في تجوالي في عالم النت استوقفني لقاء وجدته مع الشيخ العريفي فاحببت ان انقله لكم
لتتعرفوا على هذا الشيخ الجليل عن قرب
اتمنى لكم وقت ممتع وان تنال اعجابكم
الشيخ محمد العريفي بعد أن فتح كتاب حياته يقول:
ما أجمل أن تستعيد الذاكرة وتفتح كتاب حياتك لتقرأ منه تفاصيل مراحل وذكريات ومواقف جميلة دونتها أيام وسنون العمر بحلوها ومرها وما أجمل أن تروي حكايات الجانب الآخر من حياتك لمحبيك ومتابعيك...
*قبل أن ندخل في تفاصيل الحياة وذكرياتها نريد أن نتعرف أكثر على فضيلتكم..؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, محمد بن عبدالرحمن العريفي الأصل من مدينة القويعية الواقعة على بُعد 150كم من مدينة الرياض, ولدت عام 1390ه ودرست مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في المنطقة الشرقية وقد كنت انوي دراسة الطب لحظة تخرجي ثم تراجعت وسجلت في كلية الشريعة وبعد ذلك تقدمت للدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية..
وبعد تخرجي تقدمت في وزارة الدفاع والطيران لدورة ضباط ولما بقي على الدورة العسكرية قرابة أسبوع عرض علي بعض الدكاترة في كلية المعلمين أن أصبح معيداً لديهم في الكلية فتقدمت وقبلت وتراجعت عن الدورة العسكرية..
وفي تلك الأيام تم اختياري لإمامة وخطابة جامع كلية الملك فهد الأمنية عام 1412ه واستمريت فيها حتى 1426ه حيث اعتذرت عن الإمامة ثم الخطابة وذلك لكثرة أسفاري وانشغالي المستمر والآن أعمل أستاذاً في كلية المعلمين..
*ما الذي تذكره من حياة الطفولة..؟
لم أكن شقياً ولا مشاغباً وكنت متفوقاً في دراستي ولدي الكثير من شهادات التفوق أيضاً أتذكر أنه تم تعييني أميناً لجمعية الصحافة وأنا في رابع ابتدائي وكنت أشارك في الإذاعة وأكتب لهم رغم أنها لم تكن بتلك الجودة ولكنها كانت جيدة بالنسبة للعمر الذي كنت فيه..
وهناك الحقيقة أشياء جميلة ورائعة وهناك مواقف ولكن الذاكرة لم تعد قادرة على استعادة تلك الذكريات لكثرة الانشغال الذهني ..
*ما لذي منعك من إكمال دراسة الطب والالتحاق به..؟
ليس هناك سبب ولكن جميع الزملاء الذين كانوا معي اتجهوا لكلية الشريعة وهو الأمر الذي جعلني أتراجع وأيضاً سيكون في ذهابي للرياض بعد عن الأهل رغم أن هناك أقارب وأحبة..
*هل كنت تحلم بأن تكون ضابطاً بعد اتجاهك لوزارة الدفاع والطيران..؟
لا ولكن عرض علي وقدمت وقبلت وكان الأمر عادياً جداً عندي إن قُبلت أم لم أُقبل وعموماً أحمد الله أنني دخلت الشريعة بحكم أن الطب والعسكرية لها قيود وحدود معينة بسبب زحمة العمل..
*لو اتجهت للطب ما الذي كنت ستختار من التخصصات..؟
لم يكن في البال شيء معين ولم أخطط لذلك أبداً..
*لك حضور جميل ولك علاقة قوية بالخطابة فهلاّ حدثتنا عنها..؟
كنت أعشق هذا الأمر وأحب التعود والتدريب عليها حتى أتقنها وكنت أبذل جميع السبل حتى أتعود على هذا الأمر فأتذكر أنني كنت آخذ معي مسجلاً وأذهب للمسجد الذي بجانب منزلنا وأنتظر حتى خروج الناس ثم أخطب على المنبر والمسجد لا يوجد به أحد وكنت أسجلها وأسمعها وأُسمعها أصحابي المهم أنني عودت نفسي وتعودت بعد ذلك على المنبر وعلى مواجهة الناس..
