[
size=5]صليت العشاء مع أصدقاء لي ... مع أحد الأئمة الذين يمتلكون صوتا شديا ..ذا شجون ..هيج المشاعر فدخلنا في ذلك العالم الذي ندرك فيه تلك الحقيقة التي غفلنا عنها وتعرف حق الله عليك التدبر.
قرأ الإمام آيات عظيمة ترق لها القلوب وتهطل من شدة وقعها الدموع لا تملك الدمع إلا أن تنزل وكأنها من منحدر شديد ، وكلها عظيمة ومن ضمنها قوله (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (المجادلة : 7 ) وبعد هذا المشهد الإيماني المفعم بكل سعادة وسرور الذي زاد فيه رصيد الإيمان لدى كل واحد منا ، خرجنا ونحن في قمة السعادة.. منتهاها... غايتها... فهو شعور يشعر به كل مؤمن عند عمل طاعة ترضي الله عزوجل ترضي الملك ترضي الرحيم الغفور ترضي ذي العرش ترضي الحليم .. الكريم .. العفو .. يآآآآه ! ما أجمل هذه الصفات لكن تحتاج منا نوع من التأمل حتى نوقعها في حياتنا ، من أجل ذلك لا تنظر إلى عظم المعصية عند التوبة ولكن انظر إلى تلك الرحمة الواسعة التي فتحت لك أبوابها ( ألا من تائب ..ألا من مستغفر ) .
ثم بعد هذه المشاعر كنا على موعد للجلوس عند أحدهم ، من أجل السمر والاستئناس . فبدأ المجلس يلهج بتلك المشاعر التي قد شعر بها كل فرد منا .....
وفجأة ..لا أدري ماذا حدث ماذا جرى لنا كيف تجرأنا على ذلك ..إذا بنا نأتي بأحد الأشخاص إلى المجلس وبدأنا نأكل منه بشراهة وشراسة متناهية .. ومما زاد غيظاً أنه لا يتكلم بل كان فرحاًر مسروراً ..تعجبت !!! وزاد تعجبي كثيراً ... وإذا بي استيقظ من غفلتي وانتبه من رقدتي واصرخ بأعلى صوتي ( إن الله بكل شيء عليم ) عليم ...عليم ..عليم فوقفت في المجلس وأخذت أردد إيمان مؤقت ... إيمان حدث.. إيمان ساعة .. أين هي عليم في حياتنا أم نحن نتأثر بتأثر القارئ ، عليم ..إذا هو يسمع الآن ما نقول ويعلم ما نفعل ، إذا أين نحن عن هذا العلم أم نحن أصحاب علميات ونسينا العمليات أم نحن نجادل في إثباتها معنى ولم نجادل في إثباتها أثراً عملياً نعايشه في المجلس والمدرسة والعمل .
وعجبت أكثر عندما سمعت تلك القصة التي حين سمعتها تحسرت على حالنا -عفواً هناك من عايش حقيقة تلك الأسماء والصفات حقاً وهم ليس بالقليل لكن للتذكرة - فسألت نفسي ما الذي دهانا ما الإيمان الذي نحمله هل حقاً هو إيمان أم اسماً أم شيء وجدت عليه أبائي فاتبعته وانتهجته تقليداً مجدراً .. أعود فأقول عامي لا يعرف كثيراً من فلسفات العصر لكنه يعرف كثيراً عن الإيمان الحق لايقوله قولاً بل تطبيقاً ..عامي يقال له في إحدى الحروب مع القوم هؤلاء يملكون دبابات ووو... طائرات ، فينظر إليهم متعجباً طائرات .. وهل هي فوق الله أم تحت ؟ بهذه اللهجة العامية البسيطة ، فيقال له أمر واضح تحت الله ! فكأنه انزاح هم عن كاهله وقال بكل ارتياح وطمأنينة مادام الأمر كذلك فلنتوكل على الله ولن يخيبنا الله .. فعلاً عرف معنى ( ألا إن القوة لله جميعاً ) طبق ذلك عملياً لا فلسفة نظرية .
هي وقفة لنتأمل حالنا هل نحن مؤمنون اسماً ؟ أم حقيقة واقعية في حياتينا . ما حالنا مع أسماء الله التي نقرأها دائماً . هل عرفنا معناها وأثرها في الحياة أم نحن نأخذها على أنها شيء علمي مجرد من أجل الرد على من أنكرها فقط .
قف يا أخي ..... بل لنقف جميعاً ففي هذا حقيقة النصر ...
محبكم [/size]
الموضوع الاصلي
من روعة الكون