان الذي حفظ كل حروف كتابه إلى يوم القيامة.
مقدمة سورة القلم
في بحث واحد من المستحيل دراسة جميع حروف القرآن المميزة, لذلك نلجأ إلى أمثلة مبسطة قدر المستطاع, فعجائب القرآن لا تنقضي. ونحن في هذه الفقرة أمام سورة القلم التي بدأت بحرف واحد هو (ن) وجاء توزع هذا الحرف عبر السورة بنظام عجيب يقوم على الرقم سبعة.
لنأخذ المقطع الأول من السورة والمؤلف من خمس آيات تخاطب الرسول الكريم وتمدحه: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ* وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ *وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 1ـ5].
إن الله تعالى قد وضع حرف النون في مطلع هذه السورة ليدلنا على وجود نظام لتوزع هذا الحرف عبر كلمات السورة. هذا النظام يستحيل الإتيان بمثله, لأن البشر يعجزون عن التحكم بتكرار حرف معين في حديثهم بشكل يجعل من توزع هذا الحرف وتكراره نظاماً رقمياً محكماً, إن هذا العمل لا يقدر عليه إلا رب السماوات السبع سبحانه وتعالى.
لنكتب ما تحويه كل كلمة من حرف النون, أما حرف النون في مقدمة السورة فهو دليل لهذا النظام: إن العدد الذي يمثل توزع حرف النون عبر كلمات النص القرآني من مضاعفات السبعة (هذا العدد مكون من 21 مرتبة أي 7 × 3):
وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ* وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ *وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
000102000102011010000 =
= 7 × 14571443144430000
في هذا النص القرآني عدد الكلمات التي فيها نون هو (7) كلمات وعدد الكلمات التي لا تحوي حرف النون هو (14) = 7 × 2.
هنالك المزيد من عجائب النص وهو إذا عبرنا عن كل كلمة بعدد حروفها نجد العدد الذي يمثل حروف النص مصفوفاً: (434315352216353262151) إن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين!
قلب القرآن
كلنا يعلم حديث الرسول عن سورة يس بأنها قلب القرآن. والسؤال الذي نجيب عنه في هذا الفصل: هل يمكن للغة الأرقام أن تكشف لنا أسرار هذين الحرفين (الياء والسين)؟ ولماذا استفتحت هذه السورة العظيمة بحرفين (يس) وليس حروفاً أخرى؟
ترميز السورة
من التفاسير المعروفة للحروف التي في أوائل سور القرآن أنها أسماء لهذه السور. وهذا ينطبق على سورة يس التي تبدأ بحرفي الياء والسين واسمها عبارة عن هذين الحرفين (يس).
ولكن السؤال الذي يُطرح: لماذا اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يبدأ هذه السورة بهذين الحرفين بالذات وليس أي حرفين آخرين؟ والشيء الذي سنراه ونلمسه في السطور الآتية هو أن تكرار وتوزع هذين الحرفين في كلمات وآيات سورة يس إنما يسير بنظام محكم.
بمعنى آخر في سورة يس بناء محكم يقوم على هذين الحرفين بالذات بشكل لا يقبل الشك. وكأن هذه الحروف هي رموز تشير إلى بناء يقوم عليها ويمكن للغة الرقم الدقيقة التعبير عن طبيعة هذا البناء وأساسه الرقم سبعة.
ولكي تتضح فكرة الترميز في القرآن الكريم نقوم بعدّ حروف الياء وحروف السين في السورة. ولدينا ثلاث احتمالات:
الاحتمال الأول: عدد حروف الياء والسين في السورة كاملة مع البسملة التي في مقدمتها. وفي هذه الحالة نجد أن عدد الياءات
هو (237), وعدد السينات (48).