*هل تذكر قصة أول خطبة جمعة خطبتها..؟
كنت في ثالث ثانوي ووكلني أحد الأخوة بتقديم خطبة الجمعة في إحدى القرى وتعبت كثيراً في تجهيزها و أخذت مسجلاً لتسجيلها ولم يكن في ذلك المسجد إلا مايكرفون واحد فأثناء دخولك وسلامك يأخذه المؤذن ليُؤذن ثم يرجعه لك مرة أخرى لتخطب فيه فتحس بشيء من الربكة والاضطراب المهم أنه في أثناء الخطبة ذكرت آية وكنت شاكاً هل هي صح أم خطأ ومع الحماس ذكرتها وكان هناك رجل كبير في السن (تنحنح) بصوت عال فقلت في نفسي: أكيد أنني أخطأت وكنت أراقب هذا الرجل فأدخل يده في جيبه وأخرج علبة كبريت فازداد استغرابي وكانت عين علي وعين على الورقة التي معي والحقيقة كنت لحظتها خائفاً فتفاجأت أنه أخرج عوداً من علبة الكبريت وأدخله في أذنه ليحكها فعرفت أنني في وادٍ وصاحبنا في وادٍ آخر..
*للدعوة والوعظ ذكريات وحكايات فحدثنا عنها وعن طريقتك في هذا الأمر..؟
كنت أحاول منذ بدايتي مع الدعوة أن أكون مع الطرف الآخر فكان لدي نزعة أن أقيم علاقات مع المقصرين إن أصح التعبير فكنت أنسق مع مكاتب الدعوة وكنت لحظتها في الجامعة فأعطوني الإذن بذلك وزودنا بالكتب والأشرطة في مثل هذه الحالات أعطني القدرة على مخاطبة الناس ومواجهتهم على مستوى عقلياتهم فعندما تجد صاحب العود وصاحب الشيشة وصاحب المعصية وتتحدث معهم فبالتاكيد هذا المر يعطي دفعة قوية في المواجهة والحديث مع الآخرين..
فلدي اهتمام بفنون التعامل والاتصال مع الناس منذ وقت مبكر وقرأت كتباً مترجمة في كيفية التأثير في الناس والتعامل مع الناس وإقناعهم وهذا الأمر وجدت أنه يساعد على الدخول مع الآخرين وبدأت أستعمله مع الجميع حتى طلابي في الكلية (وكان بعض الزملاء يقول: إذا دخلت على الطلاب لا تعطيهم وجه) فقلت: يا أخي أنا أتعامل مع ناس كبار وفاهمين وكنت أبتسم وأتلطف بحدود فعُملت استبانة قبل سنتين على الطلبة حول المدرس الذي ترغب أن يدرسك دائماً فحصلت ولله الحمد على المركز الأول..
*هل بدأت ملتزماً منذ أن كنت صغيراً..؟
كنت من الصغر محافظاً رغم أنه لم يكن هناك حلقات تحفيظ قرآن فانا لم أحفظه إلا في المرحلة الجامعية ولو كان هناك حلقات لحفظته قبل إنهاء المرحلة المتوسطة..ولكن كان الجو إسلامياً حتى أصحابي الذين أقابلهم كانوا محافظين وعلى العموم الناس كلهم في تلك الفترة كانوا محافظين وليس هناك مثل هذه الانفتاحات التي نعيشها هذه الأيام ولعلي أتذكر قصة حدثني بها أحد الأخوة يقول: أنني كنت أُسمع لولدي سورة النور وعمر ولده عشر سنوات وكان يقرأ:(والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما) فسأله عن معنى الزاني والزانية..؟ فقال الولد: أخاف تضربني فقلت: لا ما عليك فإذا هو يصف ما يفعل الرجل بزوجته فقلت له: كيف عرفت ذلك فقال: إنني شاهدته مع أحد أصدقائي عن طريق البلوتوث..تخيل..!!!!! فيقسم والد هذا الطفل أنه لم يكن يعرف ذلك إلا بعد أن وصل للصف الأول ثانوي..
*لنخرج قليلاً ونسألك عن زملاء الدراسة, فهل تذكر أحداً منهم..؟
مازلت أذكرهم منهم الدكتور خالد العبري في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومنهم الدكتور علي القرني رئيس هيئة القطيف..
*من مِن المشايخ الذين درست على يديهم..؟
درست ثماني أو تسع سنوات على يد الشيخ عبدالله بن جبرين ومنهم أيضاً الشيخ بن باز والشيخ عبد الرحمن البراك..وهناك مشايخ في المدينة وأيضاً في الرياض..
