]
مقدمة
فلم (المصارع) الذي ترشح لاثني عشرة أوسكار وفاز بخمسة منها أفضل فلم وأفضل ممثل..
عبارة عن فلم حركة حضاري عنيف ذو الأسلوب البطولي القديم، يمزج بين سفك الدماء والسيوف والمعارك الاستعراضية
مع قائد روماوي ذو نشوة يعد الليالي حنيناً لزوجته وابنه. وفي عام مخجل للسينما وللأوسكار مع
أفلام عادية مثل (آيرين بروكوفيتش) و (شوكولا) وإغفال أخرى قيمة و غنية مثل ((الناجي) و (قداس الحلم)
لا يجوز العتب على فوز أضخم إصدارات ذلك العام (المصارع) للمخرج المعروف "ريدلي سكوت" بالأوسكار.
قصة الفلم
يبدأ الفلم ويدا الجنرال "ماكسيمس" (رسيل كرو)
تداعب القمح الأصفر وينتهي كذلك، المشهد الذي يرمز للحياة والتي يعبر عنها القمح المصدر
الأساسي للشعوب، لننتقل بعدها لمشهد نصر جديد لهذا القائد وهذه المرة في ألمانيا، المشهد
يصور الجنرال يسير بين جيشه ويحضرهم للمعركة بكلمات مؤثرة أصبحت بينهم وكأنها
شعار "القوة والشرف " لتبدأ من بعدها الحرب والمعارك الدموية الطاحنة.. ولا يمر كثير من الوقت
لكي يتضح من سيكون الفائز، فجنرال "روما" مستعد للنصر لكي يعود لوطنه أولاً ورفع راية
إمبراطورية روما ثانياً.
قيصر روما "ماركوس أوريليوس" يلعب دوره القدير الراحل "ريتشارد هاريس"
الذي على وشك الموت، ويستطيع رؤية ماكسيموس الخليفة الأمثل له ولعرشه ولمستقبل روما
الذي يسعى أن تتحول لجمهورية، ولكن ماكسيموس لا يحتاج هذا المنصب بقدر أنه لا يريده، يفضل
العودة لزوجته وابنه اللذان لم يراهما منذ أكثر من عامين و 264 يوم. ماكسيمس يرى أنه لم يحارب
ويرق دماء جنوده وأعداءه من أجل لا شيء.. بل من أجل القيصر و روما، فيسأله الأول "ما هي
روما؟" فيجيبه ماكسيمس "روما هي النور"، وهو تماماً ما كان يريد القيصر سماعه.. يريد أن يترك
الحياة وروما بأيدي رجل كفء مثل هذا الجنرال وليس مثل ولده الحقود والمدلل وعديم
الأخلاق "كومدوس" (خواكين فينيكس) الذي لا يستطيع تحمل مسؤولية نفسه فما بالك مسؤولية
الإمبراطورية بأكملها.
ولكن في الوقت الذي يبلغ فيه القيصر ولده هذا القرار ستكون نقطة التحول في الفلم،
القيصر يُقتل على يد ولده الجشع الغيور.. وعدم تعاون ماكسيموس معه ورفضه ولاءه له
(فهو مقتنع بأن القيصر قتل ولم يمت بشكل طبيعي كما قيل له) يؤدي إلى مقتل زوجته وولده
وهروبه إلى إقليم روماني يدعى "روكابار" ليعيش حياة أخرى مختلفة كلياً.. حياة عبد ذليل
يستعمل لتسلية الجمهور في القتال. (المصارع) لا يملك سيناريو
ذو خصائص تاريخية بطولية، فالمسؤول عن الحوار هو الثلاثي "ديفيد فرانزوني – جون لوغان – ويليم نيكلسون" الذين عرفناهم سابقاً
في أفلام مثل (أمستاد) و (الفارس الأول) و (آلة الزمن) التي اعتمدت على الصورة وليس على عمقها، باستثناء إن كانت هذه الصورة جميلة، فنحن الكاد
نستطيع أن نجد ما هو مثير للعواطف والمشاعر ومسيل للدموع أو حتى مؤثر في قضية شعبية جداً، فهنا لدينا قصة جميلة حول رجل تحول من قائد يحسب كل طعنة سيف له وكل يوم يمضي عليه
بعيداً عن عائلته إلى أداة قاتلة للتسلية ومن دون أي هدف I knew a man once who said, "Death smiles at us all. All a man can do is smile back." ".