عندما نضع بدلاً من كل حرف قيمة تكراره في السورة نجد يس: 237ـ48 وبصفّ هذين الرقمين نجد العدد (48237) من مضاعفات الرقم (7):
48237 = 7 × 6891
إذن تكرار هذين الحرفين في السورة مع البسملة يعتمد على الرقم (7), لكن هل يبقى النظام قائماً عدا البسملة؟
الاحتمال الثاني: عدد حروف الياء والسين في السورة عدا البسملة. وهو يساوي 236ـ47إذن عدد حروف الياء في هذه الحالة هو (236) حرفاً, وعدد حروف السين في السورة في هذه الحالة هو (47) حرفاً.
وبصفّ هذين الرقمين نجد العدد: (47236) من مضاعفات الرقم (7) أيضاً ولكن مرتين متتاليتين:
47236 = 7× 7 × 964
الاحتمال الثالث: نحصي حروف الياء والسين في السورة لكن عدا الافتتاحية (يس) فنجد في هذه الحالة أن عدد حروف الياء (235) حرفاً, وعدد حروف السين هو (46) حرفاً:
وهنا من جديد نجد العدد مصفوفاً والذي يمثل تكرار الياء والسين: (46235) من مضاعفات الرقم (7):
46235 = 7 × 6605
في الاحتمالات الثلاث ومع أن الأرقام تتغير, ولكنها تبقى قابلة للقسمة على سبعة. والغريب حقاً أن نواتج القسمة في الحالات الثلاث: 6891 ـ 964 ـ 6605 هذه الأعداد عند صفّها تعطي عدداً ضخماً هو (6891 964 6605) من مضاعفات الرقم (7) مرتين:
66059646891 = 7 × 7 × 1348156059
وهنا لا بد من سؤال: من الذي رتّب ونظّم حروف الياء والسين في هذه السورة بهذا التناسب المذهل مع الرقم سبعة؟
توزع الياء والسين
إن توزع هذين الحرفين في السورة يقوم على نظام محكم أساسه الرقم سبعة أيضاً. ونبدأ بالبسملة, لنكتب البسملة ومع كل كلمة ما تحويه من الياء والسين:
(بسم الله الرحمن الرحيم) :1001
إن العدد الذي يمثل توزع حرفي الياء والسين في البسملة هو (1001) من مضاعفات الرقم (7):
1001 = 7 × 143
إن هذين الحرفين يتوزعان بشكل عجيب في نصوص السورة فلو أخذنا النص الأول من سورة يس في قوله تعالى: (يس والقرآن الحكيم.إنك لمن المرسلين . على صرط مستقيم . تنزيل العزيز الرحيم) [يس: 1ـ5], فإذا عبرنا عن كل كلمة برقم يمثل ما
تحويه هذه الكلمة من حرفي الياء والسين فإننا نجد العدد: (1112012001002) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
1112012001002 = 7 × 158858857286
ولو ذهبنا إلى آخر آية من سورة يس وعبّرنا عن كل كلمة بما تحويه من الياء والسين نجد:
(فسبحن الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ) [ يس: 83] والعدد هو: (010100111) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
10100111 = 7 × 1442873
توزع الياء والسين
رأينا كيف توزع حرفا الياء والسين عبر السورة كاملة بنظام, ورأينا كيف توزع هذان الحرفان عبر كلمات السورة, ولكن ماذا عن آيات السورة؟
أيضاً نجد أنفسنا أما نظام محكم, ونأخذ على سبيل المثال أول نص من السورة وهو خمس آيات, نكتب عدد حروف الياء والسين في كل آية:
رقــم الآيــة 1 2 3 4 5
عدد حروف الياء
والسين في كل آية 2 1 2 3 3
إن العدد الذي يمثل توزع الياء والسين في آيات النص القرآني هو: (33212) هذا العدد يساوي:
33212 = 19 × 19 × 23 × 4
حتى إن توزع الياء والسين في نصوص السورة جاء بنظام محكم, ففي هذا النص عدد حروف الياء هو (8), وعدد حروف السين هو (3), إن العدد الذي يمثل توزع الياء والسين في النص هو (38) يساوي:
38 = 19 × 2
إن هذه الحقائق تؤكد أن الله تعالى قد نظّم حرفي الياء والسين بنظام دقيق في السورة كاملة, وفي كلمات السورة, وفي آيات السورة, وفي نصوص السورة.
