رسالة لكل فتاة
أشعر بالحب الحقيقي للشباب من الجنسين، وأشعر بالعطف نحوهم، وأحياناً أشعر بالشفقة عليهم، الشفقة من قسوتنا
نحن الكبار سواء كنا آباء أو أمهات أو معلمين أو أجهزة ضبط أو أنظمة ومؤسسات..
اليوم افتح ورقة حب بيني وبين كل فتاة تريد الحب، أعلم أننا جميعاً نبحث عن الحب، قد نجده وقد لا نجده، ولكن
الأكيد أننا لا نبحث عنه إلا في مواقعه الصحيحة التي تقع تحت الشمس مباشرة لأن الحب مخلوق جميل يقتله العفن
والاختفاء والانكسار، حب يختبئ تحت أجنحة الظلام وجدران الخوف ليس حباً بل هو انحراف وخروج عن منظومة
القيم الإسلامية والاجتماعية تلك هي الحقيقة التي على كل فتياتنا الاعتراف بها والعمل على أساسها..
تلك الكلمات الناعمة التي تتسلل إليك وتلتحف ارتعاشتك عبر موجات الاتصال بكل أشكاله ليست حباً بل هي رغبة
جسد لا أكثر ولا أقل..
أعلم أن الكثير من فتياتنا يعلمن أنها مجرد لعبة.. وأن الأمر لا يخلو من التسلية المشتركة ولكن بعض الألعاب يدفع
الإنسان ثمنها من عمره من إحساسه وأحياناً من شرفه..؟؟ وتلك أثمان لا يصح أن يدفعها إنسان عاقل..؟؟ أشفق كثيراً
على الفتيات الصغيرات وخاصة من تتراوح أعمارهن بين الرابعة عشرة والعشرين.. مرحلة خطيرة بكل ما تعنيه
تلك الكلمة من معانٍ..؟؟ لننظر لإحداهن وهي تنظر لجمالها في المرآة تتغنى بجمالها وشعرها المسترسل على كتفيها..
أمها تنهرها أو تضحك بكل قوة وتؤكد لها أن المذاكرة أفضل من وقفة (المراهقة تلك) أخرى بموقف مشابه تغضب
عليها أمها وتصر على حملها أخيها الصغير لأنها على موعد مع زوجها لتناول طعام العشاء خارج المنزل..؟ أخرى
يتعالى صوت الضحك من الجميع الأب والأم والاخوة مؤكدين (فضاوة عقلها)..؟؟
لا أريد أن استمر ولكن لكم صورة أخرى فتاة متلهفة لاحتضان أمها بعد عودتها من المدرسة ولكن الأم مرهقة فهي
أيضاً عائدة من العمل مجهدة من الطالبات وليست فاضية لكل تلك القبلات..؟ أخرى تؤكد للفتاة أنها أصبحت كبيرة
وعيب عليها (خمخمة الكبار)..؟ مشهد آخر فتاة تسمع صديقاتها يتكلمن عن نسائم الليل وما تحمل تلك النسائم من حب
تحدث أمها لتسألها عنه فتنهرها بقوة عيب الكلام، أم أخرى تسأل بأمر عسكري من قال لك ذلك تخبرها بلهفة صديقتي
يأتي الأمر النهائي لا تماشينها السؤال ليه الإجابة بس..؟؟
الإشكال يتزايد عمقاً حين يزداد الجوع العاطفي عن حده ويصل إلى حد الفقر فتبحث الفتاة عنه هنا أو هناك..؟ ثم
ينخر الخوف عظامها فيكون السقوط أكثر إيلاماً لأن الجوع أحياناً قد يؤدي للسرقة..؟ تلك الصغيرات لا يحتجن منا
كاسر كأمهات وآباء أكثر من الحب قد لا تشبعهن أنواع الملابس والعطور والرحلات والترفيه قدر لحظة احتضان
تعلم فيها تلك الصغيرة أن في صدورنا قلوباً تنبض وإن كانت شحيحة في التعبير عن الحب نعم لا بد من التعايش
بالحب المعلن والمعبر عنه بين أعضاء الأسرة الواحدة تلك الصغيرات يجدن متعة كبيرة في احتضان الأم أو الأب
وفي صداقة الأخ الكبير لهن، ليس من حقنا البخل عليهم بالحب والسخاء في المادة لأن الجوع العاطفي احتياج دائم
ويزداد في تلك المرحلة أكثر من أي احتياج آخر.
د/ هياء عبدالعزيز المنيع
الموضوع الاصلي
من روعة الكون