لن أتكلم .. عن حرب .. إسرائيل ولبنان .. ولا حتى الحرب إمريكا وإيران .. أبداً أبداً
هي حرب من نوع مختلف .. حرب .. لا تعرف معنى الغفران .. وحتى الكاسب فيها خسران ....
أنها حرب .. و صرا ع للسيطرة على سائر المعموره ..
.. نعم .. أنها حرب لا تعرف معنى الهوادة .. ولا الرحمة .. ولا الراحة
أنها حرب داخل تلك المملكة .. بين ذلك القطبين ...
عقلي .. وقلبي ..
نعم .. ذلك العضوين .. المسالمين ..كانا يعملان كفريق واحد .. لبناء .. ذلك الجسم .. المسالم .. المسكين .. الحالم بالحرية ..
.. عقلي !!.. لم يكن يتصور في زمن من الأزمان .. أن يرى من القلب الجحود والنكران ..
إن قلبي نسى معنى السلام .. ونسى المستقبل والأحلام ..
بسبب ماذا .. نعم .. أنه بسبب الهوى والغرام .. لقد دخل قلبي الهوى .. وتمكن منه أيما إمكان ..
من هنا بدأت فصول تلك الحرب ... وبدأ فيها الجمع والطرح والضرب
.. حاول العقل الجلوس على طاولة المفاوضات .. لإقناع القلب .. ويسامحه على مامضى وفات
يارفيق دربي .. إن الهوى ممرض للأبدان
وأنه يدمر الإنسان ولا يورث إلا السهر والخسران ..
... والقلب في عناد زائد .. ويقول أنا لها في الشدائد ..
ياأيها العقل المسكين .. البائس الحزين .. لو تعرف معنى الهوى .. لوضعت رحالك .. عند بابه .. ولركضت خلف سرابه ..
وعندما فشلت تلك المحاولات اليائسة .. لإقناع القلب .. لعله .. يرجع لرشده
..
.. وقع مالم يكن في الحسبان.. فبدأ كل واحد منهما يحشد الحلفائه .. ويدعم وقواته .. ويجمع اسلحته وعتاده ..
.. فقد بدأ القلب .. بخيانته العظمى .. حيث قام بقطع شهية الطعام .. في محاولة لإضعاف ذلك العقل..
وقام ببوارجه بضرب منطقة الصدر .. في أول يوم أكتمل فيها البدر ... وقام بخفقان وأنفاس متسارعه ..
.. ثم زحف بجيشه المفتون على العين ..فشن عليها بقصف جوي .. حتى أسهرها .. وأنساها لذة المنام ..
ثم أصدر أوامره نحو الأذان فأسمعها الشعر والألحان .. وأنساها سماع القرآن
..
ثم أرسل كتيبة المشاة إلى اللسان .. فجعله .. يشدو الألحان . ويكتب الخواطر والقيفان .. ..
وبدأ يدك كل ما كان قد بناه .. وكل ما كان يحلم ويتمناه ..
نعم .. أنها حرب لا تعرف الهوادة ..
وقام ذلك العقل المسكين .. بمحاولة يائسة .. لاسترجاع تلك الحصون والقلاع .. المدمرة ...
وقام .. بقطع الإمدادات .. عن القلب .. بعد تمنّع و تردد .. في محاولة لإيقاف هذا التمرد ...
بإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إليه .. . وأرسل كريات الدم البيضاء تصلح ما أفسدته .. تلك المضغة .. الصغيرة ..
وستمر الأمر على هذا الحال مابين قتال شديد ... وكر وفر ..
ولاتزال ترك الحرب قائمة إلى هذا اليوم ..
فكل واحد من الطرفين يريد أن يسيطر على أكبر قدر من الغنائم .. لصالحه .. ويبث نفوذه .. ويثبت وجوده .. في المنطقة ...
فالعقل ليس بهذه البساطة يهُزم .. و يسلم كل شيء ... للقلب.. ويندم ..
ستأتي له .. ضرب .. قاصمة ... يسترد فيها .. دولته و عاصمته ..
الحقيقة .. لاأعلم .. من سينتصر ... في النهاية .. ومن سيهُزم ..
ولكن ألذي أعرفه....
أن القلب .. وهو الخاسر الوحيد .. في هذه الحرب ..
( بقلمي .. )