بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا مُحَمَّدٌ
إِِِلاّ رَسُولٌٌ قَد خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُل أَفَإنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ
انقَلَبْتُمْ عَلَىأَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ
اللهَ شَيئاً وَسَيَجْزي اللهُ الشَاكِرِين
من أصابته
مصيبة فليتذكر مصيبته بفقد النبي
صلى الله عليه وسلم
قبل الوفاة كانت آخر حجة للنبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً
فبكى أبو بكر الصديق رضى الله عنه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبكيك في الآية فقال
هذا نعي رسول الله عليه السلام
ورجع الرسول من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة أيام نزلت آخر آية في القرآن
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال أريد أن أزور شهداء أحد
فراح لشهداء أحد ووقف على قبور الشهداء وقال :
السلام عليكم يا شهداء أحد أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون وإني بكم إن شاء الله لاحق
وهو راجع بكى الرسول فقالوا ما يبكيك يا رسول الله
قال: اشتقت لإخواني
قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله
قال: لا أنتم أصحابي أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني
وقبل الوفاة بثلاثة أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان ببيت السيدة ميمونة فقال اجمعوا زوجاتي فجمعت الزوجات
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أتأذنون لي أن أمرض ببيت عائشة فقلن آذنا لك يا رسول الله
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملوا النبي فطلعوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة
فالصحابة أول مرة يرون النبي محمولا على الأيادي فتجمع الصحابة وقالوا
مالِ رسول الله مالِ رسول الله وتبدأ الناس تتجمع بالمسجد ويبدأ المسجد يمتلأ بالصحابة ويحمل النبي إلى بيت عائشة
فيبدأ الرسول يعرق ويعرق ويعرق وتقول السيدة عائشة أنا بعمري لم ار أي انسان يعرق بهذه الكثافة فتأخذ يد الرسول وتمسح عرقه بيده
فلماذا تمسح بيده هو وليس بيدها
تقول عائشة: إن يد رسول الله أطيب وأكرم من يدي فلذلك أمسح عرقه بيده هو وليس بيدي أنا. فهذا تقدير للنبي
تقول السيدة عائشة فأسمعه يقول: لا إله الا الله إن للموت لسكرات، لا إله إلا الله إن للموت لسكرات
فكثر اللغط أي بدأ الصوت داخل المسجد يعلو
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟
فقالت عائشة:إن الناس يخافون عليك يا رسول الله
فقال احملوني إليهم فأراد أن يقوم فما استطاع
فصبوا عليه سبع قرب من الماء لكي يفيق فحمل النبي وصعد به الى المنبر
فكانت آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وآخر كلمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر دعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال النبي : أيها الناس كأنكم تخافون علي
قالوا: نعم يا رسول الله
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا موعدكم معي عند الحوض، والله ولكأني أنظر اليه من مقامي هذا
أيها الناس والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم
ثم قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس الله الله بالصلاة الله الله بالصلاة يعني حلفتكم بالله حافظوا على الصلاة
فظل يرددها ثم قال: أيها الناس اتقوا الله في النساء أوصيكم بالنساء خيراً
ثم قال: أيها الناس إن عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله
فما أحد فهم من هو العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه أن الله خيّره ولم يفهم سوى أبو بكر الصديق
وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأنه على رؤوسهم الطير
فلما سمع أبو بكر كلام الرسول فلم يتمالك نفسه فعلا نحيبه
وفي وسط المسجد قاطع الرسول وبدأ يقول له: فديناك بآبائنا يا رسول الله فديناك بأمهاتنا يا رسول الله
