الحب في مذهبي!!!!!!
--------------------------------------------
الحب كلمة جذابة ، عندما أسمعها يطير قلبي فرحاً ويخفق خفقان المبتهج المسرور ، يتغنى ويرقص طرباً لهذه الكلمة أعيش في عالم الخيال ، افصل وارسم واخطط لكي أصل إلى شيء من الحقيقة ، أدخل مسرعاً بقلبي لذلك العالم المرهف بالمشاعر الفياضة ، ولكني ما أن ادخل فيه وأتمكن منه وأدخل في عالمه ، إذا بقلبي يتقطع ويتمزق ألماً وحسرة ، ثم يبدأ يدمى ويصبح نهراً من الدماء ، أسبح في داخلها بلذة وبشاشة ، وكأن ألمي غدا ألعوبة في يد طفل متسرع لا يبالي كيف تنتهي الأمور وباي شكل وطريقة ، المهم هو أن يتلذذ في كل ما يملك ، إلا إن قلبي أبى أن يعيش الحب كعامة الناس ، كل يوجه إليه اتهاماً بأنه لا يجيد هذا الفن ، لا يجد العزف على أوتاره ، لا يجد التغني بألحانه ، يقولون : أنت تهوى الخيال ، لا تبعد عنه تسبح في أعماقه ثم يتحول إلى ألم وحسرة في داخلك ولا تجد من يمتصها إلى الأبد .
فلم أرعى اهتماماً بكل أفكارهم ومقولاتهم السخيفة ، لأن قناعتي بفكرتي تمكنت من فؤادي فلن اهتم بتلك الاسقاطات ومحاولة عمل إرهاصات حولي لكي أخرج منه - فأقسمت بأني لن أخرج منه- ، ولو دفعوا لي كنوز كسرى .
وفجأة وأنا أسير على عادتي سيراً مسرعاً لذلك العالم البهيج ، وإذ بحارس البوابة يدعوني ويقول لي : أنت مطلوب للتحقيق في النيابة ، فقلت : في حياتي لم أعرف أني قد ارتكبت عملاً إجرامياً ، فأنا إنسان خلوق مهذب ، لا أجرؤا على تمزيق المشاعر ، وتحطيم النفوس ، وكسر الحواجز ، فقال لي : لا تكثر اللغط ، وسنعرف كل الحقيقة هنالك .
دخلت على المسؤول الكبير ، وما إن بدأت بطرق الباب والدخول والنظر أمامي ، إلا وتلك النظرات الحادة تخطفني وذلك الوجه المغضب العبوس كأنه مارد لئيم لا يعرف رقة رحوم .
فقلت : وأن أتلكأ في ألفاظي ممممما الذنب .
قال : أنت متهم بتهمة خطيرة ، تهدد العالم بالانقراظ والخيبة والرذيلة .
فقلت : أفصح يا ذا البصيرة فإني إنسان لا أجيد لغة الفضيحة .
قال أنت ممن يدعو إلى حب شريف ولا ومن غير ضريبة ، أنت ممن يحافظ على محبه بكل صورة وفضيلة .
قلت : وهل هذه إلا رفعة وفضيلة ومزية عظيمة .
فصرخ بوجهي .
وقال : اصمت ولا تتفوه بكلمة صغيرة ، تتبجح أمامي وتقول بأنها فضيلة والله هذا هو العار والخزية ، أنت تخالف كل من على هذه البسيطة الكبيرة ، أنت لا تسير مع هؤلاء البشرية.
فقلت : أريد أن أفصح لك بكلمات قليلة فهل تسمح لي يا ذا الشرف والشخصية .
فقال : أنت الآن بعد هذه الرزايا العظيمة ، تستطيع الدفاع عن نفسك ولكن بحقيقة وواقعية .
فقلت : أنا لم أتعود في حياتي إلا على الحقيقة والواقعية .
أنت تقول كلاماً في ظاهره الصحة وفي باطنه تحمله على المعاني الدنية ، كل ما في الأمر يا صاحب الشرف والشخصية ، أني صححت الحب عند كل البشرية ، فلقيت عداء ممن يدخلون من أجل الأعمال الشهوانية الدنية ، دعوت إلى حب يكون نهايته شريفة عفيفة ، تلتقي القلوب فيه على إخلاص وحنية ، ليس الحب بأن توقع من تشاء تحت السيطرة المخزية ، ليس الحب في تعليق القلب لنيل تلك المآرب الشيطانية ، ليس الحب بأن تكون لمحبك عطوفاً محباً مرهفاً في البعد ، وذئب خائن غدار في القرب ، ليس الحب هكذا وضد ما ذكرت يكون الحب مذهبي ، فهل علي من إجرام يا صاحب الشرف والشخصية ؟؟ .
فسكت برهة من الزمن ثم قال بصوت عال :
هذا الحب ، هذا الحب ، هذا الحب .
فقلت : والحب نار في الفؤاد مشتعل ، والنار لا تحرق من في النهر .
محبكم.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون