البلاء هي سنة كونية وقدرية : فعندما يحصل البلاء للمؤمن فهو تخفيف لعقوبة الآخرة أو تكفير لسيئاته أو رفعة لدرجاته أو اختبار لإيمانه ولصبره .
أما للكافر فهي عقوبة له . والبلاء يكون بالشر ، وقد يكون بالخير كوفرة المال ، فهذا من الإبتلاء .قال تعالى :( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )
سبب البلاء يكون بسبب المعاصي والكفر ، قال تعالى:( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) .
ووقوعه بتقدير الله وحكمته فقد يبتلي أقواما ويدع أسوأ منهم ، وقد يبتلي المؤمن ويمهل الكافر
بل يعفو عن كثير ، قال تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) .
حكمة البلاء للمؤمن : وهذا يدل على قوة إيمانه ، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي أشد
الناس بلاء؟ قال : " الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل ..."
ويدل ذلك على محبة الله للمؤمن المبتلى ، قال صلى الله عليه وسلم " وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم " .
وهي علامة لإرادة الله بعبده الخير ، قال صلى الله عليه وسلم :" إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا "
وأيضا هي كفارة لذنوبه وإن قل ، قال صلى الله عليه وسلم:" مامن مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها "
وإذا وقع بلاء بتقدير الله فإن المشروع للمسلم :
الصبر: في الحال وعدم الشكوى وقول " إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها "
والرضا بالقضاء بقلبه ، وأن الله لا يقدر إلا لحكمة وخير ، ثم الشكر : وهو التسليم لله والرضا بما قدر الله عليه .
وكل ذلك دليل على قوة الإيمان بأحد أركانه ، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره .
كما يشرع له دفع البلاء ـ إن كان ذلك يدفع ـ ومن وسائل دفعه :
التوبة إلى الله ـــ والدعاء برفعه ــ وقراءة الأذكار اليومية فإنها توقف البلاء أو تخففه ـــ
قراءة القرآن بنية الشفاء والدعوة ، وكل آيات القرآن شفاء ، وأعظمها الفاتحة والمعوذات وآية الكرسي .
وللمزيد إقرأ مختصر الحصن الواقي
وفقني الله وإياكم لما نحب ونرضى وجعلنا من المؤمنين الصابرين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الموضوع الاصلي
من روعة الكون