الىكل من لا يعرف قيمة
المرأه
............
......
..
.
لقد أهدت المراة إلى الحياة جواهر ثمينة من غاليالصفات، لا يعرف قيمتها
بعض الرجال إلاّ من رحم الله، لأن بعضهم لم يحسنواقراءة عبقرية أنوثتها،
والتفكر في شموخها، ورسم كبريائها، لأنها لوحة أجملمن الفتنة، وأعذب
من الفكرة، فهي ينبوع لحنان نادر، أكبر من الوصف، وأغلىمن المدح،
فهي عاصمة الخيال الجميل، في ميدان روعة الحياة.
والمراةدائما تجدها تبحث عن الأجمل، لأنها تعرف قدرها :
[ المرأة والحزن ]
للمراة مع الحزن صفحات ، وللحزن في حياة المرأة قواميس ومجلدات
،وأنظر إلى المراة كيف تمسك بأناملها ذاك القلم ، وكأنه سلاح لها ضد كل
حزنيجابا ، لتقتل وحدتها ، وتعيش حزنها على أوراق الذكريات ، بصفحات
مضيئةعبر الزمن ، فهي تجيد صناعة الكلام بعناية ، وتختار الكلمات عن قصد ،
لتغرزحروفها في قلب كل حزن يجابا ، لتتعمد قتله ولو .. للحظات ، مع سابق
الإصرار والترصد ، ليستقبلها الإبداع ، وليرحب بها الإمتاع ، فيتيه الشعرهائما في
فكرها ، لأنها أثبتت عبقريتها في بحوره ، واستوطنت قوافيه ، لتكسبجمهوره
، لتعيش أكثر من الشعر نفسه ، لأنها أصابت كبد المعاني بقلمها ، فقدأوجزت الأقوال
، لتصادقها كل الأفعال .
[ المرأة والحب ]
لايعيش الحب بدون إمرأة ، لأن الحب يعرف المراة ، فهي رقيقة المشاعر
، جميلةالإحساس ، والحب هو أرق كلمة في دفتر الوجود ، وأغلى حرفين
في قاموس الحياة، لأنه صلة روح بروح ، ورفقة قلب إلى قلب ، فالحب لا
يستغني أبدا عنها ،لأنها هي من أوجدته ، وهي من سحرته ، وهي من فتنته
، فهو يعرف أنه بدونهاسيطرد من القلوب ، لأن قصور القلوب هي المرأة
، ولكم إنبهر هذا الحب منحكمتها ، ولكم خاف من غضبها ، ولكم تعجب
من صبرها ، لأنه قد أيقن بعد نظرها، الذي ترجم له إخلاصها ، ليشهد ها هذا
الحب بوفائها ، لأن الحب هو قتيلالعيون ، ولكن أي عيون .. إنها
عيون المرأة التاريخية الجمال ، والباسقةبالحنان ، لغتها الدموع ، وسحرها
الصمت ، ونظرتها هي الإبداع .
[المرأة والوفاء ]
للمراة مع الوفاء حديث طويل الأيام ،وللوفاء مع المرأة منزل يتجدد في كل يوم
، لأن المرأة أدهشت الوفاءبمعانيها الفائقة ، فقد رآها الوفاء كصورة خلاّبة ،
تفرد بها الزمان علىأبجديته ، فالمرأة تفوقت بوفائها لثراء تجربتها ، ولقوة موهبتها
، ولصدقمحبتها ، وصحة قلبها ، وجلال رثائها ، وانظر إلى القلم كيف تمسكه أناملها
لتعزغ أنشودة وفائها على نهر أوراق الخريف الماضي ، والذي تتساقط أوراقهعلى ميادين
الثقافة في كل بحر ، وفي كل مكان.
[المرأة والصمت ]
للصمت مع المرأة حكايات ، هي بطلة للروايات ، تجعلك حائرا في طبعها،
في الوقت الذي تجبرك على إحترام صمتها ، تمر من حولها أزمات طاحنة ..
وتجدها صامته ، وتأتي عليها الكرب الساحقة .. وتجدها صامتة ،وتزورها
كل يوم البلايا الماحقة .. وتجدها صامتة .
حيرت الزمن ،وأسرت الدهر ، وكأنك تسمع صمتها ..
، لأن قلبها دائما يغادر في جوانحالأيام ، فهي تقرأ الحياة بمعناها ، من بدايتها
إلى أقصاها ، فروحها تنصهربمعاناتها ، وتذوب أحشائها لمأساتها ، أن قضيتها
الدموع ، ولغتها الخالدة .. الصمت ، لأنها تعرف أن الحياة دائما تضيق
بأعدائها ، لتشاهد حياتهاوكأنها لوحة حزينة ، لا ينفعها كلام ، ولا يبكيها فؤاد ،
ولكن هذه المرأةتعرف أنها قد حفرت عنفوانها في ذاكرة الأجيال ، ونقشت
كبريائها في ضمائرالبشر .
[ المرأة والجمال ]
الجمال مخلوق من المرأة ، لأنه هائم فيشخصيتها ، متوقد لصنفها ،
منبهر لصفاتها ، لقد وجد هذا الجمال ضالته فيالمرأة ، وكأنها في يده كقطعة
من الشهد ، مثل زلال بارد من معين صافي ،فيقلبها تقلب الدرة في اليد ، والفكرة
في القلب ، لأنها خاطرة رائعة قد سكنتوتربعت على عرش الجمال ، فقد تأملها
هذا الجمال، فوجدها ساحرة زمانه ،وفاتنة لوحاته ، وآسرة لريشته ، فقد سافر الجمال
مع المرأة ، فاكتشف فيرفقتها أنها مبدعة في عالمه ، ممتعة في بحوره ، تبحث عنه
ولا تنساه ، وإذاغاب عنها سألت عنه ، فاندهش هذا الجمال لوفائها ، ليقولها كلمة تدل
علىهزيمته ، وشهادة تستحق صراحته ، وتسحق هندامه ، حينما قال : المرأة ..
أجملمن الجمال نفسه ، لأنه علم وعرف أن المرأة محلقة في سماء الإمتاع ، تنشد الإبداع
في كل مجال ، ليقوم الجمال ويعطي المرأة قيادته ، فتأخذ لجام خيله ، لتسابقالزمن ، باحثة
عن الأجمل .
نعمهكذا سحر المرأة في طبيعتها وأنوثتها ،وألهبت أشوق في تتبع غرامها ، لأنها إمرأة فوق
الحروف ، وأغلى من الكلمات ،فهي ناصعة البيان ، عالمة بفنون الإنسان ، تعرف طباع الحرمان
، وتتذوق عسلالعنفوان .
[ المرأة والحياة ]
المرأة هي قصيدة الحياة ،ومدرستها الخالدة ، لا تعرف الحياة إلاّ بحياتها
، لأن المرأة هي طعمهاالشاهد ، وعسلها الباقي ، فالحياة تعرف المرأة جيدا ،
لأنها زميلتها فيمدرستها ، وتلميذتها في كتابها ، وقلمها في كتاباتها .
برعت المرأة في منهجالحياة ، لتكون مكانتها قوية لامعة ، وحسنها فياض قوي الأسر
، لأن براعتهاتمكن في إستهلالها ، وإشراقة عنوانها ، وكأنها على هامة الحياة تاجامرصعا
بالذهب والأرجوان ، لتحطم أعداء الجمال من محيط الحياة إلى خليجها ،لأنها تنسف أقاويلهم
، وتقتل أفعالهم ، فسلاحهم الكلام الكاذب ، والفعلالدنيء ، وسلاحها هو الضعف ، نعم ضعفها
الذي أدهش علماء النفس ، وأساتذةعلم الإنسان ، لأنها تحاربهم بضعفها ، لترحب الحياة
بإنتصاراتها على ميادينالأرض الواسعة ، لأنها مدرسة الأجيال ، وعلم من أعلام الحياة
، يرفرف علىهامة الدهر .الأم مدرسة إذا أعددتها .... أعددت شعبا طيب الأعراقي .
[ المرأة والتفوق ]
تفوقت المرأة في كل أطوار الحياة ، فلا نسمع بيت شعر إلاّوالمرأة عنصر أساسي
في بيته ، ولا نعرف مجالا من مجالات الحياة إلاّوالمرأة تقف على عنوان المجالات
الرائعة ، والأعمال النافعة ، لأنها موهوبةبالفطرة ، فرضت أنوثتها على الزمن ،
لتسمع لها أذن الدهر ، حتى الأعمى الذيلا يبصر ، قد سحره قوة ذيوعها ، ومساحة
لموعها ، فهو قد أنصت لإبداعها ،واستمع لإمتاعها ، فالأيام تبحث عن تفوقها ، والسنين
تفيض شعرا لمحبتها ،وعلو رفعتها ، فقد خطفت الأضواء ، ببراقة سريرتها ، ومطلع
أحاديثها ، لأنهاعنوان النجاح لكل عظيم من عظماء هذه الحياة ، وقديما قالوا :
وراء كل رجلعظيم إمرأة ، شهادة من الزمن ، وبرقية شكر من الدهر ، ورسالة
تودد وتلطف منكل إنسان يبحث عن النجاح ، لأن النجاح هو المراة نفسها ، فلتفوقها
ذيوع ،ولموهبتها سطوع ، ولعبقريتها نبوغ .