إن المشاهد التي يصورها ريدلي سكوت في المدرج الروماني عبارة عن متعة وإثارة بحتة، ولكنها فعلاً مصنوعة بميزان دقيق، فنحن
بالكاد نستطيع أن نلتقط أنفاسنا رهبةً من وحشية وقسوة هؤلاء المقاتلين، الأجواء التي يصنعها
سكوت هي كلاسيكية و عودة إلى الجاهلية الهمجية التي كان يتسلى بها أبناء ذلك العصر.
(المصارع) يختلف كلياً عن فلم مثل (القلب الشجاع) من حيث المساعي الموجودة فيه ومن ناحية تطبيقاتها اليدوية، سكوت يستخدم الكمبيوتر لتكثيف الألوان
وزيادة الجماهير والهتافات وتعضيد المباني و تضخيم أجزاءها و إبهارها السمعي والبصري،
وبهذا نعرف أن أكثر الأمور تكلفة في الفلم لم تكن بخدمة قصة البطل وعبوديته التي هي بالأساس
إنسانية.. إنما هي عامل حركي ثانوي.
اختيار رسيل كرو لمثل هذا الدور هو نصر
واضح، فهو يملك كل القدرات والمؤهلات لجعل شخصيته تجمع بين الدراما والقوة في الحضور، فقد
أثبت كرو مرات عدة وفي أفلام مثل (لوس أنجلوس سري) و (الدخيل) أنه قادر على لعب أدوار طبيعية
تحت ضغوطات إدارية، وفي دور ماكسيموس نشاهد أنه لا يلعب دور بطل أو أسطورة بل
رجل صاحب كرامة عالية تعرض للظلم شديد من قبل سلطة لا تملك من صفات روما شيء، رجل كان
يقاتل ويدخل شتى البلدان من أجل نصر إمبراطوريته ومن ثم يتحرر للعودة إلى عائلته يجد نفسه
الآن يجالد و يحارب ساعياً للانتقام ومن دون أمل واضح فقط منتظراً الوقت الذي سيتمكن به الاجتماع بأسرته أخيراً
في الكثير من مراحله ينجح فلم (المصارع)
بتشكيل حلقات أدبية أجملها هي المشاهد التي تجمع بين كومدوس وشقيقته "لوسيللا" (كوني نيلسون)،
بأداء الممثل الواعد فينكس المتقن يوضح لنا كم دفعت شخصيته القيصر إبعاده عن الحكم.. ولكن
أخلاق هذا الإنسان الوضيعة لن تمنعه من فعل شيء حتى لو كان خطف حياة والده والعبث مع شقيقته
لتوصله إلى مبتغى نفسيته الضعيفة. لهذا يعتبر فلم ريدلي سكوت (المصارع) هو أول فيلم مسرحي حركي روماني منذ إطلاق الفيلم العظيم الذي
أنتجه "ساميول أل. بونستون" و أخرجه "أنتوني مان" (سقوط الإمبراطورية الرومانية)
في عام 1964. هناك حركة دائرية وحس تاريخي في كون الفلمين الذين تدور أحداثهما
في عام 180 بعد الميلاد، يتناولان بشكل أساسي الحملة الحربية للامبراطور ماركس إيرليس
في ألمانيا على متاخم الجبهات الشمالية القاتمة للامبراطورية، بالإضافة إلى تولي ابنه الشرير كوموديس السلطة من بعده. في الحقيقة، فإن كومودس لم يخلف ماركس إيرليس بشيء.
مثل كثير من الملاحم التاريخية الهوليودية،
يروي فلم (المصارع) قصة نصر شخصية قائد على المصاعب التي تبدو عصية على القهر.
في هذه الحالة، فإنه عبد يتحدى أقوى شخص في العالم – إمبراطور الروم. يمكن أن تكون النهاية غير متوقعة (على الرغم أنها من وجهة نظر كومودس يمكن أن تكون
حادة الذكاء إذا ما تم التعامل معها بالطريقة الصحيحة)، ولكنها تبقى مثيرة ومقنعة بالنسبة
للمشاهد، فالــ(المصارع) مليء بما يؤهله ليكون فيلما مفضلا ولكنه
في حين آخر يمتلك خيار نسبي كي يكستب الجمهور إلى صفه.
حجم الفلم 761 ميجا
صيغة رابط الفلم DVDrip
جـوده الفـلـم TOP
رابط التحميل في المرفقــات
الموضوع الاصلي
من روعة الكون