بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دنيا الوطن
تشهد ليالي رمضان في المغرب "نشاطا" متزايدا للشواذ بشكل ملحوظ للسكان، حيث يكثر تواجدهم في بعض الأماكن العمومية وأمام بعض المحلات والأسواق التجارية في بعض المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء، فيما ارتفعت أصوات تطالب السلطات المغربية باتخاذ إجراءات "شجاعة" للحد من هذه "الآفة" التي تنتهك حرمة هذا الشهر الكريم.
ففي قلب مدينة الرباط، يشهد منتزه "حسان" أو شارع "النصر" تزايدا في نشاط الشواذ وحركة ملموسة لهم في ليالي رمضان، وفي الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، وعلى بعد بضع عشرات الأمتار من مسجد "الحسن الثاني" الذي يفد إليه آلاف المغاربة لصلاة التراويح وراء الإمام الشاب الشيخ عمر القزابري ذي الصوت الندي، يتجمع الشواذ في جماعات بالقرب من ساحة "الأمم المتحدة" وأمام محلات "الماكدونالدز" وغيرها، يجوبون الطرقات أو يقفون متسمرين وأعينهم على زبناء محتملين، ولا يتورعون في معاكسة من يتوسمون فيه علامات الاستجابة لنزواتهم الشاذة.
شذوذ الليل
ويؤكد حميد، طالب جامعي شاذ جنسيا، للعربية.نت أنه وأصدقاؤه لا يظهرون في نهار رمضان بحكم "ظروف الصيام"، ويستغلونه في الراحة والنوم، ولا يخرجون في شوارع المدينة والأماكن التي تشهد رواجا وحركة بشرية إلا ابتداء من الساعة الحادية عشر ليلا، حيث يبدأون نشاطهم إلى حدود ساعات متأخرة من الليل أو قبيل الفجر.
وأضاف حميد، وهو أحد منخرطي شبكة تجمع "مِثليي" المغرب المتواجدة على شبكة الانترنت، أن السبب الثاني في تنامي أنشطة الشواذ خلال ليالي رمضان هو تزايد المنخرطين في تجمع "المثليين" (الشواذ) وفي جمعية "كيف كيف" التي تعنى بأوضاع شواذ المغرب و"نادي مثليي المغرب"، وكثافة التواصل بينهم.
ويستدرك قائلا: "لا يمكن أن أتحدث أكثر حول الموضوع بسبب أنه في المغرب ليست هناك حرية كافية لحديث الشواذ عن أنفسهم وحقوقهم، فالمجتمع ما يزال مقيدا و أنا أسترزق من هذه المهنة، والمهم عندي أن يكون لدي أصدقاء".
غير أن شاذا آخر، رفض ذكر اسمه، يعزو سبب وفرة نشاط الشواذ خلال رمضان إلى "عادة خروج المغاربة بكثرة بعد الإفطار للتجول في الشوارع والمنتزهات والمطاعم والسهر لساعات طوال خارج بيوتهم، مما يشكل فرصة هامة لهؤلاء في أن يصطادوا زبناءهم".
وأشار إلى أن هناك سبب آخر يتمثل في نقل نشاطهم بالنهار إلى الليل حيث "لا يمكنهم أن يمارسوا شذوذهم في نهار رمضان بسبب الصوم"، فيجمعون المواعيد عبر الهاتف أو وسائل الاتصال الأخرى مثل الماسنجر، لتكون اللقاءت سهلة خلال الليل.
أطراف خارجية وجهات داخلية
ويرجع الأستاذ الحسن السرات، الباحث في المسألة الجنسية، في حديث مع العربية.نت أسباب جرأة الشواذ المغاربة على انتهاك حرمة رمضان، إلى "أطراف خارجية تشجع الشواذ على انتهاك حرمة رمضان، وهي التي تضع لهم خطط التحرك في هذه المناسبات الدينية الهامة.فأهم شيء يؤمن به الشواذ المغاربة الحالمون بكسب الاعتراف هو تكسير المحرمات وانتهاك الحرمات علانية وفي مواسم معينة حتى يقبل المجتمع وجودهم".
ويضيف السرات إلى هذه الأطراف الخارجية جهات داخلية أيضا، ويقول إن هناك "أطراف مغربية متغربة لا تؤمن بالصيام ولا بحرمة رمضان وتدافع عن حرية الإفطار العلني فيه، وهي الجهات نفسها التي تشجع وجود الشواذ وتدافع عن حقوقهم وتنشر لمن تسميهم أدباء الشواذ ومبدعيه الذين يكتبون باللغة الفرنسية"، وهي أطراف "تنفذ أجندة عالمية لمخططات التنظيم الدولي للشواذ والسحاقيات وتجد من يحميها بالمغرب ولا تجرؤ على كشف هؤلاء الحماة النافذين".
السلطات تتسامح
ورغم كل هذا النشاط المشبوه المتنامي خلال ليالي رمضان، فإن السلطات المغربية تتعامل بنوع من "المرونة والتسامح" مع الشواذ، ويقول أحد رجال الأمن المغاربة للعربية.نت، ورفض ذكر اسمه، إنهم يقومون بواجبهم "إزاء هؤلاء الشواذ"، لكنهم حين يعتقلون شاذا مثلا ويذهبون به إلى مقر التحقيق، لا يمكن أن "يثبتوا ضده جنحة الشذوذ، فيطلق سراحه بعد يوم أو يومين على أقصى تقدير".
ويردف: "سبق أن ألقيت القبض على شاذ شهير في مدينة الدار البيضاء، لكن ما إن ذهبت به إلى مكتب التحقيق حتى صار الشاذ يعاكس كل من يجده هناك، فصار الأمر مثل دعابة سخيفة، لهذا صار اعتقال مثل هؤلاء الشواذ مجرد عبث مادام يطلق سراحهم بسرعة لعدة أسباب لعل أبرزها أنهم صاروا محميين من طرف جمعيتهم (كيف كيف) التي تجد لها سندا دوليا من لدن تيار عالمي يضم شخصيات دولية شاذة وذات تأثير على بعض البلدان العربية حتى لا يمسوا الشواذ وجمعياتهم بسوء".
ويرى الحسن السرات جانبا آخر في المسألة، حيث يعتبر أن السلطات المغربية تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق هؤلاء، بسبب "استغلال الشواذ للفراغ السياسي الحاصل بمناسبة الانتخابات البرلمانية الأخيرة وما تلاها من ترقب، فتقدموا خطوات للإمام لتحقيق بعض المكاسب خلال ليالي رمضان هذا".
ويضيف الباحث المغربي داعيا المسؤولين المغاربة سواء في الحكومة أو في منظمات المجتمع المدني أن "يتخذوا خطوات لا تقل شجاعة عن شجاعة الشواذ لمعالجة هذه الآفة عن طريق حزمة من الإجراءات القانونية والدينية والاستشفائية، والتأكد من الأهداف المقصودة من حركة هؤلاء واعتماد مقاربة شمولية ومندمجة، ورمضان هو أحسن فرصة للقيام بذلك".
الشذوذ جنحة وجناية
واعتبر المحامي محمد اشماعو أن الذهاب بالشواذ إلى السجن من جراء أفعالهم ونشاطهم في ليالي رمضان وغير رمضان هو ما يتمنونه فعلا، حيث يكون السجن مزدحما ومختلطا بالسجناء، وتلك هي الفرصة الذهبية للشواذ وأمنيتهم الغالية، مما يجعل عملية عرضهم على المحكمة مثل فيلم كوميدي ومحاكمات مضحكة، حتى أن الشرطة المغربية قد تتحرج من الإمساك بهم لهذه الأسباب".
ويذكر أن القانون الجنائي المغربي صنف الشواذ جنسيا ضمن خانة الجنايات والجنح ضد نظام الأسرة والآداب والأخلاق، وذلك في الفصل 489 من القانون الجنائي.
ويقضي هذا الفصل بأن يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وغرامة من مائة وعشرين إلى ألف درهم من ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي مع "شخص من جنسه".
الموضوع الاصلي
من روعة الكون