[ المرأة والدموع ]
الدموع لغةالمرأة ، تطرق سمع الإنسان ، لتصل إلى القلب ، لأنها تختار
دموعها بعنايةفائقة ، وترحل مع همتها محلقة مسافرة ، فتبدأ دموعها ضعيفة ،
إلى أن تحتفلبرشاقة عيونها ، وحلاوة رموشها ، لأن دموعها ساحرة .. شاردة ..
سائرة علىديوان الزمان .
تعاتبنا بتفجع ، وتحاكينا بتوجع ، وكأنها تتقطر عسلا ، أوشهدا مصفى ، تعاند بكلمة
، وتصافح بدمعة ، وترضى ببسمة ، وتغازلك بحكمة ،ألا وهي حكمة الدموع ..
فأي قلب ساكن بين جوانحها ،
فالمراة تمزجالحب مع الحكمة ، لأن ألفاظها سهلة على اللسان ، راقية في منزل الفكر
، ترعىالوداد ، وتبكي بكاء الأبطال ، فدموعها حارة ، وعواطفها مؤلمة ، ونكسة بالها
عظيمة ، فمعاناتها تحترق ، وآلامها تلتهب ، ونياط قلبها تتقطع ، تريد قلباتبث إليه لهيب
صدرها ، ونار وجدانها ، فنفسها تذوب مع أول قطرة لدموعها ،فتطير إلى مرتبة الكمال
ـ لأن الحسن يعشق دموعها .
[المرأة والاخلاق ]
عبقرية المراة تكمن في أخلاقها ، لأن للأخلاق في حياة المرأة صفحات ،
وللمراة مع الأخلاق أخوة نادرة ، وزمالة سائرة .
فالمراة خبيرةبالأخلاق ، بصيرة بمذاهبها ، مبحرة في حقائقها ، لأنها لا تعرف
خيانةالضمير ، بل كل همها هي ظاهر الاخلاق كيف تعم في ساحات الأرض كلها ....
فهيتكتم أخلاقها في داخلها ، لكي تقذفها إلى قلوب البشر فتأسرهم ، وترميها إلى
عقولهم فتسلبهم ، فهمها نشر الأخلاق الفاضلة في قلوب البشر ، لكي يعم الخلق
الحسن في أطراف زمانها ، وأركان دهرها ، لأنها أعرف البشر بمعانيها ،فعواطفها
تجاه أخلاق البشر مكبوتة ، فكأنها تريد من قلبها أن يغادر بعيداعنها ، لكي ينشر الخلق
الحسن في مساحة أكبر من ميدانها .
فيالختـــــــــــــــام
لم تكتب هذه الحروف لتلك المرأة التي تتزينلتعطر هندامها ، لتلبس فتنتها ،
فتتجول في باحات الأسواق ، بحثا عن شابجذاب ، وعاشق كذاب .
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التي ترفع صوتها على والديها، ولا تحترم عائلتها
لأنها لم تحترم نفسها ، فكيف تحترم غيرها .
لمتكتب هذه الحروف للمراة التي تبحث عن إثبات نفسها على حساب غيرها
لتقتلكبريائهم انتقاما لنقص في نفسها لتكمله بأية طريقة .
لم تكتب هذه الحروفللمرأة التي أحرقت عبائتها ، لتلبس زيف الحضارات
المتقدمة ، وتتجمّل بزخارفمعتقدات موهومة .
إن هذه الحروف كتبتها لتلك المرأة المعتزة بدينها ،المحتشمة في لبسها
والفاتنة بفكرها ، والشامخة بقلمها ، تلك المرأةالتي لا ترضى بالعبودية مهما
كانت ، لأنها ليست صريعة الشبهات ، ولا أسيرةالشهوات ، مميزة بنفسها، متميزة
عن غيرها، فهي لا تعرف المصاعب ، لأنهاتعرف إدراك المقاصد ، نادرة المثال
ليست نسخة مكررة ، من باقات الأسواق ،وليست عملة مزيفة من هاويات القلوب ،
لها طموح يحطم الوجود ، ولها روح تأسركل موجود ، تلك هي رائعة الوجود في هذه الحياة
وحفظ الله صديقنا الجمالحينما قال : المرأة أجمل من الجمال نفسه ، نعم هذه هي
المرأة، شموخ بجموح ،وكبرياء بإعتلاء ، وعنفوان ثمين .. ثمين
الموضوع الاصلي
من روعة الكون