*اسمح لنا بالدخول في حياتك الاجتماعية فهلا حدثتنا عن ذكريات زواجك..؟
هذا الذي لم أُسأل عنه من قبل.. ولكن سأجيبك..أنا منذ أن كنت في ثاني ثانوي وأنا مزعج والدي على مسألة الزواج لأنني كنت مقتنع بالزواج المبكر لسبب بسيط وهو أنني أرغب أنه عندما يصل بي العمر إلى الثلاثين يكون عمر ولدي 14 سنه بحيث إذا وصلت إلى سن الأربعين إذا بالولد قد أصبح رجلاً فيقوم بمشاغل البيت لحظة غيابي وأسفاري إن كتب الله لنا الحياة فلم يكن الوالد مقتنعاً بمسألة الزواج المبكر وكنت أعيد هذه المسألة عليه كل عام حتى دخلت وساطات أخوالي وأقاربي عليه وكنت في ثالث جامعة فتقدم وخطب لي أم عبد الرحمن وهي قريبة لي وابنة عم طبعاً باختيار الأسرة ولعلك تعرف أن أهل نجد يتشددون في موضوع مشاهدة الرجل لمخطوبته فطلبت أن أراها فرفضوا ذلك, فعقدت زواجي عليها وكنت أتحين الفرصة وأحتل لرؤيتها, والشخص يجوز له أن يختبئ لينظر إلى مخطوبته فضلاً عن زوجته لحديث جابر أن الإنسان إذا عزم على أن يخطب امرأة فإنه يجوز له أن يختبئ ليراها فجابر رضي الله عنه أراد أن يخطب امرأة فاختبأ لها بين النخل حتى رآها وذهب وخطبها وهذا حتى الناس لا يتوسعون في هذا الأمر لمن جزم بخطبتها وعرف أهلها وصفاتها ولم يبق إلا أن يراها فأنا طلبت ورفضوا والناس وقتها كانوا غير متفتحين علمياً المهم أنني خططت مع إحدى أخواتي بعد أن عقدت على زوجتي وذهبت إلى بيت أختي واختبأت في المخزن وفتحت النافذة ومرت بها مع الممر وكنت مخططاً مع أختي أنها إذا مرت مع الممر توقفها وتسولف معها وهذا ما حصل وعموماً عمري تلك الأيام كان لم يتجاوز العشرين سنه حتى يسر الله لي أم عبدالرحمن وأحمده على ذلك..
ومن المصادفات أنني حددت موعد الزواج ووزعت كروت الدعوة وكانت سنة أزمة الكويت وقد حددت الضربة من الغرابة ليلة الزواج وقد سبب هذا إرباكاً للمدعوين ولي شخصياً ولكن ولله الحمد كانت ليلة مشهودة وتمت بيسر ونجاح..
*ماذا عن الوالد والوالدة والإخوان..؟
الوالدان أحياء ولله الحمد, وأسأل الله أن يعينني على برهما, وإخواني تسع ذكور وتسع نساء ما شاء الله..
*وأولادك..؟
عندي ولله الحمد والمنة أربع بنات وولدان فالكبيرة في ثاني متوسط وعبدالرحمن في سادس ابتدائي وإبراهيم في رابع وجمانة وشروق وسارة صغار لم يدرسن بعد..
*كيف تقضي حياتك اليومية..؟
والله هذا هم من الهموم ففي السابق أنا تزوجت وأنا طالب في السنة الرابعة كلية فتخرجت ثم انشغلت بدراسة الماجستير والدكتوراه فمع نهاية الدكتوراه تقريباً عام 1419ه بدأت أنشغل بالدعوة والمحاضرات والدروس فأصبح عندي سفر أسبوعي ولدي انشغال بالبرامج التلفزيونية وبالتأليف فأكثر وقتي أجلسه في مكتبي وهذا محرج لأولادي وإن كنت أعوضهم بالذهاب لبعض الأماكن..
*ماذا عن الشهرة..؟ هل ضايقتك..؟
الشهرة عذاب ففي السابق كنت آخذ أولادي معي في الطائرة فكان الأمر عادياً لا أحد يزعجك والآن اللي يصورك بالجوال واللي يحرجك وزوجتك معك واللي يسولف معك ويعطلك فهذا الأمر جعلني انتقل بالسيارة..
