نبداء بأمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله
عندما توفي مصطفي كامل وهو بعد فى الثانية والثلاثين من عمره رثاه شوقي بقصيدة خرافية كانت أيضا موقفا سياسيا عبقريا
حيث بدأها بقوله
المشرقان عليه ينتحبان ×× قاصيهما فى مأتمٍ .. والدانى
وفى البيت الثانى تتضح الرسالة حيث يقول عن مصطفي كامل
يا خادم الاسلام أجر مجاهد ×× فى الله .. من خلد ومن رضوان
لما نـُعيت الى الحجاز مشي الأسي ×× فى الزائرين وروع الحرمان
ثم يقول فى ابداع
يا ليت مكة والمدينة فازتا ×× فى المحفلين بصوتك الرنان
ليري الأواخر يوم ذاك ويسمعوا ×× ما فات من قس ومن سحبان
وقس وسحبان هما أشهر قبائل العرب فى بلاغه الخطاب وهنا يتضح الموقف السياسي القائم على التوحد والتوجه الاسلامى المخلص
ثم يصف مشهد المرض الأخير لمصطفي كامل فيقول
ولقد نظرتك والردى بك محدقٌ ×× والداء ملئ معالم الجثمان
وناظر العوًاد .. عنك أمالها ×× دمعٌ .. تعالج كتمه وتعانى
ثم يقول فى واحدة من أروع أبياته واصفا مداعبة مصطفي كامل له وهو مريض عندما قال له
" هل سترثينى يا صديقي "
يقول شوقي
فهششت لى .. حتى كأنك زائرى ×× وأنا الذى هد السقام كيانى
وجعلت تسألنى الرثاء .. فهاكه ×× من أدمعى وسرائرى وجنانى
لولا مغالبة الشجون لخاطرى ×× لنظمت فيك يتيمة الأزمان
ثم يصف مكانة هذا الشاب الفريد بلمسة ابداعية متألقة يقول فيها
لو كان يـُحمل فى الجوارح ميتُ ×× حملوك فى الأسماع والأجفان
أو صيغ من عز الفضائل والغنا ×× كفنٌ .. لبست أحاسن الأكفان
أو كان فى الذكر الحكيم بقيةٌ ×× لم تأت بعدُ .. رُثيت فى القرءان
الموضوع الاصلي
من روعة الكون