هذا العقل عقلي
ولا يفكر في
يحيرني شروده الدائم
وغفلته وسط الضوضاء
في وضح النهار
وفي الظلمة الظلماء
يراقصني ...
يجذبني إلى أسفل الحضيض
أي عقل هذا الذي تحويه جمجمتي الشوهاء
عقل يدعني متثاقلا
عاجزا أمام سرعة التفكير
في هذا العالم المليء بالخطايا والشرور
إيـــه ... !!!
كان دأبي على الحياة
كدأبي على الموت
التي أحمل بين أحشاءي
طوال حياتي ...
وعـدد أنفاسي ومـداد كلماتــي
وكبير زلاتــي ...
أأرمي بعقلي فأبقى أجوف السريـرة ؟
أفكـر بإحساسي
الذي لم يساعفني قيد أنملـة
أم أخدره بهواجس الأوهـام
وأطياف الكوابيس ؟
عساه يهادنني لحظة التفكير
في مصيري اللعين
أمنيه بالحياة
أهديه أحلاما لا تعرف
أراقصه ألحانا لا تعزف
لكن هباء أفعل
ليتـه يرحل وسط تصفيق أعضاءي
النائمة المشلولة إلى الأبـد
ليته يلف متاعه المترامي
على أهذاب جوارحي
أراه جلادا لا يرحمني
يعذبني
يسارع في لحاقي المستمر
يأبى أن يسقيني قطرة
من رحيق الخلاص
إنه خاطري الذي لا يعاتبني
وعقلي الذي لا يطاوعني
وأفراحي التعيسة
تسدل الستار
لتنعم بنحيب سرادق الموت
وملائكة الفكرتتحسر على حالي
تقول لي: كنت ... فلم صرت ... ؟
أقول: هو جاء بموتي يسبق حياتي
هو أخذ بمصيري
إلى حافة الجرف الهاري
هو اغتصب أحلامي الصغيرة الخجولة
هو هدم ما بنيته طفلا صغيرا
في مخيلتي الضيقة
هو من أودى بي إلى حتفي
إلى متاهات الضلال
إلى غياهب الموت
وشلل التفكير ...
الموضوع الاصلي
من روعة الكون