أنا أعلم أن ما يحدث جراء محبة الناس ولكن من محبتهم لا يضبطون مشاعرهم معك فيحرجونك فهذا يسألك والآخر يسأل طفلك وهذا يصورك وعندها تصبح مدهوشاً وتفقد التركيز فتخيل أن أبنائي تعبوا من ذلك فقبل أسبوع جاء ابني عبدالرحمن إلي وهو يقول:(ليه تصير شيخ..؟!) فيقول: كل ما أفعل شيء محسوب علي أنت ابن الشيخ وهذا و أنت ابن الشيخ ..؟! وهنالك من يعطيه أوراقاً ويقول: عطها الشيخ وهنالك من يسأل عن الأرقام..!! فيقول انه تعب كثيراً من هذا الأمر فأحس أنني حملتهم الكثير وكل شيء محسوب عليهم وأحياناً في بعض الأماكن أريد أن أدخلها فأخشى مما يتبعها فأعتذر لأولادي الذين ملوا من هذا الأمر..
والحقيقة أن محبة الناس جميلة ولكن الشهرة مزعجة فأنت ترغب أن تقضي حياتك بكل بساطة ولكن لا تستطيع فتخيل أنك لا تستطيع أن ترمي شماغك عن رأسك عندما تضايقك لأن كل شيء محسوب عليك..
*وسامتك هل أحرجتك..؟
(إنقز) السؤال هذا وعطني اللي بعده..
*اللي بعده يقول: وسامتك هل أحرجتك..؟
اللي بعده..
*هذا اللي بعده أنا لا زلت مصراً على هذا السؤال..؟
بما أنك لا زلت مصر على هذا الأمر فلا أزال أتذكر أن أحد الأخوة جاء إلي وقال: أنا أقترح عليك أنك لا تظهر في التلفزيون فقلت لماذا..؟ بما أن الإنسان لديه القدرة على إقناع الناس فانا تعبت على نفسي بالدورات من اجل إقناع الناس والتعامل معهم وحتى أيضاً بالتعود على الوقوف أثناء الكاميرا..المهم أنه قال: لا تظهر لأنك فتنة فقلت له: خير عن شاء الله وجاء أيضاً آخر وقال: يا شيخ أقترح عليك إنك لا تسجل محاضرات فقال: صوتك فتنة (فدبّرها إذاً)..؟! فإذا كان الشخص الذي يطلبك يستدل بنصوص شرعية فانا أتعامل معه وأقبل منه أما إذا كانت المسألة أمزجة وآراء شخصية فهذا الذي فيه اختلاف.. فأنا أذكر بعض الأخوة يقول: يا شيخ إذا طلعت لا تكوي شماغك..؟ لا تلبس البشت (المشلح) لا........لا........ لا..؟! فقلت لماذا..؟! المطرب يراه الناس من أنظف الناس لماذا يفترض في صاحب الدين أن يصبح قبيحاً غي معتني بمظهره..؟! ومن العجيب أيضاً أنه وصلني إيميلات من طوائفأخرى فيقول صاحب أحدها: أنني شاهدتك وأعجبني شكلك وبدأت أستمع إليك ثم اقتنعت بعد ذلك في كلامك فأقول الحقيقة لا يعطى الأمر أكبر من حجمه فأولاً مسألة الجمال مسألة أمر نسبي أنت قد ترى هذا جميلاً والآخر قد يراه قبيحاً وهناك من يراه عادياً..
*هل ضايقت أسرتك بأسفارك ورحلاتك المتكررة..؟
في البدايات نعم وأنا أقنعهم أن الذي يسافر ليس الداعية فحسب بل أن أصحاب المؤسسات والمتاجر رحلاتهم وسفرياتهم مستمرة..
*هل هناك نية لزواج آخر..؟
وهنا يضحك فضيلته ويقول: إنت ناوي تزيد الإحراجات..؟!!!
أولاً دعني أقول لك إذا كان برنامجك السبت محاضرة في الرياض والأحد في جدة والإثنين في الدمام والثلاثاء تصوير برنامج تلفزيوني في الإمارات والأربعاء في الدمام والجمعة لديك خطبة أليس من الظلم أن تقترن بامرأة أخرى..فانا مرتاح مع زوجتي جداً ولا نية لزواج آخر..
*بعيداً عن الزواج ما هي هواياتكم المفضلة..؟
أنا منذ الصغر وأنا مغرم بالقراءة فكنت أشتري مجلات الأطفال وأقراها بشغف وإن لم تكن موجهة ولكن تداركت نفسي فيما بعد..
