[size=4]كيف تجعلي يومك لله...؟؟!
انه مما لا شك فيه ...اننا جميعا نحب ان نملآ صحفنا بالحسنات و الاجر العظيم ... لنأتي يوم القيامة .. وبيدنا صحف قد مُلأت بإذن الله بالخيرات و الحسنات...فننال بها الجنات ... و المقام الكريم عند رب البريات ...
و في وقتنا الحاضر ... نشعر بأننا نركض في هذه الحياة .. و نتسابق مع الزمن ... في هذا العصر المجنون ... فلا نكاد ان ننتهي من عمل امر ما حتى نتذكر ان هناك عدة اعمال بالانتظار ...
فنشعر اننا في دوامة لا انتهاء لها.. و ليس لنا الوقت الكافي للجلوس في مصلانا للتعبد ...
فهاتف يرن... و طفل يصيح ... و زوج له طلبات... و الاكل على النار... و و و ....
لا تنتهي مشاغل الحياة ...
فنستصعب إفراد اوقات( عدى اوقات الفروض الاساسية) للتعبد ...
و ابتغاء الثواب..
و لكن ,,, ديننا الاسلامي .. و لأنه دين البشرية حتى قيام الساعة .. دين شامل .. لم يدع لنا امرا من امور الدنيا قديما او حديثا الا و كان له فيه اثر...
لقد اوجد لنا ديننا الرائع امرا ... يجعل كل ما نقوم به مصدرا لحصد الاجر و الخير الكثير بإذن الله ...
يجعل لحياتنا معنى و هدف...
امر يجعلنا نخلص في كل عمل... مهما صغر او كبر...
امر هو اساس لكل عبادة وركن مهم بها....
انه النيـّــــــــــة....
اختي الغالية ... فقط بتجديد النية .. و جعلها لله تعالى ... تصبح اعمالنا كلها .. لله .. و في الله ... تصبح اعمالنا التي لا تنتهي.. مصدر اجر لا ينتهي بإذن الله ....
و لا يخفى على احد اهمية النية: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) "متفق عليه"
وكل عمل لا يراد به وجه الله فهو مردود على صاحبه للحديث:
(إن العبد ليعمل أعمالا حسنة فتصعد الملائكة في صحف مختمة فتلقى بين يدي الله تعالى فيقول: ألقوا هذه الصحيفة فإنه لم يرد بما فيها وجهي)
وقال بعض السلف : ( رُبّ عمل صغير تعظمه النية، وربّ عمل كبير تصغره النية)
و تخيلي معي اختاه عندما تنوين امرا لله ... فكيف ستقومي به ؟؟؟
بالتأكيد سيكون بكل اخلاص و صدق... و هذه فائدة اخرى للنية ... يصبح عملك خالصا لله ... و على اتم وجه ولا يفوتك اخيتي انك بإذن الله ستنالي محبته عزوجل ..( ان الله يحب احدكم اذا عمل عملا ان يتقنه ) "صدق رسول الله ".
اذا بالنية ستنالي الاجر العظيم...و محبة الله عزوجل ...
و تخيلي كيف ستصبح حياتك و هي لله و في الله...
فإنك عندما تقومين بعمل امر ما و تواجهي صعوبة .. ستصبري.. و تستعيني بالله ...
بدلا من ان تصابي بالعصبية و قلة الصبر و ضيق البال...فأنت تقومين به ابتغاء مرضاة الله ...فلن تعملي و انت منفعلة .. و عصبية ... بل ستقومين به بكل سعادة و سرور...و انت تفكري بالاجر العظيم ...
و اليك اختاه امثلة بسيطة تجعلي بها اعمالك اليومية بالنية سبب لقربك من الله عزوجل ...و نيل محبته و رضوانه ...
* عندما تطبخي الطعام لأطفالك و زوجك الذي يأتي منهكا من العمل و جائع احتسبي اجر اطعام الطعام لله فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ) " الترمذي بسند حسن "
*عندما ترتبي المنزل و تزيلي الاشياء من الارض .. فكري بها انك تعملين بقول رسولك الكريم: ( الايمان بضع و سبعون شعبة اعلاها لا اله الا الله ..و ادناها اماطة الاذى عن الطريق.....)
* عندما تلعبي مع اطفالك و تبتسمي لهم احتسبيها صدقة لله ... (تبسمك في وجه اخيك صدقة)
*عندما تذهبين لتأدية واجب زيارة اهل الزوج جددي نيتك و اجعليها صلة رحم طاعة لله و لرسوله الكريم(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه.. )
* عندما تأكلي... حتى عندما تأكلي تستطيعين كسب الاجر بتجديد نيتك عملا بحديث الرسول عليه السلام (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) فأنت تأكلين لتتقوي بالطعام على العمل و الطاعة و الصلاة ... و تحمل المشاق في سبيل الله تعالى ...
*عندما تتجملي و تتزيني لزوجك ... جددي نيتك بانك تقومين بهذا العمل حتى تعفي زوجك عن النظر للحرام .. و احتسبيه لله تعالى وقد قال – عليه السلام - : ( خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ...) "رواه النسائي"
* و انظري لصغر هذا العمل ... ولكنه ايضا مشمول في ديننا الشامل..
عندما تتعطري اخيتي .. احتسبيه لله تعالى .. ستقولين كيف .. اقول لك هذا الحديث..: (ومن تطيب لله جاء يوم القيامة وريحه أطيب من المسك، ومن تطيب لغير الله جاء يوم القيامة وريحه أنتن من الجيفة).
قال الغزالي رحمه الله: فإن تطيب قاصدا التنعم بلذات الدنيا أو صرف القلوب إليه حتى يعرف بطيب ريحه فذلك أنتن من الجيفة يكون، وإن أراد من التطيب اتباع السنة وإراحة إخوانه فهو المأجور على فعله
فتخيلي مع اختي ... حتى بالعطر تضعيه تؤجري ... فما بالك بالاعمال الكثيرة التي تمر علينا يوميا...؟؟
و فيها الاجر الكثير... فقط بتجديد نيتنا قبل كل عمل ... يصبح لحياتنا معنى جميل و هدف راق...
و هو رضى الله عز وجل و محبته
وفقني الله و اياك لما يحبه و يرضاه ...
تخنقني العبرة [/size]
الموضوع الاصلي
من روعة الكون