القوامة هي: إدارة الأسرة, ففي اللغة قام الرجل المرأة: أي قام بشؤونها وما تحتاج إليه.
والقوامة: اسم لمن يكون مبالغا في القيام بالأمر, يقال: هذا قيم المرأة وقوّامها للذي يقوم بأمرها ويهتم بحفظها.
قال تعالى :{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ }النساء34
قال الطبري- رحمه الله-:" يعني بقوله جل ثناؤه (الرجال قوامون على النساء) الرجال أهل قيام على نسائهم في تأديبهن والأخذ على أيديهن فيما يجب عليهن لله ولأنفسهم (بما فضل الله بعضهم على بعض) يعني: بما فضل الله به الرجال على أزواجهم, من سوقهم إليهن مهورهن وانفاقهم عليهن أموالهم وكفايتهم إياهن مؤنهن, وذلك تفضيل الله تبارك وتعالى إياهم عليهن, ولذلك صاروا قواما عليهن نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهن من أمورهن"اهـ (جامع البيان) ( 5/57)
فالقوامة- إذن- تنطوي على معنيين هامين:
1- أن يأخذ الرجل على عاتقه توفير حاجات المرأة المادية والمعنوية, بصورة تكفل لها الإشباع المناسب لرغباتها, وتشعرها بالطمأنينة والسكن، وهذا قمة الإكرام والعز.
2- أن يوفر لها الحماية والرعاية ويسوس الأسرة بالعدل.
فالمقصود أن قوامة الرجل على المرأة: قوامة تدبير ورعاية, وذب عنها وسعي في تحقيق مصالحها .
وليس المعنى قوامة قهر وتسلط وتعنت...
فالإسلام إذ جعل القوامة للرجل على المرأة لم يشرع استبداد الرجل بالمرأة, ولم يرد أن تكون القوامة سيفا مسلطا على المرأة, وإنما شرع القوامة القائمة على الشورى والتعاون والتفاهم والتعاطف المستمر بين الزوج وزوجته.
قال تعالى:" وعاشروهن بالمعروف" النساء19.
وقال- صلى الله عليه وسلم-:" الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون, الله الله في النساء, فإنهن عوان بين أيديكم أخدتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله" اهـ رواه مسلم وغيره.
وقال عليه الصلاة والسلام:" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"
الموضوع الاصلي
من روعة الكون