فديناك بأولادنا يا رسول الله فديناك بأزواجنا يا رسول الله فديناك بأموالنا يا رسول الله
ويردد ويردد فنظر الناس إلى أبي بكر شذراً (كيف يقاطع الرسول بخطبته
فقال الرسول: أيها الناس فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به إلا أبو بكر
فلم أستطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله تعالى عز وجل
كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبو بكر لا يسد أبدا
ثم بدأ يدعي لهم ويقول آخر دعوات قبل الوفاة
أراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله أيدكم الله حفظكم الله
وآخر كلمة قبل أن ينزل عن المنبر وجا للأمة من على منبره
أيها الناس أقرءوا مني السلام على من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة
وحُمل مرة أخرى إلى بيته
دخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن أبي بكر وكان بيده سواك فظل النبي ينظر إلى السواك
دخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن أبي بكر وكان بيده سواك فظل النبي ينظر إلى السواك
فأخذت السواك من يد أخيها فاستاكت به (أي وضعته بفمها) لكي تلينه للنبي e وأعطته إياه فكان آخر شي دخل إلى جوف النبي e هو ريقها( ريق عائشة رضي الله عنها)
فتقول عائشة: كان من فضل ربي عليّ أنه جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت
ثم دخلت ابنته فاطمة فبكت عند دخولها. بكت لأنها كانت معتادة كلما دخلت على الرسول e وقف وقبلها بين عينيها ولكنه لم يستطع الوقوف لها
فقال لها الرسول e : أدن مني يا فاطمة فهمس لها بأذنها فبكت
ثم قال لها الرسول مرة ثانية: أدن مني يا فاطمة فهمس لها مرة أخرى بأذنها فضحكت
فبعد وفاة الرسول سألوا فاطمة ماذا همس لك فبكيتي وماذا همس لك فضحكت
قالت فاطمة: لأول مرة قال لي يا فاطمة إني ميت الليلة فبكيت
ولما وجد بكائي رجع وقال لي: أنت يا فاطمة أول أهلي لحاقاً بي فضحكت
فقال الرسول : أخرجوا من عندي بالبيت
وقال أدن مني يا عائشة ونام على صدر زوجته السيدة عائشة
فقالت السيدة عائشة: كان يرفع يده للسماء ويقول (بل الرفيق الاعلى بل الرفيق الأعلى)
فتعرف من خلال كلامه أنه يُخّير بين حياة الدنيا أو الرفيق الأعلى
فدخل الملك جبريل على النبي وقال: ملك الموت بالباب ويستأذن أن يدخل عليك وما استأذن من أحد قبلك فقال له إإذن له يا جبريل
ودخل ملك الموت وقال: السلام عليك يا رسول الله أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله
فقال النبي: بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى
وقف ملك الموت عند رأس النبي (كما سيقف عند رأس كل واحد منا) وقال
ايتها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله اخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راض غير غضبان
تقول السيدة عائشة: فسقطت يد النبي وثقل رأسه على صدري فعلمت انه قد مات وتقول ما ادري ما افعل
فما كان مني الا ان خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة وقلت
مات رسول الله مات رسول الله مات رسول الله
فأنفجر المسجد بالبكاء
فهذا علي أُقعد من هول الخبر
وهذا عثمان بن عفان كالصبي يأخذ بيده يميناً ويساراً
وهذا عمر بن الخطاب قال: اذا احد قال انه قد مات سأقطع رأسه بسيفي انما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه
اما أثبت الناس فقد كان ابو بكر رضى الله عنه فدخل على النبي وحضنه وقال وخليلاه وحبيباه وأبتاه وقبّل النبي وقال
طبت حياً وطبت ميتاً
فخرج ابو بكر رضى الله عنه إلى الناس وقال: من كان يعبد محمد فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله باق حي لا يموت
هذه هي النهاية
فلكل من سمع هذه القصة ووجد حبا للنبي e ، فعليه أربعة أشياء لحب النبي
اتباع سنته -1
كثرة الصلاة عليه -2
دراسة سيرته -3
زيارة مدينته -4
اعمل الأربعة فستشعر ان حب النبي تغيّر في قلبك
فيبقى أحب إليك من ولدك ومالك واهلك
وأحب إليك من الناس اجمعين
سلمكم الله تعالى إخواني من كل شر
صلى الله و سلم و بارك عليك يا خير خلق الله
:icon_mn:
الموضوع الاصلي
من روعة الكون