أضف إلى ذلك أنني في السابق كنت أحب الرياضة وأجيد لعبة الطائرة وأتقن التايكوندو وقد حصلت على الحزام الأصفر والأزرق رسمياً (ممكن الآن أجلدك) ودخلت بطولات من خلال نادي في الأحساء اسمه هجر حيث كنت أتدرب فيه لما كنت أدرس هناك في كلية الشريعة..
والحقيقة أن الانشغالات كثرت..
*ماذا عن برنامجك اليومي..؟
برنامجي يبدأ من صلاة الفجر وفي الغالب لا أنام بل أجلس في المكتبة فادخل الانترنت وأنا قبيل صلاة الظهر..
بعد الظهر أقوم بالرد على المكالمات الهاتفية حتى الساعة الثالثة تقريباً ثم أتناول وجبة الغداء والعصر غالباً أكون مرتبطاً أو في المكتبة أما المغرب فلدي درس ومحاضرة بعد العشاء عادة إن لم أكن في سفر أكون في المكتبة وأثمر ذلك ولله الحمد إنتاج الكثير من المؤلفات وهذا وقتي اليومي تقريباً ما عدا إذا كان هناك ارتباط بمحاضرات في الكلية أو سفر خارجي أو علاقات أسرية..
*كم أنتجت من المؤلفات..؟
تقريباً عشرين مؤلفاً مابين كتيبات ومطويات وآخر كتاب لم يظهر بعد لا يزال في المطبعة اسمه استمتع بحياتك وهو يتكلم عن فنون التعامل مع الناس وفق السنة النبوية وهو في حدود أربع صفحات..
*دائماً تستشهد بأبيات الشعر فلا أعلم عن مدى عشقك لهذا النوع من الأدب..؟
إذا سمعت بيتاً وأعجبني أحفظه ولكن المشكلة أنه لا يوجد وقت للبحث والاستمتاع بهذا الفن من الأدب وأنا عندما أريد إلقاء محاضرة مثلاً في الثانوية أو مكان خاص للشباب أضطر لحفظ أبيات خاصة بالعشق أو في الكرة لجذبهم فأذكر أنه في إحدى الكليات ألقيت محاضرة عن العشق فلما خرجت أعطاني أحد الشباب ورقة وإذا بها أبيات يسأل قائلها: لماذا تنهانا عن العشق..؟
فيقول فيها:
لو يتداوى كل يا شيخ من حـــب
وش لون أبلقى لي وليف نصوحي..
عن الهوى لا تنشد إلا مجــــرب
تلقى دواء العشاق كان أنت توحي..
وأنته لو أنك يالعريفي تكهــــرب
في محب مجمول شحوحٍ مزوحي..
كان اعترفت وقمت يا شيخ تقلــب
عنوان درسك في العنا والجروحـي..
فألقيتها في إحدى المحاضرات..وعموماً الشعر ديوان العرب وما أجمل أن يملح الرجل كلامه بشعر سواء في خطبة أو غيرها..
*هل هناك شاعر معين تحب الاستماع إليه..؟
لا يوجد هناك شاعر بعينه ولكني اعشق الشعر الفصيح أكثر من غيره فهناك المتنبي وغيره ممن أجمع الناس على استحسان شعرهم لكن لا يوجد شاعر معين أفضله على غيره..
*كاتب معين تعجبك كتاباته..؟
اطلاعي قليل فآخذ الأخبار عادة عن طريق الانترنت أو بعض القنوات أو إذا سقطت في يدي جريدة, لا أتابع الصحف اليومية باستمرار..
*وماذا عن الشعر الشعبي..؟
للأسف أنا كما قلت لك لم أبحث في الشعر عموماً ولكن هناك بعض الشعراء أهداني جزاهم الله خيراً بعض دواوينهم وأشكرهم عليها وأرسل لهم بعض كتبي فأتذكر أن الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود (السامر) والشاعر ناصر القحطاني أرسلا لي دواوينهما وهناك أيضاً الشاعر الظفيري من حفر الباطن أرسل لي ديوانه..
*متى سيتم تدشين موقعك الإلكتروني..؟
هنا خبر جديد افتتاح مركز ناصح للدراسات والاستشارات الاجتماعية لحل مشاكل الناس والعناية بهم وسيكون له موقع خاص على الشبكة..أما بالنسبة لموقعي فمازلنا نرتب ونحمل بعض المقاطع الصوتية ومقاطع الفيديو عليه ولا يزال في طور الإنشاء وقريباً سيتم تدشينه إن شاء الله..
ملاحظة:
موقع الشيخ محمد العريفي: www.alarefy.com
*بماذا تنصح الشعراء..؟
عائشة لما سُألت رضي الله عنها عن الشعر قالت: حسنه حسن وقبيحه قبيح..والله تعالى يقول:( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان......) الآية..
فالشاعر الذي يوجه للفسق والمعصية بلا شك أنه آثم..والحقيقة أنه أسعدني الخبر الذي وصلني من أن الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود (السامر) رفض أن تغنى قصائده, لقوله تعالى:( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.....) الآية..
*كيف تلافيت إحراج مكالمة المرأة التي طالبتك بالزواج منها في أحد البرامج التلفزيونية..؟
هذا لم يحصل..كلها إشاعة..المتصلة فقط قالت: أحبك في الله وما جاء من زيادة ليس إلا من إشاعة الرواة..
*ما أغرب الرسائل التي تصلك..؟
كثيرة هي الرسائل ولكن ما يؤلمني هي تلك الرسائل التي تأتي من فتيات وقعن فريسة للعشق وأصبحن ضحية للحب واحتيال بعض الشباب حيث لا ينتبهن إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس..
فيذهبن يستنجدن بعدما لُُعب في عرضهن أو صورهن أحياناً فضحهن وعرف الناس بخبرهن وهذه في الحقيقة تؤلمني جداً وأشعر أن هؤلاء الفتيات مثل بناتي..
وأحياناً يصلني كثير من الرسائل المحزنة عبر الجوال..
*كم تتلقى رسالة عبر جوالك..؟
أتلقى مابين 80 إلى 90 رسالة جوال يومياً, ولكن الشيء الذي يجب أن أقوله لأحبابي وإخواني أن يكونوا أكثر رأفة بالعلماء فلا يحملوهم ملا طاقة لهم به فأنا أرى أنه ليس كل موضوع تستفتي فيه العلماء والدعاة والمشاهير فبإمكانك سؤال العلماء الموجودين في منطقتك أو إمام المسجد وذلك حتى ترفع الضغط عن العلماء, فتخيل أن هناك من يرسل لك رسالة أنه إذا لم ترد عليه سوف ينتحر وآخر يطالبك بأشياء وآخر أيضاً يقول أنكم لا تردون إلا على التجار فيا أخي أنا رديت عليك الآن فهل كنت أعلم أنك تاجر فعلماؤنا عليهم ضغط شديد لا يعلمه إلا الله فليتها فقط رسائل واتصالات داخلية فهناك الكثير من الرسائل والاتصالات ترد من جميع بلدان العالم..
*هل تعمدت نشر رقم جوالك..؟
الحقيقة أنه انتشر غصباً عني فهو موجود في كل مواقع الإنترنت...
أيضاً أنا ضد عمل بعض المشايخ الذين يقومون بتغيير أرقام جوالاتهم بصفة مستمرة فلماذا تحتجب عن الناس فإذا أنت لم تجلس لهم وترد على مكالماتهم فمن تريد أن يجلس لهم وأتذكر في إحدى المرات التي كنت ذاهباً أسجل فيها برنامجاً لإحدى القنوات جاءني اتصال ولم أرد عليه وأكثر من الاتصال وعندما شعرت بالإزعاج وان هناك شيئاً جللاً رفعت السماعة وقلت: نعم قال: أنت العريفي قلت: نعم قال: لماذا لا ترد فقلت: أنا آسف ولدي تسجيل برنامج قال: يا أخي إذا أنت لم ترد والشيخ الفلاني لم يرد والآخر لم يرد وعدد أسماء مجموعة من العلماء فما الذي تريدون أن نفعله هل نستفتي ونأخذ العلم من المطرب فلان وذكر أحد المطربين فإذا لم تفتح بابك وقلبك للناس فمن يستقبلهم ولعل الاتصال المؤلم حقاً كلما تذكرته هو عندما اتصل بي شخص وأنا متجه لإحدى المحاضرات وكان لديه موضوع وقلت: اتصل بعد صلاة العشاء فاتصل وذكر لي قضية بينه وبين زوجته فما عرفت حلها وحولته على أحد طلبة العلم لحلها فاتصل على صاحبي فحوله على واحد آخر المهم انه لم يجد حلاً فبعد شهر بلغني خبر أنه قتل زوجته وثلاثة من أبناءه تخيل..!!
*هل ندمت على هذه المكالمة..؟
أولاً مسألة ندمت فالواحد يندم على أي شيء فرط فيه وأنا لا أعتبر نفسي مفرطاً في التعامل فيه لسبب أنني غير قادر على أن أقدم شيئاً فهذا شخص عنده مشكلة مع زوجته وليس لدي الوقت بالذهاب إليه لكنني أقول ينبغي على أخواننا من أئمة المساجد والعلماء أن يستقبلوا الناس وان يستمعوا إليهم وألا يغلقوا الأبواب في وجوم..
أنا أدرك أنه ليس بوسعك أن تؤدي كل المطلوب منك وأن ترد على جميع المكالمات وأدرك أن هناك محاضرات وسفريات وبرامج ولديك عائلة ولكن أقول ولو بعض الشيء نسدد ونقارب فأنا أطالب العلماء من جهة وأطالب الناس من جهة أخرى بأن يرفقوا بالعلماء ومشايخنا..
*هل حاولت أن توجه دعوتك للفنانين..؟
بالتأكيد أنا جاءني قبل فترة الفنان عصام عارف الذي ترك الفن نسأل الله له الهداية أيضاً أرسلت مجموعة من الرسائل لعدد من الفنانين وبلغني أنها وصلتهم وبعضهم تأثر بها وبكى خاصة بعد وفاة الفنانين محمد العلي وطلال مداح رحمهما الله وطالبتهم من خلال الرسائل بالتوقف وذكرتهم بأشياء كثيرة..
والحقيقة أننا بعيدون عنهم و إلا فهم يتقبلون النصح وأنا من هذا المنبر أرحب بزيارة الفنانين وأرحب بأي تنسيق يجمعني بهم سواء في جلسة أو زيارة..
فالحقيقة أن الفن أصبح دعوة للفساد غير الفيديو كليب والقنوات المخصصة لها وإثارة لغرائز وشهوات وتطبيع لمسألة العلاقة المحرمة بين الشاب والفتاة وإظهار الفتاة الفاسقة وإظهار صورة الشاب السعيد وهو بصورة تدعو للفسق والفجور وكأنه سعيد بذلك..
*هل تربطك علاقة بالرياضيـين..؟
نعم تربطني علاقة اتصال ومراسلات ببعضهم مثل نواف التمياط وخميس الزهراني وحسن العتيبي ولدي محاضرة بنادي الهلال بعد فترة قريبة..
*لماذا محاضراتك بنادي الهلال..؟! هل تشجع هذا النادي..؟
لا والله لم يكن هذا الهدف فقد ألقيت محاضرات عدة في نواد أخرى من ضمنها نادي الأهلي..
ولعلك ذكرتني بمزحة لي مع الأخوة في نادي الهلال عندما نسقوا معي حول محاضرة سابقة فقلت: عندي شرط..!! نحن في شتاء فسألبس ثوب أزرق وبشتا (مشلح) أصفر قالوا: خلاص نلغي المحاضرة ولكني ذهبت وألقيتها بعد ذلك..
*انتشر بين الناس التعامل والاتصال بالإنترنت والبلوتوث, هل لكم من توجيه بذلك..؟
تعاملنا مع هذه الأمور يجب أن يكون منضبطاً بالضوابط الشرعية, فيكون الشاب أو الفتاة مفتاحاً للخير لا مفتاحاً للشر , ومن نشر شيئاً من الصور والمقاطع المحرمة فعليه مثل أوزار من نظر إليها قال الرسول صلى الله عليه وسلم:( من دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه) وقال تعالى:( وليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلون بغير علم)..
*هل من كلمة أخيرة فضيلة الشيخ..؟
نعم لا بد لكل إنسان أن يبحث عن موقع له في هذه الحياة, ومن عمل في الدعوة أو الاختراع أو الطب أو الهندسة أو غير ذلك, ولا يعيش الإنسان على هامش الحياة صفراً على الشمال, فهذا عار ويجب أن تخدم الدين عبر الانترنت أو عبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك..
منقول
الموضوع الاصلي
من روعة الكون