!!فــــن القصة!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
_________________
القــصـه:
عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.
تعريفها:
يعرفها بعض النقاد بأنها:
حكاية مصطنعة مكتوبة نثرا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو بغرابة أحداثها.
الأنواع القصصية:
1- الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجما.
2- الحكاية : وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
3- القصة القصيرة: تمثل حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة
( وهي حديثة العهد في الظهور).
4- الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.
5- القصة: وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجا في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.
هل عرف الأدب العربي هذه الأنواع القصصية قديما؟
( لعل أهم شكل أدبي عرفه العصر الحديث هو الرواية بأنواعها وأشكالها المختلفة من قصة وقصة قصيرة وأقصوصة ، حتى أنها أصبحت تحتل المكانة المرموقة التي كان يحتلها الشعر في الأدب العربي القديم، فالرواية لم تفرض نفسها فقط بل غزت كل الحقول الإبداعية المعاصرة، إذ أصبحت الشكل الحاوي والجامع لكل أشكال الفكر المعروفة : من فلسفة ومأساة وملحمة ، وعلم اجتماع ، وسياسة واقتصاد، وعلم نفس، ورؤى فنية وأدبية. وهي تقدم كل ذلك في أسلوب ممتع لا يتطلب عناء تلك العلوم،.. بل إن الأدب العربي الحديث لم يزدهر وينهض مثلما ازدهر ونهض في الرواية . وما ازدهار تلك الرواية ، وما تطورها إلا دليلا على أنها ضاربة بجذورها وأصولها ومصادرها في الفكر العربي القديم، قدم هذه اللغة وقدم أهلها، فلقد عرف الفكر العربي ، في مختلف محطاته ، ألوانا قصصية مختلفة ومتنوعة ومتطورة. لكن مازالت بعض الدراسات العربية النقدية ترى أن الرواية العربية هي بالأساس أخذ واقتباس عن الرواية الغربية، بينما تؤكد البحوث في الرواية الغربية أن هذا الشكل من أشكال التعبير الفكري والأدبي، قد ظهر إلى الوجود، بصورة أو بأخرى منذ ألفي سنة.
****
( أكاد أزعم أن الأمة العربية لا ينافسها غيرها فيما صاغت من قوالب للتعبير عن القص والإشعار به، فنحن الذين قلنا من غابر الدهر " يحكى أن ... وزعموا أن.... وكان ياما كان.. " إلى آخر هذه الفواتح التي يمهد بها القصاص العربي في مختلف العصور لما يسرد من أقاصيص ، وفي هذا المجال يقول جوستاف لوبون: " أتيح لي في إحدى الليالي أن أشاهد جمعا من الحمُالين والأجراء ، يستمعون إلى إحدى القصص ، وإني لأشك في أن يصيب أي قاص غربي مثل هذا النجاح، فالجمهور العربي ذو حيوية وتصور، يتمثل ما يسمعه كأنه يراه"
لذلك إني لأومن ، بأن فن القصة له جذور عربية أصيلة فلم يكن وافدا إلينا كلية من الغرب دون وجود أية جذور عربية له في بيئتنا .. إننا سارعنا في الإنكار على الأدب العربي أن فيه قصة، وماكان ذلك الإنكار إلا لأننا وضعنا نصب أعيننا القصة الغربية ، في صياغتها الخاصة بها ، وإطارها المرسوم لها، ورجعنا نتخذها المقياس والميزان ، وفتشنا في الأدب العربي عن وجود أمثال لهذا المقياس فلم نجد.. والحقيقة أن الأدب العربي فيه قصص ذو صبغة خاصة به ، وإطار مرسوم له، وإننا لنشهد فيه ملامحنا وسماتنا واضحة جلية ، فقد بدأت القصة العربية مع بداية الإنسان فقد نشأت القصص الأسطورية مع الإنسان القديم بما حوته من خرافات من مثل قصص الغول وصاحب اللحية الزرقاء )[2]
عناصر القصة
1- الموضوع :
يختار القاص موضوعه من :
أ- تجاربه . متناولا النفس البشرية وسلوكها وأهوائها ،
ب- تجارب الآخرين : متناولا المجتمع بالنقد والتحليل .
ج- ثقافته : متناولا موضوعات فكرية وفلسفية .
د - من التاريخ : متناولا نضال الشعوب والأحداث الوطنية والسياسية .
هـ - من الوثائق .
(2) الفكرة ( فكرة القصة):
هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشكلاتها التي يستخلصها القارئ في نهاية القصة .
وعلى القاص أن يتجنب الطرح المباشر؛ لئلا يسقط في هاوية الوعظ والإرشاد .
