رجعت للتو من باريس ..من بلاد العلمانية .. ذهبت لها وكلي خوف بل ترددت مليووون مره قبل السفر بأيام بل لحظات.. أصررت على حجابي وعبائتي ونقابي واسلامي لم أردهم أن ينتزعوا مني إيماني .. لاني لا أريد أن أكون ممن يعبد الله على هواه .. مع علمي بتقصيري وبأن كلي ذنوب مهما فعلت...والتقصير من خصالي وأن رحمة الله فقط هي سبيل نجاتي ...
دخلت باريس وأنا أسمع قهقهات هذا وohlalaaaa من تلك .. فلم يهمني لا هذا ولا تلك ... بل ان بعض العجائز يتغير وجا إلى السواد .. تظن أن ملك الموت قد جاءها بلباسه الاسود ليخطف روحها ..
أخذت أتجول وأنظر إلى كل من ينظر إلي باستغراب وكأن نظراتي ستطلق قذائف أرض جو حتى يعلموا أني لست " صيدا سهلا" ولا" مهرجان فكاهي " لأفاجأ بجملة ((بنسواغ)) أو((بونجوغ)) وكأنها مضاد للصواريخ الموجهة من القاعدة العسكرية للمسلمة الملثمة !!
جملة صباح الخير او مساء الخير...أدخلت في نفسي نوع من الاطمئنان بل الميلان النفسي لهذا الجانب المشرق منهم على كفرهم .. هذه التحية التي كنت في أشد الحاجه اليه وانا أتجول كمن يتجول في حقل ألغام .."بلباسي المضحك" كما يرونه !! لم احتاجها لصيغتها بل لكيفيتها .. !!!
تفكرت كثيرا في مبادرتهم للتحية مع شكلي ..تفكرت في حالنا نحن المسلمين .. عندما يطلب احد ما أن ألقي السلام على فلانة ..فأرد تلقائيا (( لا أعرفها!!!)) وكأنه جواب مقنع ... وكأن مفاتيح الجنة بأيدينا..ولا نحتاج لحسنات أخرى تثقل ميزاننا!!
والله أرقني حالهم وحالنا ..هم يلقون التحية على من عرفوا ومن لم يعرفوا !!! ومن كرهوا أيضا !!
ونحن نحجبها عن من نكره ومن لا نعرف !!
سألت نفسي مرارا وتكرارا في ماذا هم أحسن منا ؟؟
لماذا هذا الكبر ؟؟!! لماذا ولماذا ولماذا !! آآآآه يا أمة الاسلام !!! لماذا نحن هكذا !!
رجعت من باريس وفي بالي ألف سؤال سؤال ...فقط ... لأنهم قالوا لي (( بنجوووووغ ))!!
ماذا لو قلت أنت لاحدهم تحية افضل واكمل وأكثر أجرا من تحيتهم ؟؟
ماذا سيحصل لو قلت لامرأه في السوق او في المستشفى او العمل ..هنا في بلادنا...
(((( الســـلام عليــــــكم ورحمــــة اللـــــــــه وبركـــــــــــاته ))))!!!؟؟؟؟
ذكر الشيخ موافي عزب في محاضرته" في الصحيحين أن النبي سئل (أي الإسلام خير؟ قال: أن تلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف) هذا هو الجانب الاجتماعي المهم في حياتنا، فلم يقل النبي كثرة صلاة وصيام رغم أنهما من أفضل العبادات والقربات إلى الله، ولكن قال إطعام الطعام وإفشاء السلام، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم..)
وكذلك قال بأبي هو وامي (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم..) ..."
وذكر الشيخ أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يدخل السوق فلا يمر على صاحب سلعة ولا مسكين إلا سلم عليه، فكان رضي الله عنه يدخل السوق فقط ليلقي السلام على من يمر عليه ليكسب الأجر والثواب على ذلك. فالنبي يقول (أفشوا السلام تسلموا )، ويقول (أفشوا السلام تدخلوا الجنان ).وقد كان يمر على الصبية الصغار وهم يلعبون فيلقي عليهم السلام، فإذا دخلت على أهلك وأولادك فألق عليهم السلام، لأن (إفشاء السلام يورث المحبة).
وكان الصحابة والسلف الصالح إذا فرقت بينهم شجرة أو حائط في الطريق أول ما يلتقيان يبادران بإلقاء السلام على بعضهما البعض، وخير الناس الذي يبدأ بالسلام، قال تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها). وقال تعالى (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين).
بعد هذا كله .. هل ستكون عندك الهمة لتلقي السلام على من لم تعرف ؟؟؟
أرجو ذلك ..
منقول لأهمية هذا الموضوع
_
اود ان اضيف ان تبسمك في وجه اخيك صدقه
فأولى ان نعمل على هدي رسولنا العظيم ورسالته من ان نتعلم من الفرنسين او غيره
وهذا العيد مناسبه حتى نتزاور ونصل ارحامنا ونصف قلوبنا من الكره والاحقاد..
وخيركم من يبدأ بالسلام
الموضوع الاصلي
من روعة الكون