آخــــــر نــــــــزفــــــي

مشاعر طفل · #1 (**permalink**) 19-09-2007, 10:38


	رحلة لأمنية قديمة لعلي أجدها في طريق نسيت حتى معالمه . البحث ليس الهاجس الذي يقتل و إنما هل بستطاعتي المواصلة فيه وهذا الدم لم يتخثر بعد. أخترت الطريق من بين مفترق الطرق وسلكته ليلاً في ليلة كان البدر فيها يبكيني. كان كل شيء حولي يتحول للرماد يوحي لي بأن هناك مصائب مقبلة. منظر الجبال مخيف لحظتها توشحت السماء بغيوم سوداء تمطر هموما بدأت خطواتي تصبح ثقيلة بعد أن أعاقها الوحل وغاصت فيه كمحتضر يأمل بالحياة . غطاها الطين وأخفى معالمها و أصبح الطين كحجر ثقيل مربوط إلى أقدامي . التعب والأرهاق يثقلان جسدي كجبلين من ألم كل جبل يريد أن يميل بي إلى جهته . بعد مدة مررت بشجرة تشبهني مزقها الزمن وسلب أوراقها وكل الأزهار التي تحملها فهي خاوية إلا من غصان بالية سوداء قاتمة والحزن يكسوها حلة مريضة . عند ابتسامتي بكت ثم سقطت ربما لم تستطع مقاومت هذا المطر والريح. جاوزت الجبال إلى مدينة صغيرة لا يوجد بها أحد من البشر و كأنهم أجمعوا على أن يبحثوا معي عن أمنيتي .دخلتها والخوف يقتل كل زفرة تنطلق من رئتي . وجدت كرسي بالي يستخدمه المسافرين للانتظار فجلست عليه لبر ثم غالبني النوم فنمت على جنبي من شدة التعب . بعد ساعات من نوم لم أجد فيه طعم الراحة صحوت على صراخ بالقرب مني نظرت بتجاه الصوت و إذا بصاحب الصوت يسند رأسه لجدار متصدع ويبكي و على الطريق بالقرب منه هناك بعض الحاجيات ظننتها له . اقتربت منه ووضعت يدي على كتفه و قلت له مالذي يبكيك ؟؟! قال صارخا خرجت باحثا عن أمنيتي فوجدت كل الطرق مقفلة !! ابتعدت عن هذا المتشائم لكي لا يقتل الأمل في داخلي ثم أكملت طريقي نحو ما ينتظرني من مصائب . قضيت حياتي كلها في البحث حتى أصبح الأمل يموت والطرق كلها مقفلة وكل الصور حولي لم تعد واضحة ولا تحمل معالم فأدركت لماذا بكى صديق الغربة هناك !! وما زال الأمل في داخلي يبحث رغم توقفي ....