غزة-دنيا الوطن
الطلاق العاطفي أو النفسي، هو استمرار الزوجين بالعيش تحت سقف واحد، ولكل منهما حياته الخاصة التي لا يعرف عنها شريكه إلا القليل، هو طلاق دون شهود.. وهو من أكثر أنواع الطلاق خطورة، وأشد ألماً على العلاقة بين الزوجين من الطلاق الشرعـي، لأنه اضطراب في التواصل واتصال من غير اتصال.. وموت مؤقت قد يطول، وعلاقة ينتفي فيها الشعور بالأمن، والذي يمثل القاعدة، والركيزة الأساسية لنجاح الحياة الزوجية، واستمرارها ..
«سيدتي»التقت ببعض «المتهمين» بالطلاق العاطفي وواجهتهم...
بدون أي مقدمات، شاركتنا هند في التحقيق قائلة: أسمحوا لي أن أقول لكم أن الرجل الشرقي عموماً أمي في التعبير عن عواطفه ومشاعره تجاه زوجته، ودائماً ما يتذمر ويعلن رفضه القيام بترديد كلمات من قاموس الحب والغرام ليل نهار على زوجته، إلا من رحم ربي، وكل ذلك يعود بسبب العادات والتقاليد الصارمة التي تربى عليها، فهو لم يعتد أن يرى والده يهمس لوالدته بكلام عن الحب، أو يدخل للمنزل حاملاً معه وردة حمراء، أو يسيران معاً في الشارع متشابكي الأيدي، فكل ذلك يعد من العيب بل انتقاص للرجولة.
بعد أن انتهت فوزية من الضحك على تعليقات شقيقتها هند بادرت إلى سرد قصة ابنة عمها أروى قائلة: هي فتاة ناعمة وعاطفية، رفضت الزواج بالشكل التقليدي، وكان من شروطها أن يكون هناك فترة خطبة لكل من يتقدم للزواج منها، وللأسف تعرضت لفسخ خطبتها لأكثر من ثلاث مرات، لأنها لم تجد الرجل الذي يستطيع أن يشبع عاطفتها ويتمكن من العزف على مشاعرها، ولم تبال بكلام الناس، إلى أن فاجأتنا بقرارها بالزواج من رجل غير سعودي، ووافق الجميع أمام إصرارها على الزواج منه، واستطاعت أن تثبت لجميع من راهن على فشل زواجها بعكس ذلك، وهي الآن تعيش حياة زوجية تحسدها عليها بنات العائلة.
أبصم بالعشرة أن هذه الدراسة صحيحة مائة بالمائة، ومن واقع تجربة شخصية عشتها، هكذا وبحماس أبدت تغريد رأيها، وأضافت: زوجي رجل أعمال في حالة سفر دائم، واتصالاته الهاتفية بنا مجرد برقيات للاستفسارعن البيت والأبناء، دون أن يبوح لي بمشاعره وأشواقه، وعلى الرغم من أنه يحاول تعويضناعن غيابه بإغداقنا بالأموال والهدايا، ولكن لا أعتبر أن كل ذلك يعوض عن وجوده بيننا، وعن كلمة حب حقيقية. وذلك له أكبر الأثر في علاقتي بزوجي وانفصالي عنه عاطفياً.
أما إيمان عبد الرحمن فأكدت على أنها قبل أن تتزوج أعتقدت أن حياتها مع زوجها لن تكون مشابهة لغيرها من الزيجات، التي كانت كثيراً ما تسمع فيها شكاوى الزوجات وتذمرهن من أزواجهن، تقول: كل الأدلة في فترة الخطوبة كانت تشير إلى أن خطيبي رجل رومانسي، وذلك من خلال الهدايا التي كان يقدمها لي، وكلمات الحب والغزل، ولكن كانت الصدمة بمجرد زواجنا، والتي سكت معها شهرياري عن كلام الحب والغرام، وأنضممت بذلك إلى طابور الزوجات المتسولات كلمات الحب من أزواجهن والمتباكيات على أطلال أيام الخطوبة.
ومن جهتها بررت فدوى العلي بقاءها مع زوجها دون أن تكون هناك علاقة عاطفية بزوجها من أجل أبنائها فقط، بعد أن عقدت اتفاقية مع زوجها يتم بموجبها كما تقول: أن يمارس كل منا حياته بحرية بعيداً عن الآخر، بحيث يكون الأبناء هم همزة الوصل الوحيدة بيننا، فليس هنالك أي نوع من العلاقة بيننا، وبموجب ذلك يكون له مطلق الحرية في الزواج والبحث عن أخرى، وكان الدافع وراء وصولنا لهذا القرار هو استحالة الحياة بيننا وتحولها إلى جحيم، بعد أن اكتشفت خيانته وعلاقاته الغرامية غير الشرعية، التي أصبحت على كل لسان، ويبرر تصرفه ذلك بأنه رجل ويمكنه أن يفعل ما يشاء، فليس هناك ما يعيبه أو يمنعه، وهو ما أدى شيئاً فشيئاً إلى انقطاع حبال الود بيننا ووجود حواجز نفسية كبيرة كانت السبب في هجري لفراش الزوجية، وامتناعي عن معاشرته وانفصالي بغرفة خاصة، بل أصبح لي اهتماماتي المستقلة وحياتي الخاصة.
الدكتورة عبير السالم شابة سعودية التحقت بالعمل في إحدى المستشفيات الخاصة خوفاً من أن يفوتها قطار الزواج بعد أن تجاوزت الخامسة والثلاثين، اضطرت للزواج برجل يكبرها بحوالي 30 سنة، وكانت له تجارب زواج سابقة، وعن نتائج هذا الزواج تقول عبير: كان زوجي عبارة عن بقايا رجل، ولم يكن بيننا أي نوع من الانسجام أو التوافق الفكري، وكان الحديث عن الحب بالنسبة لرجل مثل زوجي يعني الخوض في «كلام فارغ» وعندما لم أجد جدوى منه كان لابد من رفع راية الاستسلام والتفكير في مستقبلي الوظيفي وتكريس كل اهتماماتي به، أما زوجي فيكفي أن أكون ممرضته المخلصة.
وفي وجهة نظر خاصة تبعث مروة عبد الله رسالتها إلى الزوجات تقول لهن فيها: لا تتعبن أنفسكن في الجري خلف سراب الحب، فأزواجنا في صيام دائم عنه، إلا في بعض الحالات والمناسبات الخاصة، والتي لا تخلو أيضاً من أنانية الرجل، ولإشباع غرائزه، وليس أمامكن إلا البحث عن الحب في الروايات والمسلسلات المكسيكية المدبلجة.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون