المجاملة في اللغة هي : من جَمل : وهي الملاطفة في ادب الكلام والمعاشرة .. النفاق .. اظهار عكس مايبطن المرء بداخله
لو خيرنا بين " المجاملة والنفاق " فأيهما نختار ولماذا
بنظري المجاملة سلوك يتّبعه الإنسان لغاية أجتماعية القصد منها التودد والتقرب وأظهار الألفة أحياناً . وقد تكون الغاية منه أحياناً أخرى هو بعث العزاء في نفس الآ’خر الذي يشعر بالنقص أو الحرج من شيء ما . بينما النفاق هو سلوك الغاية منه أنتهازية أي أظهار عكس مانبطن أو نضمر للآخر بقصد تحقيق مكاسب معينة وهو سلوك دنيء لأنه يتطلّب من صاحبه أن يكون قادراً على الكذب والرياء لغايات معينة
قصدت من مقدمتي هذه أن أبين الفرق بين المجاملة بنظري والنفاق . لذلك أقول بأن المجامل ليس بمنافق والعكس صحيح . وصحيح أنني لاأفضل الأشخاص المجاملين بشدة ولكنني أحترم أسلوبهم مادامت الغاية من ذلك نبيلة ,
وطبعاّ أتحملهم على مضض ولا أعتبرهم منافقين طالما لم أجد في مجاملتهم وسيلة لبلوغ غاية شخصية معينة ,
ولو خيّرت بين السلوكين ( المجاملة والنفاق ) لما أخترت أياً منهما ألا في حالات أستثنائية , فقد نحتاج المجاملة أحياناً وفي حالات خاصة لإعطاء أريحية للأخرين في تعاملهم معنا.
وقد تكون مشكلةً لدي بأنني لاأتقن المجاملة كثيراً والسبب هو ما تربيت عليه من صدق مع الغير ومع نفسي وهذا قد يكون سبباً في قلة الأصدقاء لدي , وأنا ممن يؤمنون بأن الأصدقاء الحقيقيون لا يمكن أن يكونوا كثيرين .على عكس من يتقن فن المجاملة فغالباً مانراه يصادق أشخاصاً كثيرين ويتمتع بعلاقات إجتماعية متنوعة وكثيرة ولو أنني أراها هشّة .وأعتقد بأن من يجامل أو ينافق هو صاحب حيلة ومتحدث جيد غالباً .
وموضوع المجاملة لا يلتقي أبدا" مع موضوع النفاق وكلاهما نقيضان , فعندما نجامل أو نساير نكون لا نختلف كثيرا" مع من نجامله أو نسايره والمجاملة هي من ركائز الحياة الحالية بين كل من نعاشرهم ونعيش معهم في البيت والأسرة والعمل وفي كل مكان بمعنى أن جميع أفكارنا لا تتوافق مع جميع أفكارهم وهنا أقول جميع ولكن هذا البعض المختلف بجب أن يكون من السهل تجاوزه بدون خلاف أو إذلال لأنك تعيش في مجتمع ضيق أو واسع لا يعجبك كل ما يدور في خلده وتستطيع الاستمرار سواء في الحوار أو حتى العيش وهذا القدر من التحمل هو ما نسميه المجاملة وعندما يكون الواقع نفاقا" عندها تعيش مع إنسان أو أناس في محيطك ترفضهم جملة وتفصيلا" وملزم بالعيش معهم ولكي تستمر بالعيش معهم يكون سبيلك النفاق ولو إلى حين وهذا النفاق قد تراه مبررا" وربما في هذا المجال بالذات يقترب النفاق من المجاملة وكأنك إذا لم تستطع كسر اليد تقبّلها وتدعو عليها بالكسر ومهما طال زمن النفاق لا يمكن أن يعيش الانسان بالزيف دائما" وليس كل مجامل منافق ولا كل منافق مجامل بل المنافق أقدر على تمثيل دور المجاملة فالمجامل ربما يشعر بالألم وعدم التوافق الكلي كما قلنا بينما المنافق يجب أن يعيش الألم وطالما لم يعيش هذا الألم ولم يحس به فهو منافق وعندما تقول للذي صفحته سوداء داكنة دائما أنه عظيم وجيد ومثالي الخ...... من هذه الصفات وتعرف داخله المعاكس لما تقول فتكون منافقا" ولو كان للوصول إلى هدف فلن تكون مجاملة أبدا" وحدود المجاملة هي التعايش وقلة الاختلاف بينما حدود النفاق هو وصول المنافق إلى الحدود التي يرسمها لنفسه للوصول إلى الغاية وتعرف إنه يجاملك عندما تعرف حقيقة قناعته بموضوع معين ويؤيد قناعتك وأعتقد أن نسبة تزيد عن 95% من الصادقين مع أنفسهم يعيشون اليوم جو المجاملة الحسنة ونسبة 70% من البشر بالشكل العام يعيشون جو النفاق للوصول إلى الهدف أو للحفاظ على المنصب أو المكان الذين هم فيه ولا علاقة بين النفاق والمجاملة من حيث دلالة ضعف المتكلم أو قلة الحيلة لديهم لأنك أحيانا" لا تستطيع تغير المسار الخاطيء إلى المسار الصحيح لأسباب خارجة عن إرادتك وأما لماذا نجامل لأننا نعيش في العصر المادي البعيد عن الصراحة والواقعية والموضوعية وملزمين للاستمرار علينا أن نجامل والذي ينافق يكون ضعيف الارادة وتافه وغير مستعد لأن يحرك ساكنا" أو يبذل أقل جهد ممكن فيعيش مع التيار المتفوق بنفاقه ويلوح بالراية البيضاء دائما لينال الرضى وغالبا" تكون المجاملة جيدة وضرورية مع الجيران ورفقة العمل والذين نصادفهم أو نعيش معهم لزرع المحبة والوفاق الدائم وأنا مع المجاملة .
أخيرا" أحبائي لنكن صادقين مع أنفسنا والأفضل أن لا نجامل على خطأ وإذا اضطررنا تكون حدود المجاملة ضيقة أي أن نتغاضى عن خطأ معين لا يؤدي إلى الأذى لنا ولا لغيرنا ونبتعد عن النفاق لأن صاحبه لا يحمل الضمير الحي أبدا" ولا التفكير السوي وإن كان هذا المرض متفشيا" وشكرا"
انا سالت سوال واجابت ومنتظر اجابة صريحة وماذا تعني المجاملة والنفاق لنا
الموضوع الاصلي
من روعة الكون