(3) الحدث:
هو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة ويعانونها ، وتكون في الحياة مضطربة ثم يرتبها القاص في قصته بنظام منسق لتغدو قريبة من الواقع .
تصميمات عرض الحوادث
تتم تصميمات عرض الحوادث بواحدة من الطرق الثلاثة الآتية: 1- .النوع التقليدي : وفيه ترتب الأحداث من البداية ثم تتطور ضمن ترتيب زمني سببي .
2.الطريقة التي تنطلق من النهاية ثم تعود بالقارئ إلى البداية والظروف والملابسات التي أدت إلى النهاية .
3. الطريقة التي يبدأ الكاتب الحوادث من منتصفها ثم يرد كل حادثة إلى الأسباب التي أدت إليها .
(4) الحبكة
هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها.
والحبكة تأتي على نوعين هما:
1.الحبكة المحكمة : وتقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل.
2. الحبكة المفككة : وهنا يورد القاص أحداثا متعددة غير مترابطة برابط السببية ، وإنما هي حوادث ومواقف وشخصيات لا يجمع بينها سوى أنها تجري في زمان أو مكان واحد.
( 5) البيئتان الزمانية والمكانية:
البيئة المكانية :هي الطبيعة الجغرافية التي تجري فيها الأحداث ، والمجتمع والمحيط وما فيه من ظروف وأحداث تؤثر في الشخصيات .
البيئة الزمانية :هي المرحلة التاريخية التي تصورها الأحداث .
(6) الشخصيات:
1.شخصيات رئيسية : تلعب الأدوار ذات الأهمية الكبرى في القصة .
2. شخصيات ثانوية : دورها مقتصر على مساعدة الشخصيات الرئيسة أو ربط الأحداث.
أنواع الشخصيات بحسب الثبات والظهور
1.شخصيات نامية : تتطور مع الأحداث .
2.شخصيات ثابتة : لا يحدث في تكوينها أي تغيير ، وتبقى تصرفاتها ذات طابع واحد لا يتغير .
الطرق التي يعرض بها القاص شخصياته:
1.الطريقة التحليلية : وفيها يرسم القاص شخصيته وعواطفها ويعقب على تصرفاتها .
2. الطريقة التمثيلية : وفيها ينحّي القاص ذاته ، ويترك الشخصية تعبر عن طبيعتها من خلال تصرفاتها .
(7) الأسلوب واللغة:
1.السرد : وهو نقل الأحداث من صورتها المتخيلة إلى صورة لغوية .
وله ثلاث طرق :
-الطريقة المباشرة : ويكون الكاتب فيها مؤرخا.
- طريقة السرد الذاتي : وفيها يجعل الكاتب من نفسه إحدى شخصيات القصة ، ويسرد الحوادث بضمير المتكلم .
- طريقة الوثائق : وفيها يسرد الكاتب الحوادث بواسطة الرسائل أو المذكرات .
وهي الوسيلة التي يرسم بها الكاتب جوانب البيئة والشخصيات .
(8 )الصراع:
هو التصادم بين إرادتين بشريتين
نوعا الصراع
1.خارجي : بين الشخصيات .
2.داخلي : في الشخصية نفسها.
(9) العقدة والحل:
تأزم الأحداث وتشابكها قبيل الوصول إلى الحل
هل من الضروري أن يكون لكل عقدة حل؟
ليس من الضروري ذلك ، فيمكن أن تكون نهاية القصة مفتوحة، تستدعي القارئ أن يضع النهاية بنفسه وبخياله.
لقد استخدمنا لفظ القصة في التعريف بهذا النوع من الفن النثري بوجه عام
الذي يعتمد على الحكاية .. والتبصير بأهم عناصره التي يقوم عليها
ولكن هذا الفن الذي له بذور قديمة في أدبنا العربي .. ثم استلهمناه من نهضتها الأدبية الحديثة من الأدب الغربي
قد تطور من ناحية الشكل تطوراً كبيراً .. وتعددت الأشكال القصصية
بحيث أصبح من المحتم .. استخدام مصطلحات محددة للدلالة على كل نوع .. واهم هذه الأنواع هي
الروايــــة ... القصــــة .. والأقصوصـــــة
ونوضح هنا الفرق بين القصه والاقصوصه
القصـــــــة
بعض الباحثـــين يرون أن الروايـــة والقصـــة شئ واحــد ويستخدمون أحد المصطلحيـــن للدلالة على الآخر
وآخرون يـــــرون أن الفارق بينهـــما يرجــع الى مدى اقتـــراب كل منهمــا من الواقـــع وملامستـــه
فالروايـــة تلتزم التصويـــر المقنــع بالأحداث والشخصيـــات
في حين أن القصـــة لا ترى بأســـاً بتغليـــب جانب الخيـــال كأن تصويـــر أحداثــاً خارقـــة غير ممكنـــة الواقـــع أو شخصيــات هائلــة لا يمكن أن نصادفهـــا
لذلك يرى النقـــاد أن مسمــى ( قصـــة ) يكــاد يكون محصوراً في روايــات المغامرات الخياليـــة العجيبــة
بينما تركـــز الروايـــة على الشخصيـــات والدوافـــع التي تحركهـــا في اطار الحوادث الواقعيــــة التي نعقلهـــا
الأقصوصـــــة ( القصـــة القصيـــــرة )
أصبحت القصــة القصيـــرة أحب الأنواع الأدبيـــة الى القــراء في عصرنا الحاضـــر لأنهـــا
تلائمهـــم من حيــث سرعــة قراءتهـــا في الحيـــز الصغيـــر التي تشغله .. والزمــن المحدود الذي تستغرقـــه
وأول ما يميـــز الأقصوصـــة عن الروايــة والقصــة هو صغر حجمهـــا
وقد حاول الباحثــون تحديد حجمهــا حيث انها لا تقل عن ألف وخمسمــائة كلمــة .. ولا تزيــد عن عشـــرة آلاف كلمة
بينمـــا الروايـــة أو القصـــة فالحد الأدنـــى 50 ألف كلمـــة
ولكن هذا التحديـــد العددي ليس مقياســـاً للحكم عليهـــا
فلا بد ان يكون لهــــا من سمـــات وهي ..
ان طبيعـــــة الاقصـــوصــة هي التركيـــز .. في تدور حول حادثـــة أو شخصيـــة أو عاطفـــة مفردة .. أو مجموعـــة من العواطــف يثيرهـــا موقف مفـــرد
ولذلك فهــــي لا تزدحـــم بالأحداث والشخصيـــات والمواقــف كالروايــــة والقصـــة
ولا تجــد فيهـــا تفصيلات .. وجزئيـــات تتصـــل بالزمان والمكـــان أو الأحداث والشخصيـــات
ولا مجال فيهـــا للاستطراد والاطالــة في الوصـــف
ووحدة الحديـــث أساس فيهـــا
ولهـــذا تكون كل عناصــرها خاضعــة لتصويـــر الحدث وحده حتى يبلغ غايتـــه
بل نجـــد كل كلمـــة فيه تؤدي دوراً لا غنى فيــه كلمــة سواهـــا
ولا يستعيــن كاتبهـــا بالوصف لذاتـــه .. بل للمساهمـــة في نمو الحدث
ولا بــد من وحـــدة الزمن في القصـــة القصيـــرة حتــى مع امتداد هذا الزمــن .. لنها تتناول فكرة واحدة أو حدثاً واحد أو شخصيـــة مفردة
واذا كثرت الشخصيـــات في القصـــة القصيـــرة لا بد ان يجمعــها حدث واحـــد
والا انقطع تطور الحدث بتشتت ذهــن القارئ بين شخصيـــات متبايـــنة
وحين يكون الحدث مداراً للقصـــة القصيـــرة تكون له بدايـــة ........ يسميها النقـــاد الموقــف
وله وسط ........ ينمو من الموقـــف ويتطــور الى سلســـة من المواقـــف الصغيـــرة التي تتشابك بين العوامل التي يتضمنهـــا الموقف الرئيســـي
ولكون له نهـــاية ....... تتجمــع فيه العوامــل والقوى في نقطـــة واحدة يكتمل بها الحدث ويسمي النقاد هذه النقطـــة لحظة التنويـــــر
تعددت أنــــواع القصـــة بحســـب اختلاف أساليبهـــا ومواقف كاتبهـــا فهناك
= من يعتمد على عنصـــر الشخصيـــة اعتماداً كبيـــراً
= الاعتمـــاد على الحــدث
= الاعتمــاد على الجــو .... وهو الاطار الذي يشمـــل الحدث والشخصيـــــة
= الاعتماد على أسلوب التحليـــل .. وهو عرض الدوافــع التي تحرك الشخصيـــة .. وذلك ما يسمـــى بحديث النفـــس
= الاعتمـــاد على الوصــف الخارجي .. وهو الاستعانة بالحوار وترك القارئ يتصور الدوافـــع النفسيـــة
وفي جميــع الأحوال تظل وحدة الانطبـــاع مسيطرة على القصـــة القصيـــرة
________________________
منقووول ..للفائدة
تحياتي
ريماني
الموضوع الاصلي
من روعة الكون