احبائى واخوانى واخواتى اعضاء المنتدى
للصداقات اثر عميق فى توجيه النفس والعقل ولها اثار مهمة فى التعمير او التدمير او الاصلاح او الافساد وقد عنى الاسلام بهذه الصلات التى تربط بين الاشخاص وتؤثر فيهم وهذه الصلات اما ان تكون نبيلة خالصة فتثمر اعظم حصاد خلقا وبرا وفضلا واما ان تكون رخيصة مهينة فيكون اثرها سيئا وذميما وذلك يقول الله تعالى ((الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين)) فيحرص الاسلام على ان يتالف الناس فيما بينهم لان المؤمن الف مألوف كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام فإذا ما تحققت الصداقة النبيلة المتسامية التى تثمر الفة كريمة وتعاونا وحفزا له على عمل الخير ويقف بجانبه ناصحا له فى الحق ويرده عن الظلم ويكون معه فى السراء والضراء من خلال توجيهات الاسلام فانها حينئذ نعم الصداقة القائمة على البر والفضل وهذه التوعية تمثل نماذج للمسلمين فى اروع الصور اما الصداقات القائمة على الهوى التى لا ترعى الله ولا تراقبه فى تصرفاتهم فإن مثل هذه التوعية تنحرف عن الطريق المستقيم و تؤتى ثمارا مدمرة تؤذى اصحابها وتؤذى من حولها
وقد صور الرسول صلى الله عليه وسلم الجلساء الصالحين والجلساء السيئين مبينا ما يترتب من نتائج على اصحاب الخير واصحاب السوء فيقول ((مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه او تجد منه رائحة طيبة ونافخ الكير اما ان يحرق ثوبك او تجد منه رائة خبيثة)) كمايكره الاسلام العزلة لانها
تشتت المجتمع وتفرق بين افراده وتجعل الناس شيعا ولذلك يقول الله تعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى )) ولقد حذر من التنازع والتفرق قال تعالى((ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا)) ...... ولكن احذر من اصحاب السوء لان الصحبة السيئة هذه تكون هى السبب الاول من اسباب انحراف الكثير من اخواننا واحبائنا لاننا قد نجد الشاب ملتزم ومستقيم ولكن عندما يجالس صديق او زميل غير ملتزم فيخرجه من جو الالتزام ولو لساعة واحدة فيكون صعبا عليه ان يعود الى التزامه مرة اخرى ولدى قصة احب ان احكيها لكم فى هذا الموضوع فهى حدثت فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم فكلنا نعرف ان ابو جهل من اسوأ الناس كراهية للنبى واشد الناس كفرا وكان ابو جهل له صديق حميم صاحبه جدا جدا اسمه غقبة بن ابى معيط ... عقبة هذا بدأ يسمع النبى ويفكر ..و متردد يقبل كلام النبى ام لا ... حتى جاء ابو جهل وكان عنده سفر فسافر ابو جهل وترك مكة فتخلص عقبة من تأثير الصاحب السىء فبدأ يجلس مع النبى ويسمعه وتأثر جدا وبدأ يقبل على النبى .. فعرض عليه النبى ليسلم فقال له عقبة نعم اتيك فى الصباح وأسلم يعنى اليوم اقعد مع نفسى وغدا فى الصباح اتى اليك اسلم .. قدر ربنا ان يعود ابو جهل من سفره فى هذه الليلة ويقابل عقبة فيقول له عقبة انى افكر فى الاسلام فيقول له ابو جهل اقسمت عليك بما بينى وبينك من محبة وصداقة ان تعود الان الى محمد فتبصق على وج .. ويسمع عقبة كلام ابو جهل ويفضله على كلام الله والرسول وهنا نسأل صاحبك والا ربنا ؟؟؟؟؟؟؟؟
فكانت النتيجة بدلا من ان يدخل عقبة الاسلام ويدخل الجنة استمر على كفره فيدخل النار..................
ارجو من الله ان يحرص الجميع على الحب فى الله وتكون خالصة الصداقات خالصة لوجه الله(( المتحابون فى جلالى على منابر من نور يوم القيامة)) .. كما يجب على الاباء والامهات ان يراقبوا اولادهم فى صداقاتهم وهم فى باكورة الصبا ليحموهم من اصدقاء السوء.
ادعو الله ان يجمعنا دائما واياكم على خير وان يربط بيينا دائما اسمى معانى الحب وهى الحب فى الله
الموضوع الاصلي
من روعة الكون