البحر هكذا ، واسع ...فيه تلك الكائنات المفترسة ، وتلك الكائنات اللطيفة ، مناظره جميلة مخيفة ، هو محمل بكل شيء محمل ولا يبالي بم حمّل ، أمواجه لها صوت تبعث في الحياة أمل بعد أن كادت تنقطع وتضمحل ، عندما تجلس أمامه تشعر ببهجة وسرور ، لا تعرف أين مصدرها ، تجلس أمامه فتتذكر أحداث جميلة ، أحداث مؤلمة ، أحداث قاسية ، أحداث مفرحة .....فتنظر إلى نفسك نظرة عابرة وتقول بصوت خافت " أحقاً كل هذه الدراما قد مرت بي !!!! .
البحر يمثل لك ذلك الإنسان العطوف الذي يفتح لك قلبه وكل السبل والطرق لكي تبث إليك شكواك ، لكن البحر صاحب القلب الذي لايمل من بث الهموم له فقد اعتاد على ذلك ، يستمع إليك بإنصات وإصغاء قد لا يعطيك حلاً ، لكنه يساعدك على إيجاد الحل الذي قد يكون به عودة حياتك من جديد .
لما تتذكر تلك المواقف بكل أنواعها وهمومها ، بحلوها ومرها ، بحسنها وقبيحها ، بلطفها وشدتها ... قد تزول كلها عندما تقف أمام البحر دقائق معدودة ولكن الشيء الذي لا يزول هو ..... عفوا ً قد أجد شدّة وغضاضة عندما أريد البوح به ، عندما أريد التحدث عنه ... لا أدري لماذا ؟؟؟
عندما تعيش سنوات عديدة وأنت تمني نفسك وتمر السنوات تلو السنوات وأنت لا زلت تسعى لتحقيق تلك الأمنية ، لم يخطر لك في بالك قط أن هذه الأمنية قد تطير منك في لحظة ...لا ... بل لأقل ...بل في حرفين "لا" لا يهمك ما بعد "لا" فاللغز كل اللغز في "لا " ثم تجد نفسك وترجع الذكريات قليلا إلى الوراء لتتذكر تلك الخطط وتلك الأمنيات فلا تجد بُداً من أن تذرف ليس دمعاً بل آلماً مجرداً عن الأحاسيس ، تتجرع هذا الألم كل ساعة ، تسلي نفسك فتجدها ترجع تلقائياً وتهوى ذلك الألم قد لا يرحم الهم والناس قلب المحب ، ولكن مادمت أعلم أن رحمة الله أوسع فإني أجد فلبي يطير عنه الألم ويرجع إلى نشاطه.
قد أكون أغمضت بعض الشيء ولكن هذا ما استطعت البوح به فهي خاطرة ولكن عاشت في قلبي تتألم ، فلغة الصراحة أصبحت تشكل عندي جرحاً عميقاً .
محبكم.
[/align]
الموضوع الاصلي
من روعة الكون