|
دائماً في حياة الإنسان العديد من الصفحات , التي يجب أن يصفح عنها , لبدء صفحه جديدة مليئة بالحياة سعيدة
في حياتنا أوراق كتبناها بأيدينا , وطويناها , صفحة بعد صفحة , فمنها ما كان ناصع البياض ومنها ما كان أسود اللون , كاتم على القلب فمهما كان اللون , فنحن من كتبها ولوّنها بكتاب طريق الزمن , وجاء الوقت لأحول كتابي للون واحد أعتز وأفتخر به , لأتمكن من التقلب بين صفحاته والتنفس من هوائه , ولن يكون ذلك إلا بقرار صعب , ولكنه أسهل من أن أبقيها بسوادها فتعكر بياضها , وحان الوقت لرميها في سلة مهملاتي ورقة بعد ورقة , وإليكم أوراقي
( الورقة الأولى )
عندما نضحي ونحرق عصب عروقنا , ونغلي دمائنا ونشغل بالنا وفكرنا , ونجند أنفسنا لغيرنا ونحرم أجسادنا , وقلوبنا من مرح الدنيا وجمالها , ونغضب ونقهر ليفرح من معنا , ونقلق ونتقلب لينام حبيبنا , وتتفجر أجسامنا ألف مرة في اللحظة الواحدة , ونناضل ونعارك , وتموت طموحاتنا ثم نعود من أجلهم , فيكون بديل كل ذلك بالجحود , وليكون بديله المزيد من الاستنزاف دون العطاء , ويكون بديله الخداع والقتال عندما نحتاج إلى وقوفهم بجانبنا , ويحقر ويصغر صورتك في اعتقاده بأن ذلك يزيد من جمال صورته , ليضع كل ما بينه وبينك تحت أقدامه لإذلالك , تكون هذه الورقة السوداء في حياتنا ومن الصعب علينا الرجوع إليها , والنظر فيها فهي الورقة التي لا بد علينا تمزيقها , وأنا الآن أمزقها
( الورقة الثانية )
عندما نخجل ممن أمامنا فنعمل لأننا نحب العمل معهم , فنتنازل عن حقوقنا وفي اعتقادنا بأن الوجه سوف يخجل ويقدر جهودنا , وعندما نرى حقوقنا تضيع بسببهم ومن أجلهم , وعندما نرى المستقبل مظلم لأننا ندعمهم , وعندما يفسر عطاؤك بالواجب جنّد نفسه من أجلهم , فتعوض بعد ذلك بغطرسة وغرور الإنسان الضعيف ويفسر خجلك بالضعف والجهل بحقوقك , فتغسل وتستنزف ليشرب المزيد من دمك , وأنت تخجل وقد رفع هو غطاء الحياء والخجل , فستكون هذه الورقة السوداء في حياتنا , ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها , فهي الورقة التي لابد أن نمزقها , وأنا الآن أمزقها
( الورقة الثالثة )
مقربون , شئنا أم أبينا مقربون , نقدم ونتنازل ونخلص ونكون أصحاب المواقف معهم , وفي النهاية نحن معدمون , مقربون منهم وهم غرباء عنا , نقف بمصائبهم وحاجاتهم ليكون هو الواجب علينا , فيقفون بجوارنا ليكون المقابل بالنسبة وبعدد معلوم , مقربون وهم يكرهون الخير لك , مقربون وهم ينظرون , للقمة العيش التي كان صاحب الفضل فيها هو رب العزة والجلالة , مقربون وهم يتمنون الخير لغيرك أو أن تحرق ولا تصل ليدك وجيبك , فهم المقربون والحاسدون والورقة السوداء في حياتنا , ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها , فهي الورقة التي لابد أن نمزقها , وأنا الآن أمزقها
( الورقة الرابعة )
طيبتنا مع ناس لا يستحقون ذرة طيب , نقنع أنفسنا بأنهم سوف يقدرون ما نفعل من أجلهم , ونصبر أنفسنا قائلين : سيفهمون مانفعله غدا , ولكن دون جدوى ودون ( إحساس ) فنسبقهم في عمل , واجباتهم , لا ننتظر كلمة شكر وكل مانريده هو( لمسة إحساس ) تجعلنا نصبح اكبر من كل هذا الكون , ولكن يتضح في النهاية أن مانفعله في وجهة نظرهم
هو واجب علينا ويجب أن نفعله من دون شكر |
|