يوجد في مجتمعنا العربي قضايا مؤلمة قد يؤلمنا مجرد التفكير
فيها ولكنها حقيقة واقعة ومريره
يجب أن نُصدقها أولاً ثم نبحث عن جذورها ، حتى نستطيع
انتزاعها تماماً، والقضاء عليها
ومن تلك القضايا التي بدأت تصم أذاننا بتفاصيلها المؤلمة ،
وتعمي أعيننا بصورها البغيضة،وتدمي قلوبنا بماتخلفه من ضحايا
إنها قضية
"تحرش بعض المحارم بمحارمهم من الفتيات"
وأقصد بذلك جميع أنواع التحرش ، سواءً كان بإشارة ، أو تلميح ،
أو تصريح ،أو فعل قبيح
فجميعها قد تصل إلى أشنع النتائج والعياذ بالله ،
ونحن هنا سنضع تلك القضية تحت المجهر ،
ولن يكون ذلك بنقل مافاضت به صفحات الإنترنت من القصص ،
فهي تصف تلك المآسي وتجسدها بطريقة لاتخدم ضحايا تلك
القصص ولا قارئيها ،
بل قد تجعلنا نبالغ في الهروب من ذكرها أو تذكرها ،
لذا ستكون رؤيتنا من زاوية مختلفة ،
"درهم وقاية خيراً من قنطار علاج"
من هذا المنطلق
أحببت أن نضع أيدينا في أيدي البعض ،
بهدف تحذير الفتيات من أن يقعن ضحايا لغفلتهن وعفويتهن ،
فهناك العديد من القصص التي دارت وتدور في الخفاء ،
وبقيت جروحاً في قلوب ضحاياها تؤثر فيهن وفي قدرتهن على العطاء ،
بل قد تنزع من أنفسهن كل مشاعر الثقة في الآخرين ،
وتؤدي إلى انعدام الإحساس بالأمان لديهن ،
مما قد يتسبب في فشلهن مستقبلاً في تكوين أسرةً ناجحة ،
وهدفنا أيضاً توعية الأهل وبالذات الأمهات كي لايفرطن في
الأمانة ،
بحجة الثقة بالمحارم ثم يندمن بعد فوات الأوان ،
لذلك سنعرض الأسباب
التي ينتج عنها حدوث مثل تلك القضايا التي فتكت بالكثير من
الأسر
ومنها :
ـ الثقة المُفرطة من قِبل بعض الأهل في ترك الفتاة مع أخيها أو عمها أو خالها
في غرفة لوحدهما ، أو يتركون لهما المنزل خاوياً لساعات دون رقابه ،
وذلك بحجة أنه محرماً لها ،
ونسوا أو تناسوا
(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم )
وأننا في زمن قد كثُرت به الفتن ،
وأصبح الزواج بالنسبة للشاب أو الفتاة حلم قد يستحيل تحقيقه ،
بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني لدى الكثير منهم ،
وحتى وإن كان القريب ملتزماً فإنه يظل غير معصوم من الخطأ ،
وقد يستحوذ عليه الشيطان في لحظة غفلة ويجره لما لاتحمد عقباه ،
ـ لنتأمل ما أمرنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال :
(مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها
وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع. )مُسند أحمد
سنجد فيه أهم أسباب الوقاية من هذه المصيبة ،
وهو تعويد الفتى والفتاة منذ سن مبكرة على تجنب ماقد يؤدي بهما
للوقوع في حبائل الشيطان،
ومنها البقاء في غرفة واحدة أو النوم فيها ،
ومايحدث في وقتنا الحاضرمن قضايا اعتداء على المحارم ،
يبين لنا نتيجة البُعد عن تطبيق أوامر شرعنا الكريم من قبل بعض الأهل ،
فمن الأمهات هداهن الله من تترك أبنائها
ينامون في غرفة واحدة صبيان وبنات بحجة أنهم صغار،
ولايخفى عليكم ما وصل إليه أطفال هذا الزمان من ثقافة في جميع المجالات ،
وإن لم يكن في البيت ففي المدرسة ،
وقد يدفعهم فضولهم لتطبيقها دون أي اعتبار لحُرمات الله ،
فهم أصغر من أن تستوعبها عقولهم ، أو تخشع لها قلوبهم ،
وقد يكونون أصغر من أن يحملوا ذنب مافعلوا ،
فتحمل وزرهم تلك الأم التي قدمتهم فريسة سهلة لشياطين الجن والأنس ،
ـ سبباً آخر قد لايقل أهمية عما سبق وهو اللباس الفاتن لبعض الفتيات ،
فبعض الأمهات هداهن الله
تُلبس أبنتها من عمر العاشرة وحتى السادسة عشر وربما أكبر من ذلك ،
ملابس تكشف أكثر مما تستر ، بل قد تخجل العروس من أن تلبسها لزوجها !
ثم تتركها تستعرض مفاتنها أمام الأخ والأب والخال والعم ،
بحجة أنها ماتزال طفلة ومن تظهر أمامهم محارم لها !
سبحان الله العظيم
وهل أولئك المحارم معصومون ؟!
أم هل لديهم وازعاً دينياً يمنعهم من الوقوع في الخطأ ؟!
أتساءل مع أني أكيدة أنه لو كان منهم من يملك ذرة إيمان أو غيرة لما رضي
أن يرى من قريبته الصغيرة مالا يحق له أن يراه ..!
ولا أنسى أخيراً الدور الكبير لتنشئة الفتاة تنشئةً صالحة في تحصينها من الوقوع
ضحية لضعيفي الإيمان ، ومعدومي الضمير، ممن جعلوا للشيطان عليهم سبيلا
من المحارم وسواهم .
أحبتي :
الموضوع يهمنا جميعاً كمجتمع مسلم
"المؤمن للمؤمن كالبنيان. يشد بعضه بعضا".
لذا نطمح في رؤية حواركم الجاد ،
ومداخلاتكم القيمة ،
لتضيء لنا ماخفي علينا من زوايا تلك القضية الهامة والحساسة ،
لعلنا نساهم وإياكم في توعية فتياتنا الغاليات على قلوبنا،
وحمايتهن ولو بالنصيحة، ليدافعن عن شرفهن
الموضوع الاصلي
من روعة الكون