حياتنا الإجتماعيّـــة مزيج من الثوابت الدينيّــة ومن العادات والتقاليد التي لا تتعارض بأيشكل كان مع
الدين الحنيف الذي شرّفنا رب العزّة والجلال بأن جعلنا مسلمين ..
وأبرز ما يميّز الإنسان المسلم الغيرة على محارم الله وعلى محارم المسلمين ...
لكن وللأسف الشديد ونتيجة للتغيّر المدني وأختلاط الثقافات وإنتشار المغريات والملهيات عبر كافة
وسائل الإعلام والإعلان بدأت الغيرة تذبل في قلوب الكثير من الناس ( رجال و نساء ) فأصبحوا
يمارسون حياتهم بعيداً عن الإنسانية وقريباً جداً من البهيميّة الحيوانيّة
نحن معاشر الرجال تثور براكين الغيرة العمياء في نفوسنا بمجرّد أن نرى أو نلمس أو نحس بأن أحداً
يحاول التطاول على محارمنا ( زوجاتنا و بناتنا وأخواتنا و و و و ) أيّاً كان شكل هذا التطاول سواء
بالغزل أو المعاكسة أو التحرّش أو المضايقة وخلافه ... وهذه الغيرة محمودة ومطلوبة في قلوب
الرجال سواء على محارمهم أو محارم غيرهم من الناس
لكن ... الملاحظ هو أنّ بعضنا يُطلق العنان لنظره ولتصرفاته لمتابعة وملاحقة كل أنثى في كل مكان
سواء المجمعات التجارية أو المستشفيات أو دور السينما أو أو أو .... دون مراعاة لمشاعر وغيرة
الآخرين وكأن الآخرين لا يحسّون ولا يغارون ولا يتألمون !!!!
يمارس البعض هذه الأفعال بكل غباء وبلادة في الإحساس .. وكأن الناس لا يهمّهم أمر محارمهم !!!
ولا أعلم بأي مشاعر يسمح البعض لنفسه بمتابعة ومغازلة ومعاكسة نساء وبنات الآخرين ونحرّم ذلك
على الآخرين بل ونقاتلهم عليه إن حصل منهم ذلك ؟؟ !!!!
البعض من الرجال ( المرضى أخلاقياً ) يجعل أهله عرضة للمشاكل والمعاكسات وبكل إصرار !! وكأنهم يقولون للآخرين تفضلوا غازلوا وعاكسوا حريمنا وبناتنا وخواتنا
كيف يكون ذلك ؟
نعم البعض من الرجال يسمح لزوجته أو أخته أو أبنته بالخروج وهي تلبس نقاباً لافتاً أو برقعاً جذّاب
وبكامل زينتها من المكياج والكحل ورسم العيون وأنواع العطور الفاتنة والملابس التي تخدش الحياء!!
وبالتالي يقول للآخرين لا تغازلون ولا تعاكسون ولا تتحرّشون !!!
والأدهى والأمر من ذلك أن البعض هداهم الله يسمح لأهله بالخروج بمفردهم أو مع السائق الأجنبي
ويجعلهم عرضة ولقمة سائغة في أفواه المرضى من الكلاب البشرية ( أعزّكم الله )
الموضوع يطول ويتشعّب الحوار والجدل حوله .. لكنه يلامس حياتنا اليوميّة بشكل مباشر ... وما كتبته
هنا لا ينطبق على الجميع ولكنّه قد ينسحب على كثيرين ممن ضعُفت غيرتهم ومرضت ضمائرهم
فأصبحوا لا يفرّقون بين الحق والباطل وبين الصح والخطأ !!!
أنثر حروفي بينكم هنا لعلها تجد منكم القبول والحوار الهادف والبنّاء
أخيكم . اشوف نفسي غييير
الموضوع الاصلي
من روعة الكون