تلعب الواسطة دوراً مهماً في حياة المجتمع العربي، ولها جوانب كثيرة من السلبيات وقليل من الإيجابيات التي تنعكس على الفرد والمجتمع!
وهي ظاهرة تؤدي إلى تفشي روح الانتهازية لأصحاب النفوذ، وتخلق بين الأفراد روح الكراهية والبغض!
وتعتبر سمة الواسطة متفشية في المجتمع العربي خاصة، وأصبحت ذات ريادة في الرجعية، ولسنا واجدين موازنة بيننا وبين المجتمعات الغربية التي تخلو من آفة الواسطة والمحسوبية، وتتعامل مع الفرد بما يحمله من ثقافة وكفاءة، وغيرها من المميزات، بعيداً عن الاستخدامات التي نراها ونلمسها في مجتمعنا، التي تؤدي غالباً إلى ضياع حقوق أفراد وإهدار كفاءات للكثرة!
فقد أصبحت ركناً مهماً في حياة الفرد، إذ لا يستطع أن يحيا بدونها، ويعتبرها الكثير مبرراً للجوء إليها، وهي حالة من الإفلاس تعتري أصحابها، غير أنها تهضم حقوق الأكثرية من الناس المستضعفين!
إن هذا الموضوع الشائك بحاجة إلى معالجة جذرية، ولكن هيهات، إذ نجدها في كل مصالح الحياة اليومية، وبدونها فإن عجلة الحياة تتعطل ولكنها لا تتوقف إذا جد الجد وصلحت النيات إذا استقام العود، ليستقيم الظل!
قد نتفق في أن الواسطة تختلف أنماطها في المجتمع، وهي تكثر في المجتمعات المثقفة المتحضرة وفي غيرها!
وقد قرأت في المجلة التي تصدر عن صحيفة (الجزيرة) أحد الموضوعات الذي تناول هذه القضية، وقد تحدثت شريحة كبيرة من أفراد المجتمع عن سلبياتها ومردودها السيئ، وقد صور البعض أنه بدونها لا يستطع الفرد أن يصل إلى مركز عمل، كما أنها هضمت حقوق البعض من أفراد المجتمع.
لا نريد أن نلقي بالظروف الاجتماعية التي يمر بها الفرد أو الضيق الذي يقع عليه سبباً أساسياً للجوء إلى الواسطة التي تقود إلى هضم حقوق الغير وحرمانهم من حقوق مشروعة تعطى لغيرهم!
ويرى الكثيرون، أن العرب دون غيرهم من الشعوب أصبحوا أصحاب فنون في هذا المجال، كما أن الريادة لهم في مجالات التخلف الحضاري والرجعية، بعدما كانوا أهل وأصل الثقافة والعلم.
فالمجتمع الذي يسوده احترام القانون لأفراده، مجتمع صحي بنى أسس حياته على الحق والعدل والالتزام بالقيم والمثل!
وعند شريحة من الناس، حيث تختلف المفاهيم وبشكل آخر يتسم بالانحراف والتخلف واللا منطق، ليصل صاحب النفوذ الخاطئ إلى مبتغاه!هذه بعض من هموم المجتمع المسلم، الذي تغيرت مفاهيمه وأصبح يحيا في زمان بدّل فيه القيم والمبادئ، أما أصحاب الواسطات فهم على رأس العمل، وضاعت حقوق الناجحين المثابرين، تحت مظلة تسمى الواسطة، لتخلق بين أفرادها نوعاً من السلبية والكراهية!
مرفأ
تركنا القيم والفضائل، وتمسكنا بمفاهيم المصالح الخاصة والمحسوبيات وتوقفنا، ولم نتطور، وبقي حالنا وسيبقى هكذا إلى أن نغيّر ما بأنفسنا
وأرجو من الجميـــع المشاركه وتأيدهم علي الموضوع هل تقبل بالواسطة ام لا....؟
الموضوع الاصلي
من روعة الكون