حكايات أطفال يعشقون المطربين والممثلات / بقلم // هاني الخفاجي

( حكاية طفل يعشق تامر حسني )

عمري عشرة سنوات ، أخي الكبير يضع صور تامر حسني في كل أركان غرفته ، وألبوماته
لا تكف عن الغناء طوال اليوم أخبار تامر حسني يحكيها لأصدقائه وأسمعها منه
أحببت تامر حسني حبا شديدا
أصبحت أتمنى أن يصبح جسمي كبيرا مثله
حتى أفتح أزرار القميص كما يفتحه وأتمنى أن تنمو لحيتي
حتى أجعلها مثل لحيته وأن يصبح في ذراعي شعر كما لديه
حتى أشمر قميصي وأجعل ذراعي يظهر وأتمنى أن تتكون لدي عضلات مثله
كل هذه أمنيات لكن وقتها لم يحن بعد
لكن هناك أشياء أستطيع أن أفعلها من الآن دون حاجة لانتظار عشرة سنوات
أستطيع أن أضع الكريمات على شعري وأجعله يبدو مثله
وأستطيع أن ألعب مع بنات خالاتي الصغيرات كما يفعل تامر حسني مع المعجبات
ومع مي عز الدين في أحدث فيلم له
أستطيع أن أجلس بين أصدقائي واقنعهم أن صوتي يطابق تامر حسني بالضبط
وأثبت لهم بأن أمسك قلما وأجلس أغني جميع أغانيه
أشعر بسعادة شديدة حينما يقولون أن صوتي مثله
رغم أني أعرف أني لست مثله
شعرت بفخر حينما خرج من السجن وشعرت كأنه قد حرر القدس
وأصبحت أشعر أن المشهور حين يدخل السجن في قضية شرف
فإنه يخرج وكأن شيئا لم يكن ( يا لجمال الشهرة )
الآن ... أمي لا ترى ما أفعله
فهي مشغولة مع الخادمات طوال اليوم
ولا تراني حين أفعل ما أفعله سواء مع بنات خالاتي الصغيرات أو في شكلي
مصروفي كبير جدا ولا أحتاج شيئا من أحد فما أريده أنفذه
ولكن تبقى أمنية لا أستطيع تنفيذها رغم كل ما عندي
مضطر أنتظر عشر سنوات حتى يصبح جسمي مثل تامر حسني ؟
هل يستطيع أحد مساعدتي دون الحاجة لانتظار عشر سنوات ؟
لا أستطيع الصبر فأنا أحلم بتامر حسني في النوم والاستيقاظ

التوقيع / طفل عشق تامر حسني حتى النخاع


( حكاية الطفلة التي عشقت نانسي عجرم )

عمري ثماني سنوات ، أحب نانسي وأعشق كل شئ فيها ، عرفتها من أمي التي تسعى لأن تكون مثلها حتى تتجنب غضب أبي الدائم منها
أرى أمي تبكي كثيرا ولا أعلم ما السبب في بكائها ، حين غنت لنا نانسي أغنياتها في شريط
( شخبط شخابيط ) فإني لم أشعر أنها تخاطبنا
هي غريبة عن عالم الأطفال ، لا أشعر أنها مثلنا رغم أنها تلبس وتتصرف كأنها مننا ، أراقب كل حركة تفعلها وأراقب لبسها ولا أهتم كثيرا بما تحكي لنا في أغانيها فكل ما يشغل اهتمامي هو تقليد حركاتها ولبسها وطريقة نطقها للكلمات
أحب بجنون أن أسمع أغانيها التي تغنيها للكبار ولا أهتم بأغانيها للصغار أحب أسمع أغنية أحبك آه أسيبك لا وأغنية ياطبطب يادلع ، لفت نظري حركة قدمها وهي تقص علينا قصة الولد الذي شخبط على الحائط ، جلست أمام المرآة أحاول تقليدها وأحاول تقليد صوتها وحركاتها
أطلب من أمي حين نخرج للتسوق أن تشتري لي ملابس مكشوفة الجسم كما تلبسها نانسي وأمي توافق لأني لا أزال في سن السبع سنوات ، أمي لا تعلم أني أعرف أشياء ربما هي لا تعرفها أشعر بمشاعر معينة من تكرار تقليدي لنانسي أمام المرآة وكم أتمنى أن أعبر عن هذه المشاعر أمام الناس كما تفعل نانسي ، أجلس أنا وصاحباتي نغني أغنياتها ونقلد حركاتها وأغار ممن تقلدها بصورة أفضل مني ، وحين أرجع لغرفتي فإني أحاول اتقان ما تفوقت صاحبتي فيه عليّ لا أهتم كثيرا بالمذاكرة ولا لدي رغبة في أن أكون طبيبة أو معلمة ولكن كل آمالي أن أرتدي مثل ما ترتديه نانسي فمقاسها لا يصلح لي الآن ، أترقب أن أرتديه وأتمنى أن يشاهدني كل الرجال كما يشاهدون نانسي ويعجبون بي كما يعجبون بها وخاصة ُ أبي الذي يتشاجر مع أمي كثيرا ودائما أسمع اسم نانسي ، أعشق نانسي جدا ولكني أغار منها أيضا وأتمنى أن أتفوق عليها

