ما الدلالة التي تحملها صورة الملك عبدالله؟
المقصود بصورة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله هي الصورة الفوتوغرافية التي يتداولها الناس ويحتفون بها عن طريق تعليقها في سياراتهم وفي ميدالياتهم وعلى واجهة المحلات التجارية، ويضعونها واجهة للجوالات ولشاشات الكمبيوتر. وقد برز استخدام الصورة بشكل واضح في يوم الاحتفال باليوم الوطني وقبله. فقد كان يوم الأربعاء الماضي يومًا بهيجًا حينما احتفل الطلاب والطالبات في كثير من مدارس التعليم العام والتعليم العالي باليوم الوطني. وكانت الاحتفالات رغم بساطتها إلا أنها تنقل للطلاب والطالبات شعورًا حيويًا بقيمة الوطن وأهمية توحيده وضرورة الحفاظ عليه. ومن أبرز مظاهر الاحتفال في المدارس وفي الشوارع حمل الأعلام ووضعها على السيارات والاحتفاء بصورة الملك عبدالله حفظه الله بتعليقها على الصدور.
لكن أكثر تلك المظاهر بروزًا هي الاحتفاء بصورة الملك عبدالله عند الصغار والكبار. وقد اختار الناس صورة للملك عبدالله من بين عدة صور أخرى؛ وكانت الصورة الأكثر شعبية هي صورته وهو يحيط وج بشماغه الأحمر؛ وقد تكون الصورة التقطت له وهو في الصحراء. جدير بالذكر أن الناس هم الذين اختاروا هذه الصورة بالذات ولم يلزمهم أحد بها، واتخذوها رمزًا يحبونه بشغف؛ وقد استخدموا تلك الصورة للتعبير عن حبهم لمليكهم من خلال الاحتفاء بصورته.
والمتأمل لهذا السلوك الطبيعي يدور في ذهنه سؤالان، الأول عن سر اختيار هذه الصورة بالذات من بين عدد من الصور الأخرى. والسؤال الآخر عن سبب الاحتفاظ بالصورة في مجتمع يغلب عليه أنه يحتفظ بذاكرته بالخيال التصويري أكثر من اعتماده على الصور الفوتوغرافية.
وللإجابة عن هذين السؤالين لابد من الإشارة إلى أن ثقافة الصورة ترتبط بلغة رمزية دالّة وبوعي معين عند الناس، وأنه لا يمكن أن يأخذ الناس صورة ويتداولوها دون أن يكون لذلك السلوك دلالة ثقافية. ويمكن قراءة صورة الملك عبدالله من جانبين، الأول يتعلق بالصورة ذاتها وكأنها نص مستقل. والجانب الآخر يتعلق بتلقي تلك الصورة.
وبالنسبة للصورة، يلاحظ أنها تتصف تقنيًا بالوضوح والدقة في التصوير. وهذا الوضوح يُشعر المتلقّي بالراحة وهو يركّز ذهنه في صورة جليّة المعالم، تستطيع العين أن تميز محتوياتها بدقة لخلو محيط الصورة من العناصر المشتتة للذهن ولأن زاوية التقاطها كانت على درجة عالية من الكفاءة. إن نقاء الصورة التقني يحمل دلالة الصراحة والصدق التي يستنبطها الناس ويؤمنون بها. أما مستوى التلقي فهو عال عند الناس؛ وذلك لأن الدلالة الشعبية للصورة تحمل قيمًا أخلاقية كالفروسية والبطولة؛ ولهذا هناك عناصر أخرى في الصورة كصورة الصقر مثلا. وقد لازمت صورة الصقر والحصان ميدان الفروسية والقنص، ومايرتبط بذلك في الذهن العربي من قيم اجتماعية وتاريخية كالشهامة والكرم والنجدة والشجاعة.
ويمكن أن نقرأ سبب انتقاء الناس لهذه الصورة بالذات من بين عدد من الصور الأخرى المتاحة التي كان بإمكانهم اختيارها. فبالنسبة لي فقد حفظتها في كمبيوتري أول ماوجدتها حينما كنت خارج الوطن؛ وقد كان السبب بالنسبة لي في اختيار تلك الصورة هو أنها قريبة إلى نفسي بشكل يجعلني أشعر بأن الملك عبدالله هو والدي أو أخي الأكبر أو خالي أو عمي أو أحد أفراد عائلتي القريبين الذين أحبهم. وأشعر أنه يمكنني أن ألتقيه بدون تكلف، وأن أتكلم معه بعفوية وبساطة. ولديّ إيمان قوي بأنه يحبني ويحرص علي ويتمنى لي الخير. وأعتقد أن كثيرين يشاركونني مثل هذه المشاعر العاطفية تجاه الملك عبدالله.
والحقيقة أن السماحة والتواضع صفتان يحبهما الناس في الملك عبدالله. ويبدو أن صورته تلك كانت أقرب إلى الجانب الشعبي منها إلى الجانب الرسمي؛ ولهذا لقيت صدى أوسع لكون الناس يرون مليكهم يشاركهم كل شيء بما في ذلك طريقة لبس الشماغ ولفه حول الوجه. ومن هنا فإن الإحساس بأن مليكهم قريب منهم ومشارك لهم ما يمرون به في حياتهم هو الدافع القوي الذي رشح تلك الصورة لأن تحتل الصدارة عند الشعب. والجميل في الأمر أن الصورة ليست وحدها تحكي سمات الملك المحبوب، بل إن الواقع الحقيقي لعلاقة الملك عبدالله القوية بشعبه وبأمته هو الذي أكسب تلك الصورة السمات التي يعرفها الناس عن الملك عبدالله.
وكأن الناس باختيارهم لهذه الصورة يريدون التعبير لمليكهم عن هذه القيم الرفيعة التي تحملها الصورة بقولهم: "أنت الفارس والبطل والشجاع والشهم والكريم والحكيم والحنون..." وغير ذلك من الصفات التي يستحقها؛ ويريدون إيصال رسالة محبة صادقة وبسيطة من خلال الاحتفاء بصورته التي تعني "كلنا نحبك".
والأمر لا يقتصر على شعبية الملك عبدالله في الداخل؛ بل إن سمعته في الخارج تحظى بقيمة عالية. أتذكر أني قابلت عربيًا في أمريكا أصله من العراق يحتفظ بصورة للملك عبدالله على شكل أيقونة في ميداليته. وسألته عن سبب اختياره لتلك الصورة، فكان جوابه بأنه ينظر إلى الملك عبدالله باعتباره زعيم العرب المعاصر، وأن صورته تلك تملك سمات الأصالة العربية. ويرى أن الصور التي تتشابه مع الأجانب في اللباس لا تملك خصوصية عربية بمثل ما تملكه صورة الملك عبدالله بلباسه العربي. وهو لباس يعزز الصورة الحقيقية للملك عبدالله في عيون العالم خارج السعودية باعتباره الزعيم العربي المعاصر الذي ساهم ويسهم في حل مشكلات العرب وتقديم المعونات والوقوف مع جميع العرب والمسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم في أزماتهم
.
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
منقووووووووووووووووووووووووووووووووول~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ ô¤*~
الموضوع الاصلي
من روعة الكون