هناك ضحك محرم ممقوت, ضحك يدل على خبث الطوية,
وسوء الطبع , ودناءة النفس , وهو الضحك الذي تعقبه
الحسرة والندامة , والبكاء يوم القيامة .
ومن هذا الضحك المحرم :
1_ الضحك من الله تعالى أو رسله أو دينه أو عباده الصالحين:
ضحك سخري واستهزا , وتلك سمة من سمات الكفار ,
يقول الله تعالى عن قوم موسى عليه السلام(فلما جاءهم بآياتنا اذا هم منها يضحكون)
وقال الله تعالى مبينا حال المجرمين مع المؤمنين : (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا
يضحكون*واذا مروا بهم يتغامزون)
فكانت النتيجه أن الله يبكيهم, ويضحك المؤمنين منهم يوم القيامة ,
قال الله تعالى (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون)
2_الضحك المبني على الكذب:
بأن يختلق الإنسان الأكاذيب ولا يتورع في ذلك , ويكون همه أن يضحك الناس ,
ولأن هناك كثيرا من الناس يترخصون في الكذب حال المزاح ,
يدعوهم الرسول الى ترك هذه الصفة الذميمة فيقول :
"(أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مازحا)
وقال صلى الله عليه وسلم : ((ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم , ويل له , ويل له))
3_ ضحك الشماتة والتندر:
كأن يرى الإنسان إنسانا آخر مصابا بعاهة معينة ,
أو خلقة دميمة فيضحك منه ويهزأ به , وهذا منتهى الدناءة ,
وغاية الخسة , والواجب على الإنسان أن يحمد الله تعالى الذي عافاه
مما ابتلى به كثيرا من عباده , وليعلم أن ما اصاب ذلك الإنسان ليس فيه حيلة ,
وهو امر بقدر الله تعالى , وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال:
(لا تشمت بأخيك فيرحمه الله ويبتليك)
4_ضحك الإهنانة والاحتقار والإعجاب بالنفس :
بأن يسخر الإنسان ممن هم دونه ويرى أنه فوقهم,
فإذا ما رآهم لوى عنقهم وضحك ضحكة ملؤها السخرية والعجب والاستكبار ,
معتقدا_ سفها وجهلا_ أن أمثاله في الدنيا قلائل.
5_الضحك في حال تستدعي البكاء:
وذلك عند رؤية ماينذر بالهلاك أو يستدعي الوجل ,
أو حين رؤية مصارع الظالمين أو سماع موعظة الله تعالى وكلامه ,
يذم على الضحك ويندب البكاء والخشوع , قال تعالى:
( أفمن هذا الحديث تعجبون* وتضحكون ولا تبكون)
واخيـــــــــرا :
تذكر اخي و أختي قول رسولكم الكريم :
(( والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا))
فلو أننا تصورنا حقيقة الموقف , وهوا المطلع ,
وشدة الأمر لكان خوفنا وبكاؤنا مهيمنا على الضحك واللهو والمرح.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون