هاجس الشعور بالذنب

[align=center]من المعلوم أن الإنسان في هذا الحياة يتقلب بين الخوف والرجاء من الله ولا يجوز في عقيدة أهل السنة والجماعة الإكتفاء بأحدهما دون الآخر ومن المعلوم أيضاً أنه عند ارتكاب المعصية فالإنسان يغلب جانب الخوف من الله عزوجل الذي لا يصل إلى القنوط من رحمة الله وفي حالة الطاعة فالإنسان يغلب جانب الرجاء الذي لا يصل إلى حد الأمن من مكر الله فهذا أمر واضح لدى الجميع ولا إشكال في ذلك.
لكن أتعجب جداً من إنسان تجده يعمل الطاعات ويجتهد ويكافح من أجل هذه الطاعة ومع ذلك تجده يقول لا يتقبل الله مني أو يقول ويلوم نفسه أن مذنب أن كثير الخطأ مما يقوده لترك بعض الأعمال المهمة في حياته بسبب هذا الهاجس القاتل الذي قد يقضي على الإنسان وهو لا يشعر.
لم يأمر الشرع بذلك بل أمر الشرع بأن الإنسان يعمل ما يستطيعه وما يطيقه دون تكلف ويطلب الأجر والثواب ، بل إن العلماء يقولون أن من يعمل الطاعات ثم يقول لن يقبل الله مني أن هذا من قبيل سوء الظن بالله عزوجل.
اتركونا من بعض القصاص!!!! نحن مأمورون بالإقتداء بالكتاب والسنة لا بفلان وعلان مهما ارتكب الإنسان من المعاصي وإن عظمت إن كانت دون الشرك فهو يبقى مؤمن إلا بعض المعاصي التي نص العلماء على أن من فعلها فإنه يكفر فإنها تزول بالتوبة الصادقة لله.
لماذا دائما إن قام واعظنا قنط الناس وبدأ يزمجر ويصرخ في الناس وكأن الناس كلهم مذنبين وهو السالم من هذا كله ما فائدة وعظ الناس إذا كان يؤدي الناس للقنوط ولذلك ابن مسعود قال كان رسول الله يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة فهدي الرسول كله توجيه لا تعنيف إرشاد لا صراخ الناس مهما يكون فيهم فلا تزال هناك بقية من خير في نفوسهم ينتظرون من يحركها ويدفعها إلى الأمام فهذا رجل يأتي للرسول ويقول له هلكت فماذا أجابه الرسول هل عنف هل أعرض عنه هل قال له لماذا كذا وكذا أنت لا تراعي حدود الله بل قال له بكل بساطه وما أهلكك فلما أجابه الرجل قال له أعتق قال لاأجد قال له صم قال لا أستطيع ولم يقل له الرسول أنت إنسان تلعب بالدين أنت إنسان لا تراعي حقوق الله . هذا هو القدوة الذي يجب أن نقتدي به لا بد أن نفهم الإسلام الفهم الحقيقي الذي يوصل إلى مرضاة الله لا الذي يوصل إلى التشدد على الناس بحكم أن الناس قد تساهلوا في الدين وكأنه بعث لكي يقيم الناس ونسي أنه لا يعلم من الناس إلا الظاهر فكم من إنسان قد تظهر عليه المعصية أفضل عند الله من إنسان قد ظهر عليه سمت الصلاح والقلب خاوي كالكوز مجخيا لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً .
أخيراً ليعلم الإنسان أنه مطالب بالعمل فعليه الاجتهاد والثواب عند الله عزوجل.
أسأل الله أن يسدد خطانا لكي خير وهدى وصلاح .
محبكم.[/align]

الموضوع الاصلي  من روعة الكون