القرآن الحكيم
لعل من أجمل الإعجازات الرقمية تلك التي تتجلى في مقدمة سورة يس في قوله تعالى: (يس.والقرآن الحكيم) فحروف هذا النص الذي يتحدث عن القرآن جاءت متناسبة بطريقة مذهلة مع عدد سور القرآن الـ (114) ومع عدد مرات ذكر كلمة (قرآن) في القرآن!
إن العدد الذي يمثل حروف النص مصفوفاً هو (6612) يساوي بالضبط عدد سور القرآن في عدد مرات ذكر (القرآن) في القرآن:
6612 = 114 × 58
سور القرآن تكرار كلمة (قرآن) في القرآن
ولكن هنالك علاقة مذهلة لهذين الرقمين (114 ـ 58) مع الرقم سبعة, فعند صفّ الرقمين نحصل على عدد جديد هو (58114) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة مرتين, أي من مضاعفات (7 × 7):
58114 = 7 × 7 × 1186
وبما أن سورة يس هي قلب القرآن ماذا يحصل إذا قلبنا ناتج القسمة (1186)؟ سوف تصبح قيمة هذا الناتج هي (6811) هذا العدد من مضاعفات السبعة مرتين فهو يساوي:
6811 = 7 × 7 × 139
والأعجب من ذلك أن الناتج الأخير (139) إذا قلبناه يصبح (931) من مضاعفات السبعة مرتين:
931 = 7 × 7 × 19
والناتج النهائي هو (19), ومجموع أرقام العدد الذي يمثل سور القرآن ومرات تكرار كلمة (القرآن) (58114) هذا العدد مجموع أرقامه هو:
4+1+1+8+5 = 19
وسورة يس هي السورة رقم (19) بين السور المميزة في القرآن الكريم التي تبتدئ بحروف مميزة. والعدد (19) هو عدد أحرف (بسم الله الرحمن الرحيم) . نعود الآن إلى النص الكريم (يس . والقرآن الحكيم) وقد رأينا أن العدد الذي يمثل حروف هذا النص مصفوفاً هو (6612), وبما أن السورة هي قلب القرآن لنقلب هذا العدد لنرى إعجازاً جديداً, تصبح قيمة مقلوب هذا العدد هي (2166) وهذا العدد يساوي بالتمام:
2166 = 114 × 19
ولا ننسى بأن النص يتحدث عن القرآن! إذن نكتب النتيجتين المهمتين من جديد:
العدد الذي يمثل حروف النص مصفوفاً هو (6612):
العدد: 6612 = 114 × 58
سور القرآن تكرار كلمة (القرآن)
مقلوب العدد: 2166 = 114 × 19
سور القرآن ترتيب قلب القرآن
هنالك شيء معجز أيضاً في حروف هذا النص الكريم, فعدد حروفه هو: 2+1+6+6 يساوي (15) حرفاً, وترتيب سورة يس بين السور ذات الفواتح المميزة هو (19) فلو ضربنا هذين العددين نجد:
19 × 15 = 285
والعجيب أن العدد (285) هو عدد حروف الياء والسين في سورة يس!!!
حتى العددين (19) و(15) عند صفهما نجد عدداً هو (1519) من مضاعفات السبعة مرتين:
1519 = 7 × 7 × 31
موقع مميز للسورة
بما أن هذه السورة هي قلب القرآن لا بد أن يكون موقعها بين سور القرآن مميزاً. فرقم هذه السورة بين السور المميزة الـ (29) هو (19) وقد لا حظتُ أن مقلوب هذا العدد (أي 91) من مضاعفات الرقم (7):
91 = 7 × 13
أما ترتيب السورة بين سور القرآن الـ (114) فهو (36) وأيضاً مقلوب هذا العدد (أي العدد 63) من مضاعفات السبعة:
63 = 7 × 9
ولو قمنا بصف الرقمين المميزين لهذه السورة, أي 19 ـ 36 يتشكل عدد هو (3619) هذا العدد يعبر عن رقم السورة بين السور المميزة ورقمها بين سور القرآن, وهو من مضاعفات الرقم سبعة كيفما قرأناه:
العدد: 3619 = 7 × 517
مقلوبه: 9163 = 7 × 7 × 187
كما أن مجموع أرقام هذا العدد (9163) هو:
3+6+1+9 = 19
والعدد (19) هو رقم السورة بين السور ذات الفواتح المميزة.
إن عبارة (قلب القرآن) التي أطلقها الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه السورة ترتبط برقم السورة وذلك عندما نكتب حروف هذه العبارة: قلب (3) حروف, القرآن (6) حروف, والعدد الناتج من صف الرقمين: قلب القرآن: (63), هذا العدد من مضاعفات السبعة (63 = 7 × 9). ومقلوب هذا العدد هو (36) رقم سورة يس بين سور القرآن.
هنالك سؤال قد يخطر على بال من قرأ الأمثلة والآيات الواردة في صفحات هذا البحث , وهو: هل ينطبق هذا النظام الرقمي للرقم سبعة على جميع نصوص وآيات وسور القرآن؟
لقد تبين بنتيجة البحث المستمر أن لكل نص قرآني بناء يتميز فيه عن غيره. ونحن من خلال سلسلة من أبحاث الإعجاز الرقمي لا تزال تصدر تباعاً بإذن الله تعالى نحاول كشف المعجزة الرقمية في القرآن الكريم. ونتناول في كل بحث منها جانباً من جوانب هذه المعجزة التي لا تنتهي.
إن كل آية من آيات كتاب الله لها بناء رقمي محكم لكلماتها وحروفها. ولكن البحث في هذا البناء يحتاج إلى التجربة والمتابعة الطويلة. ومن إعجاز القرآن أن معجزته لا تظهر إلا بتوقيت محدد. فالمعجزة الرقمية التي تظهر اليوم مناسبة لعصر التكنولوجيا الرقمية الذي نعيشه في القرن الواحد والعشرين. ومن هنا تنبع عظمة القرآن في مخاطبته لكل قوم بلغة عصرهم. ولو كانت المعجزة الرقمية بهذه البساطة لتم كشفها منذ زمن بعيد, إلا أن حكمة الله تعالى اقتضت إخفاء هذا الجانب الإعجازي في كتابه حتى يأتي الزمن المناسب, ليكون للمعجزة أثرها في هداية البشر إلى طريق الله عز وجل, ولتكون برهاناً مادياً على صدق رسالة الله إلى عباده.
ومن ميزات هذه المعجزة الجديدة أن أسرارها كثيرة يستطيع المؤمن أن يبحر في أعماقها ليرى عجائب القرآن وأسراره, وليعيش أجمل لحظات مع كتاب ربه, فما أحلى الإيمان عندما يمتزج بالعلم ليكون طريقاً للوصول إلى الله تعالى والقرب منه.
كما أن البناء الرقمي القرآني يقوم على أرقام أخرى غير الرقم (7), وهذه الأرقام هي الأرقام الأولية التي لا تنقسم إلى على نفسها وعلى الواحد مثل (11ـ13ـ 17ـ19ـ23ـ29ـ31...), ومن عجائب القرآن أن كلمة (الله) سبحانه وتعالى قد تكررت في القرآن كله (2699) مرة وهذا عدد أولي لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد كدليل على وحدانية الله تعالى.
وفي كتاب الله تعالى أكثر من نظام رقمي, فطريقة صفّ الأرقام التي اتبعناها في هذا البحث ليست كل شيء, إنما هنالك طرائق رياضية كثيرة تحتاج لأبحاث أخرى لشرحها. ويمكن القول: إن كلمات وحروف وآيات وسور القرآن منظمة تنظيماً دقيقاً وفق أعلى مستويات الرياضيات المعقدة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الموضوع الاصلي
من روعة الكون