السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى الأفاضل هذا الموضوع ربما استهان به بعضنا إلا أنى أرى انه بالأهمية الكبيرة بحيث نعى جيدا وننتبه إلى تلك الأفعال التي تعبر عنا نحن المسلمون؛ هذا الموضوع هو العبث بآيات الله بل والاستهانة بها إن شعوب الأرض تقدس شريعتها وتوقر ما تركه لهم أنبياؤهم ونحن من الشعوب التي تسكن المعمورة لكننا نختلف عليهم في هذا الأمر فما أن تغلق المدارس أبوابها وينهي الطلاب امتحاناتهم حتى نرى الطرقات والأزقة قد ملئت بالأوراق المقطعة والكتب الممزقة ولو ألقينا نظرة عليها لرأينا قد كتب فيها بخط واضح )اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ( فما هذه الكلمات وما هذا النص؟ إنها أول آيات أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم.
وللأسف تداس بالأرجل وتتقاذفها الرياح وإذا ألقيت نظرة أخرى لرأيت مكتوبا )بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ( وهذا النص كاملا كتب في المصحف 114 مرة لرفعته وجلاله ولكننا نراه أحيانا ملقى علي قارعة الطريق، فأي أمة نحن؟ وأي إيمان بقي في القلوب وأسماء الله الحسنى تداس بالأقدام؟ أمة لا تقدس كتابها ولا توقر آياته ولا تحترم حروفه أمة تهين شريعتها لا يمكن أن تكون عزيزة ولا يمكن أن تبقى لها كرامة.
ليس ذلك فقط اخوانى ولكن انظروا معي نجد الآيات القرآنية المقدسة التي هي منهاج كل مسلم ودستوره على وسائل المواصلات بمختلف أنواعها وفى المحلات المختلفة فترى محلات العصائر وقد كتبت " وسقاهم ربهم شرابا طهورا "بالله عليكم كيف يكون العصير كالشراب الطهور أين عقولنا حتى نستهين بكلمات الله وإذا ذهبت للحلاق تجده وقد علق الآية القرآنية "وجوه يومئذ ناعمة " ما العلاقة بين من يحلق ومن يتنعم بالجنة
ما هذا إلا يوجد بيننا ممن يغار على دينه ويحترم ما انزل الله .
أود أن اطرح عليكم سؤال لماذا لا نرى ممن يدينون بغير الإسلام وقد فعلوا بالمثل لكننا لا نرى ذلك أبدا ولكن نرى حرصهم على الحفاظ على ما يعتقدون بأنه دستورهم فكيف بنا ونحن امة الإسلام ونحن من ندين بدين الحق .
فارفعوا آيات القرآن كي يرفعكم الله ويعلى مكانتكم وهذا درس نقدمه من تراثنا الإسلامي فيه تذكير بأن ننزه أسماء الله وآياته عن كل نقص أو مهانة.
كان بشر بن الحارث من العباد الزهاد قال يوما لصاحبه: "ألا أخبرك بأمري وكيف اهتديت إلي طريق الله وصلح حالي؟" قال: "بلى أخبرني". قال: "كنت مارا في الطريق فرأيت قرطاسا ملقى على الأرض فأخذته فوجدت مكتوبا فيه )بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(فأخذتني الغيرة وقلت في نفسي كيف تلقى هذه الأسماء الجميلة والصفات الجليلة على الأرض؟ ثم أدخلت يدي في جيبي فلم أجد عندي إلا درهمين فأخذت بدرهم ماء زهر وأخذت بدرهم طيب ثم ذهبت إلى بيتي فرششت ماء الزهر على القرطاس الذي فيه البسملة ثم طيبته بالطيب وحفظته في مكان أمين ثم نمت تلك الليلة فرأيت فيما يرى النائم أن رجلا عليه ثياب بيض في صورة حسنة يقول لي "طيبت اسم الله سوف يطيب الله اسمك كما طيبت اسمه في الدنيا والآخرة". فلما استيقظت سلكت طريق العبادة وحرصت على الطاعة ونالني فضل الله باحترامي لاسمه تعالى".
فعليك أخي المسلم أن تحفظ اسم الله وترفعه عن الأرض وإذا تعذر عليك حفظه فاجمع الأوراق المبعثرة وأحرقها وإن كانت هذه الكتب قد كلفت مالا كثيرا في طبعها وتأليفها فلم لا نحافظ عليها لنقرأها جيلا بعد جيل.
وعندها نكون قد عظمنا كتاب ربنا وحفظنا مالنا وحافظنا على نظافة بلادنا وجمال مدننا.
بارك الله فيكم اخوتى
الموضوع الاصلي
من روعة الكون