كان لشيخ نمر بن عدوان فرس أصيلة وكان يعزها ويحبها أكثر
من خياله، وهو متزوج من احد العوايل
الطيبة، وزوجته من جمالها ودلالها وأخلاقها تُضرب فيها الأمثال، وكان يحبها حباً لا يوصف...وضحى
في يوم من الأيام جاءتهم أمطار غزيرة ورياح قوية_ بالتحديد في ثاني أيام عيد الفطر _ ، وفي الليل وهم نايمين
سمعت " وضحى" صهيل الفرس، وقامت ترفس وتضرب من الخوف و من البرق والرعد، فطلعت لتمسك الفرس
وتدخلها داخل البيت، في تلك الإثناء كان الشيخ نائماً، وفجاه صحي من النوم ونظر إلى الخارج يريد إن يطمأن
على الفرس، فرأى احدهم يرتدي البشت وحاطه على رأسه، وممسك بلجام الفرس ويقودها للخارج، فأخذ ا
لرمح وخرج للرجل وصوب الرمح على صدره ورماه فدخل الرمح من صدره وخرج من ظهره، فاقترب الشاعر
ليرى من هذا الذي يتجرأ ويسرق فرسه، وكشف عن وجه اللص واكتشف أنها زوجته "وضحى"فأدرك أنها كانت تريد إن
تدخل الفرس لأنها خايفه من أنه يعاتبها ...
فكتب هذه القصيدة المحزنة...
..::..
الـبـارحــه يــــوم الـخــلايــق نـيــامــا
بيـحـت مــن كـثـر البـكـا كــل مـكـنـون
قـمـت اتـوجـد وانـثـر الـمـاء عـلـى مــا
مـن مـوق عيـن دمعهـا كــان مـخـزون
ولـــى ونـــة مـــن سـمـعـهـا مـايـنـامـا
كنـي صويـب بيـن الأضـلاع مطـعـون
وإلا كــمــا ونــــت كـسـيــر الـسـلامــا
خــلــوه ربــعــة للـمـعـاديـن مــديـــون
فـــي سـاعــة قـــل الـرجــا والمـحـامـا
فــي مــا يطـالـع يومـهـم عـنـه يـقـفـون
وإلا كــمــا ونــــت راعـبـيــة حـمـامــا
غـــاد ذكـرهــا والقـوانـيـص يــرمــون
تـسـمـع لـهــا بـيــن الـجـرايـد حـطـامـا
مـن نوحـهـا تـدعـي الموالـيـف يبـكـون
وإلا خـــلــــوج ســايــبـــة للهيـــامــــا
علـى حـوار ضايـع فـي ضحـى الكـون
وإلا حــــــوار نـشــقــولــه شــمــامـــا
وهــي تـطـالـع يـــوم جـــروه بـعـيـون
يـــردون مـثـلـه والـظـوامــي سـيـامــا
تــرزمــوا مـعـهــا وقــامــو يـحــنــون
وإلا رضــيـــع جــرعـــوه الـفـطــامــا
تـوفــت امـــه قـبــل اربعـيـنـه يـتـمـون
علـيـك يـــا شـــارب لـكــاس الحـمـامـا
صــــرف بـتـقـديـر مــــن الله مــــأذون
جـاه القضـاء مـن بـعـد شـهـر الصيـامـا
وقـامـوا علـيـه مــن التـرايـب يـهـلـون
راحــوا بـهـا حــروة صـــلاة الامـامــا
عـنـد الـدفـن قـامــوا لـهــا الله يـدعــون
بــرضـــاه والــجــنــة وحـسـنـالـخـتـام
ودمــوع عيـنـي فــوق خـــدي يـهـلـون
حـطــوه فـــي قـبــر غـطــاه الـهـدامــا
فـي مهمـة مـن عـرب الامـات مسكـون
يـــا حـفــرة يـسـقـي ثــــراك الـغـمـامـا
مــزن مــن الرحـمـة عليـهـا يـصـبـون
جـعـل البـخـتـري والـنـفـل والـخـزامـا
ينـبـت عـلـى قـبـر بــه الـعـذب مـدفـون
مـرحـوم يـالــي مـــا مـشــي بالـمـلامـا
جـيـران بيـتـه راح مــا مـنــه يـشـكـون
يـا وسـع عـذري وأن هـجـرت المنـامـا
ورافقـت مـن عقـب العقـل كـل مجنـون
أخـــذت أنـــا ويـــاه سـبـعـة اعــوامــا
مــع مثلـهـن فــي كـيـف مـالـهـا لـــون
والله كـنـة يــا عـــرب صـــرف عـامــا
يـا عـونـة الله صــرف الأيــام وشـلـون
وأكـبـر اهمـومـي مـــن بـــزور يـتـامـا
وإن شفتـهـم قــدام وجـهــي يصـيـحـون
وأن قـلــت لا تـبـكـون قـالــوا عــلامــا
نبـكـي ويبـكـي مثـلـنـا كـــل مـحــزون
لاقـلــت وش تـبـكـون ؟ قــالــو يـتـامــا
قـلــت اليـتـيـم ايـــاي وانـتــم تـسـجـون
قـمــت اتـشـكـا عـنــد ربــــع الـعـدامــا
وجـونـي عـلـى فـرقـا خليـلـي يـعـزون
قـالــوا تـجــوز وانـــس لامـــه بـلامــا
تـرى الـعـذارى عــن بعضـهـم يسـلـون
قـلــت إنـهــا لــــي وفــقــت بـالـولامــا
ولــو حمـعـتـم نصـفـهـن مـــا يـســدون
مـــا ظـنـتـي تـلـقـون مـثـلــه حــرامــا
ايضـا ولا فيـهـن عـلـى الـسـر مـامـون
وأخــاف أنــا مـــن عـاديــات الـذمـامـا
اللـي عـلـى ضـيـم الـدهـر مــا يتـاقـون
أوخـبــلــة مـــــا عـقـلـهــا بـالـتـمـامــا
تضحك وهي تلـذغ علـى الكبـد بالهـون
تـــوذي عـيـالــي بـالـنـهـر والـكـلامــا
وانــا تجرعـنـي مــن الـمـر بـصـحـون
والله لــــــولا هـالـصــغــار الـيـتــامــا
وخايـف عليهـم مــن الـدجـه يضيـعـون
لـقــول كـــل الـبـيـض عـقـبـة حـرامــا
واصبر كما يصبر على الحبس مسجون
عـلـيــه مــنــي كــــل يــــوم ســلامـــا
عـدد حجـيـج البـيـت والـلـي يطـوفـون
وصـلـوا عـلـى سـيــد جـمـيـع الانـامــا
علـى النبـي يلـلـى حضـرتـوا تصـلـون
الموضوع الاصلي
من روعة الكون