السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* الإلحاد في أسماء الله تعالى له أكثر من وجه
* ذكر الأسماء التسعة والتسعين وسردها اسماً اسماً لم يصحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم
بقلم الشيخ د· عبدالعزيز بن محمد السدحان
إنّ من أصول أهل السنّة والجماعة: أنهم يؤمنون بالله تعالى، وأنه واحدٌ لا شريك له، ولا نِدّ له، ولا شبيهَ ولا مثيل، لا يفنَى ولا يَبيد، ولا يكون إلّا ما يُريد، لا تبلُغُه الأوهام، ولا تُدرِكُه الأفهام، ولا يُشبه الأنام، حيٌّ لا يموت قيُّومٌ لا ينام، على كلّ شيءٍ قدير، وكلّ شيءٍ إليه فقير، وكلّ أمرٍ عليه يسير، لا يحتاج إلى شيءٍ،{ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } (11) سورة الشورى·
خلقَ الخلقَ بعلمه، وقدّر لهم أقداراً، وضرب لهم آجالاً، أمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته، وكلّ شيءٍ يجري بتقديره، مشيئتُه تنفذ، لا مشيئة للعباد إلّا ما شاء لهم، فما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن· {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (29) سورة التكوير يهدي من يشاء بفضله، ويُضلّ من يشاء بعدله، ولا يظلم ربُّنا أحداً(1)·
ومن مسائل الدِّين الكبرى: قضية الأسماء الحُسنى، فقد أفاض أهلُ السنّة في الكلام عليها، تقريراً وشرحاً، وردّاً على المخالفين·
فيعتقد أهلُ السنّة والجماعة أنّ أسماء الله تعالى كلّها حُسنى، وأنّ صفاته كلّها عُلا، ويَحْذَرون ويُحذِّرون من الإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته· {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (180) سورة الأعراف{قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } (110) سورة الإسراء·
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى} (8) سورة طـه·
{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى } (24) سورة الحشر·
ومعنى كون أسماء الله تعالى حُسنى أي: أنها بالغةٌ في الحُسن غايتَه، لا يتطرَّق إليها أيّ نقصٍ بوجهٍ من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً·قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله تعالى: "··· وهكذا أسماؤه الدالّة على صفاته هي أحسن الأسماء وأكملها، فليس في الأسماء أحسن منها، ولا يقوم غيرُها مقامَها، ولا يؤدِّي معناها"(2)·
وتلك الأسماء الحسنى متضمِّنة لصفات كاملة، ومثال ذلك: أنّ من أسماء الله تعالى: "العليم" كما جاء في القرآن الكريم: {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } (32) سورة البقرة·
{قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (4) سورة الأنبياء·
{ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (54) سورة الروم·
{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (38) سورة يــس ·
وهذا الاسم حسنٌ، يجمع معانيَ الحسن والكمال، ويتضمَّن العلم الكامل الذي لم يُسبق بجهل، ولا يلحقه نسيان، العلم الواسع المحيط بكلّ شيء جملةً وتفصيلاً·
قال تعالى: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} (98) سورة طـه·
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (59) سورة الأنعام·
{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (34) سورة لقمان·
وأسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها، وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء في الكتاب الكريم وما صحَّ من سُنّة سيّد المرسَلين، صلى الله عليه وعليهم أجمعين، فلا يُزاد في أسماء الله تعالى ما لم يأت النصّ بإثباته، ولا يُنفَى منها ما صحّ الخبر به·
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "ولله تعالى أسماءٌ وصفاتٌ جاء بها كتابه، وأخبر بها نبيُّه أمّته، لا يسع أحداً من خلق الله قامت عليه الحُجّة ردّها؛ لأنّ القرآن نزل بها، وصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها فيما روى عنه العُدول، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجّة عليه فهو كافرٌ، أمّا قبل ثبوت الحجّة عليه فمعذورٌ بالجهل؛ لأنّ علم ذلك لا يُدرَك بالعقل ولا بالرُّؤية والفكر···"(3)·
وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى: "ومن علم هذا الباب ـ أعني الأسماء والصفات ـ وممّا يدخل في أحكامه ويتعلق به من شرائط: أنه لا يُتجاوز فيها التوقيف ولا يُستعمل فيها القياس···"(4)·
وقال السفّاريني رحمه الله تعالى في منظومته العقدية:
"لكنها في الحـــــقّ توقيفيــــــة لنا بذا أدلة وفيّة"
ثمّ شرح هذا بقوله: "(لكنها) أي: الأسماء الحسنى في القول المعتمد عند أهل الحقّ، (توقيفية) بنصِّ الشرع ووُرود السمع بها· وممّا يجب أن يُعلم: أنّ علماء السنّة اتفقوا على جواز إطلاق الأسماء الحسنى والصفات على الباري جلّ وعلا إذا ورد الإذن من الشرع، وعلى امتناعه على ما ورد المنعُ منه"(5)·
وممّا ينبغي أن يُعلم: أنّ أسماء الله تعالى غيرُ محصورة بعدد معيَّن·
قال الإمام ابنُ القيِّم رحمه الله تعالى: "الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر، ولا تُحدّ بعدد، فإنّ لله تعالى أسماءً وصفاتٍ استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمُها مَلَكٌ مقرَّب ولا نبيٌّ مرسَل"(6)·
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "ذهب جمهورُ أهل العلم إلى أنّ أسماء الله الحسنى لا تنحصر في هذه العِدَّة ـ يعني تسعة وتسعين ـ وأنها أكثر من ذلك، ونقل النووي اتفاق العلماء عليه، ويؤيِّده قوله رضي الله عنه في حديث ابن مسعود الذي أخرجه أحمد وصحَّحه ابن حبَّان: "أسألك بكلّ اسمٍ هو لك، سمَّيتَ به نفسَك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك"(7)" اهـ·
ولمّا ذكر الخطّابي حديث ابن مسعود هذا قال بعده: "فهذا يدُلّك على أنّ لله أسماءً لم يُنزلها في كتابه، حجبها عن خلقه ولم يُظهرها لهم"(8)·
وبكلّ حال؛ فحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يدُل على أنّ أسماء الله تعالى على أقسام ثلاثة: قسمٌ أنزله في كتابه، وقسمٌ علّمه بعض خلقه، وقسمٌ استأثر اللهُ تعالى به في علم الغيب عنده·
وأمَّا ما صحّ في الحديث: "إنّ لله تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنّة"(9) فليس معناه حصرُ الأسماء في هذا العدد·
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "والصواب الذي عليه الجمهور: أنّ قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إنّ لله تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنّة" معناه: أنّ من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنّة، ليس مُراده أنه ليس له إلّا تسعةً وتسعون اسماً··"، ثم ذكر حديث ابن مسعود السابق ثم قال: "وثبت في الصحيح أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: "اللهمَّ إنِّي أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك"(10)· فأخبر أنه صلى الله عليه وسلم لا يُحصي ثناءً عليه، ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته كلّها، فكان يُحصي الثناء عليه؛ لأنّ صفاته إنما يُعبَّر عنها بأسمائه···"(11)·
وبكلّ حال؛ فقول القائل: عندي مائة درهم أعددتُها للصدقة، لا يلزمُ منه عدمُ وجود دراهم غير تلك المائة، لكن الشاهد أنه خصَّ للصدقة مائة درهم·
وممّا ينبغي التنبيه عليه: أنّ ذِكر الأسماء التسعة والتسعين وسردَها اسماً اسماً لم يصحّ مرفوعاً إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، كما صرّح بذلك كثيرٌ من أهل العلم·
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد كلام له: "وبكلّ حال؛ فتعيينُها ليس من كلام النبيّ صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه"(12)·
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "والذي عوَّل عليه جماعةٌ من الحفاظ: أنّ سرد الأسماء في هذا الحديث مُدرَج فيه"(13)·
وقال الإمام الداودي رحمه الله تعالى: "لم يثبُت أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عيَّن الأسماء المذكورة"(14)·
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى: "وجاءت أحاديث في إحصاء التسعة والتسعين اسماً مضطربةً لا يصحُّ منها شيءٌ أصلاً"(15)·
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "والتحقيق أنّ سردها إدراجٌ من بعض الرُّواة"(16)·
وبكل حال؛ فالذي ثبت من الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم: "إنّ لله تسعةً وتسعين اسماً، مائةً إلّا واحداً، من أحصاها دخل الجنّة" أخرجه الشيخان(17)·
ولقد بيَّن أهل العلم معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء التسعة والتسعين: "من أحصاها دخل الجنّة"، فقد ذكر الإمام ابن القيِّم رحمه الله تعالى: "أنّ هناك ثلاثَ مراتب لقوله "أحصاها":الأولى: إحصاء
ألفاظها وعددها·
والثانية: فهمُ معانيها ومدلولها·
والثالثة: دعاؤه بها، كما قال تعالى{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } (180) سورة الأعراف·
ولقد اجتالت الشياطين أقواماً من الناس فضلّوا وأضلّوا في أسماء الله تعالى، فوقعوا فيما حذّر الله منه:
{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (180) سورة الأعراف·
والإلحاد في أسماء الله تعالى على أنواعٍ متعدِّدة:
فمنها: إنكار شيءٍ منها أو ممَّا دلت عليه، وهُم المعطِّلة الذين عطّلوا أسماء الله تعالى عن معانيها ومدلولاتها، وجعلوها ألفاظاً مجرَّدة·
ومن الإلحاد في أسماء الله تعالى: أن يُستدَل بها على صفات تشابه صفات المخلوقين، كصنيع أهل التشبيه·
ومن الإلحاد في أسماء الله تعالى: أن يُزاد عليها ما ليس منها، فيُسمَّى الله تعالى بما لم يُسمِّ به نفسَه، كما سمَّى النصارى الله بأنه "الأب" تعالى الله عمَّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً·
ومن الإلحاد في أسماء الله تعالى: أن يُشتقّ من أسمائه أسماءٌ للأصنام، كما فعل المشركون في اشتقاق العُزّى من العزيز، واشتقاق اللات من الإله، على قولٍ عند أهل العلم·
ولذا؛ فعلى المسلم أن يَحذَر ويُحذِّر من القول على الله بلا علم، فإنه من الموبقات المهلكات· {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (33) سورة الأعراف·
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (33) سورة الأعراف "أي: في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه، فكلّ هذه قد حرَّمها الله ونهى العباد عن تعاطيها؛ لما فيها من المفاسد الخاصّة والعامَّة، ولما فيها من الظلم والتجرُّؤ على الله···"(19)·
ولما كان للإيمان حلاوة وثمرة يجدُها العبدُ في قلبه وجوارحه؛ كانت آثارُ الإيمان بأسماء الله من أعظم هذه الثمرات؛ لتعلّقها بأصل الدِّين·
فمن ثمرات الإيمان بأسماء الله تعالى: أنّ معرفة الأسماء الحسنى ودلالاتها من أعظم الطرق إلى معرفة الرّب تعالى وكمال صفاته·
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "ولمّا كانت حاجةُ النفوس إلى معرفة ربِّها أعظم الحاجات؛ كانت طرق معرفتهم لله أعظم من طرق معرفة ما سواه، وكان ذِكرهم لأسمائه أعظمَ من ذِكرِهم لأسماء ما سواه···"(20)·
ومن ثمرات الإيمان بأسماء الله تعالى: زيادة محبَّة الله تعالى والتقرُّب إليه· قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله تعالى عند ذكر الأسماء الموجبة لمحبة الله تعالى: "ومنها: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتُها ومعرفتها، وتقلّبه في رياض هذه المعرفة ومبادئها، فمن عرف الله بأسمائه وأفعاله أحبَّه لا محالة"(21)·
ومن ثمرات العلم بأسماء الله تعالى: زيادة عُبودية العبد، وزيادة تنوُّع التعبُّد لله تعالى، بمناجاته والتوسُّل إليه بما يعلم من أسمائه الحسنى· قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله تعالى: "والأسماء الحسنى والصفات العُلى مقتضية لآثارها من العبودية والأمر اقتضاءَها لآثارها من الخلق والتكوين، فلكلِّ صفة عبوديةٌ خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها···" إلى أن قال رحمه الله تعالى: "وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزِّه تُثمر له الخضوع والاستكانة والمحبَّة، وتُثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعاً من العُبودية الظاهرة هي موجباتها· وكذلك علمُه بكماله وجماله وصفاته العُلى يوجب له محبةً خاصةً بمنزلة أنواع العبودية، فرجعت العبودية كلّها إلى مقتضى الأسماء والصفات"(22)·
وثمرات الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته لا يُحصيها ديوانُ كاتب، وبالجملة فهي تفتح للعبد أبواب الخير وتُغلق عليه أبواب الشرّ·
اللهمَّ يا سميعُ يا مجيب يا لطيف، اللهمَّ إنا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العُلى يا خبير أن تُحيينا على التوحيد الخالص وأن تُميتنا عليه وأن تبعثنا عليه·
---------------------------------
(1) من مقدّمة "العقيدة الطحاوية"·
(2) "بدائع الفوائد" (1/168)·
(3) "النهج الأسمى" (ص17-18)·
(4) "النهج الأسمى" (ص40)·
(5) "لوامع الأنوار البهية" (1/124)·
(6) "بدائع الفوائد" (1/166)·
(7) أحمد (452)، وابن حبان (2372)·
(8) "النهج الأسمى" (ص46)·
(9) البخاري كتاب الدعوات، باب لله مائة اسم غير واحد (6410)، ومسلم كتاب الذِّكر والدعاء، باب في أسماء الله تعالى (6750)·
(10) مسلم الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (1090)·
(11) "درء تعارض العقل والنقل" (3/332)·
(12) "مجموع الفتاوى" (6/382)·
(13) "تفسير ابن كثير" (2/288)·
(14) "فتح الباري" (11/217)·
(15) "المحلى" (8/31)·
(16) "بلوغ المرام" (564) (1396)·
(17) البخاري كتاب الشروط، باب ما يجوز من الاشتراط (2736)، ومسلم كتاب الدعوات، باب في أسماء الله (6751)·
(18) "بدائع الفوائد" (1/164)·
(19) "تفسير السعدي" (3/22)·
(20) "درء تعارض العقل والنقل" (3/331)·
(21) "مدارج السالكين" (3/13)·
(22) "مفتاح دار السعادة" (2/90)·
الموضوع الاصلي
من روعة الكون