توقيع / طفلة عشقت نانسي عجرم حتى النخاع


حكاية طفل عشق بيكهام

عمري عشرة أعوام وليس لي قدوة في الحياة إلا بيكهام ، كل ما تتخيلونه من أشياء تتصل به أفعلها وأشعر أني هو وأتمنى لو الأمر بيدي حتى أغير اسمي في شهادة ميلادي فيصبح بيكهام

أقص شعري مثله رغم أني أتعرض لبعض السخريات إلا أني لا أهتم وأحيانا أتخيل أن من يسخر مني يحقد عليّ لأني أشب بينما الحاقد لا يشب

أرتدي سلسة حول عنقي مثله ، وأضع حلقا في أذني اليمنى مثله ولا أضع في اليسرى ، وأهلي لا يرون مشكلة في هذا فأن طفل في نظرهم ولكني لست كما يظنون

ألعب بالكرة كل يوم أربع وعشرين ساعة في البيت والشارع مع أصحابي والمدرسة وكل مكان أذهب إليه فأنا أستعد لمستقبلي من الآن وأخطط له

رقمي في فريقي نفس رقم بيكهام وأقول لكم سرا وهو أن كل مجموعة أطفال يكون فيما بينهم أسماء شهرة يختارونها بأنفسهم أو تأتي بالصدفة لكن كل واحد فينا يحب اسم شهرته ويحافظ عليه بالسلوكيات التي تناسبه وننادي بعضنا بأسماء هذه الشهرة

مثلا يوجد صديق لي اسم شهرته(شطة)لأنه حين ينزل إلى الملعب كأنه وضع شطة في عيون منافسينا فلا يرون الكرة من سرعته وإثارة التراب أينما استحوذ على الكرة

أما أنا فاسمي بين أصحابي هو بيكهام لأني أقلده في كل شئ حتى صار اسم شهرتي مثله بل ومن يناديني باسمي لا أرد عليه


لاحظ الأستاذ شكلي وعشقي لبيكهام فسألني ذات مرة هل تعرف سعد بن معاذ ؟


فكرت قليلا وقلت بيني وبين نفسي ؟ امممم ، سعد ومعاذ ؟


نعم بالتأكيد أعرفهما يا أستاذ


قال لي : من هو ؟


قلت : بل هما


قال : كيف ؟


قلت : سعد الحارثي يلعب في نادي النصر


ومالك معاذ يلعب في النادي الأهلي


فسكت أستاذي ولم يرد وضرب كفا بكف

لا أعلم مالذي كان يقصده ولماذا لم يرد عليّ وما الذي أغضبه ولماذا لم يصحح لي معلوماتي ؟ هل انتقل سعد لنادي آخر أم هل انتقل مالك ؟وأتعجب من وجود أشخاص لا يعلمون أسماء لاعبي الكرة وأرقامهم

أتمنى أن ألعب في نفس نادي بيكهام حتى أكون حققت لنفسي نفس مستقبله المشرف والرائع فهكذا تكون الحياة وإلا فلا وهكذا يكون الرجال وإلا فلا

توقيع / بيكهام

همسة
جميع الأطفال الذين يعشقون المطربين والممثلات أطفال المسلمين

الموضوع الاصلي  من روعة الكون